| إخفاء التفاصيل 09:20 م (قبل 18 ساعة) |
رئيس تحرير المدونة
تحية طيبة، أرجو المساعدة في نشر هذا المقال الذي كتبتبه صباح هذا اليوم، وأهديه لضباط الجيش المصري الشرفاء، ولجيش مصر على مدى التاريخ،لأنه كان وما زال وسيظل نظيفاً حامياً لشعبه ولأرضه، وإن أمكن نشره تحت عنوان إهداء لجيش مصر ولك تحياتي نازك ضمرة/ أمريكا
ثورة مصر كحالة فريدة متميزة عالمياً تقتضي الدراسة
نازك ضمرة/ أمريكا
تحاول شعوب عربية أخرى ودول أن تحاكي أسلوب مكافحة الشعب المصري لنظام رئيس مصر المخلوع مبارك بأساليب مختلفة سلمية كالاحتجاج أو تمرداً بمواجهات علنية للجيش او الشرطة، ولكن ظهر أن نجاح أي ثورة يعتمد على ظروف محلية ومواصفات أخرى كثيرة كامنة ومعلنة لتحقق ما يشابه بزوغ فجر مصر ناصعاً نقياً، عبر ثورة سلمية لم يحصل لها نظير في التاريخ القديم أو الحديث.
ثم إن الكثيرين من علماء الاجتماع والفلسفة والسياسة وكاتب هذه السطور القاص البسيط والراوي يقف معهم مستبعدين انتقال نجاح الأسلوب المصري وبالسرعة التي حدثت إلى شعوب ومناطق أخرى مجاورة في آسيا وأفريقيا.
فالتساؤل الذي يتحدى عقولنا هو:
ما هي تلك المميزات التي جعلت من ثورة مصر ظاهرة تاريخية يؤرخ لها وسوف تؤلف آلاف الكتب عنها، وأكثر بكثير مما كتب عن الثورة الفرنسية أو الأمريكية.
مرة أخر يبرز التحدي واضحاً وفاضحاً ومتحدياً للعقل العربي المستنير والواعي بشكل ملح وكما هو المفروض، لا أن نقعد متصفحين مستجدين متصيفين للفتات من تحليلات الغرباء وفلسفاتهم وهذر ذوي المصالح والمستشرقين وعلماء الاجتماع الغربيين أو الشرقيين يفسرون لنا أسباب ومسببات وميزات ثورة شعبنا المصري، ثم المؤهلات والشروط الواجب توفرها لحصول ثورة مشابهة لثورة مصرالعربية العربية
وأستدرك هنا أن لثورة تونس وقفة أخرى في غير هذا المكان
ولا يخفي على أي عاقل ما سيتخلل تلك الدراسات من تهم وسموم مندسة بين ثنايا تلك الدراسات، وأغلب الظن أنهم سيعزونها إلى تغلغل ديني، ويردونها إلى حزب إسلامي ظل ممنوعا ومحارباً لعقود طويلة من الزمن، والجواب على ذلك الزعم سهل وسريع، فثورة محمد على باشا لم تكن دينية، بل هو استغلال رغبة الشعب المصري في الاستقلال والتفرد والقوة، وكذلك ثورة 1952 لم تكن من ضباط من الإخوان المسلمين بل طالبت بالاشتراكية وطبقت الكثير منها في السنين الأولى، وثورة سعد زغلول ابن الذوات لم تكن ثورة المسحوقين والفقراء والفلاحين، ومذابح دنشواي لم تكن بسبب قيادة حزب أو منظرين وطنيين عملوا على ترتيبات خاصة لتمرد فلاحين بسطاء أميين على حكم بريطاني ظالم، ونجاح تأميم قناة السويس لم يكن بناء على نصيحة أو مدعوماً من قوة أجنبية عظمى تحمي ظهر مصر، واتحاد الشعب المصري وقراره مقاومة القوى العظمى في العالم ذلك الوقت والتي هاجمته لتثني مصر عن قراره بتحرير قناة السويس من السيطرة الأجنبية، ودون دعم أجنبي صادق وأمين، بل لتكون ارض مصر وموارد مصر كلها لأجل مصر وشعب مصر وجيش مصر العربي، هذا الجيش كان وسيظل جيش العرب، ولا ينكر أحد ما فعله الجيش المصري في كل بقعة عربية وفي كل قطر عربي وفي كل ناحية داخل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وتجلت أصالة هذا الجيش في وقفته المشرفة والتي تحني الرؤس كلها لجنوده احتراماً وإكباراً واعترافاً بفضله ووطنيته أثناء أصعب الساعات في حياة ثورة مصر.
سيحاول بعض المحللين الغربيين والأجانب أن ينصفوا شعب مصر، ولكنهم سيدسون سمومهم وبأساليبهم المعهودة وأقلها عزل الشعب المصري عن محيطه، وإثارة الفرقة والخلاف بين الشعوب العربية ، بداعي أن الفقر هو السبب، فالفرد الكويتي والسعودي والخليجي والإماراتي والعماني لا يعاني ما يعانيه المصري في لقمه عيشه ، بل إن الرفاه الذي تعيشه شعوب اراضي تصدير البترول تلهمها أن تدعو الله إدامة تلك النعمة عليها غير عابئة بغيرها ، وأن معظمهم سينحني شاكراً ومقدراً لمن يدير تلك الثروات لتبقى عامة طامة على كل فرد خليحي أو سعودي هانئة بالماكدونالدس والكنتاكي والشوكولا مختلفة الألوان والمذاقات، هذا أقل ما يظهر في كتابات المحللين الأجانب.
أما عن دول العراق وبلاد الشام فسيتقولون أن وجود إسرائيل حامية وموازنة للأمور ووكيلة الغرب والشرق حسب التوراة، وهي التي ستضمن عدم نجاح اي ثورة في أي موقع حتى لو قام الشعب عن بكرة أبيه في ثورة، وحتى لو كان رئيس البلد وحكامه هم في طليعة الثوريين ومؤيدين للتغيير، فمن السهل اختراق تلك الشعوب والسلطات واستبدالهم بوجوه ترضخ للنفوذ الصهيوني، أو تعارضه شكلاً كي تبقى إسرائيل والغرب عاملين وناجحين في تنفيذ مأربهم سرًا أو علناً، ومن أهم الأهداف في هذا المجال هو تعويد شعوب تلك المناطق على الاستخذاء والخضوع وقبول الأمرالواقع دون مقاومة ولا شكوى مسموعة، كهنود حمر في شرقنا العربي.
وخلاصة ما أردت قوله، إنني أستحث أدباءنا وساستنا وعلماءنا المتحررين والمتفرغين لدراسة الحالة الفذة الناجحة والتي أثمرت ثورة مصرية عربية ناجحة ومتواصلة وبكل المفاهيم والاعتبارات، وبلا توقف. والمطلوب منا أن لا ننتظر ما سيكتبه الغيرلنا، وسيشعروننا بالدونية والعجز، وبحكم احتكاكي بهم أؤكد لكم بأنهم سيتحدوننا في قدرتهم واستيعابهم، وسيتبجحون بمعرفتهم تفاصيل حياتنا وماضينا ومستقبلنا أكثر منا. ولثورة تونس وقفة أخرى لاحقة.
20/2/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق