الصحافة المطبوعة والصحافة الرقمية دراسة مقارنة
دراسة مقارنة
**إعداد :ناجى السنباطى
**(أعدت هذه الدراسة لإتحاد المدونين العرب كجزء من مشروع إصدار كتاب ورقى عن الصحافة الرقمية (صحافة التدوين )
**مقدمة:
**يؤرخ للصحافة المطبوعة بإختراع جوتنبرج للمطبعة وإن كان هناك أشكال مختلفة للإتصال بين البشر وقد مرت الصحافة المطبوعة بتطورات هائلة شملت طرق الطباعة والورق والأحبار وأجهزة الجمع وأجهزة الطباعة كما شملت أيضا الأفكار التحريرية وأساليب الكتابة وإستعانت فى العهد الحديث بعنصرين أساسين الحواسب الآلية وثورة الاتصالات وكان ظهور الراديو عاملا منافسا للصحافة المطبوعة ثم دخول البث التليفزيونى وظهور شبكة الفضائيات من محطات تليفزيونية إلى حلبة المنافسة لتصبح منافسا خطيرا للصحافة المطبوعة لأنها تواكب الحدث لحظة بلحظة ومدعمة بالصور الثابتة العادية والملونة وبأفلام السينما والفيديو وهو ماتعجز عنه الصحيفة رغم تطور أجهزتها وتقنياتها وظلت الصحف تقاوم هذه المنافسة بالإعتماد على التفسير والتحليل وعلى نشر المشوقات لجمهور القراء من رياضة ومن حوادث ومن موضوعات مثيرة ومعتمدة أيضا على الجيل الكبير فى السن من عاشقى القراءة المطبوعة والذى يجد متعة أن يقرأ من صحيفة بين يديه إلا أن المنافسة الممتدة بين الصحافة المطبوعة والتليفزيون وجهت بمنافس خطير ظهر فى القرن الماضى ولكنه دعم قدميه فى سوق المنافسة فى العقد الأخير من القرن الماضى ومع حلول هذا القرن أصبحت الصحف المطبوعة ومحطات التليفزيون تلهث وراءه ألا وهو ظهور مايسمى بالشبكة العالمية لتبادل للمعلومات(الإنترنت) أو مايطلق عليه ( الويب ) وإذا كانت مزاحمة محطات التليفزيون الأرضية والفضائية وذات الكابل لم تؤثر بحجم كبير على الصحافة المطبوعة رغم إقتطاعها لجزء كبير من الجمهور القارىء إلا أن الشبكة العالمية لتبادل المعلومات (الويب ) جاءت بأفكار جديدة وحولت الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية ذات الإمكانيات الإنتاجية العالية والتى تحتاج إلى كلفة مالية ضخمة لايقدر عليها إلا الحكومات والشركات الضخمة..حولتها إلى صحافة ذات إمكانيات قليلة فكل المطلوب جهاز حاسب منزلى أو محمول وهو متوافر بأسعار معقولة ومتفاوتة تناسب دخل الفرد وإشتراك فى إحدى شركات مزودى الخدمة ليصبح لدى الفرد إتصالا تفاعليا بالعالم فيعرف الأخبار فى لحظتها ويتجاوب معها بالتعليق والمشاركة ومن ثم إنتقلنا من صحافةالإنتاج الضخم إلى صحافة الفرد وإذا كان الفرد فى الصحافة المطبوعة يمثل عنصرا من عناصر بشرية وتقنية مؤسسية فهو فى صحافة الويب يشكل مؤسسة صحفية متكاملة مصغرة فى شخص الفرد وقد أثر هذا بالطبع على أشياء كثيرة فقد أنهيت الرقابة على الصحف رغم محاولات الحكومات تقييد هذه الصحافة الجديدة عن طريق حجب المواقع وتقنين عقوبات تجريمية لصحفى الويب كما أنهيت التعتيم الإعلامى على الأشخاص المخالفين للنظم الحاكمة فى الدول المختلفة وفتحت مجالا للحرية من حق المواطن فى أن يعلم وان يعلم عنه وحقه الأساسى فى الإتصال وحقه فى المعرفة وحقه فى العدالة وهى إنجاز مسبوق فى مجالات عديدة تتعلق بحقوق الإنسان وإذا كانت الرقابة على الصحف المطبوعة تمثلت فى الرقابة الإدارية ثم إنتقلت إلى الرقابة الذاتية ممثلة فى رئيس التحرير وهى أشد وأنكى وتمثلت فى الصحافة المسموعة والمرئية فى سيطرة الدول عليها ولما دخلت تحت سيطرة القطاع الخاص (البعض منه) تمثلت الرقابة فى التعبير عن فكر صاحب رأس المال ومصالحه ومن ثم حجب الآراء التى تتعارض مع ذلك ومافلت من هذا ومن ذاك تمثلت فى إتفاقيات بين الدول للرقابة على البث التليفزيون وأيضا الراديوى وحتى لوبعدنا عن الرقابة فهناك السياسات الموضوعة ببث كل ماهو مخالف لعقائدنا وأفكارنا وتقاليدنا فعملت على تغيير الأفكار وبالتلى إعادة تشكيل الرأى العام لصالح قضايا هامشية غرست فيه مفاهيم وآراء جديدة عن طريق مايطلق عليه علماء الإتصال التأثير النؤوم دون الحاجة لرقابة تحمى الحكومات من حرية عرض مشاكل المواطنين من قضايا سياسية وإقتصادية وثقافية وإجتماعية بعكس مانجد فى الصحافة الرقمية من حرية بلا حدود وبدون رقيب سوى رقيب واحد هومحاولة حجب المواقع ومحاولة تجريم أصحاب الآراء التى تفلت من الحجب وهكذا كان لهذه الحرية فى مجال الصحافة الرقمية مجالا واسع النطاق فى طرح كل هموم المواطن وكشف الإنحرافات والفساد فى التو واللحظة بالصوت وبالصورة وبالكتابة وبالحركة وبالضوء مستخدمة حزمة من وسائل الإيضاح والتعبير أو مايطلق عليه المالتيمديا.
**والصحافة الرقمية من وجهة نظرنا هى كل مايطلق على مايكتب من آراء ومن أحداث ومن موضوعات متخذة أشكال صحفية متنوعة تقليدية وحديثة مستفيدة من التقنيات الحديثة معبرة بالكتابة وبالصوت وبالحركة وبالضوءوبالألوان وبفيلم الفيديو والفيلم السينمائى وبالفلاش وبالشرائح على صفحات على الشبكة الإفتراضية (الويب) ومن ثم يمكن أن نطلق على المواقع وعلى المنتديات وعلى المدونات وعلى مواقع الصحف المطبوعة على الإنترنت .. مصطلح الصحافة الرقمية ولكن أقربها إلى هذا المصطلح هو صحافة( المدونات) التى إنتشرت إنتشارا رهيبا إبتداءا من عام 1994 خاصة فى المنطقة العربية وهى مناط دراستنا المقارنة مع الصحافة المطبوعة وهناك ميزة رئيسية لها مقارنة بالصحافة المطبوعة أن هناك تفاعلا آنيا بين صحفى الإنترنت وقراؤه سواء من الجمهور العادى أو من المدونين الآخرين بينما التفاعل بين القراء وبين الصحافة المطبوعة متأخر فى التوقيت ويتحكم فيه رئيس تحرير المطبوعة وفى حالة الصحافةالمسموعة والمرئية يتحكم فيه رئيس التحرير إضافة إلى إستغلال المشاهد والمستمع فى الصحافة المرئية والمسموعة عن طريق المكالمات التليفونية ورسائل الs.m.s.ولأهمية الصحافة الرقمية شكلت إتحادات تطوعية للرعاية والحماية والتضامن والمساعدة الفنية وللتعارف وتبادل المعرفة والمعلومات فيما بين صحفى وكتاب الصحافة الرقمية فهناك إتحاد عربى لكتاب الإنترنت وإتحاد عربى للمدونين وعلى مستوى العالم هناك إتحاد للصحافة الإلكترونية وهناك إتحادات إلكترونية( وهذه الدراسة معدة لإتحاد المدونين العرب --كجزء من كتاب ورقى--- بصفتى عضوا به وعضوا بإحدى لجانه الخاصة بعمل كتاب ورقى واللجنة مشكلة من عشرة أفراد برئاسة الدكتور محمد شادى كسكين وقد تبرع مشكورا عضو الإتحاد الأستاذ نايف البشايرة بطبع الكتاب الورقى على حسابه الخاص)
****من هنا تأتى أهمية هذه الدراسة وسوف نعرض لها فى ثلاثة مباحث:
**المقدمة المذكورة أعلاه
**المبحثالأول:الصحافة المطبوعة
** المبحث الثانى:الصحافة الرقمية (التدوين)
**المبحث الثالث:دراسة مقارنة
**قائمة المراجع والمصادر
المبحث الأول: الصحافة المطبوعة
أولا :مفهوم الصحيفة:
*وضعت دائرة المعارف البريطانية تعريفا للصحيفة "بأنها نشرة دورية غير مغلفة تصدر فى فصول منتظمة وتقوم بصفة أولية بنقل الاخبار ومعظم الصحف تصدر يوميا أو اسبوعيا والفصل بينها وبين المجلة صعب خاصة بين الصحف التى تصدر كل أسبوع ولكن بصفة عامة يسمى المنشور مجلة إذا كان مغلفا بغلافين وفى عام 1928 حدد كل من atto groth الالمانى الجنسية و enwin emery الامريكى الجنسية سمات الصحيفة فيما يلى :
1-أن تنشر بشكل دورى على الاقل أسبوعيا.
2-أن تطبع ميكانيكيا.
3-أن تكون متاحة للناس من كل الجوانب .
4-ان يكون محتوى الصحيفة ذى إهتمام جماهيرى وجاذب .
5-أن تكون ذات توقيت محدد مع الاستمرارية.
ثانيا : الصحافة في تطورها :
" تقدمت وسائل الاتصال بالجماهير في القرنين التاسع عشر والعشرين ، وبشكل كبير ، وقفزت قفزات رائعة ، بسبب كثير من التغييرات التي تحققت في هذه الفترة ، ومن أهمها التطورات الاجتماعية والفكرية وتقدم الاختراعات 0
فالصحافة قبل ذلك لم يكن لها مدلول هذه الكلمة بمعناها ، والسبب في ذلك ، أن الصحف كانت عبارة عن بعض الاخبار المنشورة تصدر أولا تصدر في كل فترة من الزمن ، وكان صاحب دار الطباعة ، هو الذي يصدر هذه النشرة ، ولم تكن دار الطباعة نفسها علي درجة تؤهلها للقيام بهذا العمل البسيط 0
ولم تكن الطباعة نفسها قد تطورت تطورا ذا بال منذ حاول جوتنبرح طبع الإنجيل بحروف متقطعة سنه 1456 ، ثم أخذ الأمر يتطور حينما أخذ المطبعجية في تعيين مساعدين لهم سواء في داخل الدار نفسها أو خارجها ، ومنهم بنجامين داي الذي يدير إحدي المطابع والذي عين بعض معارفه ، للذهاب إلي أماكن للأحداث وكتابة التحقيقات وكان ذلك سنه 1833 ومن ثم عرفت الصحافة خاصة في الولايات المتحدة الخبر الصحفي . الا أن بعضهم ، يري طبقا لتعريف الباحث الالماني [otto Groth ]
والامريكي [Edwin Emerey] ، السابق الاشارة اليهما ، أن أول جريدة حقيقية في العالم هي[The oxford Gazette ] والتي سميت فيما بعد بـ [London Gazette ] وصدرت أول عام 1665 ، وكانت تظهر مرتين في الأسبوع ، وإستمرت في الصدور إلي أوائل القرن العشرين ، وأن الجريدة الأولي باللغة الانجليزية
هي : [the Daily courant ] والتي ظهرت في لندن عام 1702 ، وكانت مهتمه بشكل كبير بالمضمون الادبي والقضايا الفكريه ،وتتوجه أساسا إلي الصفوه المتعلمة ، واعتمدت بشكل أساس في تغطية كل تكاليفها علي الاعلان 0
وفي عام 1660 أصدر طابع من بوسطون هو بنجامين هاريس ، جريده أطلق عليها الشئون الخارجية والداخلية " تعد الجريدة الامريكية الاولي ، ضمت أربع صفحات ، وكانت الصفحة الرابعة ، تترك خالية ، ليملأها القراء ، بأنفسهم ، قبل تحريرها للأصدقاء ،ولم يكن بها عناوين للموضوعات ، وقد أراد هاريس ، أن ينشرها شهرية ، ولكنها توقفت بعد عدد واحد لمهاجمتها حاكم ولاية ( ماسشوسيتس) لأنها صدرت بدون إذن أو أمر من الحاكم ، وأوقف صاحبها وعاد إلي لندن ] ويتضح الإختلاف في رأي الباحثين ، المشار إليها ، فبينما يحدد الباحث الأول تاريخ الصحافة ، بتاريخ ( بنجامين داي ) ، في الولايات المتحدة سنة 1833 ، نجد أن الباحث يحددها ، بعد تعريف دقيق لمعني الصحيفة أنها صدرت في 1665 ، بل يذهب إلي صحيفة أخري صدرت في عام 1660 ، ونحن نميل إلي التحديد المبني ، علي أسس علمية ، وهو تعريف معني الصحيفة أو المجلة أو الدورية ثم تطبيق هذه القواعد ، علي النوع ، المراد قياسه وتحديده ]
**إلا أن أحمد بدر يرى أن الصحافة المطبوعة عرفت لأول مره في الصين في عهد أسرة (تانج ) ، في القرن السابع الميلادي ، حين عرفت الصين ، فنون الحفر والطباعة القالبية واذا تقدمنا في التاريخ ، مع بداية عصر النهضة في أوروبا ، سنتعرف علي الصحافة ، كما ، نعرفها اليوم ، وذلك بعد إختراع الطباعة ، بالشكل المعروف ، علي يد (جوتنبرح) ، ويعتبر هذا الحدث ، إحدى علامات التطور الحضاري البارزة ، إذ توالت بعده ، صدور الصحف في أوروبا ، فصدرت أول ي الأسبوع ، الم هي []خاصة في الولايات المتحدة الخبر الصحفي ()عارفه ، للذهاب إلي أماكن لل
جريدة مطبوعة في ألمانيا ، سنة 1502 م ، وكانت تسمي ( نيوزيتونج ) وطبعت أول صحيفة في إنجلترا عام 1922 ، وهي ( الاخبار الأسبوعية (Weekly News)
**ثم ظهرت أول صحيفة ، في إيطاليا ، عام 1566 وفي هولندا عام 1616 وفي السويد عام 1624 ، وفي فرنسا عام 1631 ، ثم ظهرت الصحافة في المستعمرات الأمريكية ، وفي أمريكا بعد الاستقلال ، فقد شهد عام 1830 ، تغييرات هائلة في مجال الصحافة ، إذ بدأ صدور صحيفة البنى The penny Press ، أي التي يستطيع الجمهور العادي ، شراءها ، وكان يطبع منها أعدادا كبيرة ، وتغطي نفقاتها بالإعلان ، وتزيد التوزيع ، بالاخبار المثيرة ، والقصص المسلية وإنطلقت الصحافة العالمية بعد ذلك فى مسيرتها الهائلة ، مع إدخال التكنولوجيا ، المتطورة في :
(1- الطباعة 2- الإخراج ) . ونضيف إليها] ( فن التحرير الصحفي ) كما نضيف إليهم ، الأجهزة والمعدات ووسائل الإتصال الأخري ، وكذلك العنصر البشري ، فكمية هائلة من التحديثات ، بدون فهم الإنسان لها ،واستيعابه لها ، عن طريق التدريب والتعلم ، تعد مجرد قطع من الحديد والاسلاك ، المجمعة ، لا تغني ولا تسمن من جوع [
**وقد دخلت التحديثات ، علي العناصر السابقة ، بمرور الأيام ، وكان يحكمها ، عامل ( الإنتاج الكبير الذي لا يقدر عليه ،إلا الكيانات الكبيرة ، وقد أدي هذ1، إلي محاولات التجمع ، في شكل شركات ضخمة ، أو محاولة تنظيم الحكومات لها ، في شكل كيانات كبيرة ، أو تأميمها في جهات أخري للرقابة عليها من ناحية ، ولضخامة الإستثمارات فيها ، والتي لا يقدر عليها إلا رأس المال الضخم ، والصحيفة لا تتأثر بصاحبها ، أو بالناشر فقط ، وإنما هي تتأثر ، بمالها ، من أدوات وآلات وتطورات تكنولوجية تتصل بصناعتها وإخراجها ، وبتجميع الاخبار وتقديمها ونشرها 0
[ كما أن التحسينات ، في وسائل النقل ، من الحمام الزاجل ، ( ومن قبل الهدهد )]بإعتباره في رأينا ، أول ناقل للخبر ، بل أول صاحب رأي (000 من سبأ بنبأ يقين ) " ومن الجياد والسفن الشرعية ، إلي الطائرات النفاثة ، إلي الأقمار الصناعية
قد عملت جميعها ، علي سرعة تجميع ونشر الأخبار ،والصور ، بينما ساعدت التطورات الميكانيكية ، في الطباعة ، وصناعة الورق ، علي زيادة حجمه وكميته ، ويمكن القول ، أن التطور التكنولوجي ، بدأ حقيقة منذ القرن الخامس عشر منذ إختراع المطبعة ، وحتي أوائل القرن التاسع عشر ، كانت الطباعة يدوية ، ثم استخدمت المطابع الاسطوانية cylinder press في جريدة التايمز اللندنية سنة 1814 ، ثم إستخدمت المطابع ، التي تعمل بالبخار بدلا من تلك التي كان يتم تشغيلها يدويا ، وإخترعت في سنة 1860 الألواح المصبوبة stereotyr platel ثم جاء التطور الكبير بعد ذلك ، في سنة 1881 ، بإستخدام آلات اللينوتيت linotype بينما ساعدت ( القوة الكهربائية ) علي تحسين عمليات تقطيع الوزن ، وتجليده ، وطبعه
كما ساعدت التطورات السريعة ، في التليفون والكتابة علي الآلة الكاتبة ، وعمليات الحفر Engraving وإستخدام الألوان والأحبار في التطوير التكنولوجي ، الذي أدي إلي إخراج الصحيفة الحديثة بشكل مختلف ، كما شهد القرن العشرين تحسينات أخري في العمليات والآلات المستخدمه 0
خصوصا تلك التي تتصل ، بآلات الجمع التصويري وآلات الطبع الأوفست ، وتلك التي تتصل بإختراع الطباعة عن بعد teletype وذلك حوالي 1928 ( بينما يطبع الخبر علي الآلة الكاتبة في بلد ما أو مكان معين ، يقوم نظام التليتيب بطباعته في بلد آخر ، في نفس الوقت إضافة إلى المستحدثات ، في علم التصوير الفوتوغرافي ، وإستخدامها ، الألوان ، وبالتالي ظهور الصحافة الملونة )pictorial journalism .
* وتشير التطورات التكنولوجية إلى إمكانية الطباعة الفورية للصحف على النطاق القومىوالدولى وذلك على عن طريق النبضات الإلكترونية electronic impulses التى تترجم بصورة آليةإلى صحف مطبوعة ولكن ذلك يهدد وظائف كثيرة من الفنيين والعمال ] ومن وجهة نظرى يمكن إعادة تدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع التقنيات الجديدة [
ثالثا : الصحافة العربية في تطورها:
*يؤرخ لبداية الصحافة العربية ، في مصر ... فكما ذكر مؤرخوا الصحافة المصرية والعربية ، أن مصر عرفت الصحافة في أثناء الإحتلال الفرنسي ، المسمي بحملة نابليون سنة 1798 ، وإصداره لجريدتين ، كورتيت ويلجبت ، لاريكار اجبشين ، إلا أن هذه الصحف ، لم تكن مصرية ، وإنما كانت تعبر عن لسان حال الحملة.. وفى عام 1825 ، تأسست مطبعة بولاق ، ، وأصدرت دورية جورنال الخديوي ،وصدرت صحيفة شعبية لإبراهيم المويلحي ومحمد عثمان جلال عام 1869 علي أنه يؤرخ للصحافة المصرية ، بجريدة الوقائع الرسمية ، الصادرة عام 1828 ، وفي مصر أيضا ظهرت أول مجلة علمية متخصصة ،في الشرق العربي وهي (
يعسوب الطب ) التي صدرت عام 1865 ، للبقلي باشا ثم توالت بعد ذلك ، بمصر العديد من الصحف والمجلات ، علي يد مصرين وشاميين ، وبتشجيع من بعض قادة العالم الإسلامي ، أمثال جمال الدين الأفغاني علي أنه يمكن القول ، أن الصحافة المصرية ، مرت بمراحل كثيرة ، نذكرها فيما يلي :-
1- المراحل المبكرة ، قبل الإحتلال
2- مرحلة الإحتلال البريطاني
3- نشأة الصحف الوطنية ، كصحف مصطفي كامل ومحمد فريد وعبد الله النديم
( اللواء – والأستاذ )
والشيخ الغاياتي ( جريدة المؤيد) ، وغير ذلك ، من الصحف ،والتي قامت حولها ، الأحزاب المختلفة ، كظاهرة تختلف عن الظواهر الحالية ،من حيث قيام الصحف ، حول الأحزاب 0
كما كان للعرب والمسلمين في مصر ، مجالا واسعا ، في هذا المضمار ، تمثل في الصحف المختلفة الصادرة لتعبر عنهم ، كمسلمين ، وكهاربين من الحكم العثماني ، وإمتد بهم الحال هكذا ، ما بين شد وجذب ، في الولاء ، لمن ؟
* ثم جاءت صحافة الإستقلال ، مع ثورة 23يوليو 1952 ولم يبق من هذه الصحف القوية إلا صحيفة الأهرام ، وصحف (دار الهلال حاليا ) وتمثل مرحلة هامة ، من دخول ما يسمي بقانون تنظيم الصحافة في سنة 1960 ، ثم التشريعات المختلفة ، التي تفيد من مهنة الصحافة ، والتي هي بطبيعتها ، تقوم علي الحرية المسئولة ، وليست الحرية الموجهة وفرق كبير بين الاثنين ، وما وصلت إليه ، ثم صدور قانون سلطة الصحافة رقم 148 لسنة 1980 ، مرورا بالقانون المرفوض ثم القانون 61 لسنة 96
* وقد صد ر في العالم العربي صحف ومجلات منها :
عام 1828 صدرت الوقائع المصرية في مصر
عام 1847 صدرت المبشر في الجزائر 0
عام 1858 صدرت حديقة الأخبار – لبنان
عام 1860 صدرت الرائد في تونس
عام 1865 صدرت سورية في سورية
عام 1866 صدرت طرابلس الغرب - في ليبيا
عام 1869 صدرت الزوراء في العراق
عام 1879 صدرت صنعاء ، في اليمن
عام 1889 صدرت المغرب ، في المغرب
عام 1889 صدرت الجازيت في السودان
عام 1908 صدرت الحجاز في السعودية
عام 1928 صدرت الكويت في الكويت
**وبذلك يتضح أن جريده الوقائع المصرية ، أول جريدة عربية ، ولكن " رزوق عيسى رئيس تحرير مجلة " المؤرخ العراقى" يقول ، أنه ظهرت في بغداد صحيفة " جرنال العراق "أنشأها الوالي دواد باشا الكرجي عام 1818 وكانت تنشر باللغتين العربية والتركية ، وتذاع فيها وقائع القبائل وأبناء العراق ، وأخبار الدولة العثمانية ، والقوانين والأوامر والنواهي ، وغير ذلك من الأمور الإدارية .
ويقول سامي عزيز ، أن الصحافة العربية ، تأخرت ، عن التحديث ، بسبب الإحتلال العثماني ، وسياسته تجاه العرب ، وكان تاريخ الصحافة ، في أي قطر عربي في القرن 19 يدل علي مدي ما كانت تعانيه البلاد العربية من عسف وإضطهاد تحت السيطرة العثمانية وعلي سبيل المثال ،تعليمات للصحافة في عهد السلطان عبد الحميد ،والتي تعد كقانون من قوانين المطبوعات ، والتي يدل محتواها ، علي خوف السلطة من الصحافة ، وكانت ملامح الصحافة ، تحمل نفس السمات ، من عقوبات للصحفيين ، ونفي ، وتعذيب ، وضرب في ظل الحكم العثماني ، في كافة الاقطار العربية
ثم ظهرت الحركات الوطنية ، وظهرت ، في آواخر القرن 19 وبداية القرن العشرين ، ونشأت الأحزاب ، في دور الصحف كما قلنا ، كما أن الصحافة العربية ، إرتبطت فى الحرب العالمية الأولي بثلاثة عوامل :
1- الرأي الرسمي
2- آراء طبقة الزعماء والسياسين ، والوجهاء وأصحاب الثروات 0
3- الطموح الفردي
4- تأثير التطور العلمي و السياسي والعقائدي والإجتماعي في حياة الصحافة
*******************************
* ويمكن أن نقول ، أن هذه الصحافة ، قد تطورت ، من حيث " فن التحرير الصحفي " إذ تطورت من ناحية " الرأي " إلي صحافة " الخبر " و" التحقيقات المصورة " وتحولت المقالات من الصحفات المطولة ، إلي الأعمده وأنصاف الأعمدة ، ومن الزخرف اللغوي إلي الأسلوب الصحفي الاجتماعي .
رابعا : التطور الحديث في الصحف المصرية والعربية :
[ إاستفادت الدول العربية من التطورات الحديثة في مجال الصحافة من أجهزة ومعدات طباعية وأجهزة ومعدات إتصالية وأجهزة ومعدات التصوير ، وبالتقدم في علم الكيمياء بما أفاد في التصوير وفي الألوان وفي الأخبار وفي صناعة الورق ، وبالتقدم في علم الميكانيكا ، وفي صناعة آلات الطباعة والكهرباء ، وصناعة الورق والأحبار وغير ذلك ، من الصناعات المتعلقة ، بعناصر الصحافة ، كما أن وسائل المناولة وسهولتها ، ويسرها ، حققت إنجازا ، بالمقارنة ، مع المناولة اليدوية ، بدءا من السيور المتحركة ، مما أدي إلي توفير الوقت والجهد ،
ولكن هذه الإستفادات من المستحدثات: ، قد إختلفت من دولة إلي أخري ، نظرا ، لأنها تحتاج إلي أموال كثيرة ، لايقدر عليها ، إلا المؤسسات القوية ، والتي تملك مصادر تمويل جيدة ولكن نجد أن أقل الدول مهارة في الصحافة تملك الآن أرقي المستويات الطباعية وأرقي الاحبار وأرقي الأوراق ، نظرا لظهور البترول في هذه الدول ، مما جعلها من القدرة بمكانة علي توفير مثل هذه الصناعات الضخمة ، قبل الدول المتقدمه صحفيا ، كمصر ولبنان ، ولم تكتف بهذا ، بل قامت بإستقطاب ، الكفاءات الصحفية ، من صحفيين ومخرجين وعمال طباعة مهرة وأجزلت لهم العطاء ، لتكتمل حلقات الإنتاج الطباعي لديها ، من أجهزة حديثة وكوادر فنية وإدارية وتحريرية ، وهي عناصر الإنتاج الناجح ، إلا أن ذلك يعد عيبا لها ، بقدر ما هو ميزة ، إذ أن هؤلاء ، عمالة مؤقتة سريعا ما ترجع إلي بلادها وسرعان ما قامت هذه الدول ، بمحاولة ، شغل المناصب القيادية ، بعناصر وطنية ، إلا أن المشكلة ليست في المناصب القيادية
علاوة علي عدم وجود إتجاه قوى وفعال لدي العناصر الوطنية للعمل بالصحافة ، بدلا من أعمال أخري متوفرة لديهم 0
وتزداد المشكلة صعوبة في المستويات الأدني من رئيس التحرير أو حتي مدير التحرير ، التي تدير ورشة العمل هذه [0
*** وفي مصر ، بدأت دور الصحف ، في تحديث نفسها ، من كل النواحي ، وكان العامل الطباعي ، أهم عنصر ، كما في أنحاء العالم ، وقد كانت التجربة ، قد بدأت ، في دار التعاون ودار المعارف وبدأت في جرائد ومجلات أخري
إلا أن التجارب الرئيسية ، بدأت في جريدتي الاهرام والاخبار وفي جريدة الجمهورية فيما بعد وفي دار الهلال ، مازالت في دور التنفيذ ، وذلك بإحلال آلات الجمع الحديثة ، لينوتيب وإنترتيب ، ثم الجمع التصويري ، مع آلات الطباعة بالأوفست ، والتي غزت العالم الآن نظرا لمزاياها المتعددة في الطباعة وكانت التجربة بارزة ، في جريدة الأهرام في التجديدات التي قامت بها ، وفي الأخبار ثم فى جريدة الجمهورية بعد فترة من تجربة الأهرام ومن تجربة الأخبار والتي لم تقتصر علي توافر مثل هذه الأجهزة والالات ، بل تعدتها إلى توافر مباني حديثة تلائم ذلك ، ممثلة في مبني الأهرام الحديث نسبيا ، وفي مبني مؤسسة أخبار اليوم الجديد ، والقريب من المبني القديم وفى مبنى جريدة الجمهورية الجديد.
**رابعا: الصحافة والرأي العام والمجتمع:
· بعد دراسة لعدة سنوات قامت لجنة تسمي بلجنة حرية الصحافة التي تألفت من بعض أساتذه الجامعات الأمريكية :
*- إلي أن للجمهور خمسة مطالب مثالية من الصحافة كما يلي :
1- أن تكون تقرير شامل دقيق لأحداث اليوم
2- أن تكون مساحة لتبادل النقد البناء والتعليق علي الأحداث الهامة 0
3- عرض أراء وإتجاهات الجماعات المكونة للمجتمع
4- تقديم وإيضاح أهداف المجتمع وقيمة
**خامسا:أخلاقيات ممارسة الصحافة المطبوعة :
**ونقصد بها مجموعة القواعد التى يلتزم بها العاملون فى الصحف وهو مايطلق عليه (ميثاق الشرف الصحفى ) وسوف نعرض لميثاق الشرف الصحفى فى مصر كنموذج لمايجب أن يلتزم به العاملومن فى الصحافة وهو لايخرج عن مواثيق الشرف فى دول عديدة من دول العالم فقد جاء بالميثاق أن العمل الصحفى لايستمد شرفه من جودة أدائه فحسب بل يستمد قبل هذا من شرف الغاية التى تخدمها الكلمة المنشورة..إن الكلمة المجردة من الإلتزام لخدمة تقدم شعبنا مجردة من الشرف ولايتحقق شرف الإلتزام للعمل الصحفى إلاإذا كان إختيارا واهبا ومستقلا عن كل مصادر الوصاية والرقابة والتوجيه والإحترام.
**إن إستقلال الصحافة بدورها ومسئولياتها الإجتماعية الإجتماعية من أجل الشعب وتحت رقابته وحده هو الشرط الأول للعمل الصحفى الشريف أداءا ومسئولية.
**وطبقا لهذا على الصحفيين وفاءا بماهم مسئولون عنه ..أن يتوخوا فى سلوكه المهنى مبادىء الشرف والأمانة والنزاهة وأداب المهنة وتقاليدها ..وترى إجلال خليفة وغيرها من رجال الإعلام بأن هناك إلتزامات عشر شأنها شأن ماورد بميثاق الشرف الصحفى تتلخص فى إلغاء كافة القيود على حرية الكلمة وسهولة الحصول على المعلومات والحقائق وتوافر ضمانات للصحفيين فى شأن حرية التعبير وتغطية الأحداث وفى شأن تحديد علاقة المؤسسات الصحفية بالجهات الرسمية والمطالبة برفع الرقابة بكل صورها وتحديد دور الإعلان فى مجتمع مثل مجتمعنا وبما يتفق مع أهداف مجتمعنا. وأضيف أن على الصحفى فى نفس الوقت أن يلتزم الصحفى بقواعد السلوك المهنى الشريف من كافة جوانبه وأن يبتعد عن العمل بالإعلانات وأن يعرض وجهة نظر الأطراف المطروحة فى قضية ما وأن يبحث الحق وأن يرسى قواعد العدالة وألا يميل لصالح السلطة ضد مواطنى بلده لأنه يعمل من أجل الشعب ومن ثم أن يعبر عن قضاياه ويدافع عنها وأن يتوخى قواعد الأخلاق والشرف وأن يحمى مصادر معلوماته وأن يتقى الله ويراعى ضميره فى كل عمل يقوم به.
المبحث الثانى: الصحافة الرقمية:
لصحافة الرقمية(صحافة الويب أو التدوين )
كما عرضنا للصحافة المطبوعة نعرض لنوع جديد من الصحافة وإذا قلنا أن الصحافة المطبوعة مجالها الورق والحبر والطابعة فالصحافة الرقمية مجالها الواقع الافتراضى أو مايسمى بمنظومة الويب وقد يطلق عليها الصحافة الإلكترونية التى تعتمدعلى شبكة الويب وإذا كان ماينشر على الشبكة يشمل العديد من المسميات التى يمكن أن يندرج تحتها مصطلح الصحافة مثل المنتديات والمواقع والنسخ الإلكترونية للصحافة المطبوعة والمدونات إلاأن أقربها لمصطلح الصحافة الإلكترونية هى المدونات وسنعرض لمفهومها ومجالها وتأثيرها وأخلاقياتها والقيود المفروضة عليها.
أولا : البداية:الدواوين
**يعتقد البعض أن المدونة ترجع عربيا إلى نظام الدوواين قى بداية الدولة الإسلامية(عصر الخلفاء الراشدين )
**و الدواوين جمع “ديوان” والديوان يعنى السجل الذى يتم فيه تدوين الأعمال والأموال والقائمين بها أو عليها ، أو على حد تعبير الماوردى فى الأحكام السلطانية : والديوان موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال ، ثم أطلقت الكلمة أيضاً من باب المجاز على المكان الذى تحفظ فيه السجلات ويجرى العمل بها .وقد اختلف الباحثون فى أصل هذه الكلمة ، فذهب البعض إلى القول بأنها ترجع إلى أصل فارسى ومنهم العلامة ابن خلدون فى مقدمته ، بينما يعود بها البعض الآخر إلى أصول عربية ، من دَوّنَ الشىء أى : أثبته ، على حد قول ابن منظور فى لسان العرب أخذا عن سيبويه .******************************
ومن ذلك التعريف اللغوى والتاريخى بالدواوين يمكنناً الوصول الى العلاقة بين الدواوين والمدونات فكلاهما وسيلة لتدوين او حفظ جميع الاحداث التى تجرى فى عصر ما .مع الفرق بين المدونات والدواوين , فقد كانت الدواوين تستخدم لتدوين شئون الدولة الاسلامية ولم تكن متاحة لعامة الشعب ان يدون بها ما يريد بل كانت لحفظ ما يتعلق بحقوق الدولة من أموال وأعمال وغير ذلك من أمور الدولة .أما المدونات فهى وسيلة تدوين أو حفظ ولكن متاح للكافة أن يقوم بالتدوين فى أى موضوع وبكل حرية .ومع ذلك لا ننكر أن هناك امتداد تاريخى بين الدواوين والمدونات .ويمكننا من هنا أن نقول أن المدونات هى التطور القوى والسريع لنظام الدواوين
** ثانيا :مفهوم المدونة
**المدونة (Blog or Weblog) هي عبارة عن موقع على الانترنت يستخدم كجريدة الكترونية, مثلها مثل باقي الوسائط المتعددة, في بعض الأحيان, المدونات تركز على موضوع معين, مثل الطعام, السياسة أو الأخبار المحلية, و يمكن أن تكون هذه المدونات عبارة عن مذكرات يومية.
تحتوي المدونات على نصوص, صور و وصلات لمدونات أخرى, مواقع انترنت, و وسائط أخرى متعلقة بالمقالة.
********************************
**منذ ظهور مفهوم المدونات عام 1995, وهناك من يرجعه إلى عام 1994 إنتشر التدوين في العالم بشكل كبير, و شكّل مجتمع شعبي كبير, بالتالي أصبحت العديد من المواقع على شبكة الانترنت, تقدم إمكانية استضافة مجانية لهذه المدونات.
*********************
** وقد ظهر الإصطلاح WebLog لأول مرة أواخر سنة 1997، ثم ظهر الاختصار Blog بعد ذلك بسنتين. لكن هذا النوع من مواقع الانترنت ظهر قبل ذلك بسنوات، وبالضبط في شهر مايو من العام 1994. وحسب إحصائيات شهر أغسطس الماضي فقد تجاوز عدد المدونات حول العالم 50 مليون مدونة!
والـ WebLog يعني حرفيًا “سجلات الشبكة”؛ ويقصد بها: دفتر يوميات إلكتروني. وقد تم الاتفاق عربيًا على “مدونة” كتعريب لـ Weblog (أو Blog)، و”تدوين” تعريبًا لـ Blogging.
وفى رأي الدكتور عبد الفتاح مراد أنه يجب ترجمة مصطلج البلوج بكلمة معلقة ومع تحفظى على هذا الرأى لأن المعلقة كانت تعلق على الأسوار وفى فترة زمنية قديمة وفى مكان محدود تماما ومجهة لجمهور إقليمى بينما المدونة موجودة على شبكة الويب طالما أنت متصل بالشبكة وموجهة لملايين البشر ومن ثم فرقعتها الجغرافية والزمنية والبشرية لانهاية لها.
**والمدونات هي مواقع على شبكة الانترنت تتميز بسهولة إعدادها وصيانتها وتحيينها، وقد ظهرت في البداية كدفتر يوميات شخصي يكتب فيها المراهقون اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم، ثم تطورت لتصبح وسيلة للتعبير عن الآراء والحوار حول قضايا مشتركة، ثم جاءت حرب الخليج الثالثة لتخرج هذه المدونات إلى الأضواء ليعرف بذلك فعل التدوين طفرة نوعية في أكثر من منطقة من العالم. حيث تطورت مواضيع المدونات وفرضت نفسها كنمط جديد من الصحافة الالكترونية، ولعل قوتها الأساسية هي أنها تمثل صوت “رجل الشارع” دون أي رتوشات إيديولوجية أو رقابة مؤسساتية. فالمدونات وسيط مفتوح لنشر الآراء من جميع الاتجاهات، كما أنها بآنيتها وسرعة مقاربتها للأحداث تكاد تسحب البساط من تحت الصحافة التقليدية، خاصة في الدول ذات الحيز الضيق من حريات التعبير، والاحتكار شبه الكلي للإعلام من طرف السلطة.
وتعتبر ربيكا بلود أن المدونين هم الخارجون فى عالم الانترنت. فقدرتهم على تنقية وإفشاء المعلومات لقطاع عريض من المتلقين وموقعهم خارج نطاق الإعلام السائد هما نقطتين من أهم نقاط قوتهم. إنهم لا يدينون بالفضل لأحد. ينشرون المعلومات، يشيرون إليها ويعلقون عليها وفقاً لمعاييرهم الخاصة المميزة. ****************************************************
ثالثا:أساسيات المدونات (Bloggs):
مصطلح Blog تم اشتقاقه من كلمة web log و تعني الدخول إلى الشبكة, و تم دمج الكلمتين فأصبحت Weblog, اختصرت و أصبح Blog, و الذي يكتب المقالات يسمى Blogger, و عملية الكتابة تدعى بالـ Blogging.
المقالات الموجودة في المدونة يكون لها الشكل العام التالي:
العنوان – العنوان الرئيسي للمقالة, أو الترويسة للمقالة.
الجسم – المحتوى الرئيسي للمقالة.
التعليقات – التعليقات المضافة على المقالة من قبل القراء.
وصلة المقالة – وضع الـ URL للمقالة كاملة (إذا وجد).
تاريخ النشر – تاريخ و وقت نشر المقالة.
** ما هو الفرق بين المدونة و المواقع العادية؟
المدونة تتألف من صفات أساسية, تميزها عن صفحات الانترنت المعيارية. فهي تسمح بخلق صفحات جديدة: معلومات جديدة تضاف بسهولة داخل نموذج (عادة يتألف من العنوان, التصنيف, و جسم المقالة), و من ثم تضاف المقالة إلى المدونة.
القوالب الأوتوماتيكية تهتم بعملية إضافة المقالة إلى الصفحة الرئيسية, إنشاء صفحة كاملة للمقالة.
كما تسمح بالفلترة السهلة على مضمون المدونة, وفقاً للتاريخ, التصنيف أو الكاتب.
كما تسمح لمدير المدونة إضافة عدد من الناشرين, المصرح لهم بكتابة مقالات ضمن المدونة.
**- الوسائط الرقمية:
بعد انتشار النصوص و وصلات الانترنت, بعض المدونات أصبحت تتضمن صور, و مقاطع فيديو.
و بعض المدونات تحتوي على وصلات لملفات صوتية.
و هناك مدونات تسمى بمدونات الـ MP3, تكون متخصصة بنشر أغاني من أنواع معنية.
هناك الكثير من الأسماء التي أصدرت لتعبر عن المدونات مثل moblog, و هي المدونات المختصة بالأجهزة المتنقلة
رابعا :أنواع المدونات:
**شخصية: حيث يكتب الناشر أفكاره الخاصة, أو شعر خاص به, أو رسومات قام برسمها, بالتالي تصبح المدونة كمعرض شخصي يمكن الوصول إليه من أي مكان في العالم.
**خبرات سابقة: بحيث يكون الناشر بكتابة خبراته و تجاربه في المدونة, بالتالي تصبح المدونة و كأنها C.V. خاصة به, تعرض جميع قدراته و مهاراته.
**اجتماعي: بحيث يتناول الناشر المواضيع الاجتماعية, و يكتب قصص من وحي المجتمع الذي يعيش فيه.
بالإضافة إلى المدونات الأدبية, الثقافية, الاقتصادية, السياسية, العلمية, و الرياضية... الخ.
وهكذا نجد أن هناك أنواع كثيرة للمدونات, عمليا محتوى كل مدونة, هو الذي يحدد نوع المدونة.
خامسا :المدونات العربية:
**ضمن ما يزيد عن 37 مليون مدونة تضمها شبكة الانترنت (1) ، لا يكاد نصيب المدونات العربية يزيد في أفضل تقدير عن 40 ألف مدونة (2) ، أنشئ اغلبها في عام 2006م ،إلا أن تأثير وشهرة هذه المدونات قد فاقت التوقعات وباتت تمثل صداعا في راس العديد من الحكومات العربية التي تخشى بشدة أن يتملك المواطنين وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير قانونية واللاديمقراطية التي تسم نهج هذه الحكومات ، لاسيما بعد النشاط البارز للمدونين المصريين ، الذين كانوا كمن أشار لطريق جديد يمكن أن يسلكه المدونين العرب، حتى ولو دفع هؤلاء المدونين المصريين ثمنا لنشاطهم و كشفهم هذا ثمنا غاليا ، تمثل في سجن العديد منهم لشهور عديدة ، عقب اتهامات جائرة وتحقيقات غير محايدة.
فعلى الرغم من حداثة ظهور المدونات العربية بشكل عام ، إلا أنها قد أصبحت أداة فعالة أجاد المدونون العرب استخدامها ، سواء في التعبير عن همومهم وهموم مجتمعاتهم بما فيها همومهم الشخصية أو العامة .
فقد برزت مجموعات عديدة استخدمت هذه الوسيلة في الكشف عن المسكوت عنه بالعالم العربي مثل تناولهم لتفاصيل غير معلنه عن طبيعة الحياة بمجتمعاتهم
**بروز المدونات العربية عبر محطات هامة
بدأت المدونات العربية في الظهور منذ نحو ثلاثة أعوام عبر بروز بعض المدونات التي تعتبر قديمة نسبيا مثل " حوليات صاحب الأشجار
" إلا أن بعض الأحداث التي دارت حول أو عبر المدونين العرب ، قد ساهمت بشكل كبير في طرح الأسئلة عن هذه الأداة الجديدة أو المدونات ، والتي تعد محطات هامة ونقطة انطلاق جعلت نشاط المدونين وكتاباتهم تحت الضوء مما حدا بالكثير من الجمهور العربي ولاسيما الشباب منهم لآن ينشئوا مدوناتهم الخاصة .
ومن أهم هذه الأحداث او المحطات الهامة التي ساهمت في شهرة وتوسيع رقعة المدونين ** سلسلة من المقالات للصحفي المخضرم جهاد الخازن في جريدة الحياة اللندنية واسعة الانتشار عن التدوين والانترنت في العالم عموما مع التركيز على العالم العربي في بداية عام 2006 .
** إشارة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل خلال لقائه بقناة الجزيرة إلى متابعته واهتمامه بمدونة "بهية " من مصر .
** فى السادس من أبريل 2006 أقال وزير الشؤون الاقتصادية والعامة كاتبه العام (لحسن بلكورة) من منصبه بسبب رحلة إلى نيوزلاندا كلفت الوزارة أزيد من عشرة ملايين سنتيم، والفضل يعود إلى المدون رشيد جنكاري الذي نشر في مدونته ما يكشف هذا التبذير.
خامسا:تأثير المدونات:
**كان لدى خوان كول، أستاذ التاريخ، الكثير ليقوله حول الإرهاب والحرب على العراق، لكن القليل من كان يصغي إليه، ولم يستطع نشر مقالاته في الصحف، لكنه حين أنشأ مدونته حصل على 250 ألف قارئ شهريًا، وبدأ في الظهور في وسائل الإعلام، بل وشهد أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية؛ يقول: “نتيجة لتدويناتي، دعتني مجلة ميدل إيست جورنال للمساهمة في عدد خريف 2003. وعندما أجرى موظفو لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية بحثا بين المنشورات عن مقتدى الصدر وحركته، لم يظهر سوى مقالي. وقد قرأه موظفو مجلس الشيوخ وبعض الأعضاء وكانوا متشوقين لمعرفة آرائي حول الوضع”. هذا التحول لـ خوان كول إلى خبير ومفكر معروف يعزز التأثير المذهل لعالم المدونات.
**فى شهر سبتمبر 2004 نشرت شبكة CBS الإخبارية تقريرًا لكبير مذيعيها (دان راذر)، حول وثائق ذات صلة بخدمة الرئيس بوش العسكرية. صاحب مدونة PowerLine بدت له تلك الوثائق مزورة فكتب عن ذلك في مدونته، وفي غضون ساعات توصل من أحد القراء بوثائق أصلية صادرة عن الحرس الوطني فقام بنشرها فورًا في مدونته، ثم سريعًا سيشير أكثر من 500 موقع آخر إلى مدونة PowerLine، وسيبدأ الحديث عن هذه المدونة في الإعلام الأمريكي وسينسب لها الفضل في كشف خطأ تقرير الـ CBS.
هذا مثال جيد على قوة المدونات، وهناك من يعتبر هذه الحادثة بداية النضج للمدونات الأمريكية.
**قوة المدونات أيضًا تبرز في مواصلتها متابعة الأحداث والتطورات حتى بعد أن تتحول عنها وسائل الإعلام التقليدية إلى أحداث جديدة، وكتاب المدونات في الولايات المتحدة صاروا قوة إعلامية ومؤثرين في القرارات بشكل متزايد.
**في ديسمبر 2002 اضطر ترينت لوت، قائد حزب الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى الاستقالة من منصبه، بسبب تعليقات قالها ذات احتفال. وسائل الإعلام لم تهتم، لكن تلك التعليقات لم تمر بسلام بالنسبة للمدونين، فتحولت غلطة ترينت لوت إلى فضيحة تامة.
**
**الامتياز الآخر للمدونات برز خلال تسونامي جنوب شرق آسيا، حيث سبق كتاب المدونات هناك الصحافة بتغطية الكارثة، وغطوا بالتفصيل كلمة وصورة الدمار الحاصل، حتى أن كبريات قنوات التلفزة قامت بالنقل عن هذه المدونات. أيضًا قامت هذه المدونات بالحض والتحفيز على التبرع، حتى أن هذا الحماس دفع الحكومة البريطانية إلى الرفع من قيمة تبرعها بعد أن فاق تبرع البريطانيون ما كنت تعتزم تقديمه.
أيضًا نفس الامتياز حققته المدونات خلال إعصار كاترينا المدمر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية.
**
**عربيًا ما يزال تأثير المدونات محدودًا، فباستثناء المدونات المصرية التي برزت تعبئتها مع الانتخابات الرئاسية الماضية وظهور حركة “كفاية” الشعبية ثم التغطية المتميزة للمجزرة التي ارتكبها النظام المصري في حق اللاجئين السودانيين، يبقى تأثير المدونات العربية منعدما. وأما المدونات المغربية فما يزال عددها أقل من أن تشكل حركة يعتد بصوتها، لكن السبق الذي حققته مؤخرًا مدونة رشيد جنكاري قد يكون النقلة التي تنتظرها المدونات المغربية لتعلن عن نفسها ولتصبح قوة إعلامية متميزة، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية.
**
**خلال الأسبوع الأخير من مارس 2006 نظمت منظمة ICCAN اجتماعها الأخير بنيوزيلاندا، وقد مثل فيه المغرب السيد حسن بلكورة الكتاب العام في وزارة الشؤون الاقتصادية والعامة. على عكس باقي الوفود التي قامت برحلتها عبر ماليزيا، قام الممثل المغربي برحلة ماراثونية عبر باريس ولوس أنجلس، وهو ما كلف الوزارة أزيد من 130 ألف درهم –وهو مبلغ أكثر بكثير مما تكلفه رحلة مثل هذه.
**المدون رشيد جنكاري، الصحفي التقني بشركة casanet المشرفة على البوابة الإخبارية Menara.ma والمملوكة لشركة اتصالات المغرب، قام بنشر الفاتورة التي تفضح هذا التبذير في مدونته، فجاء رد الفعل غير متوقع بالمرة: مدير رشيد في العمل يرغمه على سحب ذاك الموضوع من المدونة مع تهديده بالفصل من العمل. رغم أنه لا علاقة مطلقًا بين الشركة والوزارة، وحتى المدونة مستقلة تمامًا عن الشركة!
مجتمع المدونين المغاربة تحرك بسرعة متضامنا مع رشيد، فقامت أكثر من مدونة بإعادة نشر ذاك الموضوع، ووصل الحماس إلى الصحافة المكتوبة التي تحدثت عن الموضوع. النتيجة: إعلان مدير رشيد عن بقاء رشيد في عمله، وإعلان وزير الشؤون الاقتصادية والعامة عن إقالة كاتبه العام حسن بلكورة.
رغم أن رشيد اضطر إلى سحب الموضوع من مدونته، خوفًا على مصدر دخله الوحيد، إلا أن تدخل باقي المدونين جاء بالسرعة الكافية، ليقول بأن المدونات المغربية بدأت رحلتها نحو النضج، وقريبًا سوف تأخذ مكانها كمصدر مؤثر في صناعة القرار.
**********************************************************
**ما هو واقع الصحافة الالكترونية فىالعالم العربي؟
**عربيًا بدأ الحديث عن الصحافة الالكترونية مباشرة بعد بدء توفير الإنترنت في الدول العربية؛ منتصف العقد الماضي. منذ ذاك وحتى الآن ما يزال مصطلح “الصحافة الإلكترونية” -عربيًا- مستعصٍ عن الإمساك. فالحضور العربي، لإكراهات تقنية، ما يزال شحيحًا مقارنة بالصحافة العالمية، والحالة المغربية ليست بمعزل عن الواقع العربي ككل. ولو قلنا بأنها أقل من مثيلاتها العربية فلن نجانب الصواب أبدًا.
صحيح. من المبالغة الحديث عن واقع الصحافة الالكترونية في البلاد العربية . صحافة إلكترونية حيث تمثل نسبة الأمية أكثر من 50% وهى أمية القراءة والكتابة و يمثل عدد مستخدمي الانترنت فيه نسبة لاتتعدى 20% من عدد السكان!! في العالم الأول يتحدثون عن دمقرطة الانترنت، أي حق كل المواطنين في الوصول إلى شبكة الانترنت.و نحن فى العالم العربى ما زال علينا الحديث عن كثير من مشكلات الشعوب-- كما يقول الكاتب المغربى وخبير التدوين محمد سعيد أحجيوج-- من توفير فرص العمل والمأكل والملبس والعلاج والتعليم والمسكن والسلع والخدمات الاساسية الاخرى بدون رفع فى الاسعار وزيادة فى الضرائب والرسوم بموجب قوانين جديدة او بموجب قرارات إدارية ويضيف قائلا أن هذا هم المواطن المغربى وأضيف أنه هم المواطن العربى عموما
**الرقابة الابوية على الانترنت
الرقابة أزمة تقلق مضجع كل الآباء. لكن عن أي رقابة نتحدث؟ هل هناك إمكانية للرقابة أمام التدفق المذهل للانترنت؟ الإجابة قطعًا: لا.
لماذا يجب أن نفكر في الرقابة؟ هناك فقط شيئين يمكن التخوف منهما: المواقع الإباحية، والمواقع ذات التوجه الفكري المتطرف.
لو أن التربية والتنشئة تمت بشكل سليم، مع تدريب الأطفال وتعويدهم على مناقشة أبائهم، فلن نخاف أبدًا من هاذين الخطرين. فالتربية العقلانية غير القائمة على القمع والكبت تحمي الطفل من الانفلات الأخلاقي، وتنمي فيه عفةً تبعده عن المواقع الإباحية. أما الاعتياد على حرية التعبير فهو الوسيلة الوحيدة لحماية الأبناء من الانجراف نحو الأطروحات الفكرية المتطرفة.
ويرى محمد سعيد أحجيوج أن هذا مجرد كلام نظري يوتوبي. لا يجب أن ننسى أن نصف المواطنين أميين، وهذا يعني، بشيء من التعميم، أن نصف الأطفال ينشئون وسط عائلات ذات مستوى ثقافي منعدم، من ثمة فإن الحديث عن “الوقاية” من تأثيرات الانترنت السلبية يبقى بعيدًا عن الواقع. ويبقى خطر الانجراف “خارج الطبيعي” أمرًا واردًا جدا، ولن تنفع حيال ذلك أي رقابة. فالوصول للانترنت يمكن أن يتم من أي مكان؛ من البيت أو خارجه. الحل الذي نحتاجه: التربية والتعليم.
فلنتساءل أولا: ما السبب في تدني مستوى قراءة الكتاب المطبوع؟ الجواب الأول والحاضر دومًا: أزمة ميزانية. كيف يمكن لمواطن راتبه اليومي أقل من خمس دولارات أن يشتري كتابا يصل ثمنه إلى عشر دولارات؟ الأمر ليس سهلا أبدًا. مستوى دعم الكتب عربيًا هزيل جدا، وهذا –إضافة إلى فرض بعض الدول العربية رسوما جمركية على الكتاب- يرفع سعر الكتاب بشكل خرافي، مما يحد من نسبة اقتنائه.
أمام تكلفة الكتاب المرتفعة، لا يبقى أمام المواطن العربي سوى الاكتفاء بجريدة أو مجلة خفيفة، على قدر ميزانيته.
وأما حالة النشر الالكتروني فلا تختلف في شيء. تجربة نشر الكتب العربية إلكترونيا تجربة ما تزال خارج القياس، فالمحاولات نادرة جدا، وجل الموجود حاليا هو نُسخٌ من الكتب التراثية. الكتب الحديثة نادرة، وأيضًا تكلفتها لا تقل –في الغالب- عن خمس دولارات للكتاب الواحد. ومع الأخذ بعين الاعتبار مسألة صعوبة القراءة أمام شاشة الكمبيوتر، فإن قراءة كتاب كامل بشكل إلكتروني مسألة ليست بالهينة. هنا أيضًا: يجد المواطن نفسه مضطرا إلى الاكتفاء بقراءة الجرائد والمجلات، ذات نمط الصدور الالكتروني.
لا اختلاف إذن: أزمة القراءة هي ذاتها. سواء بالنسبة للكتاب المطبوع أو الكتاب الالكتروني. والمشكلة دومًا بالأساس: مادية.
الانحراف دون استخدام مثل هذه “المرشِحات”. الخطر يبقى ماثلا أمام الأسر ذات المستوى التعليمي المتدني.
يمكن إجمالا حصر تجربة ‘عالم النت’ بمعناه الضيق طبعا في مراحل ثلاث: 1 مرحلة الاستئناس والاكتشاف 2 مرحلة التعلم وممارسة البحث والتنقيب اعتمادا على الذات. 3 مرحلة المهارة وإنتاج البرامج والمساهمة الفعلية..
ويضيف خبير التدوين أن التجربة العربية- ما تزال تتخبط في مرحلة “الاستئناس”. لكن هناك شريحة غير هينة من مستخدمي الانترنت المغاربة تجاوزوا مرحلة الاستئناس إلى مرحلة التنقيب، وبعضهم وصل إلى مرحلة الإنتاج. وهى تختلف من دولة إلى أخرى. فلسطين مثلا أو مصر وصلتا إلى مرحلة الإنتاج والمساهمة الفعلية. هناك دول مثل تونس ودول الخليج وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على الذات. وهناك دول ما تزال مثل
الكثير ممن يهتمون بالمجال لا يفرقون بين الكتابة الالكترونية وصحافة المكتوب كيف توضح ذلك
سادسا :- أخلاقيات التدوين
ترى ربيكا بلود الخبيرة فى مجال الاعلام والتدوين**أن السبب الحقيقي لبدء مؤسسات الأخبار في تقصى ظاهرة التدوين هو التأثير المحتمل لشبكة المدونات، وقد يكون ذلك أيضاً السبب وراء التعامل مع التدوين كصحافة. قد لا يفكر المدونون
من منطلق التحكم والتأثير لكن الإعلام التجاري يفعل ذلك. فالإعلام يسعى قبل كل شيئ لكسب قطاع عريض من المتلقين. حيث تعتمد مكاسب الإعلانات، وهي شريان الحياة لأى وسيلة نشر أو إذاعة محترفة، على حجم جمهور وسيلة النشرهذه .ومن وجهة نظر تجارية فالمحتوى المنشور موجود فقط لجذب العيون للإعلانات، سواء كان الوسيلة المستخدمة هي المطبوعات أو التلفزيون. إن الصحفيين --الناس التى تنقل الأخبار-- مدركون لاحتمالات الاستغلال السيئ الموجودة فى صُلب نظامهم الذي يعتمد على الدعم من قطاع الأعمال والممسكين بزمام السلطة، ولكل أجندته التي يعمل على تنفيذها. إن قواعد الصحفيين الأخلاقية مصممة لتحدد مسئوليات الصحفي ولتقدم ضوابط واضحة للسلوك لضمان نزاهة الأخبار. ولكن المدونات التي ينتجها غير المحترفين ليس لها مثل هذه الضوابط، ويبدي المدونون معظم الوقت فخرهم بوضع الهواة هذا، ويبدو شعار: "لا نحتاج لمن يدقق الحقائق ورائنا" هو التوجه السائد لهم كما لو كانت عدم الدقة فضيلة. دعوني أقترح "تصور جذري": إن أعظم نقاط القوة للمدونة - كونها صوت حر بلا رقابة ولا تدخل من أحد- هي أيضا أعظم نقاط ضعفها. فقد تكون منافذ الأخبار في آخر الأمر مدينة لفوائد الإعلانات وقد يمتلك الصحافيون الحافز القوي للحفاظ على علاقات طيبة مع مصادرهم للبقاء في المجال، ولكن لأن مؤسسات الأخبار المحترفة هي تجارة لديها مرتبات لتدفعها، ومعلنين لتسعدهم ومتلقين لجذبهم والاحتفاظ بهم، فبالتالي لديها مصلحة ذاتية لدعم معايير معينة كي يواصل القراء تسديد اشتراكاتهم والمعلنون شرائهم. أما المدونات فبتكلفتها البسيطة وأملها القليل في دخل مادي جيد لا تمتلك هذا النوع من الحوافز. الأشياء ذاتها التي قد تهدد منافذ الأخبار المحترفة هي في الوقت نفسه حوافز لمستوى معين من المعايير الصحفية. والأشياء ذاتها التي تجعل المدونات بالغة القيمة كمصادر أخبار بديلة -- غياب الحراس والحرية من كل العواقب-- قد تؤثر على نزاهتها وبالتالي على قيمتها. هناك مؤشرات عديدة على أن المدونات سوف تكتسب تأثيراًً هائلاً بازدياد أعدادها وذيوع الوعي بنوعها. ولكن ليس صحيح ما يؤكده بعض الناس من أن الشبكة سوف تتجنب المعلومات المغلوطة أو أن الحقيقة تـُنـَقـّى دائما لنشر الوعى. الإشاعات تنتشر لأن نشرها مسل. أما التصحيح، ولأنه غير مسل بنفس القدر، فنادراً ما يحصل على الكثير من الاهتمام سواء فى العالم الحقيقي أو على الإنترنت. لم يتم الحديث تقريباً عن الأخلاقيات في عالم المدونات: الخارجون معروفون بمقاومتهم لأن يقال لهم ماذا الذي ينبغي عليهم أن يفعلوه. لكني سوف أقترح ست قواعد أعتقد أنها تكوّن الأساس للتصرف الأخلاقي لكل أنواع النشر على الإنترنت. أتمنى أن يأخذ مجتمع المدونات بعين الاعتبار المبادئ المعروضة هنا؛ وبمرور الوقت وازدياد الخبرة قد يرى المجتمع الحاجة للإضافة لهذه القواعد أو لمزيد من تقنين معاييرنا. آمل على الأقل أن هذه القواعد ستثير مناقشة حول مسئولياتنا وتعقيدات سلوكنا الجماعي. تسعى قواعد الصحافة الأخلاقية لضمان الحياد والدقة في نقل الأخبار، وبالمقارنة فكل اقتراح من الاقتراحات يحاول أن يأتي بالشفافية -- واحدة من سمات المدونة المميزة وأكثر نقاط قوتها -- لكل جانب من جوانب ممارسة التدوين. ليس من الواقعي أن نتوقع من كل مدون/مدونة أن يقدم صورة متوازنة للعالم، لكن من المنطقي جداً أن نتوقع منهم أن يتحدثوا عن مصادرهم وتحيزاتهم وسلوكهم. إن المدونين المُصرين، بالرغم مما بذلته من جهد، على سعيهم لأن ينظر إليهم كصحفيين سيكون لديهم اهتمام خاص للالتزام بهذه المبادئ. يوماً ما قد تبدى مؤسسات الأخبار استعدادها للإشارة إلى المدونات (أو تدوينات المدونة) كمصدر موثوق به، فقط إذا أظهرت المدونات عامة نزاهة في جمع ونشر المعلومات واتساق فى سلوكهم على الإنترنت. *
*********************
***أي مدون يتوقع أن يُمنح مميزات وحماية مهنة الصحافة سيحتاج لأن يذهب لأبعد من هذه المبادئ. فالحقوق لها مسئوليات مرتبطة بها؛ في النهاية فإن مدى احتراف الفرد ودقة إتباعه للمعايير الأخلاقية المعترف بها هو الذي سيحدد وضعه في عين المجتمع والقانون. أما لبقيتنا فأعتقد أن المعايير التالية كافية:1. أنشر كحقيقة فقط ما تعتقد أنه حقيقي إذا كان قولك مجرد تخمين ، أفصح عن ذلك. إذا كان لديك سبب لتعتقد أن شيئاًً ما غير حقيقي ،إما ألا تنشره أو سجل تحفظاتك عليه. عندما تؤكد على شيء افعل ذلك بحسن ظن ،أذكر ذلك كحقيقة فقط إذا كانت بحسب علمك حقيقة فعلاً. 2. إذا كانت المادة موجودة، ضع رابط لها عندما تشير إليها ربط مادة مشار إليها تسمح للقراء الحكم بأنفسهم على دقة وبصيرة ما تقول. إن الإشارة إلى مواد لكن وضع روابط فقط لما تتفق معه يعتبر خداع. القراء على الإنترنت يستحقون، بقدر الإمكان، النفاذ لكل الحقائق. استخدام الإنترنت بهذه الطريقة يمكن القراء من أن يصبحوا نشطين غير سلبيين، مستهلكين للمعلومات. الأكثر من ذلك فإن ربط المصادر هو أكثر الطرق التي نخلق بها شبكة معلومات ومعرفة رحبة جديدة ومشتركة. في أحيان نادرة عندما تود الكاتبة أن تشير دون أن تسبب كثافة مرورية لموقع تعتبره مستهجن أخلاقياً (موقع يحث على الكراهية على سبيل المثال) يجب أن تكتب (دون أن تضع رابط ) اسم أو عنوان الموقع المسيء وأن تذكر السبب فى قرارها بعدم وضع رابط. ذلك سيعطي القراء المتحمسين المعلومات المطلوبة لأن يجدوا الموقع ويحكموا بأنفسهم. هذه الإستراتيجية تسمح للكاتبة أن تحتفظ بشفافيتها (وبالتالي نزاهتها) وفي نفس الوقت تمتنع عن دعم قضية تجدها وضيعة. 3. صحح علانية أي معلومات خاطئةإذا وجدت أنك قد وضعت رابط لقصة غير حقيقية، أشِرْ إلى ذلك وضَعْ رابط لتقرير أكثر دقة، إذا ثبت أن أحد أقوالك غير دقيقة، أشر إلى كلاًً من الحقيقة وقولك غير الصحيح. في أفضل الأحوال ستظهر هذه التصويبات في أحدث نسخة من التدوينة كملحوظة مضافة للتدوينة الأصلية. (تذكر أن محركات البحث ستنتج التدوينات بغض النظر عن وقت نشرها؛ بمجرد وجود التدوينة في أرشيفك فإنها قد تستمر في نشر التدوينة غير الحقيقية حتى ولو صححت المعلومات بعدها بأيام). إذا لم تكن مستعداً لإضافة تصحيح لتدوينة سابقة، على الأقل أشر إلى ذلك فى تدوينة لاحقة. أحد الطرق الواضحة للإشارة لتصحيح هو ذلك الذي طبقه كورى دوكتورو، أحد كتاب مدونة بوينج بوينج، فهو يشطب على أي معلومات خاطئة ويضيف المعلومات المصححة مباشرة بعدها. يستطيع القارئ أن يرى بوضوح ما كتبه بيل كورى فى الأصل والمعلومات التي حدّث بها المدونة والتي يشعر أنها أكثر دقة. (اكتبه باستخدام ال HTML كالآتى: يستطيع القارئ أن يرى بوضوح ما كتبه بيل كورى فى الأصل والمعلومات التي حدّث بها المدونة والتي يشعر أنها أكثر دقة) 4. أكتب كل تدوينة كأنك لن تتمكن من تغييرها؛ أضف لكن لا تحذف أو تعيد كتابة أى تدوينة. أنشر بتأن. لو استثمرت الوقت والجهد في كل تدوينة ستؤكد على نزاهتك المهنية والشخصية. تغيير أو مسح التدوينات يدمر نزاهة الإنترنت، فلقد صُممت الإنترنت لتكون متصلة؛ بكل تأكيد روابط الأرشيف هي دعوة للآخرين للربط. أي شخص يعلق على أو يقتبس نص من الويب يعتمد على أن يظل النص دون تغيير. الإضافة الظاهرة هى الطريقة المفضلة لتصحيح أي معلومات في أي مكان على الإنترنت. إذا كان الملحق غير عملي، كما فى حالة مقالة تحتوي على كم هائل من المغالطات، فالتغييرات يجب أن تـُسجّل مع التاريخ ووصف مختصر لطبيعة التغيير. إذا كنت تعتقد أن ذلك وسوسة أكثر من اللازم، خذ في الاعتبار حال الكاتبة التي تشير إلى وثيقة على الإنترنت لدعم ادعاء . لو تغيرت الوثيقة أو اختفت--خاصة لو لم يـُسجـَل التغيير-- فإن حجتها ستـُعتـَبـَر كلام فارغ. الكتب لا تتغير، والصحف ثابتة. النسخ الجديدة على الورق دائما ما تعني أنها ضمنياً جديدة. لن تصبح شبكة المعرفة المشتركة التي نبنيها أكثر من تقليعة ما لم نحمي نزاهتها بخلق سجل ثابت مما ننشره. تستفيد الإنترنت حتى من التدوينات التي اعتبرت غير ذات صلة بالمواضيع الجارية لتغير الظروف، تبقى كسجلات تاريخية. فعلى سبيل المثال: يشتكي مدون من عدم دقة مقال ما على الإنترنت؛ فيصحح الكاتب الأشياء غير الدقيقة و(يسجل ذلك!)؛ ألا تصبح عندها تدوينة المدون غير ذات معنى؟ مسح التدوينة يعنى بشكل ما أن الواقعة كلها لم تحدث-بالرغم من أنها حدثت. يكون السجل دقيقاً ويخدم التاريخ بشكل أفضل لو سجل المدونون تحت المدونة الأصلية أن الكاتب قام بتصحيحات وأن المقال الآن بحسب علم المدون يعتبر دقيقاً. يمكن إعادة كتابة التاريخ لكن لا يمكن إلغاء ما حدث فيه. من الممكن تغيير أو مسح كلمات على الإنترنت، لكن إمكانية الفعل لا تعني دائماً سياسة صحيحة. فكر قبل أن تنشر ودافع عما تكتب. إذا ما قررت لاحقاً أنك كنت مخطئاً بشأن شيء ما، سجل ذلك واستمر في التدوين. اخترت ألا أنشر أبداً أي شيء أنا غير مستعدة للدفاع عنه حتى لو لم أوافق لاحقاً. أعمَل على أن
أكون ذات بصيرة ودقيقة، مهما كنت غاضبة أو متحمسة لموضوع معين. إذا غيرت رأيى بعد يوم أو اثنين أسجل هذا التغير. إذا احتجت لأن أعتذر عن شيء قلته فأنا أعتذر. إذا اكتشفت أنك نشرت معلومات خاطئة، يجب أن تسجل ذلك علانية في مدونتك. مسح التدوينة المسيئة لن يصحح المعلومات الخاطئة التي أستوعبها قرائك. القيام بالخطوة الإضافية بإضافة التصحيح للمدونة الإضافية سيضمن أن ينشر جووجل معلومات دقيقة في المستقبل . الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هي عندما تكشف عن معلومات شخصية لأحد ما دون قصد. لو اكتشفت أنك خنت ثقة أحد أو جعلته غير مرتاح لذكره في التدوينة، فمن الإنصاف أن تزيل التدوينة كلها، لكن سجل أنك فعلت ذلك. 5. اكشف عن أي تعارض فى المصالح معظم المدونون واضحون فيما يختص بوظائفهم واهتمامتهم المهنية. فخبرة مبرمجة الكمبيوتر هي ما تعطي تعليقاتها ثقلاً خاص عندما تحلل مقال في مجلة عن ميزات أحدث نظم التشغيل. طالما أن جماهيرية المدونة مبنية على الثقة، فمن مصلحة كل مدون أن يفصح عن أى مصالح مادية (أو تعارض محتمل للمصالح) عندما يستوجب ذلك. قد يكون لديها رؤية خاصة عن تأثير مشروع قانون تم طرحه في البرلمان أو دمج تجاري؛ لو كانت ستستفيد مباشرة من ناتج أي حدث، يجب أن تسجل ذلك فى ملاحظاتها. والمدونة المعجبة بمنتج أو خدمة ما يجب أن تسجل أنها تحمل أسهم في الشركة كل مرة تؤيد الخدمة على صفحتها. حتى المدونة التى تستلم قرص مدمج مقابل تقييم يجب أن تسجل تلك الحقيقة؛ بإمكان قرائها أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كان تقييمها الإيجابى مبنى على ذوقها أوعلى لرغبتها في أن تستمر في الحصول على أقراص مدمجة مجانية. سجل سريعاً أي إحتمال لتعارض المصلحة وبعدها قل ما تريد؛ سيكون لدى القراء عندئذ كل ما يحتاجونه من معلومات لتقييم تعليقاتك. المبحث الثالث:دراسة مقارنة:
المبحث الثالث:الصحافة المطبوعة والصحافة المطبوعة دراسة مقارنة:
**يمكننا من خلال العرض السابق أن نقارن- فى عجالة- بينهما فيما يلى:
1-يطلق البعض على الصحافة المطبوعة فى العصر الحديث الصحافة الإلكترونية أو الصحافة الرقمية وهذه تسمية خاطئة لأن هناك فرق بين إستخدام تقنيات رقمية فى إصدار الصحيفة المطبوعة وبين إصدار رقمى كامل على شبكة الويب وهو مانطلق عليه الصحافة الرقمية أو الإلكترونية وعلى قمتها صحافة التدوين.
2-الصحافة المطبوعة تصدر يوميا صباحا أو مساءاأو تصدرأسبوعية أو شهرية أو ربع سنويةأو نصف سنوية أو سنوية بينما تصدر الصحافة الرقمية تصدر آنيا أى فى الحال والتو.
3-الصحافة المطبوعة لاتلحق الخبر مقارنة بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية بينما الصحافة الرقمية تتباع الخبر لحظيا مقارنة بهذه الوسائل .
4-الصحافة المطبوعة تستخدم العناصر الطباعية من ورق وحبر ومطبعة وقد تستخدم عناصر النص والصورة والألوان فى مزيج إخراجى بينما الصحافة الرقمية تستخدم إلى جانب النص والصورة والألوان عناصر المالتيمديا من فيديو ومن فيلم سينمائى ومن فلاش ومن شرائح ومن موسيقى ومن صوت فى تجانس.
5-تتميز الكتابة الإلكترونية عن الصحافة المطبوعة بإستخدام مايسمى بالنص الفائق أو النص التشعبى ويعنى المصطلح أنه لاحدود أمام الإبداع وبعنى أن هناك إرتباط بين النص ونصوص أخرى لها علاقة بالنص الحالى بل قد يكون هناك إرتباط بين عنصر الصورة أو أحد عناصر المالتيميديا وروابط أخرى لنفس العناصر السابقة مما يعطى تفاعلا دينامكيا بين الصحيفة وقارئها ومشاهدها وسامعها فى الوقت ذاته..على عكس الصحافة المطبوعة حيث لن نجد غير الصفحة المكتوبة التى تمثل نصا وحيدا وقد يكون هناك إحلات إلى صفحات أخرى لإسكتمال النص.
6-الكتابة الرقميةمن حيث الصياغة تتميز بالتكثيف والإيجاز والتركيز على الأهم بينما الصحافة المطبوعة تعتمد على أساليب الصياغة الكلاسيكية وإن تخلصت فى السنوات الأخيرة من أساليب الحشو الزائد وإتبعت لغة بسيطة أطلق عليها علماء الإتصال اللغة الإعلامية وتتفق مع الصحافة الرقمية على عنصر الأهمية فى صياغة الخبر فقط.
7-الصحافة المطبوعة تتسم بالبطء وعدم التجديد والإبتكار بعكس الصحافة الرقمية التى تتسم بالسرعة وبالتجديد والإبتكار.
8-الصحافة الرقمية إعتمدت على التعاون بين جهات مختلفة فى مجال النشر مثل الشركات المزودة للخدمة وتبادل المعلومات وإستخدام أساليب حديثة فى الجمع والنشر الرقمى على عكس الصحافة المطبوعة.
9-الصحافة الرقمية لاتحتاج إلى تكاليف كبيرة لإنشائها بعكس الصحافة المطبوعةوبعكس أيضا الصحافة المسموعة والمرئية.
10-الصحافة الرقمية لاتحتاج إلى قوانين وقيود وشرط إدارية لإنشائها أو للإشتغال بها بعكس الصحافة المطبوعة وبعكس أيضا الصحافة المسموعة والمرئية.
11-الرقابة القانونية على الصحافة المطبوعة ممثلة فى قوانين تجريم لجرائم النشر الصحفى والمنصوص عليها فى تشريعات الصحافة وقوانين العقوبات بينما تتمثل الرقابة على الصحافةالرقمية فى حجب المواقع عن طريق الشركات المزودة للخدمة ثم تحولت أخيرا من واقع التطبيق إلى تجريم بعض منشوراتها وتطبيق قوانين التجريم عليهم فى أكثر من حالة فى البلدان العربية.
12-الصحافة الرقمية حولت نظام المركزية السائد فى الصحافة المطبوعة بل فى وسائل الإعلام الأخرى إلى لامركزية حيث أن كل فرد يمثل بذاته صحيفة مستقلة خاصة به.
13- الصحافة الرقمية لها تأثير قوى على الجماهير وعلى التعبير عنهم وتشكيل الرأى العام وتحريك الجماهير لدعم قضية عامة ومن ثم فلها تاثير أقوى على صانع القرار مقارنة بالصحف المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى.
14-الصحافة الرقمية عملت على إبراز الحقائق كاملة وتوثيقها فى التو وفى اللحظة ومن مصادر مختلفة بعكس الصحافة المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى التى تمارس نوعا من الفلترة (الترشيح ) للأخبار والمعلومات قبل نشرها لصالح السلطة الحاكمة أو سلطة خارجية أو السلطة المالية أو غيرهم من جماعات الضغط.
15-الصحافة الرقمية عملت على التواصل الإنسانى على المستوى المحلى وعلى المستوى القومى وعلى المستوى العربى وعلى المستوى الإسلامى وعلى المستوى العالمىمقارنة بالصحافة المطبوعة.
16-الصحافة الرقمية ألغت الحدود الجغرافية بين الدول وساعدت على تبادل المعلومات والأفكار بين الشعوب وبعضها البعض بعكس الصحافة المطبوعة.
17- الصحافة الرقمية عززت من قيم الحرية و الديمقراطية والعدالة الإجتماعيةوالثقافية والسياسيةوالإجتماعية ودعمت مفاهيم الإخاء والمساواة وحقوق الشعوب والسلام المبنى على العدل مقارنة بالصحافة المطبوعةووسائل الإعلام الأخرى.
18-الصحافة الرقمية فتحت الطريق أمام المبدعين فى مجالات الحياة المختلفة وقوى المعارضة وأصحاب الفكر المستقل مقارنة بالصحافة المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى التى مارست دور التعيم الإعلامى على هذه الفئات لصالح سلطات متنوعة وجماعات ضغط بعينها.
قائمة المراجع والمصادر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** أولا:فى مجال الصحافة المطبوعة:
**إجلال خليفة/د/علم التحرير الصحفى-الجزء الأول/ الطبعة الأولى/1980
الناشر –مكتبة الأنجلو المصرية
**إجلال خليفة/د/الوسائل الصحفية وتحديات المجتمع الإسلامى/الطبعة الأولى 1980
الناشر-مكتبة الأنجلو المصرية
**أحمد بدر/د/ وآخرون(عبدالرحمن عبدالله الشيخ/نبيل إبراهيم )
الصحافة الكويتية –دراسة توثيقية تحليلية تاريخية تحليلية تاريخية أرشيفية
الناشر--مؤسسة الصباح للنشر والتوزيع/ 1979
**إبراهيم عبده/د/تطور الصحافة المصرية من 1798 حتى 1981
الناشر-- سجل العرب 1982
**خليل صابات/د/الصحافة مهنة ورسالة /إصدارات دار المعارف كتاب رقم 27 /1977
**مجمد حسن عبد العزيز/لغة الصحافة المعاصرة/إصدارات دار المعارف /كتاب رقم 98 لسنة 1978
** محمود فهمى / فن تحرير الصحف الكبري / الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982
**سامى عزيز/د/مذكرات فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية / كلية الأعلام 1983
**********************************
**ليلى عبدالمجيد/د/حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق /بدون ناشر 1985
**ليلى عبد المجيد/د/الصحافة المصرية وقضية الديمقراطية /الناشر/مكتبة العربى/1983
**راجية قنديل/د/ مذكرات في الاعلام الدولي / كلية الإعلام 1984
**محمود علم الدين/د/الفن الصحفى فى المجلة العامة/مكتبة كلية الإعلام
**محمود علم الدين/د/مذكرات فى الإخراج الصحفى /كلية الإعلام/1984
**ملحق جريدة الأهرام/الصادر فى3/6/1984 العدد رقم 355962
** ثانيا :فى مجال الصحافة الرقمية:
**المصادر والمراجع :** **** مقال لربيكا بلود :ترجمة أحمد نصر عجيزة ومراجعة رحاب بسام )
**موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان
**موقع محمد سعيد أحجيوج خبير التدوين المعروف والمغربى الجنسية.
**http://tawasol.blogspot.com/2005/05/blog-post_111715886180758426.html**
http://www.drmourad.net/blog/?p=6**
http://www.mshjiouij.com/data/email.png (1) mshjioui**
http://www.mshjiouij.com/data/email.png (1) mshjioui
http://www.mshjiouij.com/blog/archives/8
**الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان http://www.hrinfo.net/books/
**:http://www.drmourad.net/blog/?p=6****** رؤية القاضى الدكتور عبد الفتاح مراد بمدونته:
بعنوان:« الأصُـــــول العِلمِـيّــــة والقَــانُونِيــة للمُـدَونَات عَلَــى شَبَكــة الانْتَـرنِـت الأخلاقيات الواجبة لصناعة المُعلقات »رؤية القاضى الدكتور عبد الفتاح مراد بشأن تعريف المدونة لغة واصطلاحاً واقتراحه بشأن تعديل هذا الاسم ليكون (معلقه ) بدلا من (مدونه).
دراسة مقارنة
**إعداد :ناجى السنباطى
**(أعدت هذه الدراسة لإتحاد المدونين العرب كجزء من مشروع إصدار كتاب ورقى عن الصحافة الرقمية (صحافة التدوين )
**مقدمة:
**يؤرخ للصحافة المطبوعة بإختراع جوتنبرج للمطبعة وإن كان هناك أشكال مختلفة للإتصال بين البشر وقد مرت الصحافة المطبوعة بتطورات هائلة شملت طرق الطباعة والورق والأحبار وأجهزة الجمع وأجهزة الطباعة كما شملت أيضا الأفكار التحريرية وأساليب الكتابة وإستعانت فى العهد الحديث بعنصرين أساسين الحواسب الآلية وثورة الاتصالات وكان ظهور الراديو عاملا منافسا للصحافة المطبوعة ثم دخول البث التليفزيونى وظهور شبكة الفضائيات من محطات تليفزيونية إلى حلبة المنافسة لتصبح منافسا خطيرا للصحافة المطبوعة لأنها تواكب الحدث لحظة بلحظة ومدعمة بالصور الثابتة العادية والملونة وبأفلام السينما والفيديو وهو ماتعجز عنه الصحيفة رغم تطور أجهزتها وتقنياتها وظلت الصحف تقاوم هذه المنافسة بالإعتماد على التفسير والتحليل وعلى نشر المشوقات لجمهور القراء من رياضة ومن حوادث ومن موضوعات مثيرة ومعتمدة أيضا على الجيل الكبير فى السن من عاشقى القراءة المطبوعة والذى يجد متعة أن يقرأ من صحيفة بين يديه إلا أن المنافسة الممتدة بين الصحافة المطبوعة والتليفزيون وجهت بمنافس خطير ظهر فى القرن الماضى ولكنه دعم قدميه فى سوق المنافسة فى العقد الأخير من القرن الماضى ومع حلول هذا القرن أصبحت الصحف المطبوعة ومحطات التليفزيون تلهث وراءه ألا وهو ظهور مايسمى بالشبكة العالمية لتبادل للمعلومات(الإنترنت) أو مايطلق عليه ( الويب ) وإذا كانت مزاحمة محطات التليفزيون الأرضية والفضائية وذات الكابل لم تؤثر بحجم كبير على الصحافة المطبوعة رغم إقتطاعها لجزء كبير من الجمهور القارىء إلا أن الشبكة العالمية لتبادل المعلومات (الويب ) جاءت بأفكار جديدة وحولت الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية ذات الإمكانيات الإنتاجية العالية والتى تحتاج إلى كلفة مالية ضخمة لايقدر عليها إلا الحكومات والشركات الضخمة..حولتها إلى صحافة ذات إمكانيات قليلة فكل المطلوب جهاز حاسب منزلى أو محمول وهو متوافر بأسعار معقولة ومتفاوتة تناسب دخل الفرد وإشتراك فى إحدى شركات مزودى الخدمة ليصبح لدى الفرد إتصالا تفاعليا بالعالم فيعرف الأخبار فى لحظتها ويتجاوب معها بالتعليق والمشاركة ومن ثم إنتقلنا من صحافةالإنتاج الضخم إلى صحافة الفرد وإذا كان الفرد فى الصحافة المطبوعة يمثل عنصرا من عناصر بشرية وتقنية مؤسسية فهو فى صحافة الويب يشكل مؤسسة صحفية متكاملة مصغرة فى شخص الفرد وقد أثر هذا بالطبع على أشياء كثيرة فقد أنهيت الرقابة على الصحف رغم محاولات الحكومات تقييد هذه الصحافة الجديدة عن طريق حجب المواقع وتقنين عقوبات تجريمية لصحفى الويب كما أنهيت التعتيم الإعلامى على الأشخاص المخالفين للنظم الحاكمة فى الدول المختلفة وفتحت مجالا للحرية من حق المواطن فى أن يعلم وان يعلم عنه وحقه الأساسى فى الإتصال وحقه فى المعرفة وحقه فى العدالة وهى إنجاز مسبوق فى مجالات عديدة تتعلق بحقوق الإنسان وإذا كانت الرقابة على الصحف المطبوعة تمثلت فى الرقابة الإدارية ثم إنتقلت إلى الرقابة الذاتية ممثلة فى رئيس التحرير وهى أشد وأنكى وتمثلت فى الصحافة المسموعة والمرئية فى سيطرة الدول عليها ولما دخلت تحت سيطرة القطاع الخاص (البعض منه) تمثلت الرقابة فى التعبير عن فكر صاحب رأس المال ومصالحه ومن ثم حجب الآراء التى تتعارض مع ذلك ومافلت من هذا ومن ذاك تمثلت فى إتفاقيات بين الدول للرقابة على البث التليفزيون وأيضا الراديوى وحتى لوبعدنا عن الرقابة فهناك السياسات الموضوعة ببث كل ماهو مخالف لعقائدنا وأفكارنا وتقاليدنا فعملت على تغيير الأفكار وبالتلى إعادة تشكيل الرأى العام لصالح قضايا هامشية غرست فيه مفاهيم وآراء جديدة عن طريق مايطلق عليه علماء الإتصال التأثير النؤوم دون الحاجة لرقابة تحمى الحكومات من حرية عرض مشاكل المواطنين من قضايا سياسية وإقتصادية وثقافية وإجتماعية بعكس مانجد فى الصحافة الرقمية من حرية بلا حدود وبدون رقيب سوى رقيب واحد هومحاولة حجب المواقع ومحاولة تجريم أصحاب الآراء التى تفلت من الحجب وهكذا كان لهذه الحرية فى مجال الصحافة الرقمية مجالا واسع النطاق فى طرح كل هموم المواطن وكشف الإنحرافات والفساد فى التو واللحظة بالصوت وبالصورة وبالكتابة وبالحركة وبالضوء مستخدمة حزمة من وسائل الإيضاح والتعبير أو مايطلق عليه المالتيمديا.
**والصحافة الرقمية من وجهة نظرنا هى كل مايطلق على مايكتب من آراء ومن أحداث ومن موضوعات متخذة أشكال صحفية متنوعة تقليدية وحديثة مستفيدة من التقنيات الحديثة معبرة بالكتابة وبالصوت وبالحركة وبالضوءوبالألوان وبفيلم الفيديو والفيلم السينمائى وبالفلاش وبالشرائح على صفحات على الشبكة الإفتراضية (الويب) ومن ثم يمكن أن نطلق على المواقع وعلى المنتديات وعلى المدونات وعلى مواقع الصحف المطبوعة على الإنترنت .. مصطلح الصحافة الرقمية ولكن أقربها إلى هذا المصطلح هو صحافة( المدونات) التى إنتشرت إنتشارا رهيبا إبتداءا من عام 1994 خاصة فى المنطقة العربية وهى مناط دراستنا المقارنة مع الصحافة المطبوعة وهناك ميزة رئيسية لها مقارنة بالصحافة المطبوعة أن هناك تفاعلا آنيا بين صحفى الإنترنت وقراؤه سواء من الجمهور العادى أو من المدونين الآخرين بينما التفاعل بين القراء وبين الصحافة المطبوعة متأخر فى التوقيت ويتحكم فيه رئيس تحرير المطبوعة وفى حالة الصحافةالمسموعة والمرئية يتحكم فيه رئيس التحرير إضافة إلى إستغلال المشاهد والمستمع فى الصحافة المرئية والمسموعة عن طريق المكالمات التليفونية ورسائل الs.m.s.ولأهمية الصحافة الرقمية شكلت إتحادات تطوعية للرعاية والحماية والتضامن والمساعدة الفنية وللتعارف وتبادل المعرفة والمعلومات فيما بين صحفى وكتاب الصحافة الرقمية فهناك إتحاد عربى لكتاب الإنترنت وإتحاد عربى للمدونين وعلى مستوى العالم هناك إتحاد للصحافة الإلكترونية وهناك إتحادات إلكترونية( وهذه الدراسة معدة لإتحاد المدونين العرب --كجزء من كتاب ورقى--- بصفتى عضوا به وعضوا بإحدى لجانه الخاصة بعمل كتاب ورقى واللجنة مشكلة من عشرة أفراد برئاسة الدكتور محمد شادى كسكين وقد تبرع مشكورا عضو الإتحاد الأستاذ نايف البشايرة بطبع الكتاب الورقى على حسابه الخاص)
****من هنا تأتى أهمية هذه الدراسة وسوف نعرض لها فى ثلاثة مباحث:
**المقدمة المذكورة أعلاه
**المبحثالأول:الصحافة المطبوعة
** المبحث الثانى:الصحافة الرقمية (التدوين)
**المبحث الثالث:دراسة مقارنة
**قائمة المراجع والمصادر
المبحث الأول: الصحافة المطبوعة
أولا :مفهوم الصحيفة:
*وضعت دائرة المعارف البريطانية تعريفا للصحيفة "بأنها نشرة دورية غير مغلفة تصدر فى فصول منتظمة وتقوم بصفة أولية بنقل الاخبار ومعظم الصحف تصدر يوميا أو اسبوعيا والفصل بينها وبين المجلة صعب خاصة بين الصحف التى تصدر كل أسبوع ولكن بصفة عامة يسمى المنشور مجلة إذا كان مغلفا بغلافين وفى عام 1928 حدد كل من atto groth الالمانى الجنسية و enwin emery الامريكى الجنسية سمات الصحيفة فيما يلى :
1-أن تنشر بشكل دورى على الاقل أسبوعيا.
2-أن تطبع ميكانيكيا.
3-أن تكون متاحة للناس من كل الجوانب .
4-ان يكون محتوى الصحيفة ذى إهتمام جماهيرى وجاذب .
5-أن تكون ذات توقيت محدد مع الاستمرارية.
ثانيا : الصحافة في تطورها :
" تقدمت وسائل الاتصال بالجماهير في القرنين التاسع عشر والعشرين ، وبشكل كبير ، وقفزت قفزات رائعة ، بسبب كثير من التغييرات التي تحققت في هذه الفترة ، ومن أهمها التطورات الاجتماعية والفكرية وتقدم الاختراعات 0
فالصحافة قبل ذلك لم يكن لها مدلول هذه الكلمة بمعناها ، والسبب في ذلك ، أن الصحف كانت عبارة عن بعض الاخبار المنشورة تصدر أولا تصدر في كل فترة من الزمن ، وكان صاحب دار الطباعة ، هو الذي يصدر هذه النشرة ، ولم تكن دار الطباعة نفسها علي درجة تؤهلها للقيام بهذا العمل البسيط 0
ولم تكن الطباعة نفسها قد تطورت تطورا ذا بال منذ حاول جوتنبرح طبع الإنجيل بحروف متقطعة سنه 1456 ، ثم أخذ الأمر يتطور حينما أخذ المطبعجية في تعيين مساعدين لهم سواء في داخل الدار نفسها أو خارجها ، ومنهم بنجامين داي الذي يدير إحدي المطابع والذي عين بعض معارفه ، للذهاب إلي أماكن للأحداث وكتابة التحقيقات وكان ذلك سنه 1833 ومن ثم عرفت الصحافة خاصة في الولايات المتحدة الخبر الصحفي . الا أن بعضهم ، يري طبقا لتعريف الباحث الالماني [otto Groth ]
والامريكي [Edwin Emerey] ، السابق الاشارة اليهما ، أن أول جريدة حقيقية في العالم هي[The oxford Gazette ] والتي سميت فيما بعد بـ [London Gazette ] وصدرت أول عام 1665 ، وكانت تظهر مرتين في الأسبوع ، وإستمرت في الصدور إلي أوائل القرن العشرين ، وأن الجريدة الأولي باللغة الانجليزية
هي : [the Daily courant ] والتي ظهرت في لندن عام 1702 ، وكانت مهتمه بشكل كبير بالمضمون الادبي والقضايا الفكريه ،وتتوجه أساسا إلي الصفوه المتعلمة ، واعتمدت بشكل أساس في تغطية كل تكاليفها علي الاعلان 0
وفي عام 1660 أصدر طابع من بوسطون هو بنجامين هاريس ، جريده أطلق عليها الشئون الخارجية والداخلية " تعد الجريدة الامريكية الاولي ، ضمت أربع صفحات ، وكانت الصفحة الرابعة ، تترك خالية ، ليملأها القراء ، بأنفسهم ، قبل تحريرها للأصدقاء ،ولم يكن بها عناوين للموضوعات ، وقد أراد هاريس ، أن ينشرها شهرية ، ولكنها توقفت بعد عدد واحد لمهاجمتها حاكم ولاية ( ماسشوسيتس) لأنها صدرت بدون إذن أو أمر من الحاكم ، وأوقف صاحبها وعاد إلي لندن ] ويتضح الإختلاف في رأي الباحثين ، المشار إليها ، فبينما يحدد الباحث الأول تاريخ الصحافة ، بتاريخ ( بنجامين داي ) ، في الولايات المتحدة سنة 1833 ، نجد أن الباحث يحددها ، بعد تعريف دقيق لمعني الصحيفة أنها صدرت في 1665 ، بل يذهب إلي صحيفة أخري صدرت في عام 1660 ، ونحن نميل إلي التحديد المبني ، علي أسس علمية ، وهو تعريف معني الصحيفة أو المجلة أو الدورية ثم تطبيق هذه القواعد ، علي النوع ، المراد قياسه وتحديده ]
**إلا أن أحمد بدر يرى أن الصحافة المطبوعة عرفت لأول مره في الصين في عهد أسرة (تانج ) ، في القرن السابع الميلادي ، حين عرفت الصين ، فنون الحفر والطباعة القالبية واذا تقدمنا في التاريخ ، مع بداية عصر النهضة في أوروبا ، سنتعرف علي الصحافة ، كما ، نعرفها اليوم ، وذلك بعد إختراع الطباعة ، بالشكل المعروف ، علي يد (جوتنبرح) ، ويعتبر هذا الحدث ، إحدى علامات التطور الحضاري البارزة ، إذ توالت بعده ، صدور الصحف في أوروبا ، فصدرت أول ي الأسبوع ، الم هي []خاصة في الولايات المتحدة الخبر الصحفي ()عارفه ، للذهاب إلي أماكن لل
جريدة مطبوعة في ألمانيا ، سنة 1502 م ، وكانت تسمي ( نيوزيتونج ) وطبعت أول صحيفة في إنجلترا عام 1922 ، وهي ( الاخبار الأسبوعية (Weekly News)
**ثم ظهرت أول صحيفة ، في إيطاليا ، عام 1566 وفي هولندا عام 1616 وفي السويد عام 1624 ، وفي فرنسا عام 1631 ، ثم ظهرت الصحافة في المستعمرات الأمريكية ، وفي أمريكا بعد الاستقلال ، فقد شهد عام 1830 ، تغييرات هائلة في مجال الصحافة ، إذ بدأ صدور صحيفة البنى The penny Press ، أي التي يستطيع الجمهور العادي ، شراءها ، وكان يطبع منها أعدادا كبيرة ، وتغطي نفقاتها بالإعلان ، وتزيد التوزيع ، بالاخبار المثيرة ، والقصص المسلية وإنطلقت الصحافة العالمية بعد ذلك فى مسيرتها الهائلة ، مع إدخال التكنولوجيا ، المتطورة في :
(1- الطباعة 2- الإخراج ) . ونضيف إليها] ( فن التحرير الصحفي ) كما نضيف إليهم ، الأجهزة والمعدات ووسائل الإتصال الأخري ، وكذلك العنصر البشري ، فكمية هائلة من التحديثات ، بدون فهم الإنسان لها ،واستيعابه لها ، عن طريق التدريب والتعلم ، تعد مجرد قطع من الحديد والاسلاك ، المجمعة ، لا تغني ولا تسمن من جوع [
**وقد دخلت التحديثات ، علي العناصر السابقة ، بمرور الأيام ، وكان يحكمها ، عامل ( الإنتاج الكبير الذي لا يقدر عليه ،إلا الكيانات الكبيرة ، وقد أدي هذ1، إلي محاولات التجمع ، في شكل شركات ضخمة ، أو محاولة تنظيم الحكومات لها ، في شكل كيانات كبيرة ، أو تأميمها في جهات أخري للرقابة عليها من ناحية ، ولضخامة الإستثمارات فيها ، والتي لا يقدر عليها إلا رأس المال الضخم ، والصحيفة لا تتأثر بصاحبها ، أو بالناشر فقط ، وإنما هي تتأثر ، بمالها ، من أدوات وآلات وتطورات تكنولوجية تتصل بصناعتها وإخراجها ، وبتجميع الاخبار وتقديمها ونشرها 0
[ كما أن التحسينات ، في وسائل النقل ، من الحمام الزاجل ، ( ومن قبل الهدهد )]بإعتباره في رأينا ، أول ناقل للخبر ، بل أول صاحب رأي (000 من سبأ بنبأ يقين ) " ومن الجياد والسفن الشرعية ، إلي الطائرات النفاثة ، إلي الأقمار الصناعية
قد عملت جميعها ، علي سرعة تجميع ونشر الأخبار ،والصور ، بينما ساعدت التطورات الميكانيكية ، في الطباعة ، وصناعة الورق ، علي زيادة حجمه وكميته ، ويمكن القول ، أن التطور التكنولوجي ، بدأ حقيقة منذ القرن الخامس عشر منذ إختراع المطبعة ، وحتي أوائل القرن التاسع عشر ، كانت الطباعة يدوية ، ثم استخدمت المطابع الاسطوانية cylinder press في جريدة التايمز اللندنية سنة 1814 ، ثم إستخدمت المطابع ، التي تعمل بالبخار بدلا من تلك التي كان يتم تشغيلها يدويا ، وإخترعت في سنة 1860 الألواح المصبوبة stereotyr platel ثم جاء التطور الكبير بعد ذلك ، في سنة 1881 ، بإستخدام آلات اللينوتيت linotype بينما ساعدت ( القوة الكهربائية ) علي تحسين عمليات تقطيع الوزن ، وتجليده ، وطبعه
كما ساعدت التطورات السريعة ، في التليفون والكتابة علي الآلة الكاتبة ، وعمليات الحفر Engraving وإستخدام الألوان والأحبار في التطوير التكنولوجي ، الذي أدي إلي إخراج الصحيفة الحديثة بشكل مختلف ، كما شهد القرن العشرين تحسينات أخري في العمليات والآلات المستخدمه 0
خصوصا تلك التي تتصل ، بآلات الجمع التصويري وآلات الطبع الأوفست ، وتلك التي تتصل بإختراع الطباعة عن بعد teletype وذلك حوالي 1928 ( بينما يطبع الخبر علي الآلة الكاتبة في بلد ما أو مكان معين ، يقوم نظام التليتيب بطباعته في بلد آخر ، في نفس الوقت إضافة إلى المستحدثات ، في علم التصوير الفوتوغرافي ، وإستخدامها ، الألوان ، وبالتالي ظهور الصحافة الملونة )pictorial journalism .
* وتشير التطورات التكنولوجية إلى إمكانية الطباعة الفورية للصحف على النطاق القومىوالدولى وذلك على عن طريق النبضات الإلكترونية electronic impulses التى تترجم بصورة آليةإلى صحف مطبوعة ولكن ذلك يهدد وظائف كثيرة من الفنيين والعمال ] ومن وجهة نظرى يمكن إعادة تدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع التقنيات الجديدة [
ثالثا : الصحافة العربية في تطورها:
*يؤرخ لبداية الصحافة العربية ، في مصر ... فكما ذكر مؤرخوا الصحافة المصرية والعربية ، أن مصر عرفت الصحافة في أثناء الإحتلال الفرنسي ، المسمي بحملة نابليون سنة 1798 ، وإصداره لجريدتين ، كورتيت ويلجبت ، لاريكار اجبشين ، إلا أن هذه الصحف ، لم تكن مصرية ، وإنما كانت تعبر عن لسان حال الحملة.. وفى عام 1825 ، تأسست مطبعة بولاق ، ، وأصدرت دورية جورنال الخديوي ،وصدرت صحيفة شعبية لإبراهيم المويلحي ومحمد عثمان جلال عام 1869 علي أنه يؤرخ للصحافة المصرية ، بجريدة الوقائع الرسمية ، الصادرة عام 1828 ، وفي مصر أيضا ظهرت أول مجلة علمية متخصصة ،في الشرق العربي وهي (
يعسوب الطب ) التي صدرت عام 1865 ، للبقلي باشا ثم توالت بعد ذلك ، بمصر العديد من الصحف والمجلات ، علي يد مصرين وشاميين ، وبتشجيع من بعض قادة العالم الإسلامي ، أمثال جمال الدين الأفغاني علي أنه يمكن القول ، أن الصحافة المصرية ، مرت بمراحل كثيرة ، نذكرها فيما يلي :-
1- المراحل المبكرة ، قبل الإحتلال
2- مرحلة الإحتلال البريطاني
3- نشأة الصحف الوطنية ، كصحف مصطفي كامل ومحمد فريد وعبد الله النديم
( اللواء – والأستاذ )
والشيخ الغاياتي ( جريدة المؤيد) ، وغير ذلك ، من الصحف ،والتي قامت حولها ، الأحزاب المختلفة ، كظاهرة تختلف عن الظواهر الحالية ،من حيث قيام الصحف ، حول الأحزاب 0
كما كان للعرب والمسلمين في مصر ، مجالا واسعا ، في هذا المضمار ، تمثل في الصحف المختلفة الصادرة لتعبر عنهم ، كمسلمين ، وكهاربين من الحكم العثماني ، وإمتد بهم الحال هكذا ، ما بين شد وجذب ، في الولاء ، لمن ؟
* ثم جاءت صحافة الإستقلال ، مع ثورة 23يوليو 1952 ولم يبق من هذه الصحف القوية إلا صحيفة الأهرام ، وصحف (دار الهلال حاليا ) وتمثل مرحلة هامة ، من دخول ما يسمي بقانون تنظيم الصحافة في سنة 1960 ، ثم التشريعات المختلفة ، التي تفيد من مهنة الصحافة ، والتي هي بطبيعتها ، تقوم علي الحرية المسئولة ، وليست الحرية الموجهة وفرق كبير بين الاثنين ، وما وصلت إليه ، ثم صدور قانون سلطة الصحافة رقم 148 لسنة 1980 ، مرورا بالقانون المرفوض ثم القانون 61 لسنة 96
* وقد صد ر في العالم العربي صحف ومجلات منها :
عام 1828 صدرت الوقائع المصرية في مصر
عام 1847 صدرت المبشر في الجزائر 0
عام 1858 صدرت حديقة الأخبار – لبنان
عام 1860 صدرت الرائد في تونس
عام 1865 صدرت سورية في سورية
عام 1866 صدرت طرابلس الغرب - في ليبيا
عام 1869 صدرت الزوراء في العراق
عام 1879 صدرت صنعاء ، في اليمن
عام 1889 صدرت المغرب ، في المغرب
عام 1889 صدرت الجازيت في السودان
عام 1908 صدرت الحجاز في السعودية
عام 1928 صدرت الكويت في الكويت
**وبذلك يتضح أن جريده الوقائع المصرية ، أول جريدة عربية ، ولكن " رزوق عيسى رئيس تحرير مجلة " المؤرخ العراقى" يقول ، أنه ظهرت في بغداد صحيفة " جرنال العراق "أنشأها الوالي دواد باشا الكرجي عام 1818 وكانت تنشر باللغتين العربية والتركية ، وتذاع فيها وقائع القبائل وأبناء العراق ، وأخبار الدولة العثمانية ، والقوانين والأوامر والنواهي ، وغير ذلك من الأمور الإدارية .
ويقول سامي عزيز ، أن الصحافة العربية ، تأخرت ، عن التحديث ، بسبب الإحتلال العثماني ، وسياسته تجاه العرب ، وكان تاريخ الصحافة ، في أي قطر عربي في القرن 19 يدل علي مدي ما كانت تعانيه البلاد العربية من عسف وإضطهاد تحت السيطرة العثمانية وعلي سبيل المثال ،تعليمات للصحافة في عهد السلطان عبد الحميد ،والتي تعد كقانون من قوانين المطبوعات ، والتي يدل محتواها ، علي خوف السلطة من الصحافة ، وكانت ملامح الصحافة ، تحمل نفس السمات ، من عقوبات للصحفيين ، ونفي ، وتعذيب ، وضرب في ظل الحكم العثماني ، في كافة الاقطار العربية
ثم ظهرت الحركات الوطنية ، وظهرت ، في آواخر القرن 19 وبداية القرن العشرين ، ونشأت الأحزاب ، في دور الصحف كما قلنا ، كما أن الصحافة العربية ، إرتبطت فى الحرب العالمية الأولي بثلاثة عوامل :
1- الرأي الرسمي
2- آراء طبقة الزعماء والسياسين ، والوجهاء وأصحاب الثروات 0
3- الطموح الفردي
4- تأثير التطور العلمي و السياسي والعقائدي والإجتماعي في حياة الصحافة
*******************************
* ويمكن أن نقول ، أن هذه الصحافة ، قد تطورت ، من حيث " فن التحرير الصحفي " إذ تطورت من ناحية " الرأي " إلي صحافة " الخبر " و" التحقيقات المصورة " وتحولت المقالات من الصحفات المطولة ، إلي الأعمده وأنصاف الأعمدة ، ومن الزخرف اللغوي إلي الأسلوب الصحفي الاجتماعي .
رابعا : التطور الحديث في الصحف المصرية والعربية :
[ إاستفادت الدول العربية من التطورات الحديثة في مجال الصحافة من أجهزة ومعدات طباعية وأجهزة ومعدات إتصالية وأجهزة ومعدات التصوير ، وبالتقدم في علم الكيمياء بما أفاد في التصوير وفي الألوان وفي الأخبار وفي صناعة الورق ، وبالتقدم في علم الميكانيكا ، وفي صناعة آلات الطباعة والكهرباء ، وصناعة الورق والأحبار وغير ذلك ، من الصناعات المتعلقة ، بعناصر الصحافة ، كما أن وسائل المناولة وسهولتها ، ويسرها ، حققت إنجازا ، بالمقارنة ، مع المناولة اليدوية ، بدءا من السيور المتحركة ، مما أدي إلي توفير الوقت والجهد ،
ولكن هذه الإستفادات من المستحدثات: ، قد إختلفت من دولة إلي أخري ، نظرا ، لأنها تحتاج إلي أموال كثيرة ، لايقدر عليها ، إلا المؤسسات القوية ، والتي تملك مصادر تمويل جيدة ولكن نجد أن أقل الدول مهارة في الصحافة تملك الآن أرقي المستويات الطباعية وأرقي الاحبار وأرقي الأوراق ، نظرا لظهور البترول في هذه الدول ، مما جعلها من القدرة بمكانة علي توفير مثل هذه الصناعات الضخمة ، قبل الدول المتقدمه صحفيا ، كمصر ولبنان ، ولم تكتف بهذا ، بل قامت بإستقطاب ، الكفاءات الصحفية ، من صحفيين ومخرجين وعمال طباعة مهرة وأجزلت لهم العطاء ، لتكتمل حلقات الإنتاج الطباعي لديها ، من أجهزة حديثة وكوادر فنية وإدارية وتحريرية ، وهي عناصر الإنتاج الناجح ، إلا أن ذلك يعد عيبا لها ، بقدر ما هو ميزة ، إذ أن هؤلاء ، عمالة مؤقتة سريعا ما ترجع إلي بلادها وسرعان ما قامت هذه الدول ، بمحاولة ، شغل المناصب القيادية ، بعناصر وطنية ، إلا أن المشكلة ليست في المناصب القيادية
علاوة علي عدم وجود إتجاه قوى وفعال لدي العناصر الوطنية للعمل بالصحافة ، بدلا من أعمال أخري متوفرة لديهم 0
وتزداد المشكلة صعوبة في المستويات الأدني من رئيس التحرير أو حتي مدير التحرير ، التي تدير ورشة العمل هذه [0
*** وفي مصر ، بدأت دور الصحف ، في تحديث نفسها ، من كل النواحي ، وكان العامل الطباعي ، أهم عنصر ، كما في أنحاء العالم ، وقد كانت التجربة ، قد بدأت ، في دار التعاون ودار المعارف وبدأت في جرائد ومجلات أخري
إلا أن التجارب الرئيسية ، بدأت في جريدتي الاهرام والاخبار وفي جريدة الجمهورية فيما بعد وفي دار الهلال ، مازالت في دور التنفيذ ، وذلك بإحلال آلات الجمع الحديثة ، لينوتيب وإنترتيب ، ثم الجمع التصويري ، مع آلات الطباعة بالأوفست ، والتي غزت العالم الآن نظرا لمزاياها المتعددة في الطباعة وكانت التجربة بارزة ، في جريدة الأهرام في التجديدات التي قامت بها ، وفي الأخبار ثم فى جريدة الجمهورية بعد فترة من تجربة الأهرام ومن تجربة الأخبار والتي لم تقتصر علي توافر مثل هذه الأجهزة والالات ، بل تعدتها إلى توافر مباني حديثة تلائم ذلك ، ممثلة في مبني الأهرام الحديث نسبيا ، وفي مبني مؤسسة أخبار اليوم الجديد ، والقريب من المبني القديم وفى مبنى جريدة الجمهورية الجديد.
**رابعا: الصحافة والرأي العام والمجتمع:
· بعد دراسة لعدة سنوات قامت لجنة تسمي بلجنة حرية الصحافة التي تألفت من بعض أساتذه الجامعات الأمريكية :
*- إلي أن للجمهور خمسة مطالب مثالية من الصحافة كما يلي :
1- أن تكون تقرير شامل دقيق لأحداث اليوم
2- أن تكون مساحة لتبادل النقد البناء والتعليق علي الأحداث الهامة 0
3- عرض أراء وإتجاهات الجماعات المكونة للمجتمع
4- تقديم وإيضاح أهداف المجتمع وقيمة
**خامسا:أخلاقيات ممارسة الصحافة المطبوعة :
**ونقصد بها مجموعة القواعد التى يلتزم بها العاملون فى الصحف وهو مايطلق عليه (ميثاق الشرف الصحفى ) وسوف نعرض لميثاق الشرف الصحفى فى مصر كنموذج لمايجب أن يلتزم به العاملومن فى الصحافة وهو لايخرج عن مواثيق الشرف فى دول عديدة من دول العالم فقد جاء بالميثاق أن العمل الصحفى لايستمد شرفه من جودة أدائه فحسب بل يستمد قبل هذا من شرف الغاية التى تخدمها الكلمة المنشورة..إن الكلمة المجردة من الإلتزام لخدمة تقدم شعبنا مجردة من الشرف ولايتحقق شرف الإلتزام للعمل الصحفى إلاإذا كان إختيارا واهبا ومستقلا عن كل مصادر الوصاية والرقابة والتوجيه والإحترام.
**إن إستقلال الصحافة بدورها ومسئولياتها الإجتماعية الإجتماعية من أجل الشعب وتحت رقابته وحده هو الشرط الأول للعمل الصحفى الشريف أداءا ومسئولية.
**وطبقا لهذا على الصحفيين وفاءا بماهم مسئولون عنه ..أن يتوخوا فى سلوكه المهنى مبادىء الشرف والأمانة والنزاهة وأداب المهنة وتقاليدها ..وترى إجلال خليفة وغيرها من رجال الإعلام بأن هناك إلتزامات عشر شأنها شأن ماورد بميثاق الشرف الصحفى تتلخص فى إلغاء كافة القيود على حرية الكلمة وسهولة الحصول على المعلومات والحقائق وتوافر ضمانات للصحفيين فى شأن حرية التعبير وتغطية الأحداث وفى شأن تحديد علاقة المؤسسات الصحفية بالجهات الرسمية والمطالبة برفع الرقابة بكل صورها وتحديد دور الإعلان فى مجتمع مثل مجتمعنا وبما يتفق مع أهداف مجتمعنا. وأضيف أن على الصحفى فى نفس الوقت أن يلتزم الصحفى بقواعد السلوك المهنى الشريف من كافة جوانبه وأن يبتعد عن العمل بالإعلانات وأن يعرض وجهة نظر الأطراف المطروحة فى قضية ما وأن يبحث الحق وأن يرسى قواعد العدالة وألا يميل لصالح السلطة ضد مواطنى بلده لأنه يعمل من أجل الشعب ومن ثم أن يعبر عن قضاياه ويدافع عنها وأن يتوخى قواعد الأخلاق والشرف وأن يحمى مصادر معلوماته وأن يتقى الله ويراعى ضميره فى كل عمل يقوم به.
المبحث الثانى: الصحافة الرقمية:
لصحافة الرقمية(صحافة الويب أو التدوين )
كما عرضنا للصحافة المطبوعة نعرض لنوع جديد من الصحافة وإذا قلنا أن الصحافة المطبوعة مجالها الورق والحبر والطابعة فالصحافة الرقمية مجالها الواقع الافتراضى أو مايسمى بمنظومة الويب وقد يطلق عليها الصحافة الإلكترونية التى تعتمدعلى شبكة الويب وإذا كان ماينشر على الشبكة يشمل العديد من المسميات التى يمكن أن يندرج تحتها مصطلح الصحافة مثل المنتديات والمواقع والنسخ الإلكترونية للصحافة المطبوعة والمدونات إلاأن أقربها لمصطلح الصحافة الإلكترونية هى المدونات وسنعرض لمفهومها ومجالها وتأثيرها وأخلاقياتها والقيود المفروضة عليها.
أولا : البداية:الدواوين
**يعتقد البعض أن المدونة ترجع عربيا إلى نظام الدوواين قى بداية الدولة الإسلامية(عصر الخلفاء الراشدين )
**و الدواوين جمع “ديوان” والديوان يعنى السجل الذى يتم فيه تدوين الأعمال والأموال والقائمين بها أو عليها ، أو على حد تعبير الماوردى فى الأحكام السلطانية : والديوان موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال ، ثم أطلقت الكلمة أيضاً من باب المجاز على المكان الذى تحفظ فيه السجلات ويجرى العمل بها .وقد اختلف الباحثون فى أصل هذه الكلمة ، فذهب البعض إلى القول بأنها ترجع إلى أصل فارسى ومنهم العلامة ابن خلدون فى مقدمته ، بينما يعود بها البعض الآخر إلى أصول عربية ، من دَوّنَ الشىء أى : أثبته ، على حد قول ابن منظور فى لسان العرب أخذا عن سيبويه .******************************
ومن ذلك التعريف اللغوى والتاريخى بالدواوين يمكنناً الوصول الى العلاقة بين الدواوين والمدونات فكلاهما وسيلة لتدوين او حفظ جميع الاحداث التى تجرى فى عصر ما .مع الفرق بين المدونات والدواوين , فقد كانت الدواوين تستخدم لتدوين شئون الدولة الاسلامية ولم تكن متاحة لعامة الشعب ان يدون بها ما يريد بل كانت لحفظ ما يتعلق بحقوق الدولة من أموال وأعمال وغير ذلك من أمور الدولة .أما المدونات فهى وسيلة تدوين أو حفظ ولكن متاح للكافة أن يقوم بالتدوين فى أى موضوع وبكل حرية .ومع ذلك لا ننكر أن هناك امتداد تاريخى بين الدواوين والمدونات .ويمكننا من هنا أن نقول أن المدونات هى التطور القوى والسريع لنظام الدواوين
** ثانيا :مفهوم المدونة
**المدونة (Blog or Weblog) هي عبارة عن موقع على الانترنت يستخدم كجريدة الكترونية, مثلها مثل باقي الوسائط المتعددة, في بعض الأحيان, المدونات تركز على موضوع معين, مثل الطعام, السياسة أو الأخبار المحلية, و يمكن أن تكون هذه المدونات عبارة عن مذكرات يومية.
تحتوي المدونات على نصوص, صور و وصلات لمدونات أخرى, مواقع انترنت, و وسائط أخرى متعلقة بالمقالة.
********************************
**منذ ظهور مفهوم المدونات عام 1995, وهناك من يرجعه إلى عام 1994 إنتشر التدوين في العالم بشكل كبير, و شكّل مجتمع شعبي كبير, بالتالي أصبحت العديد من المواقع على شبكة الانترنت, تقدم إمكانية استضافة مجانية لهذه المدونات.
*********************
** وقد ظهر الإصطلاح WebLog لأول مرة أواخر سنة 1997، ثم ظهر الاختصار Blog بعد ذلك بسنتين. لكن هذا النوع من مواقع الانترنت ظهر قبل ذلك بسنوات، وبالضبط في شهر مايو من العام 1994. وحسب إحصائيات شهر أغسطس الماضي فقد تجاوز عدد المدونات حول العالم 50 مليون مدونة!
والـ WebLog يعني حرفيًا “سجلات الشبكة”؛ ويقصد بها: دفتر يوميات إلكتروني. وقد تم الاتفاق عربيًا على “مدونة” كتعريب لـ Weblog (أو Blog)، و”تدوين” تعريبًا لـ Blogging.
وفى رأي الدكتور عبد الفتاح مراد أنه يجب ترجمة مصطلج البلوج بكلمة معلقة ومع تحفظى على هذا الرأى لأن المعلقة كانت تعلق على الأسوار وفى فترة زمنية قديمة وفى مكان محدود تماما ومجهة لجمهور إقليمى بينما المدونة موجودة على شبكة الويب طالما أنت متصل بالشبكة وموجهة لملايين البشر ومن ثم فرقعتها الجغرافية والزمنية والبشرية لانهاية لها.
**والمدونات هي مواقع على شبكة الانترنت تتميز بسهولة إعدادها وصيانتها وتحيينها، وقد ظهرت في البداية كدفتر يوميات شخصي يكتب فيها المراهقون اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم، ثم تطورت لتصبح وسيلة للتعبير عن الآراء والحوار حول قضايا مشتركة، ثم جاءت حرب الخليج الثالثة لتخرج هذه المدونات إلى الأضواء ليعرف بذلك فعل التدوين طفرة نوعية في أكثر من منطقة من العالم. حيث تطورت مواضيع المدونات وفرضت نفسها كنمط جديد من الصحافة الالكترونية، ولعل قوتها الأساسية هي أنها تمثل صوت “رجل الشارع” دون أي رتوشات إيديولوجية أو رقابة مؤسساتية. فالمدونات وسيط مفتوح لنشر الآراء من جميع الاتجاهات، كما أنها بآنيتها وسرعة مقاربتها للأحداث تكاد تسحب البساط من تحت الصحافة التقليدية، خاصة في الدول ذات الحيز الضيق من حريات التعبير، والاحتكار شبه الكلي للإعلام من طرف السلطة.
وتعتبر ربيكا بلود أن المدونين هم الخارجون فى عالم الانترنت. فقدرتهم على تنقية وإفشاء المعلومات لقطاع عريض من المتلقين وموقعهم خارج نطاق الإعلام السائد هما نقطتين من أهم نقاط قوتهم. إنهم لا يدينون بالفضل لأحد. ينشرون المعلومات، يشيرون إليها ويعلقون عليها وفقاً لمعاييرهم الخاصة المميزة. ****************************************************
ثالثا:أساسيات المدونات (Bloggs):
مصطلح Blog تم اشتقاقه من كلمة web log و تعني الدخول إلى الشبكة, و تم دمج الكلمتين فأصبحت Weblog, اختصرت و أصبح Blog, و الذي يكتب المقالات يسمى Blogger, و عملية الكتابة تدعى بالـ Blogging.
المقالات الموجودة في المدونة يكون لها الشكل العام التالي:
العنوان – العنوان الرئيسي للمقالة, أو الترويسة للمقالة.
الجسم – المحتوى الرئيسي للمقالة.
التعليقات – التعليقات المضافة على المقالة من قبل القراء.
وصلة المقالة – وضع الـ URL للمقالة كاملة (إذا وجد).
تاريخ النشر – تاريخ و وقت نشر المقالة.
** ما هو الفرق بين المدونة و المواقع العادية؟
المدونة تتألف من صفات أساسية, تميزها عن صفحات الانترنت المعيارية. فهي تسمح بخلق صفحات جديدة: معلومات جديدة تضاف بسهولة داخل نموذج (عادة يتألف من العنوان, التصنيف, و جسم المقالة), و من ثم تضاف المقالة إلى المدونة.
القوالب الأوتوماتيكية تهتم بعملية إضافة المقالة إلى الصفحة الرئيسية, إنشاء صفحة كاملة للمقالة.
كما تسمح بالفلترة السهلة على مضمون المدونة, وفقاً للتاريخ, التصنيف أو الكاتب.
كما تسمح لمدير المدونة إضافة عدد من الناشرين, المصرح لهم بكتابة مقالات ضمن المدونة.
**- الوسائط الرقمية:
بعد انتشار النصوص و وصلات الانترنت, بعض المدونات أصبحت تتضمن صور, و مقاطع فيديو.
و بعض المدونات تحتوي على وصلات لملفات صوتية.
و هناك مدونات تسمى بمدونات الـ MP3, تكون متخصصة بنشر أغاني من أنواع معنية.
هناك الكثير من الأسماء التي أصدرت لتعبر عن المدونات مثل moblog, و هي المدونات المختصة بالأجهزة المتنقلة
رابعا :أنواع المدونات:
**شخصية: حيث يكتب الناشر أفكاره الخاصة, أو شعر خاص به, أو رسومات قام برسمها, بالتالي تصبح المدونة كمعرض شخصي يمكن الوصول إليه من أي مكان في العالم.
**خبرات سابقة: بحيث يكون الناشر بكتابة خبراته و تجاربه في المدونة, بالتالي تصبح المدونة و كأنها C.V. خاصة به, تعرض جميع قدراته و مهاراته.
**اجتماعي: بحيث يتناول الناشر المواضيع الاجتماعية, و يكتب قصص من وحي المجتمع الذي يعيش فيه.
بالإضافة إلى المدونات الأدبية, الثقافية, الاقتصادية, السياسية, العلمية, و الرياضية... الخ.
وهكذا نجد أن هناك أنواع كثيرة للمدونات, عمليا محتوى كل مدونة, هو الذي يحدد نوع المدونة.
خامسا :المدونات العربية:
**ضمن ما يزيد عن 37 مليون مدونة تضمها شبكة الانترنت (1) ، لا يكاد نصيب المدونات العربية يزيد في أفضل تقدير عن 40 ألف مدونة (2) ، أنشئ اغلبها في عام 2006م ،إلا أن تأثير وشهرة هذه المدونات قد فاقت التوقعات وباتت تمثل صداعا في راس العديد من الحكومات العربية التي تخشى بشدة أن يتملك المواطنين وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير قانونية واللاديمقراطية التي تسم نهج هذه الحكومات ، لاسيما بعد النشاط البارز للمدونين المصريين ، الذين كانوا كمن أشار لطريق جديد يمكن أن يسلكه المدونين العرب، حتى ولو دفع هؤلاء المدونين المصريين ثمنا لنشاطهم و كشفهم هذا ثمنا غاليا ، تمثل في سجن العديد منهم لشهور عديدة ، عقب اتهامات جائرة وتحقيقات غير محايدة.
فعلى الرغم من حداثة ظهور المدونات العربية بشكل عام ، إلا أنها قد أصبحت أداة فعالة أجاد المدونون العرب استخدامها ، سواء في التعبير عن همومهم وهموم مجتمعاتهم بما فيها همومهم الشخصية أو العامة .
فقد برزت مجموعات عديدة استخدمت هذه الوسيلة في الكشف عن المسكوت عنه بالعالم العربي مثل تناولهم لتفاصيل غير معلنه عن طبيعة الحياة بمجتمعاتهم
**بروز المدونات العربية عبر محطات هامة
بدأت المدونات العربية في الظهور منذ نحو ثلاثة أعوام عبر بروز بعض المدونات التي تعتبر قديمة نسبيا مثل " حوليات صاحب الأشجار
" إلا أن بعض الأحداث التي دارت حول أو عبر المدونين العرب ، قد ساهمت بشكل كبير في طرح الأسئلة عن هذه الأداة الجديدة أو المدونات ، والتي تعد محطات هامة ونقطة انطلاق جعلت نشاط المدونين وكتاباتهم تحت الضوء مما حدا بالكثير من الجمهور العربي ولاسيما الشباب منهم لآن ينشئوا مدوناتهم الخاصة .
ومن أهم هذه الأحداث او المحطات الهامة التي ساهمت في شهرة وتوسيع رقعة المدونين ** سلسلة من المقالات للصحفي المخضرم جهاد الخازن في جريدة الحياة اللندنية واسعة الانتشار عن التدوين والانترنت في العالم عموما مع التركيز على العالم العربي في بداية عام 2006 .
** إشارة الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل خلال لقائه بقناة الجزيرة إلى متابعته واهتمامه بمدونة "بهية " من مصر .
** فى السادس من أبريل 2006 أقال وزير الشؤون الاقتصادية والعامة كاتبه العام (لحسن بلكورة) من منصبه بسبب رحلة إلى نيوزلاندا كلفت الوزارة أزيد من عشرة ملايين سنتيم، والفضل يعود إلى المدون رشيد جنكاري الذي نشر في مدونته ما يكشف هذا التبذير.
خامسا:تأثير المدونات:
**كان لدى خوان كول، أستاذ التاريخ، الكثير ليقوله حول الإرهاب والحرب على العراق، لكن القليل من كان يصغي إليه، ولم يستطع نشر مقالاته في الصحف، لكنه حين أنشأ مدونته حصل على 250 ألف قارئ شهريًا، وبدأ في الظهور في وسائل الإعلام، بل وشهد أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية؛ يقول: “نتيجة لتدويناتي، دعتني مجلة ميدل إيست جورنال للمساهمة في عدد خريف 2003. وعندما أجرى موظفو لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية بحثا بين المنشورات عن مقتدى الصدر وحركته، لم يظهر سوى مقالي. وقد قرأه موظفو مجلس الشيوخ وبعض الأعضاء وكانوا متشوقين لمعرفة آرائي حول الوضع”. هذا التحول لـ خوان كول إلى خبير ومفكر معروف يعزز التأثير المذهل لعالم المدونات.
**فى شهر سبتمبر 2004 نشرت شبكة CBS الإخبارية تقريرًا لكبير مذيعيها (دان راذر)، حول وثائق ذات صلة بخدمة الرئيس بوش العسكرية. صاحب مدونة PowerLine بدت له تلك الوثائق مزورة فكتب عن ذلك في مدونته، وفي غضون ساعات توصل من أحد القراء بوثائق أصلية صادرة عن الحرس الوطني فقام بنشرها فورًا في مدونته، ثم سريعًا سيشير أكثر من 500 موقع آخر إلى مدونة PowerLine، وسيبدأ الحديث عن هذه المدونة في الإعلام الأمريكي وسينسب لها الفضل في كشف خطأ تقرير الـ CBS.
هذا مثال جيد على قوة المدونات، وهناك من يعتبر هذه الحادثة بداية النضج للمدونات الأمريكية.
**قوة المدونات أيضًا تبرز في مواصلتها متابعة الأحداث والتطورات حتى بعد أن تتحول عنها وسائل الإعلام التقليدية إلى أحداث جديدة، وكتاب المدونات في الولايات المتحدة صاروا قوة إعلامية ومؤثرين في القرارات بشكل متزايد.
**في ديسمبر 2002 اضطر ترينت لوت، قائد حزب الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى الاستقالة من منصبه، بسبب تعليقات قالها ذات احتفال. وسائل الإعلام لم تهتم، لكن تلك التعليقات لم تمر بسلام بالنسبة للمدونين، فتحولت غلطة ترينت لوت إلى فضيحة تامة.
**
**الامتياز الآخر للمدونات برز خلال تسونامي جنوب شرق آسيا، حيث سبق كتاب المدونات هناك الصحافة بتغطية الكارثة، وغطوا بالتفصيل كلمة وصورة الدمار الحاصل، حتى أن كبريات قنوات التلفزة قامت بالنقل عن هذه المدونات. أيضًا قامت هذه المدونات بالحض والتحفيز على التبرع، حتى أن هذا الحماس دفع الحكومة البريطانية إلى الرفع من قيمة تبرعها بعد أن فاق تبرع البريطانيون ما كنت تعتزم تقديمه.
أيضًا نفس الامتياز حققته المدونات خلال إعصار كاترينا المدمر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية.
**
**عربيًا ما يزال تأثير المدونات محدودًا، فباستثناء المدونات المصرية التي برزت تعبئتها مع الانتخابات الرئاسية الماضية وظهور حركة “كفاية” الشعبية ثم التغطية المتميزة للمجزرة التي ارتكبها النظام المصري في حق اللاجئين السودانيين، يبقى تأثير المدونات العربية منعدما. وأما المدونات المغربية فما يزال عددها أقل من أن تشكل حركة يعتد بصوتها، لكن السبق الذي حققته مؤخرًا مدونة رشيد جنكاري قد يكون النقلة التي تنتظرها المدونات المغربية لتعلن عن نفسها ولتصبح قوة إعلامية متميزة، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية.
**
**خلال الأسبوع الأخير من مارس 2006 نظمت منظمة ICCAN اجتماعها الأخير بنيوزيلاندا، وقد مثل فيه المغرب السيد حسن بلكورة الكتاب العام في وزارة الشؤون الاقتصادية والعامة. على عكس باقي الوفود التي قامت برحلتها عبر ماليزيا، قام الممثل المغربي برحلة ماراثونية عبر باريس ولوس أنجلس، وهو ما كلف الوزارة أزيد من 130 ألف درهم –وهو مبلغ أكثر بكثير مما تكلفه رحلة مثل هذه.
**المدون رشيد جنكاري، الصحفي التقني بشركة casanet المشرفة على البوابة الإخبارية Menara.ma والمملوكة لشركة اتصالات المغرب، قام بنشر الفاتورة التي تفضح هذا التبذير في مدونته، فجاء رد الفعل غير متوقع بالمرة: مدير رشيد في العمل يرغمه على سحب ذاك الموضوع من المدونة مع تهديده بالفصل من العمل. رغم أنه لا علاقة مطلقًا بين الشركة والوزارة، وحتى المدونة مستقلة تمامًا عن الشركة!
مجتمع المدونين المغاربة تحرك بسرعة متضامنا مع رشيد، فقامت أكثر من مدونة بإعادة نشر ذاك الموضوع، ووصل الحماس إلى الصحافة المكتوبة التي تحدثت عن الموضوع. النتيجة: إعلان مدير رشيد عن بقاء رشيد في عمله، وإعلان وزير الشؤون الاقتصادية والعامة عن إقالة كاتبه العام حسن بلكورة.
رغم أن رشيد اضطر إلى سحب الموضوع من مدونته، خوفًا على مصدر دخله الوحيد، إلا أن تدخل باقي المدونين جاء بالسرعة الكافية، ليقول بأن المدونات المغربية بدأت رحلتها نحو النضج، وقريبًا سوف تأخذ مكانها كمصدر مؤثر في صناعة القرار.
**********************************************************
**ما هو واقع الصحافة الالكترونية فىالعالم العربي؟
**عربيًا بدأ الحديث عن الصحافة الالكترونية مباشرة بعد بدء توفير الإنترنت في الدول العربية؛ منتصف العقد الماضي. منذ ذاك وحتى الآن ما يزال مصطلح “الصحافة الإلكترونية” -عربيًا- مستعصٍ عن الإمساك. فالحضور العربي، لإكراهات تقنية، ما يزال شحيحًا مقارنة بالصحافة العالمية، والحالة المغربية ليست بمعزل عن الواقع العربي ككل. ولو قلنا بأنها أقل من مثيلاتها العربية فلن نجانب الصواب أبدًا.
صحيح. من المبالغة الحديث عن واقع الصحافة الالكترونية في البلاد العربية . صحافة إلكترونية حيث تمثل نسبة الأمية أكثر من 50% وهى أمية القراءة والكتابة و يمثل عدد مستخدمي الانترنت فيه نسبة لاتتعدى 20% من عدد السكان!! في العالم الأول يتحدثون عن دمقرطة الانترنت، أي حق كل المواطنين في الوصول إلى شبكة الانترنت.و نحن فى العالم العربى ما زال علينا الحديث عن كثير من مشكلات الشعوب-- كما يقول الكاتب المغربى وخبير التدوين محمد سعيد أحجيوج-- من توفير فرص العمل والمأكل والملبس والعلاج والتعليم والمسكن والسلع والخدمات الاساسية الاخرى بدون رفع فى الاسعار وزيادة فى الضرائب والرسوم بموجب قوانين جديدة او بموجب قرارات إدارية ويضيف قائلا أن هذا هم المواطن المغربى وأضيف أنه هم المواطن العربى عموما
**الرقابة الابوية على الانترنت
الرقابة أزمة تقلق مضجع كل الآباء. لكن عن أي رقابة نتحدث؟ هل هناك إمكانية للرقابة أمام التدفق المذهل للانترنت؟ الإجابة قطعًا: لا.
لماذا يجب أن نفكر في الرقابة؟ هناك فقط شيئين يمكن التخوف منهما: المواقع الإباحية، والمواقع ذات التوجه الفكري المتطرف.
لو أن التربية والتنشئة تمت بشكل سليم، مع تدريب الأطفال وتعويدهم على مناقشة أبائهم، فلن نخاف أبدًا من هاذين الخطرين. فالتربية العقلانية غير القائمة على القمع والكبت تحمي الطفل من الانفلات الأخلاقي، وتنمي فيه عفةً تبعده عن المواقع الإباحية. أما الاعتياد على حرية التعبير فهو الوسيلة الوحيدة لحماية الأبناء من الانجراف نحو الأطروحات الفكرية المتطرفة.
ويرى محمد سعيد أحجيوج أن هذا مجرد كلام نظري يوتوبي. لا يجب أن ننسى أن نصف المواطنين أميين، وهذا يعني، بشيء من التعميم، أن نصف الأطفال ينشئون وسط عائلات ذات مستوى ثقافي منعدم، من ثمة فإن الحديث عن “الوقاية” من تأثيرات الانترنت السلبية يبقى بعيدًا عن الواقع. ويبقى خطر الانجراف “خارج الطبيعي” أمرًا واردًا جدا، ولن تنفع حيال ذلك أي رقابة. فالوصول للانترنت يمكن أن يتم من أي مكان؛ من البيت أو خارجه. الحل الذي نحتاجه: التربية والتعليم.
فلنتساءل أولا: ما السبب في تدني مستوى قراءة الكتاب المطبوع؟ الجواب الأول والحاضر دومًا: أزمة ميزانية. كيف يمكن لمواطن راتبه اليومي أقل من خمس دولارات أن يشتري كتابا يصل ثمنه إلى عشر دولارات؟ الأمر ليس سهلا أبدًا. مستوى دعم الكتب عربيًا هزيل جدا، وهذا –إضافة إلى فرض بعض الدول العربية رسوما جمركية على الكتاب- يرفع سعر الكتاب بشكل خرافي، مما يحد من نسبة اقتنائه.
أمام تكلفة الكتاب المرتفعة، لا يبقى أمام المواطن العربي سوى الاكتفاء بجريدة أو مجلة خفيفة، على قدر ميزانيته.
وأما حالة النشر الالكتروني فلا تختلف في شيء. تجربة نشر الكتب العربية إلكترونيا تجربة ما تزال خارج القياس، فالمحاولات نادرة جدا، وجل الموجود حاليا هو نُسخٌ من الكتب التراثية. الكتب الحديثة نادرة، وأيضًا تكلفتها لا تقل –في الغالب- عن خمس دولارات للكتاب الواحد. ومع الأخذ بعين الاعتبار مسألة صعوبة القراءة أمام شاشة الكمبيوتر، فإن قراءة كتاب كامل بشكل إلكتروني مسألة ليست بالهينة. هنا أيضًا: يجد المواطن نفسه مضطرا إلى الاكتفاء بقراءة الجرائد والمجلات، ذات نمط الصدور الالكتروني.
لا اختلاف إذن: أزمة القراءة هي ذاتها. سواء بالنسبة للكتاب المطبوع أو الكتاب الالكتروني. والمشكلة دومًا بالأساس: مادية.
الانحراف دون استخدام مثل هذه “المرشِحات”. الخطر يبقى ماثلا أمام الأسر ذات المستوى التعليمي المتدني.
يمكن إجمالا حصر تجربة ‘عالم النت’ بمعناه الضيق طبعا في مراحل ثلاث: 1 مرحلة الاستئناس والاكتشاف 2 مرحلة التعلم وممارسة البحث والتنقيب اعتمادا على الذات. 3 مرحلة المهارة وإنتاج البرامج والمساهمة الفعلية..
ويضيف خبير التدوين أن التجربة العربية- ما تزال تتخبط في مرحلة “الاستئناس”. لكن هناك شريحة غير هينة من مستخدمي الانترنت المغاربة تجاوزوا مرحلة الاستئناس إلى مرحلة التنقيب، وبعضهم وصل إلى مرحلة الإنتاج. وهى تختلف من دولة إلى أخرى. فلسطين مثلا أو مصر وصلتا إلى مرحلة الإنتاج والمساهمة الفعلية. هناك دول مثل تونس ودول الخليج وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على الذات. وهناك دول ما تزال مثل
الكثير ممن يهتمون بالمجال لا يفرقون بين الكتابة الالكترونية وصحافة المكتوب كيف توضح ذلك
سادسا :- أخلاقيات التدوين
ترى ربيكا بلود الخبيرة فى مجال الاعلام والتدوين**أن السبب الحقيقي لبدء مؤسسات الأخبار في تقصى ظاهرة التدوين هو التأثير المحتمل لشبكة المدونات، وقد يكون ذلك أيضاً السبب وراء التعامل مع التدوين كصحافة. قد لا يفكر المدونون
من منطلق التحكم والتأثير لكن الإعلام التجاري يفعل ذلك. فالإعلام يسعى قبل كل شيئ لكسب قطاع عريض من المتلقين. حيث تعتمد مكاسب الإعلانات، وهي شريان الحياة لأى وسيلة نشر أو إذاعة محترفة، على حجم جمهور وسيلة النشرهذه .ومن وجهة نظر تجارية فالمحتوى المنشور موجود فقط لجذب العيون للإعلانات، سواء كان الوسيلة المستخدمة هي المطبوعات أو التلفزيون. إن الصحفيين --الناس التى تنقل الأخبار-- مدركون لاحتمالات الاستغلال السيئ الموجودة فى صُلب نظامهم الذي يعتمد على الدعم من قطاع الأعمال والممسكين بزمام السلطة، ولكل أجندته التي يعمل على تنفيذها. إن قواعد الصحفيين الأخلاقية مصممة لتحدد مسئوليات الصحفي ولتقدم ضوابط واضحة للسلوك لضمان نزاهة الأخبار. ولكن المدونات التي ينتجها غير المحترفين ليس لها مثل هذه الضوابط، ويبدي المدونون معظم الوقت فخرهم بوضع الهواة هذا، ويبدو شعار: "لا نحتاج لمن يدقق الحقائق ورائنا" هو التوجه السائد لهم كما لو كانت عدم الدقة فضيلة. دعوني أقترح "تصور جذري": إن أعظم نقاط القوة للمدونة - كونها صوت حر بلا رقابة ولا تدخل من أحد- هي أيضا أعظم نقاط ضعفها. فقد تكون منافذ الأخبار في آخر الأمر مدينة لفوائد الإعلانات وقد يمتلك الصحافيون الحافز القوي للحفاظ على علاقات طيبة مع مصادرهم للبقاء في المجال، ولكن لأن مؤسسات الأخبار المحترفة هي تجارة لديها مرتبات لتدفعها، ومعلنين لتسعدهم ومتلقين لجذبهم والاحتفاظ بهم، فبالتالي لديها مصلحة ذاتية لدعم معايير معينة كي يواصل القراء تسديد اشتراكاتهم والمعلنون شرائهم. أما المدونات فبتكلفتها البسيطة وأملها القليل في دخل مادي جيد لا تمتلك هذا النوع من الحوافز. الأشياء ذاتها التي قد تهدد منافذ الأخبار المحترفة هي في الوقت نفسه حوافز لمستوى معين من المعايير الصحفية. والأشياء ذاتها التي تجعل المدونات بالغة القيمة كمصادر أخبار بديلة -- غياب الحراس والحرية من كل العواقب-- قد تؤثر على نزاهتها وبالتالي على قيمتها. هناك مؤشرات عديدة على أن المدونات سوف تكتسب تأثيراًً هائلاً بازدياد أعدادها وذيوع الوعي بنوعها. ولكن ليس صحيح ما يؤكده بعض الناس من أن الشبكة سوف تتجنب المعلومات المغلوطة أو أن الحقيقة تـُنـَقـّى دائما لنشر الوعى. الإشاعات تنتشر لأن نشرها مسل. أما التصحيح، ولأنه غير مسل بنفس القدر، فنادراً ما يحصل على الكثير من الاهتمام سواء فى العالم الحقيقي أو على الإنترنت. لم يتم الحديث تقريباً عن الأخلاقيات في عالم المدونات: الخارجون معروفون بمقاومتهم لأن يقال لهم ماذا الذي ينبغي عليهم أن يفعلوه. لكني سوف أقترح ست قواعد أعتقد أنها تكوّن الأساس للتصرف الأخلاقي لكل أنواع النشر على الإنترنت. أتمنى أن يأخذ مجتمع المدونات بعين الاعتبار المبادئ المعروضة هنا؛ وبمرور الوقت وازدياد الخبرة قد يرى المجتمع الحاجة للإضافة لهذه القواعد أو لمزيد من تقنين معاييرنا. آمل على الأقل أن هذه القواعد ستثير مناقشة حول مسئولياتنا وتعقيدات سلوكنا الجماعي. تسعى قواعد الصحافة الأخلاقية لضمان الحياد والدقة في نقل الأخبار، وبالمقارنة فكل اقتراح من الاقتراحات يحاول أن يأتي بالشفافية -- واحدة من سمات المدونة المميزة وأكثر نقاط قوتها -- لكل جانب من جوانب ممارسة التدوين. ليس من الواقعي أن نتوقع من كل مدون/مدونة أن يقدم صورة متوازنة للعالم، لكن من المنطقي جداً أن نتوقع منهم أن يتحدثوا عن مصادرهم وتحيزاتهم وسلوكهم. إن المدونين المُصرين، بالرغم مما بذلته من جهد، على سعيهم لأن ينظر إليهم كصحفيين سيكون لديهم اهتمام خاص للالتزام بهذه المبادئ. يوماً ما قد تبدى مؤسسات الأخبار استعدادها للإشارة إلى المدونات (أو تدوينات المدونة) كمصدر موثوق به، فقط إذا أظهرت المدونات عامة نزاهة في جمع ونشر المعلومات واتساق فى سلوكهم على الإنترنت. *
*********************
***أي مدون يتوقع أن يُمنح مميزات وحماية مهنة الصحافة سيحتاج لأن يذهب لأبعد من هذه المبادئ. فالحقوق لها مسئوليات مرتبطة بها؛ في النهاية فإن مدى احتراف الفرد ودقة إتباعه للمعايير الأخلاقية المعترف بها هو الذي سيحدد وضعه في عين المجتمع والقانون. أما لبقيتنا فأعتقد أن المعايير التالية كافية:1. أنشر كحقيقة فقط ما تعتقد أنه حقيقي إذا كان قولك مجرد تخمين ، أفصح عن ذلك. إذا كان لديك سبب لتعتقد أن شيئاًً ما غير حقيقي ،إما ألا تنشره أو سجل تحفظاتك عليه. عندما تؤكد على شيء افعل ذلك بحسن ظن ،أذكر ذلك كحقيقة فقط إذا كانت بحسب علمك حقيقة فعلاً. 2. إذا كانت المادة موجودة، ضع رابط لها عندما تشير إليها ربط مادة مشار إليها تسمح للقراء الحكم بأنفسهم على دقة وبصيرة ما تقول. إن الإشارة إلى مواد لكن وضع روابط فقط لما تتفق معه يعتبر خداع. القراء على الإنترنت يستحقون، بقدر الإمكان، النفاذ لكل الحقائق. استخدام الإنترنت بهذه الطريقة يمكن القراء من أن يصبحوا نشطين غير سلبيين، مستهلكين للمعلومات. الأكثر من ذلك فإن ربط المصادر هو أكثر الطرق التي نخلق بها شبكة معلومات ومعرفة رحبة جديدة ومشتركة. في أحيان نادرة عندما تود الكاتبة أن تشير دون أن تسبب كثافة مرورية لموقع تعتبره مستهجن أخلاقياً (موقع يحث على الكراهية على سبيل المثال) يجب أن تكتب (دون أن تضع رابط ) اسم أو عنوان الموقع المسيء وأن تذكر السبب فى قرارها بعدم وضع رابط. ذلك سيعطي القراء المتحمسين المعلومات المطلوبة لأن يجدوا الموقع ويحكموا بأنفسهم. هذه الإستراتيجية تسمح للكاتبة أن تحتفظ بشفافيتها (وبالتالي نزاهتها) وفي نفس الوقت تمتنع عن دعم قضية تجدها وضيعة. 3. صحح علانية أي معلومات خاطئةإذا وجدت أنك قد وضعت رابط لقصة غير حقيقية، أشِرْ إلى ذلك وضَعْ رابط لتقرير أكثر دقة، إذا ثبت أن أحد أقوالك غير دقيقة، أشر إلى كلاًً من الحقيقة وقولك غير الصحيح. في أفضل الأحوال ستظهر هذه التصويبات في أحدث نسخة من التدوينة كملحوظة مضافة للتدوينة الأصلية. (تذكر أن محركات البحث ستنتج التدوينات بغض النظر عن وقت نشرها؛ بمجرد وجود التدوينة في أرشيفك فإنها قد تستمر في نشر التدوينة غير الحقيقية حتى ولو صححت المعلومات بعدها بأيام). إذا لم تكن مستعداً لإضافة تصحيح لتدوينة سابقة، على الأقل أشر إلى ذلك فى تدوينة لاحقة. أحد الطرق الواضحة للإشارة لتصحيح هو ذلك الذي طبقه كورى دوكتورو، أحد كتاب مدونة بوينج بوينج، فهو يشطب على أي معلومات خاطئة ويضيف المعلومات المصححة مباشرة بعدها. يستطيع القارئ أن يرى بوضوح ما كتبه بيل كورى فى الأصل والمعلومات التي حدّث بها المدونة والتي يشعر أنها أكثر دقة. (اكتبه باستخدام ال HTML كالآتى: يستطيع القارئ أن يرى بوضوح ما كتبه بيل كورى فى الأصل والمعلومات التي حدّث بها المدونة والتي يشعر أنها أكثر دقة) 4. أكتب كل تدوينة كأنك لن تتمكن من تغييرها؛ أضف لكن لا تحذف أو تعيد كتابة أى تدوينة. أنشر بتأن. لو استثمرت الوقت والجهد في كل تدوينة ستؤكد على نزاهتك المهنية والشخصية. تغيير أو مسح التدوينات يدمر نزاهة الإنترنت، فلقد صُممت الإنترنت لتكون متصلة؛ بكل تأكيد روابط الأرشيف هي دعوة للآخرين للربط. أي شخص يعلق على أو يقتبس نص من الويب يعتمد على أن يظل النص دون تغيير. الإضافة الظاهرة هى الطريقة المفضلة لتصحيح أي معلومات في أي مكان على الإنترنت. إذا كان الملحق غير عملي، كما فى حالة مقالة تحتوي على كم هائل من المغالطات، فالتغييرات يجب أن تـُسجّل مع التاريخ ووصف مختصر لطبيعة التغيير. إذا كنت تعتقد أن ذلك وسوسة أكثر من اللازم، خذ في الاعتبار حال الكاتبة التي تشير إلى وثيقة على الإنترنت لدعم ادعاء . لو تغيرت الوثيقة أو اختفت--خاصة لو لم يـُسجـَل التغيير-- فإن حجتها ستـُعتـَبـَر كلام فارغ. الكتب لا تتغير، والصحف ثابتة. النسخ الجديدة على الورق دائما ما تعني أنها ضمنياً جديدة. لن تصبح شبكة المعرفة المشتركة التي نبنيها أكثر من تقليعة ما لم نحمي نزاهتها بخلق سجل ثابت مما ننشره. تستفيد الإنترنت حتى من التدوينات التي اعتبرت غير ذات صلة بالمواضيع الجارية لتغير الظروف، تبقى كسجلات تاريخية. فعلى سبيل المثال: يشتكي مدون من عدم دقة مقال ما على الإنترنت؛ فيصحح الكاتب الأشياء غير الدقيقة و(يسجل ذلك!)؛ ألا تصبح عندها تدوينة المدون غير ذات معنى؟ مسح التدوينة يعنى بشكل ما أن الواقعة كلها لم تحدث-بالرغم من أنها حدثت. يكون السجل دقيقاً ويخدم التاريخ بشكل أفضل لو سجل المدونون تحت المدونة الأصلية أن الكاتب قام بتصحيحات وأن المقال الآن بحسب علم المدون يعتبر دقيقاً. يمكن إعادة كتابة التاريخ لكن لا يمكن إلغاء ما حدث فيه. من الممكن تغيير أو مسح كلمات على الإنترنت، لكن إمكانية الفعل لا تعني دائماً سياسة صحيحة. فكر قبل أن تنشر ودافع عما تكتب. إذا ما قررت لاحقاً أنك كنت مخطئاً بشأن شيء ما، سجل ذلك واستمر في التدوين. اخترت ألا أنشر أبداً أي شيء أنا غير مستعدة للدفاع عنه حتى لو لم أوافق لاحقاً. أعمَل على أن
أكون ذات بصيرة ودقيقة، مهما كنت غاضبة أو متحمسة لموضوع معين. إذا غيرت رأيى بعد يوم أو اثنين أسجل هذا التغير. إذا احتجت لأن أعتذر عن شيء قلته فأنا أعتذر. إذا اكتشفت أنك نشرت معلومات خاطئة، يجب أن تسجل ذلك علانية في مدونتك. مسح التدوينة المسيئة لن يصحح المعلومات الخاطئة التي أستوعبها قرائك. القيام بالخطوة الإضافية بإضافة التصحيح للمدونة الإضافية سيضمن أن ينشر جووجل معلومات دقيقة في المستقبل . الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هي عندما تكشف عن معلومات شخصية لأحد ما دون قصد. لو اكتشفت أنك خنت ثقة أحد أو جعلته غير مرتاح لذكره في التدوينة، فمن الإنصاف أن تزيل التدوينة كلها، لكن سجل أنك فعلت ذلك. 5. اكشف عن أي تعارض فى المصالح معظم المدونون واضحون فيما يختص بوظائفهم واهتمامتهم المهنية. فخبرة مبرمجة الكمبيوتر هي ما تعطي تعليقاتها ثقلاً خاص عندما تحلل مقال في مجلة عن ميزات أحدث نظم التشغيل. طالما أن جماهيرية المدونة مبنية على الثقة، فمن مصلحة كل مدون أن يفصح عن أى مصالح مادية (أو تعارض محتمل للمصالح) عندما يستوجب ذلك. قد يكون لديها رؤية خاصة عن تأثير مشروع قانون تم طرحه في البرلمان أو دمج تجاري؛ لو كانت ستستفيد مباشرة من ناتج أي حدث، يجب أن تسجل ذلك فى ملاحظاتها. والمدونة المعجبة بمنتج أو خدمة ما يجب أن تسجل أنها تحمل أسهم في الشركة كل مرة تؤيد الخدمة على صفحتها. حتى المدونة التى تستلم قرص مدمج مقابل تقييم يجب أن تسجل تلك الحقيقة؛ بإمكان قرائها أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كان تقييمها الإيجابى مبنى على ذوقها أوعلى لرغبتها في أن تستمر في الحصول على أقراص مدمجة مجانية. سجل سريعاً أي إحتمال لتعارض المصلحة وبعدها قل ما تريد؛ سيكون لدى القراء عندئذ كل ما يحتاجونه من معلومات لتقييم تعليقاتك. المبحث الثالث:دراسة مقارنة:
المبحث الثالث:الصحافة المطبوعة والصحافة المطبوعة دراسة مقارنة:
**يمكننا من خلال العرض السابق أن نقارن- فى عجالة- بينهما فيما يلى:
1-يطلق البعض على الصحافة المطبوعة فى العصر الحديث الصحافة الإلكترونية أو الصحافة الرقمية وهذه تسمية خاطئة لأن هناك فرق بين إستخدام تقنيات رقمية فى إصدار الصحيفة المطبوعة وبين إصدار رقمى كامل على شبكة الويب وهو مانطلق عليه الصحافة الرقمية أو الإلكترونية وعلى قمتها صحافة التدوين.
2-الصحافة المطبوعة تصدر يوميا صباحا أو مساءاأو تصدرأسبوعية أو شهرية أو ربع سنويةأو نصف سنوية أو سنوية بينما تصدر الصحافة الرقمية تصدر آنيا أى فى الحال والتو.
3-الصحافة المطبوعة لاتلحق الخبر مقارنة بوسائل الإعلام المسموعة والمرئية بينما الصحافة الرقمية تتباع الخبر لحظيا مقارنة بهذه الوسائل .
4-الصحافة المطبوعة تستخدم العناصر الطباعية من ورق وحبر ومطبعة وقد تستخدم عناصر النص والصورة والألوان فى مزيج إخراجى بينما الصحافة الرقمية تستخدم إلى جانب النص والصورة والألوان عناصر المالتيمديا من فيديو ومن فيلم سينمائى ومن فلاش ومن شرائح ومن موسيقى ومن صوت فى تجانس.
5-تتميز الكتابة الإلكترونية عن الصحافة المطبوعة بإستخدام مايسمى بالنص الفائق أو النص التشعبى ويعنى المصطلح أنه لاحدود أمام الإبداع وبعنى أن هناك إرتباط بين النص ونصوص أخرى لها علاقة بالنص الحالى بل قد يكون هناك إرتباط بين عنصر الصورة أو أحد عناصر المالتيميديا وروابط أخرى لنفس العناصر السابقة مما يعطى تفاعلا دينامكيا بين الصحيفة وقارئها ومشاهدها وسامعها فى الوقت ذاته..على عكس الصحافة المطبوعة حيث لن نجد غير الصفحة المكتوبة التى تمثل نصا وحيدا وقد يكون هناك إحلات إلى صفحات أخرى لإسكتمال النص.
6-الكتابة الرقميةمن حيث الصياغة تتميز بالتكثيف والإيجاز والتركيز على الأهم بينما الصحافة المطبوعة تعتمد على أساليب الصياغة الكلاسيكية وإن تخلصت فى السنوات الأخيرة من أساليب الحشو الزائد وإتبعت لغة بسيطة أطلق عليها علماء الإتصال اللغة الإعلامية وتتفق مع الصحافة الرقمية على عنصر الأهمية فى صياغة الخبر فقط.
7-الصحافة المطبوعة تتسم بالبطء وعدم التجديد والإبتكار بعكس الصحافة الرقمية التى تتسم بالسرعة وبالتجديد والإبتكار.
8-الصحافة الرقمية إعتمدت على التعاون بين جهات مختلفة فى مجال النشر مثل الشركات المزودة للخدمة وتبادل المعلومات وإستخدام أساليب حديثة فى الجمع والنشر الرقمى على عكس الصحافة المطبوعة.
9-الصحافة الرقمية لاتحتاج إلى تكاليف كبيرة لإنشائها بعكس الصحافة المطبوعةوبعكس أيضا الصحافة المسموعة والمرئية.
10-الصحافة الرقمية لاتحتاج إلى قوانين وقيود وشرط إدارية لإنشائها أو للإشتغال بها بعكس الصحافة المطبوعة وبعكس أيضا الصحافة المسموعة والمرئية.
11-الرقابة القانونية على الصحافة المطبوعة ممثلة فى قوانين تجريم لجرائم النشر الصحفى والمنصوص عليها فى تشريعات الصحافة وقوانين العقوبات بينما تتمثل الرقابة على الصحافةالرقمية فى حجب المواقع عن طريق الشركات المزودة للخدمة ثم تحولت أخيرا من واقع التطبيق إلى تجريم بعض منشوراتها وتطبيق قوانين التجريم عليهم فى أكثر من حالة فى البلدان العربية.
12-الصحافة الرقمية حولت نظام المركزية السائد فى الصحافة المطبوعة بل فى وسائل الإعلام الأخرى إلى لامركزية حيث أن كل فرد يمثل بذاته صحيفة مستقلة خاصة به.
13- الصحافة الرقمية لها تأثير قوى على الجماهير وعلى التعبير عنهم وتشكيل الرأى العام وتحريك الجماهير لدعم قضية عامة ومن ثم فلها تاثير أقوى على صانع القرار مقارنة بالصحف المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى.
14-الصحافة الرقمية عملت على إبراز الحقائق كاملة وتوثيقها فى التو وفى اللحظة ومن مصادر مختلفة بعكس الصحافة المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى التى تمارس نوعا من الفلترة (الترشيح ) للأخبار والمعلومات قبل نشرها لصالح السلطة الحاكمة أو سلطة خارجية أو السلطة المالية أو غيرهم من جماعات الضغط.
15-الصحافة الرقمية عملت على التواصل الإنسانى على المستوى المحلى وعلى المستوى القومى وعلى المستوى العربى وعلى المستوى الإسلامى وعلى المستوى العالمىمقارنة بالصحافة المطبوعة.
16-الصحافة الرقمية ألغت الحدود الجغرافية بين الدول وساعدت على تبادل المعلومات والأفكار بين الشعوب وبعضها البعض بعكس الصحافة المطبوعة.
17- الصحافة الرقمية عززت من قيم الحرية و الديمقراطية والعدالة الإجتماعيةوالثقافية والسياسيةوالإجتماعية ودعمت مفاهيم الإخاء والمساواة وحقوق الشعوب والسلام المبنى على العدل مقارنة بالصحافة المطبوعةووسائل الإعلام الأخرى.
18-الصحافة الرقمية فتحت الطريق أمام المبدعين فى مجالات الحياة المختلفة وقوى المعارضة وأصحاب الفكر المستقل مقارنة بالصحافة المطبوعة ووسائل الإعلام الأخرى التى مارست دور التعيم الإعلامى على هذه الفئات لصالح سلطات متنوعة وجماعات ضغط بعينها.
قائمة المراجع والمصادر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** أولا:فى مجال الصحافة المطبوعة:
**إجلال خليفة/د/علم التحرير الصحفى-الجزء الأول/ الطبعة الأولى/1980
الناشر –مكتبة الأنجلو المصرية
**إجلال خليفة/د/الوسائل الصحفية وتحديات المجتمع الإسلامى/الطبعة الأولى 1980
الناشر-مكتبة الأنجلو المصرية
**أحمد بدر/د/ وآخرون(عبدالرحمن عبدالله الشيخ/نبيل إبراهيم )
الصحافة الكويتية –دراسة توثيقية تحليلية تاريخية تحليلية تاريخية أرشيفية
الناشر--مؤسسة الصباح للنشر والتوزيع/ 1979
**إبراهيم عبده/د/تطور الصحافة المصرية من 1798 حتى 1981
الناشر-- سجل العرب 1982
**خليل صابات/د/الصحافة مهنة ورسالة /إصدارات دار المعارف كتاب رقم 27 /1977
**مجمد حسن عبد العزيز/لغة الصحافة المعاصرة/إصدارات دار المعارف /كتاب رقم 98 لسنة 1978
** محمود فهمى / فن تحرير الصحف الكبري / الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982
**سامى عزيز/د/مذكرات فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية / كلية الأعلام 1983
**********************************
**ليلى عبدالمجيد/د/حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق /بدون ناشر 1985
**ليلى عبد المجيد/د/الصحافة المصرية وقضية الديمقراطية /الناشر/مكتبة العربى/1983
**راجية قنديل/د/ مذكرات في الاعلام الدولي / كلية الإعلام 1984
**محمود علم الدين/د/الفن الصحفى فى المجلة العامة/مكتبة كلية الإعلام
**محمود علم الدين/د/مذكرات فى الإخراج الصحفى /كلية الإعلام/1984
**ملحق جريدة الأهرام/الصادر فى3/6/1984 العدد رقم 355962
** ثانيا :فى مجال الصحافة الرقمية:
**المصادر والمراجع :** **** مقال لربيكا بلود :ترجمة أحمد نصر عجيزة ومراجعة رحاب بسام )
**موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان
**موقع محمد سعيد أحجيوج خبير التدوين المعروف والمغربى الجنسية.
**http://tawasol.blogspot.com/2005/05/blog-post_111715886180758426.html**
http://www.drmourad.net/blog/?p=6**
http://www.mshjiouij.com/data/email.png (1) mshjioui**
http://www.mshjiouij.com/data/email.png (1) mshjioui
http://www.mshjiouij.com/blog/archives/8
**الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان http://www.hrinfo.net/books/
**:http://www.drmourad.net/blog/?p=6****** رؤية القاضى الدكتور عبد الفتاح مراد بمدونته:
بعنوان:« الأصُـــــول العِلمِـيّــــة والقَــانُونِيــة للمُـدَونَات عَلَــى شَبَكــة الانْتَـرنِـت الأخلاقيات الواجبة لصناعة المُعلقات »رؤية القاضى الدكتور عبد الفتاح مراد بشأن تعريف المدونة لغة واصطلاحاً واقتراحه بشأن تعديل هذا الاسم ليكون (معلقه ) بدلا من (مدونه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق