اعترافات كرسى مسئول قصة بقلم :ناجى السنباطى
اعترافات كرسى مسئول:قصة بقلم ناجى السنباطىانا كرسى مجرد كرسى مثل الاف الكراسى ولكن حظى العاثر جعلنى كرسيا غير كل الكراسى رحلتى طويلة وعجيبة كنت جزءا من شجرة فطعونى عندما قطعوا امى الشجرة صرخت ولم يسمعنى احد او سمعوا وتصنعوا عدم السماع فذهبت صرخاتىومناداتى ادراج الرياح ولم اسمع سوى ضحكات العمال الابعد حين وقائل منهم يقول وماذا يفيدك يامسكين وقد قطعت امك ماذا يفيد الفرع ان قطع الاصل فلاغذاء ولاشراب حتما سيموت بكيت قلت لهم ليتكم قطعتمونى ولم تقطعوا امى الشجرة فهى تعطيكم الظل فى الحر الشديد وتعطيكم الثمار ذات المزاق الحلو وهى تعطيكم الدواء وتعطيكم الغذاء ولكن لامجيب لتوسلاتى ولاحياة لمن تنادى قدت قلوبهم من حجارة قطعونى حينما قطعوا امى وقطعوامعها الاف الامهات والاف الابناء ونسوا انهم يقطعون حياتهم فنحن الظل ونحن الثمر ونحن الاوكسيجين الذى يتنفسونه .استخدموا المناشير الكهربائية فى تسويتنا وتهذيبنا ثم نقلونا الى المصانع لنصبح الاف القطع من الاخشاب ثم وزعونا على الورش فتولانا عمال مهرة فصنعوا منا الاثاث المختلف الالوان والاشكال لقد حولونا باناملهم المبدعة وعقليتهم العبقرية الى تحف جميلة ثم اعطونا المكياج اللازم فصرنا كالعرائس فى يوم عرسهن ثم عرضونا فى غرف مشيدة جميلة انتظارا للفحص والمعاينة ثم جاء من اشترانا بعد مزاد لااول له ولااخر على اساس القيمة الفنية التى وضعت فينا واغتنى بسببنا من اغتنى ولكننا ظللنا مجرد اخشاب حتى ولو صرنا تحف يقتنيها من يقدر.كان نصيبى فى الورشة ووانا فرع الشجرة البكر ان اكون كرسيا وكان نصيبى بعد الصناعة والمكياج ان اكون جوهرة التاج فى المعرض ولذلك كنت قبلة الناظرين ومن ثم كنت اول من اشترى بعدمزاد عنيف تخلله فصال وجدل ومساومات وعمولات.كان سيدى الذى اشترانى فى المزادالمخيف مسئولا من المسئولين تحوطه الابهة والخدم والحشم من كل جانب اشترانىلكى يجعلنى عبدا فصار مع الايام عبدا لى اشترانى وسدد ثمنى بشيك حكومى ونقلنى الخدم والحشم والحراس فى رفق وحنان فوق سيارة حكومية الى قصر حكومى لم اسمع عنه من قبل ولم ار له مثيلا وفى غرفة مكتب سيادته كان مرقدى ومقرى.مرت الايام على وانا على هذا الحال اسمع وارى واصمت كل الحياة بمشاكلها ترقد امامى كل الصفقات وكل الاتفاقيات وكل الالاعيب والحيل غير خفية على وكيف يخشون كرسيا!! خلاصة القول ان كل الاسرارمعى ولكنها فى بئر لاقرار له فمن يقدر على استخراجها اوحتى معرفتها من كرسى مخه خشبى.موقعى يحسدنى عليه كل الخشب المصنع ومعهم حق فى ذلك فمن يمتطينى يوما مسئول كبير بيده يوقع الاف القرارات يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ولايقدر عليه غير الله يامر فينفذ امره فورا يتهافت عليه الناس فى اجلال وفى تقدير واحترام مشوب بالخوف ولكنه امامى عاريا من كل هذه الابهة عاريا حتى من ورقة التوت سمعته وشاهدته وهو الجبار المتكبر المغرور وسمعته وشاهدته وهو فى مكتبه منفردا بنفسه وبخوفه وكم تحدث بالتليفون فان كانت زوجته صيت عليه جام غضبها ولم ينطق بكلمة سوى حاضر انا اسف امرك كانت المراة تملكه تماما وكانت فى كل مرة هى الامرة الناهية وكان اهم امر لها طلبات( ننوس عين امه) ولم يرد لها امرا ابدا واصبحت طلبات (الننوس)تنفذ فى الحال هكذا حاله امام زوجته وامام دلوعتها(الننوس)وكانت تطلب منه اشياء عجيبة حتى سيارات العمل الحكومى مادامت قد اعجبت الننوس وارادها كانت له عن طريق الماما التى تامر المغلوب علىامره فينفذ بعد ان يرفض ويقول" ياستى انا" هذه عهدة حكومية تقول وايه يعنى حد بيحاسبك ثم ينفذ ويبحث عن مخرج لهذا الفخ اما اذا كانت المتحدثة احدى المعجبات وهن كثر اعجابا بسلطته وماتفتحه من ابواب وغير ذلك من الامور تراه قد تحول الى عاشق متيم رقيق المشاعر قلب طفل وعقل طفل!! يذوب رقة ويفسض حنانا اما مايحدث حينما يكون على الخط مسئول اكبر اجده يتصبب عرقا فىشهرطوبة من اشهر الشتاء وتاخذه رجفة مابعدها رجفة وقد اصبح التليفون فى مخيلنه هو المسئول بشحمه ولحمه ودمه!!هكذا حدث وهكذا كان وهكذا تكرر موقعى القريب منه نافذة تطل علىالحقيقة كل الحقيقة ومراة صادقة لللانسان فى جبروته وفى ضعفه.مرت بنا الايام يسابق بعضها البعض ومرت بنا السنوات ومن سرعتها خلتها ايام وانا فى هذا الموقع اراقب واسجل واصمت فلمن افضى بمكنون فلبى وحتى فى اجازات سيدى كنت ايضا المراقب والسامع والشاهد والمشاهد ففى الاجازات يجلس اخرون على الكرسى الذى هو انا فى غياب صاحبه وماهو صاحبه ولكن الاوراق تقول انه صاحبه وهؤلاء الجالسون مؤقتا حينما ينفردون بالمكان وبكرسى الزمان يقفلون الباب وتراهم على طبيعتهم وقد تجردوا من الشكل الرسمى وبانت النفس البشرية عارية قبيحة هم فى جلستهم ولازائر يكشفهم يقومون يدورون حول الكرسى يحسسون عضلاته الخشبية ويتمنون الامانى ويعبرون عن الرغبات القابعة فى انفسهم اكاد اسمع زفراتهم واهاتهم وهمساتهم متى يكون هذا الكرسى لى الست احق به من هذا المتانق الذى اخذها بغير حق الم يتخطانا لقربه من المسئول الاكبر متى تكون لى ايها الكرسى من خشب واصماغ ومسامير ماذا فيك من سحر؟!يحاورون الكرسى حضرة المبجل انا يجادلون الكرسى ووكانه من لحم ومن دم !!وانا صامت لااستطيع ان ارد ولكننى على علم بدخائلهم فهم عرايا امامى كما ولدتهم امهاتهم لقد صرت فى نظرهم الامل والحل ليس لقيمتى من خشب ومن دهان و مظهرى الجميل وانما لما يشكله مقعدى من سلطة ومن قوة ومن مصدر للطاعة والهيبة كل الابهة التى يحلمون بها.كان هذا دائما حالهم فلما يعود الصاحب الرسمى طبقا للقرارات يعودون الى ساقية العمل يلفون فيها ويقودهم بكرباجه او بلطفه وماوجدت تفسيرا لهذه العلاقة سوى علاقة السيد بالعبد والعبد بالسيد يريد العبد قتل السيد ولكنه يظل عبدا لانه عاجز دائما وانما هى مجرد رغبة دفينة ومجرد اضغاث احلام فسرعان مايعود الى دور العبد ويعرف السيد مايدور بعقل العبيد ولكنه لايقلقه لانه كان يوما عبدا لسيد اكبر ولم يزل عبدا لسيد اكبر ولكنه فى نطاقه سيد علىعبيد منهم اسياد اقل.الحديث فى موقعنا لايتوقف الكل يشارك فى الحديث حتى العمال يحكون الذكريات عن الكراسى السابقة وعن المسئولين الذين جلسوا عليها ومن استمر على كرسى سلفه ومن امر بتغييره ومن يتفائل بالكرسى القديم ومن يتشائم منه ويطلب احلاله بكرسى جديدحديث مزود بتكنولوجيا جديدة تعطى المزيد من الراحة ومن الاسترخاء بل هناك من من يصر على استيراد (كرسى امريكانى) يتحرك اليا يريده كرسيا حديثا يتم توجيهه عن بعد يريده امريكيا( ونحن اهل الصنعة!!)امارحلة الكرسى القديم فيذهب الى المخازن او الى مسئول اقل وقد يحتاج الىالى ترميم فاذا فشل الترميم اودع مخزن الخردة حتى يتم بيعه فى مزاد كما بدأ اول مرة ولكن الاولى كان المزاد لغلو ثمنه اما المزاد الاخير فهو لانتهاء امره وتفاهته ومعاملته كخردة يتم تدويرها فيما بعد لتخل فى قطعة جديدة اولاتدور وتذهب الى المحرقة لتلوث الجو بما يتصاعد منها من ملوثات بحكم الاستخدام والزمن او بخكم طبيعتها وعموما من التراب بدأنا والى التراب انتهينا وقد يعتز المسئول السابق بالكرسى فلايذهب الى التدوير او الى الحرق وياخذه معه الى منزله ليجلس عليه ويذكره بالايام الخوالى وليؤنس وحدته بعدما ذهب الجاه والسلطان وقد يعده ليحلس عليه الابناء من بعده!! وقد يكتفى بوضعه كأثر من الاثار او يتبرع به للمتحف ليتفرج عليه الناس.اخوانى مرت على السنين وانا الدليل والبرهان وكاتم الاسرار انا الحقيقة التى لايوجد بعدها حقيقة يتابدلنى المسئولون كما يتبادلهم المسئولون الاكبر منهم مركزا ومسئولية لم انحنى ولم تضعف همتى الابحكم الزمن وحكم الجالسون الجدد من الاوزان الثقيلة التىكسرت اضلعى اوالاوزان الخفيفة التى سبحت فى الهواء.شاهد على كل شىء فلاانا قادر على البوح ولاانا قادر على الافشاء وكما كبر كل مسئول فوق اكتافى وكما صغر كل مسئول بعدما اهملنى وكما تلاشى كل مسئول فجأة كما جاء فجأة احسست بالتلاشى شعرت بذهابى الى المخازن وتخيلت رحلتى الى المحرقة او قطعة صغيرة فى كرسى جديد ذلك يوم قال المسئول الجديد وهو ينفث دخان سيجاره الكوبى الضخم اريد كرسيا فخما يليق بى كرسى لم يجلس عليه احد من قبل ولايأتى بمثله احد من بعدى فلااقبل كرسى السابق .عندما سمعت منه هذا وهو يعطى توحيهاته لعبيده انتابنى الغضب وقررت ان اسقطه من فوق الكرسى قبل ان ياتى بكرسى جديد بعد هذا العمر الطويل كان شعورى اننى كرسى مسئول فكيف يعزلون!!انتهت
نشر موضوعات صحفية متنوعة مابين المقال والتحقيق الصحفى والمواد الادبية( القصة-الدراسة-الشعر- الدراسات ) وهى مدونة لنشر كافة الموضوعات الصحفية الخاصة بنا وبالغير ونرحب بالمشاركات التى ستنشر بأسماء أصحابها إذا أرسلت إلينا على أن المشاركات الواردة لنا يتحمل مسئوليتها كاملة كاتبها من كافة النواحى القانوننية وكذلم من حيث حقوق الملكية الفكرية للآخرين والمدونة وصاحبها غير مسئولين عما يرد فى المشاركات من كافة الجوانب وعملنا تطوعى مجانى المراسلة:nagy.elsonbaty@gmail.com
nagy links
- http://www.kraassi.com
- إتحاد صحفى الإنترنت
- اعلام المجلس العالمى للصحافة
- الأعمال الأدبية
- الحكومة المصرية الالكترونية
- الفردوس
- تعازى السرويين
- تهانى السرويين
- حزب شباب البداية
- دسوقيات1
- صحيفة المواطن
- مجلة صوت السرو
- منتدى سنباطيات
- منتدى مجلة صوت السرو
- منتديات سرونا الغالية
- منتديات شبكة كل العرب
- منوعات صحفية2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق