الأحد، أبريل 11، 2010

تاريخ الحركة الفنية فى السرو بقلم المعتز بالله البهنساوى




**نعرض لفنان واعى وناضج وناهض هو الأستاذ المعتز بالله البهنساوى وهو علاوة على إبداعه الفنى الذى كان يؤهله لإحدى الفرق المسرحية الفنية المحترفة - وفى عمله بالسودان كتبت عنه الصحف السودانية كمبع فى محراب الفن - فهو أستاذ تربوى وصل بجهده وكفاءته وخبرته إلى إدارة إحدى المدارس الثانوية بمدينة السرو فحقق نجاحا إداريا واضحا ورفقاء رحلته فى الفن لايقلون عنه إبداعا وفنا وفى ضوء إمكانيات محدودة جدا وفى ضوء همومهم المعيشية التى تأخهم من الفن كثيرا وللتاريخ أذكر اثناء عملى بديوان المحاسبة ومجلة عالم الفن الكويتية وكنت قد نشرت عدة كتب حدث أن جاءنى أحد الزملاء وقال لى لابد أن تكون سروكم بلد المبدعين فقلت له لماذا فقال أنت تؤلف وتنشر هنا وهناك من أبناء بلدك فنانون كبار سمعت لهم فى سهرة صوت العرب شريط كاسيت وذكرلى منهم الأستاذ معتز ورفاقه المبدعين هذه واحدة والأخرى فى مقال الأستاذ معتز أشار إلى بداية أول عرض مسرحى ولكننى أذكره أن أول عرض مسرحى تم على مسرح بدائى بدوار العمدة على شاطىء النيل وكان بقيادة منصور الجيوشى ونخبة منهم حامدصميدة وأحمد العاصمى ومحمد فريد السنباطى وحيدر التمامى مع حفظ الألقاب ولفيف من الفنانين لاأتذكر إسمهم اليوم وأضيف أيضا دور الأستاذ إبراهيم نوار أستاذ الموسيقى فى هذا المضمار وأترككم مع مقال الأستاذ المعتز بالله

الصور أعلاه من إهداء الفنان الكبير والمخرج المعتز بالله البهنساوى ويظهر فى الصورة الأولى رافعا كأس التفوق وبجواره السيدة فايزة رشاد مدير الإدارة التعليمية لمدينة السرو السابقةأما الصورة الثانية والثالثة فهى من إهداء الفنان علاء بدوية بدولة الإمارات وهو أحد أعضاء فرقة السرو المسرحية وهما تعبران عن لقطات مسرحية شارك فى أدائها

رئيس تحرير المدونة ناجى السنباطى

تاريخ الحركة الفنية فى مدينة السرو

السرو والإبداع المسرحـــــــــــــى

بقلم الأستاذ / المعتز بالله البهنساوى

مدير عام مدرسة حمزة السنباطى الثانوية للبنات بمدينة السرو

بدأت الحركة الفنية للمسرح فى السرو فى الستينات على يد جيل من العمالقة والأساتذة فى عالم الفن المسرحى والسرو فى تلك الفترة كانت تنا فس جيل الرواد فى القاهرة أمثا ل يوسف وهبى وعبد المنعم

مدبولى و سميحة أيوب وأمين الهنيدى وفؤاد المهندس وفايز حلاوة

وغيرهم وكل إسم من هذه الأسماء صاحب مدرسة فنية لها أسلوبها

المميز عن غيرها وفى نفس الفترة وعلى أرض السرو .

كانت للحركة الفنية كلمتها لتعلن التحدى للقاهرة !! رغم بساطة الإمكانات المادية المتاحة فلا ساحة ولا مسرح ولا دار للسينما ولامكتب للدعاية

والإعلان ورغم ذلك كان أصحاب الحركة الفنية السروية يمتلكون أهم

شىء وهو الموهبة الفطرية الأصيلة التى تشع إبداعا فنيا فى كافة الفنون المسرحية . فى ذلك الوقت ظهر الجيل العملاق بقيادة مؤسس الحركة

الاستاذ / منصور الجيوشى (رحمه الله ) و الفنانون حامد صميدة

وناجى بصل (رحمه الله ) و ألفت الواعى وغيرهم.. حيث تم عرض العمل

المسرحى الكبير " الصلح خير " تأليف وإخراج منصور الجيوشى

ولهذا العمل أقيم مسرح خاص فى منزل الأستاذ على الحفناوى الذى

كان مؤجرا للتربية والتعليم كمدرسة إبتدائية (النموذجية ) وكانت تلك

الخطوة تشجيعا لفنانى السرو ومن الطريف أن الاستاذ / على الحفناوى

( رحمه الله ) كان فى ذلك الوقت ناظرا لتلك المدرسة التى كانت تسمى

بإسمه وكان إنشاء هذا المسرح الصغير تشجيعا لهؤلاء الشباب كما قدمت الفرقة فى ذلك الوقت أروع اوبريت فى تاريخ المسرح

تحت عنوان ( فدادين خمسة ) حضره محافظ دمياط فى ذلك الوقت

الذى طلب من الفريق عرض أعمالهم على المسرح القومى بدمباط ووعد

بإنشاء مسرح لهم على أرض السرو .

فى ذلك الوقت ظهر الفنان القدير الأستاذ / أحمد العاصمى الذى برع فى

الكتابة المسرحية والإخراج المسرحى وكان يعمل فى ذلك الوقت مدرسا

ثم ناظرا لمدرسة الشهيد محمد عربانو ولفنه العظيم وابداعاته الفنية صعدت

مدرسة الشهيد محمد عربانو الى أعلى مراكز الشهرة فى ذلك الوقت حيث

قدم العديد من الأعمال الفنية الناجحة داخل المدرسة وكان يدعو قيادات التربية والتعليم لمشاهدة تلك الأعمال التى نالت إستحسان جميع القيادات. .

فى هذا التاريخ نالت السرو شهرة كبيرة فى عالم المسرح وراح شبابها من

الفنانين يجوبون القرى والمدن يعرضون أعمالهم الفنية وفى نهاية عام 1972 قدم الأستاذ أحمد العاصمى أهم أعماله الفنية " اتفرج وشوف "

وهى من تأليفه وإخراجه وبطولة الطفل " محمد السادات البربرى وأمير العاصمى .

فى الوقت الذى كان مركز شباب السرو مهتما برياضة كرة القدم ورفع

الأثقال شأنه شأن المركز الأخرى وكان مديره حينئذ الأستاذ / السيد عجيز لاعب الكرة والمدير الفنى لفريق كرة القدم

السروى الشهير ولاتعرف البلدة سوى أسماء لاعبى كرة القدم والشىء بالشىء يذكر منهم الكابتن فخرى إبراهيم الشهيرى بفخرى الصريف والكابتن العربى يونس والكابتن زكى العيسوى ورعيل طويل من اللاعبين ثم تلاهم جيل آخر منهم الكباتن طاهر التمامى عادل السنباطى الذى كان له شهرة واسعة و احمد الموجى و ياسين الباز ومحمد زكى طعيمة وغازى سليمان وفكرى أبوعبدة وفكرى العاصمى ويوسف محيلب وصانع الألعاب المهندس محمد عبد العزيز سعد الملقب بالضطزوى لمهارته

و ناجى السنباطى صخرة الدفاع وصمام أمن خط الدفاع السروى والمهاجم فيما بعد وحراس المرمى منهم الشهير فاروق العراقى والصلب فتحى الموجى والسادات البربرى وزكى شتا شهيد الحرب ورفعت الصايغ وأحمد الديوى وعلى بدوية

هؤلاء قهروا أعتى الفرق فى ذلك الوقت مثل فربق السكة الحديد نجم الدورى الممتاز واقدم نادى فى مصر وفريق المحلة بنجمه " المسيو "

وفرق الضهرية والاحمدية وميت أبوغالب ورأس الخليج وغيرهم من دمياط الى المنصورة شرق وغرب نهر النيل العظيم ولاننكر دور المدير الفنى السيد عجيز ومحمد كامل أبو الجوخ

هؤلاء أمتعونا بفنون كرة القدم ولكن فنون المسرح ظلت متخلفة عن فنون الكرة

حتى ظهور الجيل الثانى لعمالقة الفن المسرحى فى فترة من فترات التألق الرياضى خاصة لهذا الفريق الذى أشرت إليه وكانت المهمة علينا ثقيلة أن نجذب جمهور الكرة إلى فننا المسرحى وكنا مجموعة فنية على مستوى هائل وموهبة فطرية فذة وكنت واحدا منهم شرفونى بقيادتهم ومعى نخبة ممتازة منهم طاهر مدكور و نشأت بصل و شكرى سرور وعلاء بدوية و محمد المندوه التمامى وحمدى نجا ( رحمه الله ) وطارق التمامى وعزت الالفى و لطفى مدكور والنجمة المتألقة

امل شراب .

قدمت الفرقة فى بداياتها مجموعة من التابلوهات -إسكتشات - الفكاهية على غرارأعمال ثلاثى أضواء المسرح ( سمير غانم ــ الضيف أحمد ــ

جورج سيدهم ) مثل إسكتش دكتور بالعافية و ومحمدين فى بلاد بره.

ومطعم المفاجآت و( شلتنا تلات انفار صبحى وعدلى وديل الفار ) وأعجب أعضاء مركز شباب السرو بأداء الفريق وقام رئيس مجلس

إدارة المركز بدعم الفريق ماديا وتم الإتفاق على تقديم عمل فنى ضخم

مسرحية من ثلاثة فصول أنشىء لها مسرحا خشبيا كبيرا على أرض

ملعب مركز شباب السرو( قبل إنشاء المدارس الموجودة حاليا )

وقدمت المسرحية تحت إسم ( ونيس فوق كوبرى الرشوة ) شاهدها

نحو 10000 ( عشرة ألاف ) متفرج هم كل سكان قرية السرو فى

ذلك الوقت إمتلأ بهم ملعب الكرة ( الجرن ) وكانت مساحته كبيرة جدا فى ذلك الوقت قبل إقتطاع ثلاث مدارس مساحات منه أقيمت عليها

وفى ليلة الإقتتاح إمتلأت أسطح المنازل المحيطة بالجرن بداية من منزل الاستاذ مختار السنباطى حتى منز ل عبد الله أبو دهمة واذكر أن مذيع الحفل كان الأديب الأستاذ عادل عاشور

تلك كانت البدايةالمسرحية للهواة الذين بلغوا بأدائهم حد الإحتراف وليلتها سهرت السرو حتى الصباح يوم لاينسى فى

تاريخ السرو الفنى وتوالت دعوات التشجيع وكانت المفاجأة دعوة من

وكيل وزارة الشباب والرياضة بعرض المسرحية على مسرح دمياط القومى فى حضور السيد المحافظ وطلبت مديرية الشباب والرياضة

ان يقوم الفريق بتمثيل المحافظة فى مسابقة الجمهورية بين محافظات مصر تلك المسابقة التى كانت تحت رعاية الرئيس السابق محمد انور السادات وإستعد الفريق لتقديم أعماله وكانت المفاجأ ة أيضا ترشيح السرو

لتمثيل المحافظة فى مهرجان مدينة المنصورة فى مجال كورال الأطفال

كيف؟!! والسرو فى ذلك الوقت ليس فيها فردا واحدا يستطيع العزف على أى آلة موسيقية وكان الرد من مديرية الشباب : سوف نرسل لكم الفرقة الموسيقية الخاصة بقصرثقافة دمياط وهم مجموعة من الهواة

وكانت فرحة كبيرة تدل على الثقة الكبيرة فى فنانى السرو ولكن ظهرت

مشكلة كبيرة فالفرقة الموسيقية لاتعمل إلا بالنوتة الموسيقية ونحن كنا وضعنا الالحان بالطريقة السماعية وتم الإتفاق على أن يقوم الملحن

بتدريب الفرقة الموسيقيةعلى الألحان ليحولها إلى نوتة مكتوبة تم ذلك

فى أحد المبانى بالمدينة الجامعية بالمنصورة . وتم عمل البروفات مع الفرقة الموسيقية و بمبنى المدينة الجامعية التى اقامت بها الفرق فى إعاشة كاملة وتدرب فريق كورال الأطفال (7 ــ 12 سنة ) وكان من بينهم

عبد الحميد حمدى السنباطى ــ محمود محمود محيلب ـــ أمير العاصمى

ياسر حسين شمش ــ وعدد كبير من الأطفال بنين وبنات الذين أبهروا اعضاء لجنة التحكيم التى شاهدت العرض على مسرح المنصورة القومى حيث قدم الأطفال أناشيد : يابلدنا تأليف الشاعرالكبير السيد الموجى ــ مصر بلدنا ــ ماشيين معاك ياسادات ـــ وغيرها وفاز الفريق بالمركز الثانى على مستوى الجمهورية وعاد بالكأس إلى السرو حيث أقيمت الأفراح والإحتفالا ت بالفريق العائد بالفوز .

فى العام التالى (بداية الثمانينات ) حدثت للفريق نقلة نوعية كبيرة اذ

قدمت أعمالها الفنية إلى إذاعة صوت العرب ووأذاعت الإذاعة عدة أعمال فنية

من خلال برنامج ( شريط كاسيت ) وكانت أعمال فريق السرو لها الأولية

فى الإذاعة كل يوم أربعاء فى الثانية عشرة مساءا وكان مقدما البرنامج الإذاعيان الكبيرين

الأستاذ عبد الله قاسم والأستاذة آمال معوض من أشد المتحمسين لإذاعة

الأعمال الدرامية لفريق السرو وقال الأستاذ عبدالله قاسم قوله الشهير :

ــ أنا بقول لجميع مخرجى الإذاعة تعالوا إسمعوا المعتز البهنساوى بيعمل

ايه . لقد قدم الفريق أعمالا عظيمة على موجة إذاعة صوت العرب منها :

الجاسوس ــ كراكون زمان ـــ قهوة الصابرين وغيرها وقد تم تقديم قهوة

الصابرين كمسلسل درامى تناول مشاكل الجمعيات الزراعية والدروس الخصوصية والجمعيات الإستهلاكية لإظهار سلبياتها على المجتمع المصرى ....فى ذلك الوقت كانت السرو تنتظر الميعاد الأسبوعى لسماع المذيع وهو يقدم فريق السرو : إذاعة السرو من دمياط تقدم : قهوة الصابرين وينطلق صوت المطرب شكرى سرور تعالوا معايا ياناس نسمع حكاوى الناس فى قهوة الصابرين ......... لقد إستطاع الفريق أن ينقل أعماله الفنية من المحيط إلى الخليج عبر موجات إذاعة صوت العرب وأنشىء فىذلك الوقت إستوديو

صغير بإمكانات متواضعة جدا داخل منزلى حيث كان يتم تسجيل المسلسلات على شرائط كاسيت وإرسالها بالبريد إلى إذاعة صوت العرب وأذكر أن عددا كبيرا من المصريين العاملين فى الكويت

والإمارات العربية و العربية السعودية وغيرهم كانوا يتابعون الأعمال الفنية من هذه الدول عبر الراديو .

ومن الطريف أن هذا الفريق كان له السبق فى إبتكار مايعرف ببرلمان

الطليع وذلك بعد إنشاء إدارة الطلائع بوزارة الشباب والرياضة وفازت

السرو بالمركز الأول لأكثر من ثلاث سنوات متتالية وكان يدعم الفريق فى ذلك الوقت الأستاذ مجدى رجب الصعيدى رئيس مركز شباب السرو وهو من الرؤساء الأكفاء وايضا الاستاذ جهاد شتية الإدارى الناجح والنشط وقد كان لهما الفضل فى إحداث نهضة ثقافية كبيرة لمركز شباب السرو فقد كان المركز يحصد معظم جوائز المسابقات على مستوى المديرية رغم قلة الإمكانات فى ذلك الوقت .

ومن الطريف أيضا أنه تم إقتباس بعض الأعمال تحت إسم البرلمان الصغير فى

التليفزيون المصرى وكذلك البرلمان المدرسى فى مدارس وزارة التربية

والتعليم ضمن الأنشطة الطلابية ولانستطيع أن نطالب بحقوقنا الفنية عموما.. تحية خالدة لجميع فنانى مدينة السرو عبر الأجيال

وإلى اللقاء مع الجزء الثانى لتاريخ الحركة الفنية والأدبية لأبناء السرو

هناك تعليق واحد:

دسوقيات يقول...

احيى الاستاذ والاخ الفاضل المعتزبالله سعد البهنساوى على هذا الموضوع والذكريات الجميلة التى حركة فينا حنين الماضى والترابط الاخوى والحياة الاسرية التى قد فقدناها فى زمن المادية وحب النفس وضياع المعانى الجميله بيننا جزاك الله خيرا يااستاذ الفن كله ويامخرج يامتميز ومدرس متميز وناظر متميز ومدير متميز لك منى كل الحب والتقدير.

اخوك المحب لك (علاء بدويه)

أرشيف المدونة الإلكترونية