الخميس، مايو 12، 2005

اهداف الغزو الامريكى للعراق-ازمة الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو

أهـــداف الغزو الأمريكي للعراق بقلم
( الطريق إلي الصين وروسيا يبدأ من العراق) ناجي عبد السلام السنباطي
عملية إنشاء السور الوهمي الجديد
· يخطيء من يظن أن الغزو الأمريكي للعراق والذي قام به النظام الأمريكي الحاكم ( وليس الشعب الأمريكي ) هو بغرض تقويض النظام العراقي الديكتاتوري ، وفرض الديمقراطية ونزع أسلحة الدمار الشامل.
فلو قمنا بتقييم هذه الأسباب لوجدنا أنها أسباب غير حقيقية أو أنها أسباب مزيفة ذلك أن العالم ملىء بالنظم الديكتاتورية ولم تحرك أمريكا ساكناً تجاهها ، كما أن الديمقراطية ، معناها ( حكم الشعب ) ، طبقاً للمصطلح الإغريقي .. ولم نسمع عن فرض الديمقراطية بواسطة الغزو الخارجي وإنما الشعب هـو الذي يفرض نظامه ويفرزه كما أن أحداً لم يفوض هذه القوة الغاشمة في القيام بما قامت به وستكرره إن لم ترتدع كما لا يعقل أن ندمر أمة وشعباً ، بكلفة المليارات في التدمير علاوة علي آلاف الضحايا من أجل فرض الديمقراطية ، هذا إذا بقي هذا الشعب بعد تدميره ، ولا يعقل أن نسمن الشعوب ثم نذبحها !! وندمر الأوطان علي أصحابها ثم نحضر أدوات التعمير والماء والغذاء !! يبقي السبب الثالث ، وهو نزع أسلحة الدمار الشامل ، والذي أثبت مفتشو الأمم المتحدة عدم وجودها وحتي بافتراض وجودها ، أليس حق لأي دولة أن يكون لديها الرادع ضد أعدائها ، وإلا كان من الأولـي أن يغزو النظام الأمريكي ، أمريكا من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل لديها ، وأن يغزو بريطانيا لنفس السبب ، وأن يغزو إسرائيل لنفس السبب ، والطابور طويل.
إلا أن هناك أسباب حقيقية وراء هذا الغزو ، نجملها فيما يلي :
1- السيطرة علي منابع النفط العراقي ، خاصة إذا عرفنا أن الاحتياطي البترولي للولايات المتحدة الأمريكية ، كما يقول الدكتـور زكريا البرادعي في كتابه الصادر عام 96م ، (الإنسان والطاقة) "الجزء الأول" صفحة ( 64-66) تحت عنوان ( احتياطي البترول .. دونه الحرب ) نقلاً عن الكتاب الإحصائي لشركة البترول البريطانية ، حول احتياطي البترول في أهم مناطق إنتاجه سنة 90 .
( يقول ) أنه يجد تفسيراً بترولياً للتدخل الأمريكي والدول الصناعية الكبري من أجـل السيطرة المباشرة علي منابع إمدادات البترول في الخليج ، ذلك أنه بينما كان احتياطي البترول الأمريكي 34.1 مليار و طبقاً لمعدلات الاستهلاك فإنه سينضب تماماً مع مطلع القرن الواحد والعشرين أي بعد أربع سنوات أي فى عام 2000 ( وأعيد أن الكتاب طبعة 1996– الهيئة المصرية العامة للكتاب )
ونفس الوضع لروسيا ولكنها لم تلجأ إلي الغزو !! حتي الآن ؟!
بينما الاحتياطيات المؤكدة للسعودية تصل إلي 305 مليار برميل ولما كان انتاجها اليومي 5,5 مليار برميل فيصبح في مقدور السعودية مواصلة الإنتاج 146 سنة قادمة من نهاية 1996م.
أما الكويت فالاحتياطي 94.5 مليار برميل وإنتاجها الرسمي في حدود 1.8 مليون برميل يومياً مما يجعلها تستمر في الضخ نحو 138 سنة قادمة من نهاية 1996م.
وأما دولة الإمارات العربية ، فتملك احتياطياً يبلغ 92.3 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.1 مليون برميل فيمكنها مواصلة الإنتاج لأكثر من 114 سنة من نهاية سنة 1996م.
أما العراق فإنتاجه اليومي قبل حربى الخليج 2.8 مليون برميل واحتياطيه يقدر بمائة مليار برميل فيمكنه أن يستمر في الضخ نحـو 92 سنة أخري من نهاية سنة 1996م وإيران يصل احتياطيها بعد حرب الخليج إلي 92.9 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.9 مليون برميل ، فتستمر في الإنتاج نحو 82 سنة من نهاية سنة 1996م.
· ومن هذه الإحصائيات ، يتضح لنا نضوب الاحتياطي الأمريكي والروسي في بداية سنة 2001م بينما يظل البترول العربي لمدة تتراوح ما بين ( 92 سنة إلي 146 سنة ) قادمة.
· وإذا أضفنا إيران المسلمة فهي لمدة 82 سنة قادمة ، وهذا يفسر لنا من هـو صاحب المصلحة في إشعال الحروب في هذه المنطقة ( حرب الخليج الأولي والثانية ) والغزو الأمريكي الحالي وتوقيت هذا الغزو في العقدين الأخيرين.
وإذا عرفنا أن النظام الأمريكي له اتفاقيات مع دول الخليج العربي فيما عدا العراق وإيران تقريباً فلم يبق أمامه إلا العراق وإيران ، ليكتمل سيطرته علي الكعكة البترولية.
وها هـو يحاول قضم قطعة العراق ثم يتحول إلي باقي الكعكة ( إيران ).
(2) يكمل التحليل السابق ، سيطرته علي أفغانستان القافرة الفقيرة الجبلية ، ليكون قريباً من الاحتياطي البترولي الضخم في دول القوقاز ، المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) بل أنه مد قدم من أقدامه داخل هذه الجمهوريات ، التي هي أيضاً جمهوريات إسلامية ، وبحجة مطاردة فلول تنظيم القاعدة التي تسبب الإرهـاب العالمي كما يقولون.
(3) حماية الكيان الصهيوني الذي هـو في الحقيقة قاعدة متقدمة لأمريكا في منطقة من أهم المناطق الاقتصادية والحضارية والدينية والجغرافية.

وتتمثل الحماية ، ليس في الرعاية فقط ، بل القضاء علي كل قوة في المنطقة تشكل خطراً علي هذا الكيان المزعوم ، ومن هذه القوي ، العراق ، إيران ، ودول أخري تمنع تمرير التسويات الوهمية والضعيفة للقضية الفلسطينية ، في ظل الإضعاف المصنع للعرب وليس الحقيقي ، بل بفعل فاعل.
(4) إحـاطة الصين الشعبية وروسيا الجريحة ، بسور من القواعد الأمريكية يمتد من أفغانستان ليشمل الخليج العربي ولم يبق غير العراق وإيران ليكتمل بناء السور الوهمي و بذلك يحقق هدفان :
( الهدف الأول ) أن تكون مناطق البترول بما تملكه من احتياطيات بترولية ضخمة تحت سيطرة النظام الأمريكي سواء شرق الخليج العربي أو غرب الخليج العربي . وهذا الهدف يتناقض تماماً مع النظام الأمريكي المسوق ( العولمة ) َ!! الذي ينادي بحرية التجارة ، والذي يبدو أنه حرية كسب الغلة كلها لصالح أمريكا.
في الوقت الذي تحرم فيه الصين وروسيا بل ودول أوروبا من هذه السلعة النادرة
( الهدف الثاني ) هو مراقبة النظام الأمريكي لهذا الغول القادم ( التنين الأصفر ) الصين الشعبية وتخويف الدب القطبي العجوز ( روسيا ) بأن الماضي لن يعود وبالتالي فليس العراق ( ميدان للرماية ) لهاتين الدولتين تقوم به أمريكا كما يقول الأستاذ هيكل بل هـو في الحقيقة استكمال لسور المراقبة الصارمة ، ومن هنا فإن سلبية الصين في اتخاذ المواقف ، لن يمنع الصقر الأمريكي القبيح ، أن يتلصص عليها ثم يعشش ويبني الأوكار بها ، فإذا كانت هي غير راغبة في الطيران خارج عشها ، فسيأتي من يحتل عشها ويبني أوكاره وهاهو قد بدأ في جمع أحطاب الأعشاش وليس عشاً واحداً ، وتردد روسيا سينقلها إلي التجميد الشامل في ثلاجة أكبر حجماً وجليداً من سيبريا.
· ( إن هذا النظام المنفعي الباحث عن السيطرة والمغانم ، مستخدماً قوته ، لن يتوقف مهما أهدر من دماء الأبرياء ).
من هنا يتضح لنا أسباب الغـزو الحقيقي للعراق .. ومن هنا يتضح لنا ما تم في 11 سبتمبر .. فلو لم يحدث .. لأحدثتها أمريكا لكي تنفذ أهدافها البعيدة المدي .. أما بريطانيا ، فلها الفضلات التي يقدمها الأسد الأعور في الغابة للكلب الذي يتبعه و أما باقي الحيوانات المشاركة في سيرك الغابة فليس لها إلا الطاعة والولاء .. ولحس ما يتبقي من فضلات الفضلات ويسألني أحدهم أليس هناك أمل فأقول الأمل في إرادة الشعوب و تجمعها ونبذها لغرور القوة والشعب العراقى يضرب حالياً النموذج والقوة فى مواجهة هذا الشرير ويمكننا أن نقول أن للقوة حدود لا يمكن أن تتخطاها وإلا أخلت بتوازنها وأوردتها موارد الضعف والتهلكة.







المبحث الأول : الأمم المتحدة وأزمتها ( محاولة الهيمنة عليها) تمهيد :
· الناظر للخريطة العالمية يجدها في حالة تغير مستمر ، ومن نقطة إلى أخري في عملية تعديلات مستمرة بين مراكز القوة ، الموجودة في عالمنا المعاصر ، وهذا التغير يرتبط بمصدر القوة الذي يحدد في حركة إستقطابية ميوله ، وحدوده واتجاهاته .
· والعالم يعيش هذا منذ الحرب العالمية الأولي وقبل ذلك منذ عصور التاريخ إذ كانت التقسيمات دائماً ، وحركة الاستقطاب لهذه التقسيمات موجودة وفعالة في تأثيرها ، وكان رد العالم على هذا هو محاولة تكوين تجمع يحمي دول العالم من هذه الهيمنة ويحمي العالم أيضاً ، من شرور الحروب التي تكون النتيجة الحتمية لتضخم قوي الصراع في العالم ومحاولة كل قوة ، السيطرة على موارد الدول الضعيفة وعلى أسواقها أيضاً . وكثرت المحاولات نحو إيجاد كيان في مواجهة كل هذا وفشلت عصبة الأمم أن تقوم بهذا الدور عقب الحرب العالمية الأولي ، وجاءت الحرب العالمية الثانية بكل ضراوتها وكان الرد عليها ، من جانب المنتصرين وبموافقة المنهزمين وهو تشكيل هيئة الأمم المتحدة في عام 1945 وقد اتخذت من ( نيويورك) بالولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها وتعددت الهيئات والمنظمات التابعة لها ، في شكل فروع مختلفة تغطي نشاطات العالم أجمع وقد انضم الكثير من الدول إلي هذه الهيئة وإلي منظماتها منذ توقيع منذ توقيع إنشاءها وحتي الآن فيما عدا بلدان قليلة ، لم تمنح بعد استقلالها أو ما زالت محتلة.
· ويقوم على تشغيلها مجموعة من الموظفين من جنسيات مختلفة بالإضافة إلى عناصر ثلاث تشكل محورها الأساسي أو هيكلها الرئيسي في رأينا وهي:
1- مجلس الأمن.
2- الجمعية العامة.
3- المنظمات والهيئات المختلفة التابعة لها.
· ويتشكل مجلس الأمن من ( 15 عضو ) يمثلون دول العالم كما يلي :
· خمسة أعضاء دائمين.
· عشرة أعضاء يختارون بالانتخاب بطريقة دورية.
ومجلس الأمن هو صاحب القرار الأقوى في اتخاذ القرارات ويشترط للحصول على قرار منه عدم معارضة أي من الأعضاء الدائمين لهذا القرار.
والأعضاء الدائمين هم الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد السوفيتي المملكة المتحدة ( إنجلترا) ، فرنسا والصين الشعبيــة ( فرموزا من قبل ) وقراراته ملزمة إلا أنها لا تملك قوة التنفيذ الفعلية .
أما الجمعية العامة فتجتمع كل عام ، في اجتماع دوري في شهر نوفمبر. ولكن هل حققت الأمم المتحدة أهدافها من حيث حل المشكلات الدولية بطريقة السلم بدلاً من الحرب ، ومن التعاون بين أعضائها عن طريق المنظمات المنتشرة بين أنحاء العالم ؟ ! الواقع أن الهيمنة الكاملة ، لما يسمي بالدول العظمي قد ظهرت داخل الهيئة التي خلقت من أجل أن تكون الحكم المحايد نحو القضايا ونحو الدول ونحو شعوب العالم أجمع وقد أدي هذا إلى الحد من قدرات الهيئة وجعلها حبراً على ورق.
* وتلعب منظمات الأمم المتحدة دوراً مهماً من خلال فروعها المختلفة وتخصصاتها ، في التنمية و العدالة والزراعة والأغذية والتعليم والتربية ورعاية الأطفال وغير ذلك من المجالات مدعمة بميزانيات مخصصة لها ، من جانب الهيئة وكذلك بالتعاون مع شعوب العالم ، والمنظمات الشعبية والدول الأعضاء وكذلك بالتعاون المشترك بين المنظمات فيما بينها. وتؤكد هذه الدراسة مدي الدور الذي لعبته هذه المنظمات في بلدان العالم المختلفة خاصة الدول النامية أو التي يطلق عليها دول العالم الثالث.
· إلا أن الملاحظ أن هذه الأنشطة المختلفة ، قد تأثرت بطريقة ما نتيجة التفاعلات السياسية ، التي ما كان يجب أن تدخل في وظائف ونشاطات الأمم المتحدة ومنظماتها بحيث يؤدي الاستقطاب والتوجيه إلى محاولة السيطرة على هذه المنظمات، مما يعوق تأديتها لخدماتها التي خلقت من أجلها والتي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وكان التهديد بقطع التمويل اللازم لهذه المنظمات هو الوسيلة الفعالة في توجهها ، وكان انسحاب بعض الدول ، من هذه المنظمات وقطع المخصصات المالية أو ما يسمي بنصيب العضو في المشاركة في ميزانية هذه المنظمات الضربة المخفضة لحجم النشاط واتساعه.
· إن قيام هذه الهيئة ومنظماتها كان الغرض منه اسمي من أن تكون أداة للشرق أو الغرب ، وكان الغرض منه ، أن يخلع الجميع ثوب الصراعات المسلحة والصراعات الفكرية وصراعات الحرب الباردة خارج أجهزتها وأن يمد الجميع أيديهم بالسلام المبني على العدل وبروح التعاون لحل المشكلات في العالم ولمنع ويلات الحروب ، بدعم السلام وإيجاد التنمية السليمة لشعوب كثيرة ، لم تأخذ حقها من الحياة والعلم والتعليم والتقدم ، ولم تأخذ حقها من التنمية المنظمة ومن استغلال مواردها ، ولكن الأهداف العظيمة ما تلبث أن تواجه بالمعوقات وتصبح المشكلة عظيمة ، في دول العالم الفقير أو ما يسمي كما قلنا بدول العالم الثالث التي تتركز في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولكننا نري غير ما يجب أن يكون فقد كرست هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ، لخدمة أمريكا واستخدمت كغطاء لتمرير أفكارها ولتنفيذها على أرض الواقع وأبرزها الأزمات العربية كفلسطين وكالعراق.
· وحينما تري الدولة الأوجه في العالم أن مصالحها في ضرب بلد ما مثل العراق ، أو تكريس الاحتلال في فلسطين ، وتمييع قضية الشعب الفلسطيني فهي تحاول استخدام الأمم المتحدة ومنظماتها كستار لتنفيذ استراتيجياتها العسكرية والاقتصادية ، فإذا فشلت في اتخاذ هذا القناع ، انقلبت للعمل الفردي متخطية هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ، وعند استخدامها لهذا القناع ، فإنها تلوي الحقائق للوصول إلى قرار ففي مشكلة فلسطين لم تتخذ قراراً واحداً ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي قام بها الجيش الإسرائيلي بزعامة قادته ، بينما حولت الكفاح المسلح الذي تقره الهيئة والحق المعطي لأي شعب لتحرير أرضه وبكل الطرق حولته إلى إرهاب ، واعتبرت المحتل والغاصب والمرهب ضحية.
وفي مشكلة العراق ومحاولة نزع سلاحها الكيماوي أو النووي فيما يزعمون اعتبرت العراق خارج على الشرعية الدولية ، ويجب محاكمته وإجباره عن التخلي عن هذه الأسلحة المزعومة بينما لم يتجه أحد لمعاقبة إسرائيل التي تملك السلاح النووي والسلاح الكيماوي وتغتصب أراضي الغير وتعتدي على الشعب صاحب الأرض الأصلية وتهدر حقوقه في الاستقلال والمساواة ولم يتجه أحد إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بنزع أسلحة الدمار لدي إسرائيل وإجبارها على تطبيق حقوق الإنسان.
· وفي منظمة اليونسكو إحدى منظمات الأمم المتحدة للتربية والثقافية والعلوم أغفلت ( ما يحدث للشعوب العربية والإسلامية بل وشعوب العالم الثالث من تهميش دورها الثقافي والإعلامي والتربوي ) بل ظهر التحيز من جانب وسائل الإعلام الغربي ، في نقل صور مشوهة عن هذه الشعوب وعن حقوقها وعن أدياتها ، بل الوصول إلى تشوية صورة المكافح من أجل الاستقلال بإظهاره ( إرهابي ) وترك الإرهابي الحقيقي يرتع في غيه وجبروته .
· في الوقت الذي تنقل وسائل الإعلام الاربية ، صورة حسنة لحضارتها ولبيئتها ومن ثم حدث الاختلال في التدفق الإعلامي وأخذ مساراً واحداً من الشمال إلى الجنوب ، وعمل على تكريس وجهه نظر واحدة وهي التفوق الغربي وخاصة أمريكا ونسي دول العالم الثالث ومشكلاته وقضاياه وشوه رموزه وقياداته وشعوبه وعندما أرادت أمريكا أن تستخدم منظمة اليونسكو " لصالحها وفشلت انسحبت منها وامتنعت عن سداد حصتها".



المبحث الثاني : نشاط اليونسكو في مجال الاتصال

**أهمية إنشاء منظمة اليونسكو :
لقد أهملت العديد من دول العالم في آسيا وأفريقيا وتضخمت لديها المشاكل وتعددت وتنوعت ونبرزها فيما يلي :
1- الخلل في الهيكل الاقتصادي نتيجة الاستعمار لمدد طويلة.
2- عدم وجود الكوادر البشرية المهيئة للقيام بالتنمية بعد مرحلة الاستقلال.
3- عدم وجود مصادر التمويل السليمة وغير المغرضة.
4- انتشار الأمراض والجهل والفقر ومستوي المعيشة المنخفض.
· من كل ما تقدم ، نستطيع أن نعرف مقدار ما تعانيه هذه الدول تجاه الدول المتقدمة ، التي تملك التقنية والخبرة والمال والتي تتحكم بهم في سبيل استقطاب هذه الدول الصغيرة والفقيرة على الرغم من وجود التزام أدبي وإنساني وقانوني من جانب الدول المتقدمة تجاه الدول الفقيرة ، لم يمثله التاريخ ويثبته من استيلاء هذه الدول المتقدمة على خبرات هذه الدول الفقيرة لقرون طويلة ، وتحكمها من مقدرات هذه الأمم ، بل وما زالت تتحكم فيها وتطور في احتلالها فبدلاً من الاحتلال المباشر ، (الاستعمار القديم ) أصبح هدفها السيطرة الاقتصادية والسياسية والإعلامية إضافة إلى إنشاء القواعد العسكرية بحجة حماية الدول الصغيرة من أعدائها الذين خلقتهم الدول المتقدمة وعلى رأسها أمريكا.
· من هنا كان إنشاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في (16/11/1945 ) من أجل القيام بدور كبير في المجالات التالية
( التربية – العلم – الثقافة ) إلا أن الاستقطاب سرعان ما دخل إلى هذه المنظمة في محاولة للسيطرة عليها ( كما أسلفنا ) وأبرز أدوات هذا الضغط هو التلويح بقطع المخصصات اللازمة لتيسير عجلة هذه المنظمة ( أبرز الدول في هذا الاتجاه أمريكا ) وباستعراض نشاط المنظمة في تحقيق أهدافها في مجال التربية والعلم والثقافة ، وفي مجال التنمية ، ومجال التعاون بين الدول لحماية الآثار والحضارات القديمة ، وهدفها الأهم والمهم المرتبط بكل هذه المجالات ، ألا وهو مجال الاتصال ، يتضح مقدار الخسارة الضخمة التي لحقت وستحلق بشعوب العالم الأكثر فقراً ، من جراء التقليل من أنشطة اليونسكو عن طريق حجب التمويل اللازم والمقرر والمحدد لحصة كل دولة .
إن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية ، الهيمنة على هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها واستخدامها لتمرير أفكارها وأفعالها بطريقه البحث عن تغطيه شرعيه لأفعال غير شرعيه تقوم بها فيه أنحاء العالم هي محاولة ليست جديده وتستخدم كافه الضغوط لتحقيق أهدافها في هذا الاتجاه ولكن تعاون الدول كفيل بإجهاض هذا المخطط وسوف نعرض لنشاط اليونسكو في مجال الاتصال لنبين مقدار الحاجة إلى هذه المنظمة ولكن بدون هيمنة وذلك من اجل صالح الشعوب عامه .
نشاط اليونسكو في مجال الاتصال
· حيث أن مفهوم " الإعلام " قد أخذ بعداً جديداً ألا وهو ( الاتصال ) وهو أعم وأشمل وعلى الرغم من أن عبارة "الاتصال" لا ترد في اسم اليونسكو ، فإن الاتصال يشكل منذ البداية أحد مجالات أنشطة المنظمة حيث يحدد لها الميثاق التأسيس ضمن مهامها " تسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة وهكذا اضطلعت المنظمة عبر السنوات بإسداء مشورتها للدول الأعضاء بشأن السياسات المطلوب تنفيذها وحصر احتياجاتها في مجال الاتصال
** دور اليونسكو في مصر :
· تدريب العاملين في ميدان الإعلام ومن ذلك عقد الحلقات الإقليمية لتدريب العاملين في وسائل الإعلام مثل الحلقة التي عقدت للبلاد العربية ، في القاهرة عام 1966 وأسفرت عن توصية " اليونسكو" بالمساعدة في إنشاء معهد إقليمي للإعلام يقام في إحدى الجامعات بإحدى الدول العربية.
· تنمية إنتاج الكتب وتوزيعها ، على اعتبار أن الكتب أمر لازم لانتشار التعليم ونشر الثقافة ، والقضاء على الأمية ، لذلك تقوم اليونسكو ، بعقد الاجتماعات للخبراء المعينين في بعض المناطق الثقافية وعقد اجتماعات دورية لبحث مشكلة إنتاج الكتب وتوزيعها في الوطن العربي.
· نشر وتوزيع النشرات والمطبوعات التي تصدر عن اليونسكو.
· تخصيص منح دراسية في ظل اليونسكو وتتولي مصر استقبال طلاب المنح من إفريقيا.

الاتصال على مستوي العالم :
· اهتمت اليونسكو منذ نشأتها بمسألــة تطوير وسائل الإعلام وكذلك بالمشاكل التي يثيرها هذا التطور ، وقد كان مؤتمر ( 1970) تعبيراً عن القلق إزاء ( أخطار الثقافات الدخيلة ) عبر وسائل الإعلام الجماهيرية ، وحيث أن اليونسكو ملتزم بموجب المادة رقم (1) من الميثاق التأسيسي ، بالمساهمة في صون السلم والأمن.
ذلك عن طريق تعزيز التعارف والتفاهم بين الأمم بمساندة أجهزة الإعلام وأوصت بعقد اتفاقات لتسهيل حرية انطلاق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة.
وكان أهم ما يعوز الوسائل الإعلامية ، عقب الحرب العالمية الثانية هو نقص الكوادر المؤهلة ، فقد نشرت اليونسكو في عام 1949، أول دراسة لها عن موضوع " توفير التدريب المهني للصحفيين" وذلك ليحلوا محل الأجانب في المستعمرات الآخذة نحو الاستقلال ونتيجة لذلك شرع المركز الدولي للتعليم العالي في الصحافة ، والذي أنشئ في سترا سبورج سنة 1957 بمعرفة "اليونسكو" في عقد دورات تدريبية ، منذ عام 1960 للصحافيين المنتميين إلى البلدان النامية ، ونظم كذلك حلقات دراسية أتاحت للصحافيين من الشرق والغرب ومن البلدان النامية ، والبلدان المتقدمة فرصة الإلتقاء لمناقشة مشاكلهم المهنية وفي سنة 1959 أنشئ في ( كيتو) مركزاً لأمريكا اللاتينية ، وبدأ بعقد دورات لأساتذة الصحافة . وما أن انقضت عشر سنوات حتي تضاعف عدد المعاهد الصحفية في المنطقة ، وأصبح الكثير منها ، يطبق مناهج منقحة تستند إلى توصيات مركز كيتو كما يوجد الآن مركزان يعتمدان على معونة اليونسكو ويوفران التدريب للصحافيين الأفريقيين هما مركز الدراسات في علوم الإعلام الجماهيري ، وتقنياته ، وقد تأسس سنة 1965 ، لتلبية احتياجات الأفريقيين الناطقين بالفرنسية ، ومدرسة الصحافة في الكلية الجامعية ، بنيروبي التي باشرت دوراتها سنة 1970للصحافيين القادمين من بلدان ناطقة باللغة الإنجليزية وفي عام 1965 أنشئ في مانيلا معهد للإعلام الجماهيري ، بدأ هو الآخر ، بقصد حلقات دراسية إقليمية مساهمة منه في تنمية وسائل الإعلام في آسيا.
· وعندما بدأت اليونسكو ، عملها في هذا الميدان لم يكن بين الدول ، المسماة اليوم بالبلدان النامية ، سوي عدد قليل ، يملك صحفاً على الإطلاق وهذا العدد القليل ، كان مفتقراً بالتأكيد ، إلى المنظمات ، التي تغذي الصحف والإذاعة بالأخبار ، وتغذيها وكالات الأنباء ، ففي عام 1955 ، لم يكن في القارة الأفريقية إلا وكالة وطنية واحدة للأنباء ولكن عدد الوكالات قد وصل إلى ( 27) وكالة ، حتي 1970 ، بمساعدة اليونسكو ، وهي في ازدياد مطرد ، كذلك ارتفع عدد وكالات الأنباء ، في آسيا من (19) إلى (24) في خلال 8 سنوات. واليوم تنتشر وكالات الأنباء في جميع بلدان العالم السادس تقريباً و اليونسكو هي التي نظمت الاجتماعات الإقليمية ، التي أفضت إلى تكوين ، اتحاد وكالات الأنباء الأفريقية ، ومنظمة وكالات الأنباء الآسيوية في عام 1963 كما أوفدت بعثات الخبراء ، لمساعدة بعض الدول الأعضاء ومنها ( ليبيا ) والكاميرون ، ونيبال ، وماليزيا على إنشاء وكالاتها الوطنية للأنباء ، وساهمت اليونسكو عن طريق مركزي سترا سبورج ، وداكار الإقليميين في توفير التدريب للصحافيين المشتغلين في وكالات الأنباء .
· " ومع إزدياد المنظمات التي تزود وسائل الإعلام بالأنباء كانت العلاقات بين هذه الوسائل نفسها في حالة تغير مستمر ، فإحصاءات اليونسكو ، تشير إلى صعود مطرد ، في توزيع أجهزة ( الراديو) ، "فجامبيا " التي كان لديها 6 أجهزة لكل ألف نسمة ، سنة 1960 ، أصبح لديها 137 جهازاً ، سنة 1970 ، كما أن أدني معدل بين البلدان الأفريقية المستقلة ، ( 4 لكل ألف في زائير ) وهو أفضل بكثير من المعدل الذي كان سائداً ، في معظم دول العالم قبل 20 سنة ، أما عدد أجهزة التليفزيون ، في العالم فقد زاد بمعدل 3 أضعاف تقريباً ( حتي تاريخ هذا الإحصاء ) من سنة1959 ، 1969 ، وبعد التحسينات التقنية ، التي أدخلت على هذه الوسيلة والتعديلات الإضافية التي أتاحت نقل الصور بالألوان ، وبث البرامج عبر ( التوابع الصناعية) واد اليقين بأن التليفزيون لم يعد مجرد وسيلة إعلامية، أو ترفيهية ، بل كذلك وسيلة لتعزيز التنمية ، ومعينا تعليمياً عظيماً ، والآن انتشرت الحواسب الآلية والانترنت التي تكاد تغطي كل بقعة من أنحاء العالم سواء في المناطق النامية أو المتخلفة .

الإعلام والتنمية :

· وقد بدأت التجارب ، في استخدام وسائل الاتصال ، في التنمية بكل معانيها وكانت تسير جنبا إلى جنب مع وضع البنية الأساسية وتنمية المنطقة المختارة حضارياً.
ففي الهند مثلاً ، أجرت بعض التجارب في تعليم المزارعين بواسطة التليفزيون وطلبت معونة اليونسكو ، استنادا إلى تلك التجارب لاستخدام التليفزيون على صعيد البلاد ، بأكملها ، في التعليم المدرسي وغير المدرسي مع التأكيد بنوع خاص على التنمية الزراعية والصحة وتنظيم الأسرة وقد استدعي ذلك إنشاء عدد كبير من محطات الإرسال التليفزيوني بينما لم يكن هناك قبل ذلك سوي محطة واحدة لبث البرامج من نيودلهي كما استدعي توفير العاملين المتخصصين لتشغيل تلك المحطات.
· وقامت الوفود المرسلة من اليونسكو في أوائل عام 1971 ، في إطار البرنامج بإقامة مركز تدريب مؤقت في نيودلهي ، تخرج منه عدد من الأخصائيين يكفي لإدارة المحطتين الجديدتين اللتين أنشئتا في ( سرنجار ) و( بومباي ) إلا أن خطة السنوات الخمس الهندية ، تضمنت إنشاء عدد آخر ، من المحطات تقام على فترات منتظمة ، ثم شرع في بناء مركز دائم للتدريب التليفزيوني ، في ( بونا ) ، حيث يوجد معهد الهند للسينما ، الذي يمارس نشاطه منذ فترة طويلة ، ويستهدف المركز الجديد ، تخريج ( 200) أخصائي كل عام من المدربين على الإنتاج والإخراج وسائر النواحي الفنية للعمل التلفزيوني.
ثم شرع في تنفيذ مشروع مناظر في منتصف عام 1972 يتولاه المجلس الوطني للبحوث والتدريب في مجال التربية في نيودلهي لتدريب المعلمين والمربين ، على استخدام وسائل الإعلام ولا سيما التليفزيون وتطوير مناهج مناسبة ، لمقتضيات هذه الوسائل ، ويسهم برنامج الأمم المتحدة للتنمية في تنفيذ هذه المشروعات بما يزيد على ( مليوني دولار) في حين تتحمل حكومة الهند حوالي خمسة ملايين دولار .
وتعمل اليونسكو على تكرار هذه التجارب في الكثير من دول العالم ، وإدخال الراديو والأقمار الصناعية في هذا المجال.

تنميـــة الإعـــلام :
أصبحت اليوم تعني الكثير من حيث ما يتوقع منها تحقيقه ، وما تتطلبه من خبرات ونفقات بحيث لم يعد ترك الأمر ، للأساليب العشوائية ، التي كانت تتبع في الماضي ويهدف اليونسكو إلى تزويد الدول الأعضاء بمعرفة متزايدة ، في مجال إعداد النماذج الوطنية لا من (أجل تخطيط وسائل الإعلام ) بها فحسب وإنما أيضاً لإقامة مرافق أساسية للتوثيق ، تقوم على نظم إعلام ، موحدة لإتاحة الربط بينها في شبكات أشمل وذلك أيضاً من أجل تطوير وسائل الإعلام كالراديو والتليفزيون ، والصحف حيث يخضع ذلك لبرامج متكاملة يوضع فيها الإعلام ، بكافة جوانبه موضع الاعتبار ، وترسم له الخطط على هذا الأساس.
" وبحوث الإعلام" لها دور كبير في هذا التخطيط ، وقد أخذ القسم المنوط بذلك مهمة نشر دليل لمخططي الإعلام ، ووضع مؤشرات للتخطيط في مجاله.
وفي عام 1967 ، أقيم استقصاء دل على إمكانية تنفيذ شبكة إعلامية للإعلام ، على أن لا يتم ذلك في صورة جهاز مركزي وإنما الربط بين مراكز الإعلام ووسائله المنتشرة في أنحاء العالم ، بحيث تتمكن من تبادل المعلومات فيما بينها وكانت الخطوة الأولي توحيد الرموز.
وعقدت عدة حلقات دراسية في 1973 ، 1974 في كل من إفريقيا وآسيا لغرض التعاون الإقليمي بما يتيح استخدام شبكة تستعين بالتوابع الصناعية لخدمة عدد من البلاد وذلك تطبيقاً لإعلان المبادئ الرائدة لاستخدامات الإذاعة عبر الفضاء لضمان حرية تدفق المعلومات ونشر التعليم وزيادة التبادل الثقافي الذي أقر في المؤتمر العام ، في دورته المنعقدة في عام 1972 . ونخلص من اهتمام اليونسكو بشأن تنمية الإعلام في برامجه البادئة من 1973 والتي تتمثل فيما يلي

العمل على جعل ( نتاج العباقرة ) في متناول الجميع ، عبر الشبكة العالمية للإعلام العلمي ( اليونيسيست ، من أجل الترابط بن الباحثين المعزولين عن بعضهم في أنحاء العالم مما يسهل التعاون ، وتبادل المعلومات ، وعدم ازدواج المجهود العلمي مما قد يؤدي وجوده إلى عرقلة التقدم.
1- اتفاقيات تداول المعلومات بشأن :
أ‌- تبادل الأنباء بين وكالات الأبناء الوطنية.
ب‌- تقديم المعونة إلى الدول الأعضاء في مجال تطوير صحافتها الدورية.
جـ- توفير مواد القراءة اللازمة للتربية المستديمة.
د – تحليل المستويات المهنية ، بغية وضع مبادئ رائدة لقواعد السلوك المهني التي قد تتبناها الدوائر المهنية المشتغلة في مجال وسائل الإعلام الجماهيري على الصعيد الوطني.
هـ- العمل على الاهتمام بأهمية النشر وتدعيم واستمرارية المنح الدراسية للتمكين من تجديد المعلومات والخبرات من أجل تبادل الخبرات والمعارف والمعلومات مما يعطي للدول الأعضاء الخبرة التي تفتقدها وتتوافر أولي نظائرها.

الكتاب كوسيلة إعلامية :

· ورغم أنه وسيلة إعلامية قديمة وحسب إحصاء اليونسكو ( 1970) كان إنتاج الكتب قد صدر منه 546.000 ألف كتاب في عام 1970 فقط ، ويمثل زيادة قدرها 50% خلال عشر سنوات سابقة والآن ما يصدر من الكتاب يعد بالملايين.
· إلا أن هذا الإنتاج الضخم ، يتركز في بعض بقاع العالم ، دون غيرها ، فأوربا ، التي لا تضم سوي 13% من سكان الأرض تنشر أكثر من 45% من الكتب وأفريقيا التي تضم (10%) من السكان لا تنشر سوي (1,5%) في حين أن آسيا التي يقطنها (56%) لا تنشر إلا (18%) وهذا الإخلال ما حدا باليونسكو ، إلى إعلان عام 1972 عاماً دولياً للكتاب ، وقد وجهت (125 دولة )من الدول الأعضاء اهتمامها إلى أربعة موضوعات رئيسية ، قررت أولويتها للعام الدولي للكتاب :
1-تعزيز أعمال النشر والترجمة والإنتاج والتوزيع.
2- تنميه عاده القراءة واستخدام الكتب في التعليم .
3 -إنشاء المكتبات ودوائر التوثيق التقليدي والآلي وإجراء البحوث .
4-تكوين البنية الأساسية الشاملة بالإضافة إلى توفير الإحصاءات اللازمة والمتنوعة في مجال الإعلام عامة وتنطلق اليونسكو على نفس الخط فتعقد المؤتمرات حول سياسة الاتصال في العالم ففي عام 1982 تعقد المؤتمرات للبلاد العربية ، وفي عام (1985) عقدت دول أوربا عدة مؤتمرات معتمدة في ذلك على مواردها الذاتية ، وعلى مساهمات الدول ذاتها والبرامج الأخرى المساعدة وأكبرها مساهمة برنامج الأمم المتحدة للتنمية تقدر بمبلغ 4 مليون دولار لإقامة البنية الأساسية للاتصال مثل إنشاء إذاعة بنجلاديش ، في الوقت ذاته تعتني بعدد من المشروعات لا سيما في مجال التدريب.
وهناك دراسات جديدة ابتداء من عام 1982 وحتي الآن فيما يتعلق بالموضوعات الآتية :
1- آثار الدعاية والإعلان.
2- إنتاج الرسائل الإعلامية على النطاق الصناعي والمبادلات عبر الأقمار الصناعية ( تعزيز).
3- عقد اجتماعات حول شروط وظروف عمل المراسلين الأجانب.
4- تعريفات الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الاتصال الموضوعة في خدمة حركات التحرير ، والصورة التي تقدمها وسائل الإعلام في بلد ما عن بلد آخر.
وذلك من أجل :
أ‌- الإسهام في توفير حرية تدفق المعلومات وتحقيق التوازن في تبادلها.
ب‌- العمل من أجل إقامة نظام إعلامي جديد ، وتشمل بوجه خاص ، إعداد دراسة عن دور وسائل الإعلام ، في إقامة نظام اقتصادي والتعاون مع وكالات الأنباء الإقليمية ووسائل الإعلام في البلدان الصناعية لدراسة وسائل الاتصال والمستحدثات الجديدة في مجال الاتصال والانترنت والحواسب الآلية وغير ذلك.
5- وضع إطار لتدفق الأنباء الواردة من العالم الثالث ودراسة عدد من المسائل كالتوازن المطلوب بين الحرية والمسئولية وقضية معالجة وسائل الإعلام ، لانتهاك حقوق الإنسان والأدب والفنون الإباحية واستقلال وسائل الإعلام ومشاركة الجمهور فيها وهذا ما تسعي إليه اليونسكو.
المبحث الثالث
(أ- ختام )
· تعرضنا في هذه الدراسة لدور الأمم المتحدة عامة ودور منظمتها الثقافية ( اليونسكو) في الاتصال . وقد تناولنا ذلك في مبحثين الأول يتعلق بدور الأمم المتحدة عامة والثاني دور ( اليونسكو) في الاتصال . وقد تناولنا في المبحث الأول مؤسسات الأمم المتحدة وتتبين لنا ، أن أهداف الأمم المتحدة التي أنشئت من أجلها ، أصبحت أهدافاً ورقية ، حيث تدخلت الضغوط من الدول العظمي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية في اتخاذ الأمم المتحدة كمطية لتمرير وتبرير أفعالها فهي تتحرك تحت غطاء الأمم المتحدة لإنطفاء الشرعية علي أعمالها الاستعمارية في أنحاء العالم ولتنفيذ مخططاتها الخاصة ، كما حدث في العديد من مواقع الصراع في العالم في منطقة البلقان وفي منطقة القرن الأفريقي وفي شرق آسيا وفي منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
وهي في الوقت ذاته ، تضع كل جهودها في تعطيل قرارات مجلس الأمن ( مشروعات القرارات ) التي تتعلق بإسرائيل كدولة استعمارية عنصرية فهي تعترض على أي قرار يمس ( التابو) الخاص بها ومن ثم فهي استخدمت معايير مختلفة ومزدوجة في تعاملها مع صراعات مختلفة تحت مظلة الأمم المتحدة فتطبيق معايير الأمم المتحدة على إسرائيل مرفوض ولكنه مقبول بالنسبة للعراق وبالنسبة لفلسطين وبالنسبة لأفغانستان وفي تطبيق أسلحة الدمار الشامل تطبيق معايير مزدوجة أيضا فنموذج العراق يفوقه النموذج الإسرائيلي في تطبيق معايير السلام الذي تريده أمريكا ولكن إسرائيل تابو خاص بأمريكا ممنوع الاقتراب منه أو حتي مجرد لمسه ومن ثم أفقدت الأمم المتحدة فعاليتها وأصبحت مجرد هيكل ورقي ولم تكتف أمريكا بذلك بل مارست ضغوطها على المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تعمل في مجالات التنمية والثقافة مثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومنظمة اليونسكو التي تعمل في مجال الثقافة والتربية والعلوم بل قطعت الحصة المقررة عليها لتيسير عمل المنظمة المذكورة.
وعلى الرغم من أن منظمة اليونسكو لعبت دوراً مهماً في أنحاء العالم في مجالات الثقافة والتراث والتعليم والتنمية بل في المجال الأساسي ( الاتصال) وبالتعاون مع المنظمات الأخرى كما أوضحنا بصلب هذه الدراسة خاصة في مجال الاتصال بما يشمله من صحافة وصحفيين ووكالات أبناء بما توفره من فرص التدريب والدراسات والبحوث المتعددة التي تقوم بها واستخدام وسائل الاتصال في التنمية وفي البيئة أو في مجال التنمية المستدامة ، التي تستهدف القيام بتنمية شاملة تشمل الإنسان اقتصادياً وثقافية وتعليمياً وحياة صحية وحياة بيئية نظيفة وعملت المنظمة على إيجاد وسائل إعلام متوازنة في نقلها للمعلومات والأخبار واهتمت بتراث وآثار الدول المختلفة ، وعملت من أجل إيجاد نظام إعلامي جديد يحقق التدفق الإعلامي المتوازن ووضعت توصياتها في مجال معالجة قضايا الحرية وانتهاك حرية الإنسان وحقوقه.
على الرغم من هذا الدور المهم فإن الضغوط التي تباشرها الدول العظمي خاصة الولايات المتحدة، قد حد من أنشطة اليونسكو ليس فقط بل من أنشطة منظمات الأمم المتحدة ، فإذا أضفناً هذا إلى سيطرتها على المنظمة الرئيسية للأمم المتحدة ( مجلس الأمن ) يتضح لنا أن الأمم المتحدة ومنظماتها ، قد حادت عن أهدافها ليس لعيب في ميثاقها وإنما لعيب في الدور الذي تمارسه الولايات المتحدة والضغوط السياسية والاقتصادية التي تقوم بها مما يعني فشل الأمم المتحدة وانهيارها لتدخل متحف التاريخ إلى جانب عصبة الأمم مما يهدد السلام العالمي الذي يسعي الجميع إلى المحافظة على وجوده واستمراره ودعمه.
وسوف يؤدي هذا إلى بروز المنظمات الدولية الإقليمية والعودة إلي سياسة التكتلات الدولية كبديل للأمم المتحدة ومنظماتها.

( ب ) قائمة المراجع والمصادر

· اليونسكو – دليل مطبوعات اليونسكو 1983.
· اليونسكو – لمحات عن اليونسكو 1974.
· اليونسكو – لمحات عن اليونسكو 1981.
· ( العام الدولي للشباب) كتبت عام 1985.
· اليونسكو – ملحق الميثاق التأسيس لليونسكو.
· منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو)
· ما هي ماذا تفعل وكيف تعمل كتيب صادر عن المنظمة.
· وزارة التعليم العالي / الشعبة القومية للتربية والعلوم والثقافة ملف اليونسكو – كتاب صدر عام 1967 مكتبة القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية