*أهل الفن والسياسة زمان !!!
**القارىء الكريم هناك علاقة أزلية بين الفن والسياسة وفيها من الشدة وأيضا من الليونة وفيها من السخرية وفيها من الدعابة والتاريخ مرآة نرى بها الحاضر ونستشرف بها المستقبل..وعندما نرى بعض من الفنانين يتلونون فى مواقفهم نعود إلى الماضى تذكرة لنا وتذكرة لهم…. (باقولكو إيه ماتيجى نشوف ونحكم ):
— الحركة الوطنية والتخطيط الفني ( 24 - 1952) للدكتور أحمد المغازي
***************************************
**عرض وتلخيص وتحقيق لجزء من الكتاب : بقلم ناجى السنباطى
***********************
**رئيس مجلس الوزراء يجتمع بالمجلس فى عوامة المطربة منيرة المهدية!!
**إسماعيل صدقى رئيس مجلس الوزراء يعرض على هيكل الإنضمام لحزبه وجريدته مقابل 20ألف جنيه وهيكل يرفض
**أم كلثوم تدعو أهل الفن لإستخدام الفن فى معركة تحرير الوطن والإنتصار للعروبة.
*قال محمد عبد الوهاب وجورج أبيض ، أنهما لا يظنان دولته في حاجة إلي نصائح فالقضية عادلة.
*** مكرم عبيد يقول "" أن السياسة تمثيل !!
***المجلة الفنية تعلق : والله عال النازية تنتشر 00 (و مفيش حد بلشفية كمان )!!
**الصحافة الفنية تدعو الفنانين للخروج من القوقعة وعالمهم الضيق والمشاركة الفعالة فى خدمة المجتمع.
**القشاش يدعو أهل الفن لعدم إستغلالهم فى الدعاية الإنتخابية للمرشحين !! مستغلين شهرتهم.
**المتظاهرون من أجل الإستقلال ينشدون:
**" كان مجلس الأمن نمرة 00 وإلا كان نصيبه "
" قالوا عليه محكمة 00 لكن طلع عصبه "
وختامها
( لا نأخذ حقوقنا بقي بالدم والأرواح
كفاية ستين سنة في البشكة والطوالة )
** الأغنية الزجلية ، بعنوان ( في مجلس الأمن ) :
" أخيه عليهم جميعا 00 واللي وياهم 00 وخساره فيهم كمان الشعر والموال "
** أغنية النيل تدعو إلي الإعتزاز بوحدة مصر والسودان ، وجاء بها:
( أمانه يا نيل تسلم علي ناسي من بيض وسود ومن عاطف ومن آسي )
*************************************
***الحرب العالمية الثانية ، وأثرها علي الفن السياسي ، في الصحافة الفنية:
**لقد كان من أهم الأحداث خلال هذه الفترة ، قضية 4 فبراير 1942وهي القضية المرتبطة ، بتشكيل " مصطفي النحاس" لوزارة وفدية ، تحت ضغط محاصرة الإنجليز للملك في قصره بالدبابات ، وقضية الكتاب الأسود ، الذي أصدره ، فكري مكرم عبيد ، ردا علي أسباب إنشقاقة ، علي حكومة الوفد ، وتشكيل حزب " الكتلة " ، ثم جاءت قضية الأسلحة الفاسدة ، والتي كانت سببا في هزيمة 1948 ، كما كانت تقول وتزعم الصحف والمجلات المعارضة للملك / ويري المؤلف ، أن هذه الأسلحة أشتريت بعد حرب 1948 وإعتمد في ذلك الحكم الصادر من محكمة جنايات ، في سنة 1954 ، بأن الأسلحة اشتريت بعد الحرب 0
ومن أهم المعارك السياسية العنيفة ، التي شهدتها البلاد ، إذ ذاك موقف الصحف جميعا وعلى رأسها ، جريدة المصري ، وأخبار اليوم ، وروز اليوسف ، من القانون الذي تقدم بمشروعه إسطفان باسيلي ، أحد النواب الوفديين مستهدفا حماية الملك من نقد تصرفاته المشينة والمعيبة 0
وقد إنتهى المشروع بسحبه ، لمعارضة الصحف لذلك ، خاصة مجلة المصري (1)
(2) الصحافة الفنية :
*لقد رأينا ، أنه من المناسب لنا ، أن ننعرض ، لتاريخ هذه الفترة من وجهة نظر أخري ، لم يتعرض لها المصدر السابق إليه ، فلقد ثار لدينا عده أسئلة :
1- ما نوعية الصحافة الفنية في هذه الفترة ؟
2- ما دور الصحافة الفنية في هذه الفترة ؟
3- ما علاقة الصحافة الفنية بالمعترك السياسي وقضية الإستقلال ؟
ذلك أن الفن ، لا يقف مجردا ، عن أن يعطي رأيا أو يسهم إسهاما فعليا ، في حركة التاريخ وفي حركة المجتمع ، ودائما كان الفن هو المعبر عن آلام وآمال الأمة عبر التاريخ ، وهو بحق إنعكاس للمجتمع ومشاكله ومرآة صادقة ، لنبض الجماهير ، بنوعياتها المختلفة ، وليس الفن مظهرا للجمال ، بقدر ما هو تعبير وإرشاد وتوجيه فالفن هو تحويل الكثير من الأفكار إلي صور مرئية ، أو صور ذهنية مسموعة ، وهذه الأفكار إنعكاس لواقع المجتمع ، أو منظرة له ، أو عارضة ، لإتجاهات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، في أشكال درامية مختلفة
———————————————————————————-
وتأتي الصحافة ، مكملة لهذا الوجه ، بصفتها الناقدة والمقيمة لهذه الأعمال ، وبصفتها لسان حال المجتمع من ناحية أخري ،
وكان الفن يشغل جانبا من الصحافة ،إلا أنه مع بداية القرن التاسع عشر ، ظهرت عدة مجلات فنية متخصصة ، تغطي كافة الأخبار المتعلقة بالفن والفنانين ، وفي فترة البحث التي نتعرض لها (40 - 1950) وجدنا أنه من الأفضل ، أن نعرض التاريخ الصحافة الفنية ، ودورها الفني ، في خدمة قضية الإستقلال ، وفي خدمة العمل السياسي والحزبي ، ولقد صدرت في هذه المدة ، عدة مجلات فنية متخصصة ، نذكر منها
1- الإستوديو صدرت في المدة من 1947 – 1951 0
2- الحسان صدرت في المدة من 1931 – 1954 –
3- دنيا الفن صدرت في المدة من 1946 - 1948 0
4- روز اليوسف صدرت في المدة من 1925 –
5- السينما صدرت في المدة من 1945 – 1948
6-سينما الشرق / فيلم صدرت في المدة من 1948
7- الفن صدرت في المدة من 1950 – 1953
8- الكواكب صدرت في المدة من 1949 –
9- المجلة الموسيقية صدرت في المدة من 1936 – 1941
10- الموسيقي والمسرح صدرت في المدة من 1947 – 1950
11- النجوم صدرت في المدة من 1945 – 1948
12- الحقيقة سارية حتي فترة البحث 0
ولقد تعرض البحث المشار إليه ، لعدة موضوعات :
1- الصحافة الفنية والمقومات العامة للفن السياسي
2- التوصل إلي أنسب صيغة للفن السياسي في الصحافة الفنية
3- دور الفن السياسي في إشعال التورات الوطنية
4- الفن السياسي ، يشق طريقة إلي الصحافة الموسيقية
5- تدعيم الدور السياسي والوطني للصحافة الفنية وعدم الإغراق والرمزيات
6- رجال الفن يتحولون إلي رجال سياسة
7- الفرق بين تسييس الفن وترقيع الفن بالسياسة
—————————————————————————————
الحرب العالمية الثانية ، وأثرها علي الفن السياسي ، في الصحافة الفنية .
تطورت الحياة السياسية والفكرية ، في مصر ، في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، وتركت أثرها واضحا ، في كافة الأنشطة في مصر ، كما أدت إلى تغير سريع في مواقف الحكام والموقف منهم 0
فالملك فاروق لم يعد عدو الشعب ، بل أن العقاد ، ثار حينما منح الملك فاروق ، لبعض الصحفيين ، رتبا وألقابا ولم يشمله العطف الملكي الكريم 0
[ "ونري أن هذا الرأي الذي نقله المؤلف ، من كتاب عصر ورجال للأستاذ فتحي رضوان حسب ماذيله بالهوامش ، فيه إجحاف بحق العقاد ، لأنه يظهره بمظهر الرافض ، من أجل منفعة شخصية ، لكونه لم يكن واحدا منهم ، أكثر من أن يكون رفضه ، لمبدأ الأوسمة ذاتها " ]
علي أن الملك أكسبته حادثة 4 فبراير 1942 ، عطفا شعبيا جديدا (1) وإن كان الملك قد عاد بعد ذلك ، إلي وضعه الأول ، عندما مالت كفة الإنجليز في الحرب إلي حد النصر ، وقد عاب فتحي رضوان في هذه الفترة ، موقف الكتاب والمثقفين ، وأنهم جميعا ، ينتمون إلي حزب واحد ، هو حزب الأمة ، ثم باعد بينهم ، حينما تنافسوا علي الحكم ، فتفرقوا إلي أحزاب ، وعادوا كما كانوا (2) ""وأيا كان الأمر ، نرى أن سلوك الملك لم يكن قويا في موقف 4 / فبراير / 1942 ،( فليس ضغط الإنجليز عليه ، لتعيين وزارة وفدية برئاسة النحاس ، وقد جاءت علي ألسنة الرماح ، كما قال " أحمد ماهر وما يفهم من رد إسماعيل صدقي ، لمصطفي النحاس بشئ ، يؤخذ له ، بأنه تعرض لضغط )، فهو ملك وملك أمه ، ولا تثير هذه الحادثة عواطف ، لدي شعب كشعب مصر ، بأكثر من أن مليكه خنع لضغط مورس عليه من قبل الإنجليز وكأن أولي به أن يجايه الموقف ويرفض""، وليس بتنفيذه لأمر الإنجليز ، حيث قال للنحاس ( أنني أكلفك بتأليف الوزارة ، وأن يكون حكمك قوميا لاحزبيا ، وأن تمر علي السفارة البريطانية وتبلغ السفير أنتي عهدت إليك بتأليف الوزارة !!!، فإعترض النحاس علي الذهاب إلي السفارة …. وعرج النحاس على السفارة البريطانية !!!وأبلغ السفير البريطاني بما حدث (4) ""ذلك أنه رغم الضغط ، يخضع وينفذ ، ولكنه يصدر الأمر ، كأنه صادر منه (أكلف) "" ثم أنه يطلب من النحاس المرور علي السفارة البريطانية ويعترض النحاس ، ثم يذكر ( إبراهيم عبد الهادي) ، أنه مر علي السفارة وأبلغها بما تم ، "هذه صورة سيئة لملك وسيئة لمن قبل ومر علي السفارة "، وعلي كل حال ، هو ما ورد من وجهة نظر ( إبراهيم عبد الهادي) في حدث 4/ فبراير/1942
**********
**علي أن رجال الفن ، قد علقوا علي ذلك ، بتعبيرات فنية مختلفة ، فنجد جورج أبيض ، يصف مسرحه بعبارة عن جمهورية ، الكل فيها سواء وهو رئيس الجمهورية ، أما يوسف وهبي ، فيقول أن مسرحه حكومه فردية ، وأنه ديكتاتور هذه الحكومة ، والريحاني كما يقول ، مسرحه برلمان والأمر فيه شوري ، بين أعضاء الفرق جميعهم والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1))
1- أنسب صيغة للفن السياسي في الصحافة الفنية :-
تلاحظ أن الإهتمامات والدلالات السياسية ، في الفن والصحافة الفنية ، قد برز دورها ، بوضوح في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، ولم يعد الأمر مرهونا ، بتحول المجلات الفنية ، إلي سياسة ، ولكن بدأ التوصل إلي تركيبة أو ( تلبيسة )في تجمع بين الفن والسياسة ، معا فى الصحيفة الفنية بلا تفرقة ، وذلك كما ورد " بمجلة السينما فى أعدادها أرقام ( 55/ 46 / 59 )" (2)
وكانت مجلة ( دنيا الفن) ، أبرز المجلات فهما لخلق صيغة ، فنية سياسية في الصحافة الفنية ، وتدرجت في ذلك من عمود موجز بعنوان " سياسة وفن " في عددها الأول ، وكان يظهر دوريا ولم نره في مجلة أخري (3) " ولقد إختار المؤلف المجلة المذكورة ، لأنها تصدر بصفة دورية ، ويعني ذلك سمة من سمات التأصيل في الصحف "
ولقد قامت المجلة بسؤال مجموعة من السياسيين عن أشهر عيوب السينما " كوسيلة للجمع بين رأي السياسي والفن ذاته وكان علي رأسهم عباس حليم وفؤاد سراج الدين ، مما يؤدي إلي سماع وجهة نظرهما ، ومحاولة إصلاح العيوب وذلك بإهتمام الحكومة ، بحركة الفن والنهوض بها ويري المؤلف ان ذلك ، ثمرة غير مباشرة من الصحافة الفنية السياسية .
ومن أطرف الموضوعات السياسية الفنية ، التي نشرتها " دنيا الفن " تحت باب " أسرار الفن " تحقيقا عن إجتماع مجلس الوزراء ، برئاسة حسين رشدي ، في منزل سلطانة الطرب "" منيرة المهدية "" ، وكان يتخذ أخطر قرارات الدولة في بيتها ، وكان يجتمع في بيتها بأبطال الحركة الوطنية ، بعيدا عن أعين الجواسيس (1946) "" ولم يعلق المؤلف علي هذا ، ونري أن مثل هذا ، يدل علي عدم إحترام للوظيفة السياسية ، لمجلس الوزراء ومنصب رئيسه ، ولا يبرر ذلك ، بأنه كان يعد ذلك بعيدا ، عن أيمن الجواسيس ، فقد كان من الممكن إيجاد ألف وسيلة أخري لتدبير مثل هذه اللقاءات ، ولا يدل ذلك ، ، إلا علي أنها فترة من أسوء الفترات
وليس فيها من الطرافة ، بقدر ما فيها من الغثيان بالوصول إلي مثل هذا ، بأن تدار حركة البلد ، من عوامة مطربة ""
(3) دور الفن السياسي في إشعال الثورات الوطنية :-
**أثارت المجلات الفنية ، ومنها مجلة "دنيا الفن " دور الفن في الثورة الوطنية ، وأجاب الفنانون والقراء علي سؤال المجلة ، بثورية الفن ، إذا أخلص لهذه المهمة " فالإعلام السياسي في الصحافة الفنية ذو مهمة مزدوجة يختلط فيها ويتداخل ، في حدود القديم والجديد دائما ، وهو ذو تركيبة جديدة والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1)) والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1)) "
(4 ) الفن السياسي يشق طريقه إلي الصحافة الموسيقية :
وقد إستمرت علي أية حال هذه النغمة السياسية الفنية الجديدة في الصحافة الفنية عموما ففي مجلة الموسيقي والمسرح " ، لم تعدم هي الأخري وسيلة ، لنشر هذه الإهتمامات ، ففي عددها الصادر في 2 مارس 1947 ، وذلك أنها خصصت لذلك نصيب بارز للأهداف الوطنية العليا في صناعة الفن والسينما ، وأدت إلي أن مكرم عبيد يكتب بها فيقول "" أن السياسة تمثيل !! ومن اليسير أن تتأثر بالفنون الجميلة .. كما أكدت المجلة ، دور الأناشيد القومية والشعبية 0 التي تتحدي الأحكام العرقية وفنون القهر الإستعماري !!
5- تدعيم الدور السياسي والوطني للصحافة الفنية وعدم الإغراق في الرمزيات :
**بدأت مجلة السينما ، إهتماما مركزا جديدا تحت عنوان " رسالة السينما " عرضت فيه لآراء الكثيرين ، فتحدث إليها ماهر باشا وعبدالحميد عبد الحق - أول وزير للشئون مصري - ومحمد محمود خليل بك ، قطب الديمقراطية ، وعبد العزيز فهمي باشا ، ونجيب الهلالي ، وضيوف مصر من كبار الساسة آنذاك ، مثل إسماعيل الأزهري ، عضو الوفد السوداني آنذاك ، وكانت آراؤهم جميعا ، متفقة علي أهمية تدعيم الرسالة الوطنية والسياسية للفن ، وإن كانت القضية الأساسية هي تحرير مصر من الإستعمار الإنجليزي كاملا قد إستولت علي الحماس العام ، وربما تطلب هذا خلق نوع مباشر من الفن والإعلام الفني ، لا يغرق في الرمزيات التي قد تكون أكثر فائدة في الأوقات ، التي لا تتعصب فيها الأزمات "
6- رجال الفن يتحولون إلي رجال سياسة :
**من اللفتات الصحفية الطريفة ، وذات الدلالة في نفس الوقت ، أن تقوم المجلات الفنية ، بتكليف بعض الفنانين ، ليوجهوا رسائل خاصة وإستفسارات مكشوفة إلى رجال السياسة منهم سراج منير ، حيث كتب في مجلة السينما عدد 11 في 16/6/1947 ، كيف يتحد الزعماء ، ويجيب علي ذلك ، بأن زعمائنا ، أثبتوا أنه لا يمكن أن يتفقوا أبدا ، ويقترح ساخرا وعمل أكثر من كرسي لرئاسة الوزراء حتي لا يغضب زعماء الأحزاب ، كما يشير أحمد بدر خان ، بأن الفنان لا يشتغل بالسياسة ، بل يخدمها وذلك في حديثه بمجلة السينما بالعدد الصادر في 16/6/1947 كما أضاف بأنه لا يجيز ، إشتراك الفنانين في الثورات والمظاهرات ، وإن كان له حق تسجيلها بفنه (1)
وقد أشركت الصحافة الفنية ( الفنانين ) ، في قضية الساعة ، عندما سافر دولة محمود فهمي النقراشي ، إلي أمريكا لعرض المسألة المصرية علي مجلس الأمن فتحدثت في العدد الصادر بمجلة السينما في 30/6/1947 ، قال محمد عبد الوهاب وجورج أبيض ، أنهما لا يظنان دولته في حاجة إلي نصائح فالقضية عادلة ، أما حسين رياض ، ففي العدد الصادر في 30/6/1947 تحت عنوان " مقدمات للجهاد " بأن نثور ونجاهد 0 فبالرغم من فرقة الأحزاب فإن الثورات لا تسبقهما مقدمات ولا يمكن معرفة أوانها ويستشهد بالثورة الفرنسية وثورة 1919 في مصر, أما صحيفة ( دنيا الفن ) فهي تحمل صبغة فنية سياسية منوعة ، وقد ربطت بين السياسة والفن من خلال القضية الوطنية وحركاتها ، تمثلت في مساحة أكبر من مجرد عمود موجز ، أما مجلة ( الأستوديو) ، فقد حرصت منذ أعدادها الأولي ، علي نشر الصفحة السياسية المباشرة ، التي لم تستطع أن تنسج موضوعاتها بألوان فنية معا ، كما فعلت دنيا الفن وأيضا السينما ، ففي مقالة بالعدد المذكور ، تحت عنوان " هل انتعشت النازية في ألمانيا " تحدثت المجلة عن ‘احتمال نشوء وطنية اشتراكية جديدة في ألمانيا ، علي أنه ربما يكون واردا أن تنشر المجلة الفنية ، موضوعا سياسيا مباشرا ، ولكن ذات دلالات خاصة بمشاكل مصر الداخلية ، أما بداية " دنيا الفن " في طفرتها في الصحافة الفنية السياسية ، بأن حولت باب ( سياسة – وفن ) إلي صفحة كاملة بعنوان سياسة وفن وإن حرصت علي أن تكشط بعلامة ( ×) علي كلمة سياسة في العنوان !! وعلي ( توضيب )هذه الصفحة ، وتقطيع أجزائها وإيجازها وتنوع مواردها ، بحيث تنوع وكأنها (2)
بدأت مجلة السينما إهتماما مركزا جديدا " رسالة السينما " عرضت فيه لآراء الكثيرين ، فتحدث إليها ماهر باشا ، وعبد الحميد عبد الحق - أول وزير للشئون مصري - ومحمد محمد خليل بك ، قطب الديمقراطية ، وعبد العزيز فهمي باشا ونجيب الهلالي ، وضيوف مصر من كبار الساسة آنذاك ، وكانت آراؤهم جميعا متفقة علي أهمية تدعيم الرسالة الوطنية والسياسية للفن ، وإن كانت القضية الأساسية هي تحرير مصر من الإستعمار الإنجليزي كاملا قد إستولت علي الحماس العام وربما تطلب هذا خلق نوع مباشر من الفن والإعلام الفني لا يغرق في الرمزيات التي قد تكون أكثر فائدة في الأوقات !! التي لا تغيب فيها الأزمات " (3)
***************
** كان غير ظاهر ، بطريقة واضحة وصريحة ، وإذا أخذنا بالمعني اللفظي ، فإن ( التسييس) يعني تحويل الفن إلي عرض سياسي ، وأما ترقيع الفن بالسياسة فيعني تطعيمه ببعض الآراء السياسية الصريحة والضمنية "
ويذكر المؤلف بأن مجلة الأستوديو قد إختصرت الطريقة ، ولم تجهد نفسها في التوصل إلي تركيبة صحفيه سياسية دقيقة ، كمجلة فنية متخصصة عموما ، أما مجلة دنيا الفن فقد إنتقلت إلي مرحلة متطورة كما ذكرنا بل إنتقلت إلي مرحلة المباشرة في المعالجة السياسية , فتحول باب ( سياسة وفن ) من صفحة إلي صفحتين كاملتين بعنوان جديد هو ( السياسة في أسبوع ) ففي عددها الصادر في 2/9/1947 كانت مواد الباب في صفحتي 4/5 (حديث الأسبوع – سياسة وفن – عمود موجز ) ( مافي مجلس الأمن ( زجل مع رسم كاريكاتيري إيضاحي "1 " ويقول المؤلف أن هذا لم يكن تسييسا للفن بل ترقيعا ، وربما شعرت ( دنيا الفن ) وغيرها من المجلات بأن المباشرة السياسية لازمة لمواكبة الأحداث الوطنية النازعة إلي الإستقلال آنذاك (2) 0
ويري أن القضية بالنسبة ، للصحيفة الفنية المتخصصة ، هي كيفية التعبير الفني الجديد ، الذي يخدم القضية الوطنية ، في كافة المجالات الفنية بحيث يكون فن سياسي وطني ، ثم يتم التعبير وتدعيم هذا الفن السياسي في الصحافة الفنية من جانب آخر مرة أخري (3)
**إلا أن المجلة سرعان ما تتراجع عن موقفها ، ففي عددها الصادر في 2/9/1949 ، تثبت أن المجلة ، نشأت للفن وحده ، بمختلف أواعه وألوانه ، ولم تطرق للسياسة بابا إلا أنها تعد القراء بأخبار وبحوث سياسية ، كما كانت للأغنية السياسية دورها في الصحيفة الفنية ، ففى العدد السابق ، كمثال تري القصيدة وألأغنية الزجلية ، بعنوان ( في مجلس الأمن ) :
" أخيه عليهم جميعا 00 واللي وياهم 00 وخساره فيهم كمان الشعر والموال "
وفي العدد (50) في 9/9/1947 ، عن أغنية النيل ، التي تدعو إلي الاعتزاز بوحدة مصر والسودان ، وجاء بها
( أمانه يا نيل تسلم علي ناسي
من بيض وسود ومن عاطف ومن آسي )
وإستمرت علي هذا المنوال ، فعقب فشل عرض قضية مصر علي مجلس الأمن وفي العدد رقم 51 في
16 /9/1947 منها ، دعمت ذلك بلغة فنية تشكيلية
عبارة عن مظاهرة تحمل لافتات عليها جملتان ( مشطوبتان هما "معاهدة 1936 ومجلس الأمن " والمتظاهرون يشمرون عن ساعدهم لجولة جديدة 0
" كان مجلس الأمن نمرة 00 وإلا كان نصيبه "
" قالوا عليه محكمة 00 لكن طلع عصبه "
وختامها
( لا نأخذ حقوقنا بقي بالدم والأرواح
كفاية ستين سنة في البشكة والطوالة )
**وفي العدد 72 في 10/2/1948 تحدثت المجلة في بابها" بأن السياسة في مصر ليست فنا وإذا لم تصدق فأقرأ هاتين الصفحتين !!"… ويري المؤلف "أن المجلة كانت تسخر من عدم دقة النسيج السياسي ، بصورة فنية مترابطة ومستقرة 00 ومتصارعة ومتنافسة وليست متخاصمة او متنافرة " … هذا وإن ظل العمود القصير ( سياسة وفن ) بنفس روحه وسياسة تحريره السابقة 0
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية إنفردت الصحافة بنشر ، بعض الأخبار السياسية الخطيرة ، فأشارت مجلة دنيا الفن ( في عددها في 10/2/1948) أ إلي أنها أول من أشار إلي إستقالة الفريق إبراهيم عطا الله باشا من منصبه كرئيس لأركان الجيش ومدير لمصلحة السجون وأن المرشح الجديد ، هو الفريق محمد حيدر باشا ( وزير الدفاع الحالي ) (1)
*إستخدمت الصحافة الفنية أيضا ( فن الإسقاط السياسي ) فقد إستشهد بالصحافة الفنية في قاعات المحاكم وعلي أيدي كبار رجال الدولة وذلك عندما وقف مكرم عبيد ( يستشهد بدنيا الفن ) في تحقيق أجرته النيابة مع أحمد قاسم جودة بشأن مقال نشره في جريده الكتله بعنوان ( كرب وطرب ) إذا إعتبر قذفا في رئيس الديوان ؛ إبراهيم عبد الهادي )وأمرت النيابة بحبس صاحب المقال 4 أيام علي ذمة التحقيق وكانت المعارضة فى القضية يوم الأربعاء فدافع مكرم عبيد أمام قاضي المعارضات بنسخة من ( دنيا الفن ) بما نشر فيها عن حفله أم كلثوم وهي فيما قال كانت المجلة صادقة 0
ويري المؤلف أن المحرر الفني ، يدفع بالكثير من الدلالات والإسقاطات الوطنية والسياسية في كتابته الفنية بحيث لا يمكن أن يحاسبه عليها أحد ، إذا أن الصحافة الفنية ، لا تجد فيها الكلمة السياسية المباشرة ، وهو لون من الألوان الصحفية في الصحافة المتخصصة لم تدركه الصحافة الفنية في حينه (1)
*********************
وقد لا حظ المؤلف ، أن الاهتمامات السياسية ، في الصحافة الفنية ، في فترة ما قبل 1952 0
كما تثور مسألة قضية الفصل بين الفن والسياسة من جديد فيذكر عبد الفتاح القشاش ، بالعدد الصادر في 11/1/1950 من مجلة الأستوديو ، تحت عنوان الفنان والسياسة ، أن بعض الفنانين إستغلوا مركزهم الإجتماعي ، وشهرتهم ، بين الجمهور للدعاية لبعض المرشحين في معركة الانتخابات الأخيرة ويري القشاش أن الفنان بماله من محبة وبتحزبه سيفقد كثيرا من فنه وجمهوره "
**ويطرح المؤلف سؤالا ، ما مدي إستجابة الجمهور لذلك ؟! ويرد بأن هناك أكثر من وجهة نظر ، فقد يكتسب الفنان الكثير من الجمهور- (إذا ما إرتبط بقضايا الجمهور من الفقراء والذين يشكلون الأغلبية ) - وقد يفقد جمهوره الفني ولكن تبقي قضية أساسية وهي مدي إلتزام الفنان بقضيته السياسية والفكرية (2)
[ ونري أن علي الفنان ، أن يلتزم بعقيدته السياسية والفكرية والإتحول إلي مجرد ( مهرج ) يسعي إلي إرضاء القلة من الجمهور أو السلطة علي حساب مصالح الجماهير العريضة وقضاياها وعلى حساب فكره ومعتقداته الحقيقية إذ أنه أحد الشخصيات العامة ، التي لها دور يعجب بها الجمهور ، ويقلدها ويحاكيها ويتابعها فإذا لم يكن لها دور محدد بعقيدة أو فكر فسوف يسقط في نظر جمهوره وليس معني ذلك أن يستغل لصالح آخرين في ترويج فكرهم وأهدافهم ويكون بوقا للدعاية لهم وإنما يكون مؤمنا بما يقوم به في فنه وفي عمله وفي حياته وفي مجتمعه وعلي الصحف الفنية أن تربي هذا الإحساس وأن تعمل له وتكرس نفسها لذلك ]
**كما يعرض المؤلف ، صورة لمجلة أخري صدرت في عام 1949 وهي (مجلة الكواكب ) ويري أنها كانت تهتم بالمعالجة الهامة ربما أكثر من اللازم للدور السياسي للفن وتركت الدعوة المباشرة لذلك تأتي علي صورة مقالات لبعض كبار الكتاب ونجوم السياسيين ولكنها لم تثر قضية سياسية واضحة أو قوية (3) وقد دعا
( إحسان عبد القدوس )إلي ضرورة اهتمام ، بالدور السياسي للفن ( مسرحا وفيلما ) وعرض في وجهة نظرة لما كان يعرض من موضوعات علي مسارح لندن 1949 حول الأفكار وحول الحرب (4)
********************
**ولقد قامت الصحافة الفنية ، بعدة حملات فنية وسياسية مباشرة ممثلا مجلة الحقيقة في يونيو 1946 / عدد 13 تصدت لقضية تسييس الفن وإتخذت عنوانا أو شعارا لها ( تجنيد الفن في خدمة مصر الزعيمة ) وفي أعداد متلاحقة قام رئيس تحريرها بدعوة الزعماء والساسة وقادة الفكر لتحديد الوجهة المثلي التي يجب أن يتوجه إليها الفن المصري ليخدم مصر والبلاد العربية –ولكن لا لتجنيد الفن لخدمات الأشخاص وأصحاب السلطة– " وقد صادفت دعوتها لهذه الحملة قبولا لدى أساطين الفن في مصر ، كما لاقت إرتياحا في الأوساط السياسية ومن الذين كتبوا في هذا المجال ( محمود فهمي النقراش ) رئيس مجلس الوزراء الأسبق حيث قال عن ذلك وإنما هو تجميل الحياة و التعبير عنها وبسط آفاق النفس للإيمان بها والعمل لها (2)
أما صالح جودت فقد إجتمع علي حملة تجنيد الفن ، ووجهة نظره حسب ما جاء بالعدد الصادر في 5/8/1946 من مجلة الحقيقة "لأنه إنسياب روحي في الكون وفيما وراء الكون بغير رابط وعلى غير هدي وإلي غير غاية ، وأنه عاطفة عالمية تفوق عاطفة الداخل ، وعلي الرغم من رسالته إلا أن الفن إذا لم يكن معبرا عن بيئته ووطنه فقد خرج بعيدا عن هدفه ولا يمنع ذلك من كونه يتصف بالتسامح والصفاء والسلام " وفى رايى أن صالح جودت يرى الفن للفن بدون غاية أوهدف (3)
وهو ماحدا بالكثيرين من القراء إلى مهاجمته ، ذاكرين بأن الفن هو الذي أشعل الثورة ويرد عليه فتحي عمر في العدد الصادر في 6/9/1946 ، من مجلة الحقيقة ،" بأن الفن وهو الحرية إلا أن الحرية لها حدود ، وهو إن تم تجنيده فهو لا يعني الأمر بل يعني الشعور الواحد ، وإذكاء الروح القومية ، كما فعل شوقي في نظم النشيد القومي ، كما نجح في فرنسا ، نظم ولحن المرسيليز (4)"
ومن الذين إعترضوا علي تجنيد الفن ( كامل الشناوي ) ففي العدد الصادر في سبتمبر 46 من نفس المجلة وتحت عنوان ( هل الفن وسيلة ام غاية ) ..يري أن الفن إذا كان وسيلة ينبغي أن تكون غايته الفنية وإذا كان غاية فينبغي أن تكون وسيلته الفنية ، فالفن غاية ووسيلة معا (5)
وردت عليه المجلة ( الحقيقة ) في أعدادها المتتالية ، بأن الصحافة الفنية تريد من الفنان ، ان يخرج من عالمه الخاص المحدود الصغير إلي ميدان الرقعة العربية ، وأن ردم البراك وحرب الملاريا ومحو الأمية ليس بعار علي الفنان ، وإنما العار ان تقول للفنان أن الطبيعة في مصر بهذه الصورة جميلة ولا تحتاج إلي ذلك (6)
وقد أيد المجلة في هذه الحملة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، الفنان زكي طليمات بقوله ، أنها جعلت للفن وتوجيهه وجهه قومية خالصة (1)
وأما إبراهيم عبد الهادي باشا - رئيس مجلس الوزراء الأسبق ورئيس الديوان الملكى الأسبق فيري -( أنه إذا كانت الحركات الوطنية قد تركزت والأغراض والمقاصد قد تحددت ، فليس معني ذلك أن البلاد لم تعد تري في الفن إلا الملهاة أو العبث .. لا 0 لا0 …. إن للفن وللفنانين رسالات في السلم والحرب وفي الثورة وفي الإستقرار ، وفنانونا قبل أن يكونوا فنانين 00 فهم مصريون وطنيون "
وهنا نري أن ( إبراهيم عبد الهادي ) يري أن الفن ليس في وقت النضال ، وأنه إذا إنتفي النضال ، صار ملهاة أو عبثا ، وإنما هو رسالة في كل الأوقات وفي كل الأحوال ، ثم يتطرد بأن الفنانين ، مصريون وطنيون ، وهم بهذا ، قادرون علي وضوح رؤيتهم ورسالتهم 0
أما (أم كلثوم )( ففي عدد الحقيقة رقم 6 سبتمبر 46 ) ذكرت أنها أوصت أهل الموسيقي أن ينحوا في موسيقاهم وألحانهم (نحوا) وطنيا يشعل الروح ويهز القلوب ، ليتهيأ المواطنون للدور الذي تقوم به مصر الآن في معركة تحريرها والإنتصار للعروبة وأنها لم تجد أغنية وطنية تنشدها في حضرة الحكام ، غير بردة أمير الشعراء أحمد شوقي وفيها
" وما نيل المطالب بالتمني 000 ولكن تؤخذ الدنيا غلابا "
وأنها لا تضن علي وطنها العزيز بصوتها وروحها مستعينة بعطف الحاكم ، ورجال الدولة 0
وعلق حسين رياض ( عدد 6 في سبتمبر 46) بأنهم جنود وقفوا حياتهم لخدمة الوطن ، وأن الفن تسلية ولعبة ، إذا لم يدع للفضيلة والإصلاح ، مشيدا بدور المجلة في طرحها لهذه القضية (3)
**وينبري الكثير من الكتاب ، ومؤلفوا المسرح ، لعرض رأيهم ، وذلك في نفس العدد ومنهم حسن فائق وبديع خيري وعباس علام وكامل عجلان والسوداني الكبير " إسماعيل الأزهري " ويبرزون دور الفن في ثورة 1919 ,,,,,,,,,, رغم ان بعض النقد وجه، لإبراز بعض الشخصيات بصورة معيبة (4)
**/ويعلق محمد صلاح الدين ( وزيرالخارجية ) في مقاله بعنوان " نهضتنا الفنية " في حاجة إلي التوجيه والتنسيق إلي تجنيد الفن في خدمة مصر ، وربط بين نهضة مصر الفنية والوطنية ، وإتصالها بالنهضة الأدبية ، ويشير إلي تشجيع الحكومة للفن ، عن طريق الإعانات والمسابقات ، واللجان الأدبية والفنية (5 )
ويعيب الإقتباس والتمصير فى السينما والمسرح ، ودعا إلي مسرح مصري صميم وإلى التنسيق لجوانب نهضتنا الفنية وتدعيم معاونة الحكومة ، كما نبه إلي أن زعامة مصر للعرب ، ليست بالكلام ، بل الأعمال والإقناع وذكر أن التوجيه والتنسيق ، هما المقصودان بتجنيد الفن
كما عرض المؤلف للصراعات التي كانت تجري بين الوزراء ورجال السياسة لجذب الكتاب بشتي المغريات ، وكيف حدث عندما ألف إسماعيل صدقي ( حزب الشعب ) وصدور جريدة يوميه بإسمه أن عرض صدقي علي د0 محمد حسين هيكل ، أن يترك الأحرار الدستوريين ، وجريدتهم السياسة ، وأن ينضم إلي حزبه ، وأنه قد عرض عليه ( فيما يذكر المؤرخون ) ، أن يدفع له عشرين ألفا من الجنيهات دفعه واحدة ، وأن يعطيه مرتبا سنويا ضخما ، يزيد عن مرتبه أضعافا ، ولكنه رفض ذلك العرض مع أن جريدة السياسة كانت تمر بأزمة كان من جرائها أن عجزت عن دفع بعض مرتبه أو عن دفعه كاملا وذلك في الوقت الذي دعت فيه ( السياسة )إلي الإئتلاف بين الأحزاب ، لإنهاء الحالة المقلقة بين مصر وبريطانيا منذ فبراير 1942 وأبدت مظاهرات الاحتجاج وطلاب الجامعة
******
ولم تكتف المجلات بذلك ، بل تطورت في مفاهيمها ، وإتخذت خطوات إضافية علي هذا الطريق فدعت مجلة الفن في عددها الصادر في 25/2/1947 إلي عقد مؤتمر السينما العربية ، لخدمة الفضية الوطنية ، ومصر الزعيمة المصرية العربية (1)
إلا أنه حدثت صعوبات ومشاكل لدي التنفيذ ، لإختلاف الميول والأهواء ويري المؤلف أن مجلة الحقيقة ودنيا الفن ، مثلثا أساسا متينا ، لوضع أصول الصحافة الفنية والسياسية في مصر ، والربط بين الفن والقضية الوطنية ، وهو ما ينعكس بالتالي علي تدعيم دور الصحافة الفنية ، في بناء مصر الجديدة وفي تطور الصحافة الفنية من جهة أخري ، وبحيث إستطاعت هذه النوعية من الصحف ، أن تعيش أكثر من غيرها ، وأن تحافظ علي طريقها ، رغم العجز القصير نسبيا لها ، حيث تمثلت في عدم الإستقرار لمسارات الحركة الفنية والسياسية عموما في الفترة التالية لعام 1948 ، بعد أن تبدد الحماس ما بعد فترة الحرب ، وفشل عرض قضية مصر علي مجلس الأمن ، والدخول في المتغيرات المتلاحقة في الوطن العربي وفي العالم عامة (2)
**المراجع والمصادر:
(1) المصدر : تطور الصحافة المصرية (1798 – 1981 ) / د إبراهيم عبده / مؤسسة سجل العر ب
(صفحات : 235/242/243 )
(2) – د0 أحمد المغازي / الحركة الوطنية والتخطيط الفني ( 24 - 1952)
(3) المصدر السابق : صــ 195
(4) المصدرالسابق : صـــ 199
(5) (1)د0 أحمد المغازي / الحركة الوطنية والتخطيط الفن ( 24 – 1952 )/ صــ 195
(6) (2) نفس المصدر السابق صــ 199
(7) (3) نفس المصدر السابق صــ 200
(8) ) نفي المصدر السابق : صـــ 201
(9) (2) نفي المصدر السابق : صـــ 202
(10) (3) نفي المصدر السابق : صـــ 203
(11) - نفس المصدر السابق صـــــ 203
(12)2- نفس المصدر السابق صـــــ 204
(13) - نفي المصدر صــــ208
(14) (1) نفس المصدر صــــ 209
(15) (2) نفس المصدر صــــ 210
(16) (3) نفس المصدر صــــ 211
(17) (4) نفس المصدر صــــ 213
(18) (1) نفس المصدر صــــ 214
(19) (2) نفس المصدر صــــ 215
(20) (3) نفس المصدر صــــ 216 ، 217
(21) (4) نفس المصدر صــــ 219
(22) (5)نفس المصدر صــــ 221
(23) (6) نفس المصدر صــــ 222
(24) (1 ) نفس المصدر صــــ 227
(25) (2) نفس المصدر صـــــ 231
**- نفس المصدر صــــ208
(1)وليس فيها من الطرافة ، بقدر ما فيها من الغثيان ، بالوصول إلي مثل هذا ، بأن ترار حركة البلد ، من عوامة مطربه [
(2) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) (1) نفس المصدر صــــ 209
(4) (2) نفس المصدر صــــ 210
(5) (3) نفس المصدر صــــ 211
(6) (4) نفس المصدر صــــ 213
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نفس المصدر صــــ 214
(2) نفس المصدر صــــ 215
(3) نفس المصدر صــــ 216 ، 217
(4) نفس المصدر صــــ 219
(5)نفس المصدر صــــ 221
(6) نفس المصدر صــــ 222
——————————
(1 ) نفس المصدر صــــ 227
(2) نفس المصدر صـــــ 231
أضف
**القارىء الكريم هناك علاقة أزلية بين الفن والسياسة وفيها من الشدة وأيضا من الليونة وفيها من السخرية وفيها من الدعابة والتاريخ مرآة نرى بها الحاضر ونستشرف بها المستقبل..وعندما نرى بعض من الفنانين يتلونون فى مواقفهم نعود إلى الماضى تذكرة لنا وتذكرة لهم…. (باقولكو إيه ماتيجى نشوف ونحكم ):
— الحركة الوطنية والتخطيط الفني ( 24 - 1952) للدكتور أحمد المغازي
***************************************
**عرض وتلخيص وتحقيق لجزء من الكتاب : بقلم ناجى السنباطى
***********************
**رئيس مجلس الوزراء يجتمع بالمجلس فى عوامة المطربة منيرة المهدية!!
**إسماعيل صدقى رئيس مجلس الوزراء يعرض على هيكل الإنضمام لحزبه وجريدته مقابل 20ألف جنيه وهيكل يرفض
**أم كلثوم تدعو أهل الفن لإستخدام الفن فى معركة تحرير الوطن والإنتصار للعروبة.
*قال محمد عبد الوهاب وجورج أبيض ، أنهما لا يظنان دولته في حاجة إلي نصائح فالقضية عادلة.
*** مكرم عبيد يقول "" أن السياسة تمثيل !!
***المجلة الفنية تعلق : والله عال النازية تنتشر 00 (و مفيش حد بلشفية كمان )!!
**الصحافة الفنية تدعو الفنانين للخروج من القوقعة وعالمهم الضيق والمشاركة الفعالة فى خدمة المجتمع.
**القشاش يدعو أهل الفن لعدم إستغلالهم فى الدعاية الإنتخابية للمرشحين !! مستغلين شهرتهم.
**المتظاهرون من أجل الإستقلال ينشدون:
**" كان مجلس الأمن نمرة 00 وإلا كان نصيبه "
" قالوا عليه محكمة 00 لكن طلع عصبه "
وختامها
( لا نأخذ حقوقنا بقي بالدم والأرواح
كفاية ستين سنة في البشكة والطوالة )
** الأغنية الزجلية ، بعنوان ( في مجلس الأمن ) :
" أخيه عليهم جميعا 00 واللي وياهم 00 وخساره فيهم كمان الشعر والموال "
** أغنية النيل تدعو إلي الإعتزاز بوحدة مصر والسودان ، وجاء بها:
( أمانه يا نيل تسلم علي ناسي من بيض وسود ومن عاطف ومن آسي )
*************************************
***الحرب العالمية الثانية ، وأثرها علي الفن السياسي ، في الصحافة الفنية:
**لقد كان من أهم الأحداث خلال هذه الفترة ، قضية 4 فبراير 1942وهي القضية المرتبطة ، بتشكيل " مصطفي النحاس" لوزارة وفدية ، تحت ضغط محاصرة الإنجليز للملك في قصره بالدبابات ، وقضية الكتاب الأسود ، الذي أصدره ، فكري مكرم عبيد ، ردا علي أسباب إنشقاقة ، علي حكومة الوفد ، وتشكيل حزب " الكتلة " ، ثم جاءت قضية الأسلحة الفاسدة ، والتي كانت سببا في هزيمة 1948 ، كما كانت تقول وتزعم الصحف والمجلات المعارضة للملك / ويري المؤلف ، أن هذه الأسلحة أشتريت بعد حرب 1948 وإعتمد في ذلك الحكم الصادر من محكمة جنايات ، في سنة 1954 ، بأن الأسلحة اشتريت بعد الحرب 0
ومن أهم المعارك السياسية العنيفة ، التي شهدتها البلاد ، إذ ذاك موقف الصحف جميعا وعلى رأسها ، جريدة المصري ، وأخبار اليوم ، وروز اليوسف ، من القانون الذي تقدم بمشروعه إسطفان باسيلي ، أحد النواب الوفديين مستهدفا حماية الملك من نقد تصرفاته المشينة والمعيبة 0
وقد إنتهى المشروع بسحبه ، لمعارضة الصحف لذلك ، خاصة مجلة المصري (1)
(2) الصحافة الفنية :
*لقد رأينا ، أنه من المناسب لنا ، أن ننعرض ، لتاريخ هذه الفترة من وجهة نظر أخري ، لم يتعرض لها المصدر السابق إليه ، فلقد ثار لدينا عده أسئلة :
1- ما نوعية الصحافة الفنية في هذه الفترة ؟
2- ما دور الصحافة الفنية في هذه الفترة ؟
3- ما علاقة الصحافة الفنية بالمعترك السياسي وقضية الإستقلال ؟
ذلك أن الفن ، لا يقف مجردا ، عن أن يعطي رأيا أو يسهم إسهاما فعليا ، في حركة التاريخ وفي حركة المجتمع ، ودائما كان الفن هو المعبر عن آلام وآمال الأمة عبر التاريخ ، وهو بحق إنعكاس للمجتمع ومشاكله ومرآة صادقة ، لنبض الجماهير ، بنوعياتها المختلفة ، وليس الفن مظهرا للجمال ، بقدر ما هو تعبير وإرشاد وتوجيه فالفن هو تحويل الكثير من الأفكار إلي صور مرئية ، أو صور ذهنية مسموعة ، وهذه الأفكار إنعكاس لواقع المجتمع ، أو منظرة له ، أو عارضة ، لإتجاهات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، في أشكال درامية مختلفة
———————————————————————————-
وتأتي الصحافة ، مكملة لهذا الوجه ، بصفتها الناقدة والمقيمة لهذه الأعمال ، وبصفتها لسان حال المجتمع من ناحية أخري ،
وكان الفن يشغل جانبا من الصحافة ،إلا أنه مع بداية القرن التاسع عشر ، ظهرت عدة مجلات فنية متخصصة ، تغطي كافة الأخبار المتعلقة بالفن والفنانين ، وفي فترة البحث التي نتعرض لها (40 - 1950) وجدنا أنه من الأفضل ، أن نعرض التاريخ الصحافة الفنية ، ودورها الفني ، في خدمة قضية الإستقلال ، وفي خدمة العمل السياسي والحزبي ، ولقد صدرت في هذه المدة ، عدة مجلات فنية متخصصة ، نذكر منها
1- الإستوديو صدرت في المدة من 1947 – 1951 0
2- الحسان صدرت في المدة من 1931 – 1954 –
3- دنيا الفن صدرت في المدة من 1946 - 1948 0
4- روز اليوسف صدرت في المدة من 1925 –
5- السينما صدرت في المدة من 1945 – 1948
6-سينما الشرق / فيلم صدرت في المدة من 1948
7- الفن صدرت في المدة من 1950 – 1953
8- الكواكب صدرت في المدة من 1949 –
9- المجلة الموسيقية صدرت في المدة من 1936 – 1941
10- الموسيقي والمسرح صدرت في المدة من 1947 – 1950
11- النجوم صدرت في المدة من 1945 – 1948
12- الحقيقة سارية حتي فترة البحث 0
ولقد تعرض البحث المشار إليه ، لعدة موضوعات :
1- الصحافة الفنية والمقومات العامة للفن السياسي
2- التوصل إلي أنسب صيغة للفن السياسي في الصحافة الفنية
3- دور الفن السياسي في إشعال التورات الوطنية
4- الفن السياسي ، يشق طريقة إلي الصحافة الموسيقية
5- تدعيم الدور السياسي والوطني للصحافة الفنية وعدم الإغراق والرمزيات
6- رجال الفن يتحولون إلي رجال سياسة
7- الفرق بين تسييس الفن وترقيع الفن بالسياسة
—————————————————————————————
الحرب العالمية الثانية ، وأثرها علي الفن السياسي ، في الصحافة الفنية .
تطورت الحياة السياسية والفكرية ، في مصر ، في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ، وتركت أثرها واضحا ، في كافة الأنشطة في مصر ، كما أدت إلى تغير سريع في مواقف الحكام والموقف منهم 0
فالملك فاروق لم يعد عدو الشعب ، بل أن العقاد ، ثار حينما منح الملك فاروق ، لبعض الصحفيين ، رتبا وألقابا ولم يشمله العطف الملكي الكريم 0
[ "ونري أن هذا الرأي الذي نقله المؤلف ، من كتاب عصر ورجال للأستاذ فتحي رضوان حسب ماذيله بالهوامش ، فيه إجحاف بحق العقاد ، لأنه يظهره بمظهر الرافض ، من أجل منفعة شخصية ، لكونه لم يكن واحدا منهم ، أكثر من أن يكون رفضه ، لمبدأ الأوسمة ذاتها " ]
علي أن الملك أكسبته حادثة 4 فبراير 1942 ، عطفا شعبيا جديدا (1) وإن كان الملك قد عاد بعد ذلك ، إلي وضعه الأول ، عندما مالت كفة الإنجليز في الحرب إلي حد النصر ، وقد عاب فتحي رضوان في هذه الفترة ، موقف الكتاب والمثقفين ، وأنهم جميعا ، ينتمون إلي حزب واحد ، هو حزب الأمة ، ثم باعد بينهم ، حينما تنافسوا علي الحكم ، فتفرقوا إلي أحزاب ، وعادوا كما كانوا (2) ""وأيا كان الأمر ، نرى أن سلوك الملك لم يكن قويا في موقف 4 / فبراير / 1942 ،( فليس ضغط الإنجليز عليه ، لتعيين وزارة وفدية برئاسة النحاس ، وقد جاءت علي ألسنة الرماح ، كما قال " أحمد ماهر وما يفهم من رد إسماعيل صدقي ، لمصطفي النحاس بشئ ، يؤخذ له ، بأنه تعرض لضغط )، فهو ملك وملك أمه ، ولا تثير هذه الحادثة عواطف ، لدي شعب كشعب مصر ، بأكثر من أن مليكه خنع لضغط مورس عليه من قبل الإنجليز وكأن أولي به أن يجايه الموقف ويرفض""، وليس بتنفيذه لأمر الإنجليز ، حيث قال للنحاس ( أنني أكلفك بتأليف الوزارة ، وأن يكون حكمك قوميا لاحزبيا ، وأن تمر علي السفارة البريطانية وتبلغ السفير أنتي عهدت إليك بتأليف الوزارة !!!، فإعترض النحاس علي الذهاب إلي السفارة …. وعرج النحاس على السفارة البريطانية !!!وأبلغ السفير البريطاني بما حدث (4) ""ذلك أنه رغم الضغط ، يخضع وينفذ ، ولكنه يصدر الأمر ، كأنه صادر منه (أكلف) "" ثم أنه يطلب من النحاس المرور علي السفارة البريطانية ويعترض النحاس ، ثم يذكر ( إبراهيم عبد الهادي) ، أنه مر علي السفارة وأبلغها بما تم ، "هذه صورة سيئة لملك وسيئة لمن قبل ومر علي السفارة "، وعلي كل حال ، هو ما ورد من وجهة نظر ( إبراهيم عبد الهادي) في حدث 4/ فبراير/1942
**********
**علي أن رجال الفن ، قد علقوا علي ذلك ، بتعبيرات فنية مختلفة ، فنجد جورج أبيض ، يصف مسرحه بعبارة عن جمهورية ، الكل فيها سواء وهو رئيس الجمهورية ، أما يوسف وهبي ، فيقول أن مسرحه حكومه فردية ، وأنه ديكتاتور هذه الحكومة ، والريحاني كما يقول ، مسرحه برلمان والأمر فيه شوري ، بين أعضاء الفرق جميعهم والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1))
1- أنسب صيغة للفن السياسي في الصحافة الفنية :-
تلاحظ أن الإهتمامات والدلالات السياسية ، في الفن والصحافة الفنية ، قد برز دورها ، بوضوح في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، ولم يعد الأمر مرهونا ، بتحول المجلات الفنية ، إلي سياسة ، ولكن بدأ التوصل إلي تركيبة أو ( تلبيسة )في تجمع بين الفن والسياسة ، معا فى الصحيفة الفنية بلا تفرقة ، وذلك كما ورد " بمجلة السينما فى أعدادها أرقام ( 55/ 46 / 59 )" (2)
وكانت مجلة ( دنيا الفن) ، أبرز المجلات فهما لخلق صيغة ، فنية سياسية في الصحافة الفنية ، وتدرجت في ذلك من عمود موجز بعنوان " سياسة وفن " في عددها الأول ، وكان يظهر دوريا ولم نره في مجلة أخري (3) " ولقد إختار المؤلف المجلة المذكورة ، لأنها تصدر بصفة دورية ، ويعني ذلك سمة من سمات التأصيل في الصحف "
ولقد قامت المجلة بسؤال مجموعة من السياسيين عن أشهر عيوب السينما " كوسيلة للجمع بين رأي السياسي والفن ذاته وكان علي رأسهم عباس حليم وفؤاد سراج الدين ، مما يؤدي إلي سماع وجهة نظرهما ، ومحاولة إصلاح العيوب وذلك بإهتمام الحكومة ، بحركة الفن والنهوض بها ويري المؤلف ان ذلك ، ثمرة غير مباشرة من الصحافة الفنية السياسية .
ومن أطرف الموضوعات السياسية الفنية ، التي نشرتها " دنيا الفن " تحت باب " أسرار الفن " تحقيقا عن إجتماع مجلس الوزراء ، برئاسة حسين رشدي ، في منزل سلطانة الطرب "" منيرة المهدية "" ، وكان يتخذ أخطر قرارات الدولة في بيتها ، وكان يجتمع في بيتها بأبطال الحركة الوطنية ، بعيدا عن أعين الجواسيس (1946) "" ولم يعلق المؤلف علي هذا ، ونري أن مثل هذا ، يدل علي عدم إحترام للوظيفة السياسية ، لمجلس الوزراء ومنصب رئيسه ، ولا يبرر ذلك ، بأنه كان يعد ذلك بعيدا ، عن أيمن الجواسيس ، فقد كان من الممكن إيجاد ألف وسيلة أخري لتدبير مثل هذه اللقاءات ، ولا يدل ذلك ، ، إلا علي أنها فترة من أسوء الفترات
وليس فيها من الطرافة ، بقدر ما فيها من الغثيان بالوصول إلي مثل هذا ، بأن تدار حركة البلد ، من عوامة مطربة ""
(3) دور الفن السياسي في إشعال الثورات الوطنية :-
**أثارت المجلات الفنية ، ومنها مجلة "دنيا الفن " دور الفن في الثورة الوطنية ، وأجاب الفنانون والقراء علي سؤال المجلة ، بثورية الفن ، إذا أخلص لهذه المهمة " فالإعلام السياسي في الصحافة الفنية ذو مهمة مزدوجة يختلط فيها ويتداخل ، في حدود القديم والجديد دائما ، وهو ذو تركيبة جديدة والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1)) والمجلة الفنية تعلق : والله عال 00 ( مفيش حد بلشفية كمان (1)) "
(4 ) الفن السياسي يشق طريقه إلي الصحافة الموسيقية :
وقد إستمرت علي أية حال هذه النغمة السياسية الفنية الجديدة في الصحافة الفنية عموما ففي مجلة الموسيقي والمسرح " ، لم تعدم هي الأخري وسيلة ، لنشر هذه الإهتمامات ، ففي عددها الصادر في 2 مارس 1947 ، وذلك أنها خصصت لذلك نصيب بارز للأهداف الوطنية العليا في صناعة الفن والسينما ، وأدت إلي أن مكرم عبيد يكتب بها فيقول "" أن السياسة تمثيل !! ومن اليسير أن تتأثر بالفنون الجميلة .. كما أكدت المجلة ، دور الأناشيد القومية والشعبية 0 التي تتحدي الأحكام العرقية وفنون القهر الإستعماري !!
5- تدعيم الدور السياسي والوطني للصحافة الفنية وعدم الإغراق في الرمزيات :
**بدأت مجلة السينما ، إهتماما مركزا جديدا تحت عنوان " رسالة السينما " عرضت فيه لآراء الكثيرين ، فتحدث إليها ماهر باشا وعبدالحميد عبد الحق - أول وزير للشئون مصري - ومحمد محمود خليل بك ، قطب الديمقراطية ، وعبد العزيز فهمي باشا ، ونجيب الهلالي ، وضيوف مصر من كبار الساسة آنذاك ، مثل إسماعيل الأزهري ، عضو الوفد السوداني آنذاك ، وكانت آراؤهم جميعا ، متفقة علي أهمية تدعيم الرسالة الوطنية والسياسية للفن ، وإن كانت القضية الأساسية هي تحرير مصر من الإستعمار الإنجليزي كاملا قد إستولت علي الحماس العام ، وربما تطلب هذا خلق نوع مباشر من الفن والإعلام الفني ، لا يغرق في الرمزيات التي قد تكون أكثر فائدة في الأوقات ، التي لا تتعصب فيها الأزمات "
6- رجال الفن يتحولون إلي رجال سياسة :
**من اللفتات الصحفية الطريفة ، وذات الدلالة في نفس الوقت ، أن تقوم المجلات الفنية ، بتكليف بعض الفنانين ، ليوجهوا رسائل خاصة وإستفسارات مكشوفة إلى رجال السياسة منهم سراج منير ، حيث كتب في مجلة السينما عدد 11 في 16/6/1947 ، كيف يتحد الزعماء ، ويجيب علي ذلك ، بأن زعمائنا ، أثبتوا أنه لا يمكن أن يتفقوا أبدا ، ويقترح ساخرا وعمل أكثر من كرسي لرئاسة الوزراء حتي لا يغضب زعماء الأحزاب ، كما يشير أحمد بدر خان ، بأن الفنان لا يشتغل بالسياسة ، بل يخدمها وذلك في حديثه بمجلة السينما بالعدد الصادر في 16/6/1947 كما أضاف بأنه لا يجيز ، إشتراك الفنانين في الثورات والمظاهرات ، وإن كان له حق تسجيلها بفنه (1)
وقد أشركت الصحافة الفنية ( الفنانين ) ، في قضية الساعة ، عندما سافر دولة محمود فهمي النقراشي ، إلي أمريكا لعرض المسألة المصرية علي مجلس الأمن فتحدثت في العدد الصادر بمجلة السينما في 30/6/1947 ، قال محمد عبد الوهاب وجورج أبيض ، أنهما لا يظنان دولته في حاجة إلي نصائح فالقضية عادلة ، أما حسين رياض ، ففي العدد الصادر في 30/6/1947 تحت عنوان " مقدمات للجهاد " بأن نثور ونجاهد 0 فبالرغم من فرقة الأحزاب فإن الثورات لا تسبقهما مقدمات ولا يمكن معرفة أوانها ويستشهد بالثورة الفرنسية وثورة 1919 في مصر, أما صحيفة ( دنيا الفن ) فهي تحمل صبغة فنية سياسية منوعة ، وقد ربطت بين السياسة والفن من خلال القضية الوطنية وحركاتها ، تمثلت في مساحة أكبر من مجرد عمود موجز ، أما مجلة ( الأستوديو) ، فقد حرصت منذ أعدادها الأولي ، علي نشر الصفحة السياسية المباشرة ، التي لم تستطع أن تنسج موضوعاتها بألوان فنية معا ، كما فعلت دنيا الفن وأيضا السينما ، ففي مقالة بالعدد المذكور ، تحت عنوان " هل انتعشت النازية في ألمانيا " تحدثت المجلة عن ‘احتمال نشوء وطنية اشتراكية جديدة في ألمانيا ، علي أنه ربما يكون واردا أن تنشر المجلة الفنية ، موضوعا سياسيا مباشرا ، ولكن ذات دلالات خاصة بمشاكل مصر الداخلية ، أما بداية " دنيا الفن " في طفرتها في الصحافة الفنية السياسية ، بأن حولت باب ( سياسة – وفن ) إلي صفحة كاملة بعنوان سياسة وفن وإن حرصت علي أن تكشط بعلامة ( ×) علي كلمة سياسة في العنوان !! وعلي ( توضيب )هذه الصفحة ، وتقطيع أجزائها وإيجازها وتنوع مواردها ، بحيث تنوع وكأنها (2)
بدأت مجلة السينما إهتماما مركزا جديدا " رسالة السينما " عرضت فيه لآراء الكثيرين ، فتحدث إليها ماهر باشا ، وعبد الحميد عبد الحق - أول وزير للشئون مصري - ومحمد محمد خليل بك ، قطب الديمقراطية ، وعبد العزيز فهمي باشا ونجيب الهلالي ، وضيوف مصر من كبار الساسة آنذاك ، وكانت آراؤهم جميعا متفقة علي أهمية تدعيم الرسالة الوطنية والسياسية للفن ، وإن كانت القضية الأساسية هي تحرير مصر من الإستعمار الإنجليزي كاملا قد إستولت علي الحماس العام وربما تطلب هذا خلق نوع مباشر من الفن والإعلام الفني لا يغرق في الرمزيات التي قد تكون أكثر فائدة في الأوقات !! التي لا تغيب فيها الأزمات " (3)
***************
** كان غير ظاهر ، بطريقة واضحة وصريحة ، وإذا أخذنا بالمعني اللفظي ، فإن ( التسييس) يعني تحويل الفن إلي عرض سياسي ، وأما ترقيع الفن بالسياسة فيعني تطعيمه ببعض الآراء السياسية الصريحة والضمنية "
ويذكر المؤلف بأن مجلة الأستوديو قد إختصرت الطريقة ، ولم تجهد نفسها في التوصل إلي تركيبة صحفيه سياسية دقيقة ، كمجلة فنية متخصصة عموما ، أما مجلة دنيا الفن فقد إنتقلت إلي مرحلة متطورة كما ذكرنا بل إنتقلت إلي مرحلة المباشرة في المعالجة السياسية , فتحول باب ( سياسة وفن ) من صفحة إلي صفحتين كاملتين بعنوان جديد هو ( السياسة في أسبوع ) ففي عددها الصادر في 2/9/1947 كانت مواد الباب في صفحتي 4/5 (حديث الأسبوع – سياسة وفن – عمود موجز ) ( مافي مجلس الأمن ( زجل مع رسم كاريكاتيري إيضاحي "1 " ويقول المؤلف أن هذا لم يكن تسييسا للفن بل ترقيعا ، وربما شعرت ( دنيا الفن ) وغيرها من المجلات بأن المباشرة السياسية لازمة لمواكبة الأحداث الوطنية النازعة إلي الإستقلال آنذاك (2) 0
ويري أن القضية بالنسبة ، للصحيفة الفنية المتخصصة ، هي كيفية التعبير الفني الجديد ، الذي يخدم القضية الوطنية ، في كافة المجالات الفنية بحيث يكون فن سياسي وطني ، ثم يتم التعبير وتدعيم هذا الفن السياسي في الصحافة الفنية من جانب آخر مرة أخري (3)
**إلا أن المجلة سرعان ما تتراجع عن موقفها ، ففي عددها الصادر في 2/9/1949 ، تثبت أن المجلة ، نشأت للفن وحده ، بمختلف أواعه وألوانه ، ولم تطرق للسياسة بابا إلا أنها تعد القراء بأخبار وبحوث سياسية ، كما كانت للأغنية السياسية دورها في الصحيفة الفنية ، ففى العدد السابق ، كمثال تري القصيدة وألأغنية الزجلية ، بعنوان ( في مجلس الأمن ) :
" أخيه عليهم جميعا 00 واللي وياهم 00 وخساره فيهم كمان الشعر والموال "
وفي العدد (50) في 9/9/1947 ، عن أغنية النيل ، التي تدعو إلي الاعتزاز بوحدة مصر والسودان ، وجاء بها
( أمانه يا نيل تسلم علي ناسي
من بيض وسود ومن عاطف ومن آسي )
وإستمرت علي هذا المنوال ، فعقب فشل عرض قضية مصر علي مجلس الأمن وفي العدد رقم 51 في
16 /9/1947 منها ، دعمت ذلك بلغة فنية تشكيلية
عبارة عن مظاهرة تحمل لافتات عليها جملتان ( مشطوبتان هما "معاهدة 1936 ومجلس الأمن " والمتظاهرون يشمرون عن ساعدهم لجولة جديدة 0
" كان مجلس الأمن نمرة 00 وإلا كان نصيبه "
" قالوا عليه محكمة 00 لكن طلع عصبه "
وختامها
( لا نأخذ حقوقنا بقي بالدم والأرواح
كفاية ستين سنة في البشكة والطوالة )
**وفي العدد 72 في 10/2/1948 تحدثت المجلة في بابها" بأن السياسة في مصر ليست فنا وإذا لم تصدق فأقرأ هاتين الصفحتين !!"… ويري المؤلف "أن المجلة كانت تسخر من عدم دقة النسيج السياسي ، بصورة فنية مترابطة ومستقرة 00 ومتصارعة ومتنافسة وليست متخاصمة او متنافرة " … هذا وإن ظل العمود القصير ( سياسة وفن ) بنفس روحه وسياسة تحريره السابقة 0
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية إنفردت الصحافة بنشر ، بعض الأخبار السياسية الخطيرة ، فأشارت مجلة دنيا الفن ( في عددها في 10/2/1948) أ إلي أنها أول من أشار إلي إستقالة الفريق إبراهيم عطا الله باشا من منصبه كرئيس لأركان الجيش ومدير لمصلحة السجون وأن المرشح الجديد ، هو الفريق محمد حيدر باشا ( وزير الدفاع الحالي ) (1)
*إستخدمت الصحافة الفنية أيضا ( فن الإسقاط السياسي ) فقد إستشهد بالصحافة الفنية في قاعات المحاكم وعلي أيدي كبار رجال الدولة وذلك عندما وقف مكرم عبيد ( يستشهد بدنيا الفن ) في تحقيق أجرته النيابة مع أحمد قاسم جودة بشأن مقال نشره في جريده الكتله بعنوان ( كرب وطرب ) إذا إعتبر قذفا في رئيس الديوان ؛ إبراهيم عبد الهادي )وأمرت النيابة بحبس صاحب المقال 4 أيام علي ذمة التحقيق وكانت المعارضة فى القضية يوم الأربعاء فدافع مكرم عبيد أمام قاضي المعارضات بنسخة من ( دنيا الفن ) بما نشر فيها عن حفله أم كلثوم وهي فيما قال كانت المجلة صادقة 0
ويري المؤلف أن المحرر الفني ، يدفع بالكثير من الدلالات والإسقاطات الوطنية والسياسية في كتابته الفنية بحيث لا يمكن أن يحاسبه عليها أحد ، إذا أن الصحافة الفنية ، لا تجد فيها الكلمة السياسية المباشرة ، وهو لون من الألوان الصحفية في الصحافة المتخصصة لم تدركه الصحافة الفنية في حينه (1)
*********************
وقد لا حظ المؤلف ، أن الاهتمامات السياسية ، في الصحافة الفنية ، في فترة ما قبل 1952 0
كما تثور مسألة قضية الفصل بين الفن والسياسة من جديد فيذكر عبد الفتاح القشاش ، بالعدد الصادر في 11/1/1950 من مجلة الأستوديو ، تحت عنوان الفنان والسياسة ، أن بعض الفنانين إستغلوا مركزهم الإجتماعي ، وشهرتهم ، بين الجمهور للدعاية لبعض المرشحين في معركة الانتخابات الأخيرة ويري القشاش أن الفنان بماله من محبة وبتحزبه سيفقد كثيرا من فنه وجمهوره "
**ويطرح المؤلف سؤالا ، ما مدي إستجابة الجمهور لذلك ؟! ويرد بأن هناك أكثر من وجهة نظر ، فقد يكتسب الفنان الكثير من الجمهور- (إذا ما إرتبط بقضايا الجمهور من الفقراء والذين يشكلون الأغلبية ) - وقد يفقد جمهوره الفني ولكن تبقي قضية أساسية وهي مدي إلتزام الفنان بقضيته السياسية والفكرية (2)
[ ونري أن علي الفنان ، أن يلتزم بعقيدته السياسية والفكرية والإتحول إلي مجرد ( مهرج ) يسعي إلي إرضاء القلة من الجمهور أو السلطة علي حساب مصالح الجماهير العريضة وقضاياها وعلى حساب فكره ومعتقداته الحقيقية إذ أنه أحد الشخصيات العامة ، التي لها دور يعجب بها الجمهور ، ويقلدها ويحاكيها ويتابعها فإذا لم يكن لها دور محدد بعقيدة أو فكر فسوف يسقط في نظر جمهوره وليس معني ذلك أن يستغل لصالح آخرين في ترويج فكرهم وأهدافهم ويكون بوقا للدعاية لهم وإنما يكون مؤمنا بما يقوم به في فنه وفي عمله وفي حياته وفي مجتمعه وعلي الصحف الفنية أن تربي هذا الإحساس وأن تعمل له وتكرس نفسها لذلك ]
**كما يعرض المؤلف ، صورة لمجلة أخري صدرت في عام 1949 وهي (مجلة الكواكب ) ويري أنها كانت تهتم بالمعالجة الهامة ربما أكثر من اللازم للدور السياسي للفن وتركت الدعوة المباشرة لذلك تأتي علي صورة مقالات لبعض كبار الكتاب ونجوم السياسيين ولكنها لم تثر قضية سياسية واضحة أو قوية (3) وقد دعا
( إحسان عبد القدوس )إلي ضرورة اهتمام ، بالدور السياسي للفن ( مسرحا وفيلما ) وعرض في وجهة نظرة لما كان يعرض من موضوعات علي مسارح لندن 1949 حول الأفكار وحول الحرب (4)
********************
**ولقد قامت الصحافة الفنية ، بعدة حملات فنية وسياسية مباشرة ممثلا مجلة الحقيقة في يونيو 1946 / عدد 13 تصدت لقضية تسييس الفن وإتخذت عنوانا أو شعارا لها ( تجنيد الفن في خدمة مصر الزعيمة ) وفي أعداد متلاحقة قام رئيس تحريرها بدعوة الزعماء والساسة وقادة الفكر لتحديد الوجهة المثلي التي يجب أن يتوجه إليها الفن المصري ليخدم مصر والبلاد العربية –ولكن لا لتجنيد الفن لخدمات الأشخاص وأصحاب السلطة– " وقد صادفت دعوتها لهذه الحملة قبولا لدى أساطين الفن في مصر ، كما لاقت إرتياحا في الأوساط السياسية ومن الذين كتبوا في هذا المجال ( محمود فهمي النقراش ) رئيس مجلس الوزراء الأسبق حيث قال عن ذلك وإنما هو تجميل الحياة و التعبير عنها وبسط آفاق النفس للإيمان بها والعمل لها (2)
أما صالح جودت فقد إجتمع علي حملة تجنيد الفن ، ووجهة نظره حسب ما جاء بالعدد الصادر في 5/8/1946 من مجلة الحقيقة "لأنه إنسياب روحي في الكون وفيما وراء الكون بغير رابط وعلى غير هدي وإلي غير غاية ، وأنه عاطفة عالمية تفوق عاطفة الداخل ، وعلي الرغم من رسالته إلا أن الفن إذا لم يكن معبرا عن بيئته ووطنه فقد خرج بعيدا عن هدفه ولا يمنع ذلك من كونه يتصف بالتسامح والصفاء والسلام " وفى رايى أن صالح جودت يرى الفن للفن بدون غاية أوهدف (3)
وهو ماحدا بالكثيرين من القراء إلى مهاجمته ، ذاكرين بأن الفن هو الذي أشعل الثورة ويرد عليه فتحي عمر في العدد الصادر في 6/9/1946 ، من مجلة الحقيقة ،" بأن الفن وهو الحرية إلا أن الحرية لها حدود ، وهو إن تم تجنيده فهو لا يعني الأمر بل يعني الشعور الواحد ، وإذكاء الروح القومية ، كما فعل شوقي في نظم النشيد القومي ، كما نجح في فرنسا ، نظم ولحن المرسيليز (4)"
ومن الذين إعترضوا علي تجنيد الفن ( كامل الشناوي ) ففي العدد الصادر في سبتمبر 46 من نفس المجلة وتحت عنوان ( هل الفن وسيلة ام غاية ) ..يري أن الفن إذا كان وسيلة ينبغي أن تكون غايته الفنية وإذا كان غاية فينبغي أن تكون وسيلته الفنية ، فالفن غاية ووسيلة معا (5)
وردت عليه المجلة ( الحقيقة ) في أعدادها المتتالية ، بأن الصحافة الفنية تريد من الفنان ، ان يخرج من عالمه الخاص المحدود الصغير إلي ميدان الرقعة العربية ، وأن ردم البراك وحرب الملاريا ومحو الأمية ليس بعار علي الفنان ، وإنما العار ان تقول للفنان أن الطبيعة في مصر بهذه الصورة جميلة ولا تحتاج إلي ذلك (6)
وقد أيد المجلة في هذه الحملة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، الفنان زكي طليمات بقوله ، أنها جعلت للفن وتوجيهه وجهه قومية خالصة (1)
وأما إبراهيم عبد الهادي باشا - رئيس مجلس الوزراء الأسبق ورئيس الديوان الملكى الأسبق فيري -( أنه إذا كانت الحركات الوطنية قد تركزت والأغراض والمقاصد قد تحددت ، فليس معني ذلك أن البلاد لم تعد تري في الفن إلا الملهاة أو العبث .. لا 0 لا0 …. إن للفن وللفنانين رسالات في السلم والحرب وفي الثورة وفي الإستقرار ، وفنانونا قبل أن يكونوا فنانين 00 فهم مصريون وطنيون "
وهنا نري أن ( إبراهيم عبد الهادي ) يري أن الفن ليس في وقت النضال ، وأنه إذا إنتفي النضال ، صار ملهاة أو عبثا ، وإنما هو رسالة في كل الأوقات وفي كل الأحوال ، ثم يتطرد بأن الفنانين ، مصريون وطنيون ، وهم بهذا ، قادرون علي وضوح رؤيتهم ورسالتهم 0
أما (أم كلثوم )( ففي عدد الحقيقة رقم 6 سبتمبر 46 ) ذكرت أنها أوصت أهل الموسيقي أن ينحوا في موسيقاهم وألحانهم (نحوا) وطنيا يشعل الروح ويهز القلوب ، ليتهيأ المواطنون للدور الذي تقوم به مصر الآن في معركة تحريرها والإنتصار للعروبة وأنها لم تجد أغنية وطنية تنشدها في حضرة الحكام ، غير بردة أمير الشعراء أحمد شوقي وفيها
" وما نيل المطالب بالتمني 000 ولكن تؤخذ الدنيا غلابا "
وأنها لا تضن علي وطنها العزيز بصوتها وروحها مستعينة بعطف الحاكم ، ورجال الدولة 0
وعلق حسين رياض ( عدد 6 في سبتمبر 46) بأنهم جنود وقفوا حياتهم لخدمة الوطن ، وأن الفن تسلية ولعبة ، إذا لم يدع للفضيلة والإصلاح ، مشيدا بدور المجلة في طرحها لهذه القضية (3)
**وينبري الكثير من الكتاب ، ومؤلفوا المسرح ، لعرض رأيهم ، وذلك في نفس العدد ومنهم حسن فائق وبديع خيري وعباس علام وكامل عجلان والسوداني الكبير " إسماعيل الأزهري " ويبرزون دور الفن في ثورة 1919 ,,,,,,,,,, رغم ان بعض النقد وجه، لإبراز بعض الشخصيات بصورة معيبة (4)
**/ويعلق محمد صلاح الدين ( وزيرالخارجية ) في مقاله بعنوان " نهضتنا الفنية " في حاجة إلي التوجيه والتنسيق إلي تجنيد الفن في خدمة مصر ، وربط بين نهضة مصر الفنية والوطنية ، وإتصالها بالنهضة الأدبية ، ويشير إلي تشجيع الحكومة للفن ، عن طريق الإعانات والمسابقات ، واللجان الأدبية والفنية (5 )
ويعيب الإقتباس والتمصير فى السينما والمسرح ، ودعا إلي مسرح مصري صميم وإلى التنسيق لجوانب نهضتنا الفنية وتدعيم معاونة الحكومة ، كما نبه إلي أن زعامة مصر للعرب ، ليست بالكلام ، بل الأعمال والإقناع وذكر أن التوجيه والتنسيق ، هما المقصودان بتجنيد الفن
كما عرض المؤلف للصراعات التي كانت تجري بين الوزراء ورجال السياسة لجذب الكتاب بشتي المغريات ، وكيف حدث عندما ألف إسماعيل صدقي ( حزب الشعب ) وصدور جريدة يوميه بإسمه أن عرض صدقي علي د0 محمد حسين هيكل ، أن يترك الأحرار الدستوريين ، وجريدتهم السياسة ، وأن ينضم إلي حزبه ، وأنه قد عرض عليه ( فيما يذكر المؤرخون ) ، أن يدفع له عشرين ألفا من الجنيهات دفعه واحدة ، وأن يعطيه مرتبا سنويا ضخما ، يزيد عن مرتبه أضعافا ، ولكنه رفض ذلك العرض مع أن جريدة السياسة كانت تمر بأزمة كان من جرائها أن عجزت عن دفع بعض مرتبه أو عن دفعه كاملا وذلك في الوقت الذي دعت فيه ( السياسة )إلي الإئتلاف بين الأحزاب ، لإنهاء الحالة المقلقة بين مصر وبريطانيا منذ فبراير 1942 وأبدت مظاهرات الاحتجاج وطلاب الجامعة
******
ولم تكتف المجلات بذلك ، بل تطورت في مفاهيمها ، وإتخذت خطوات إضافية علي هذا الطريق فدعت مجلة الفن في عددها الصادر في 25/2/1947 إلي عقد مؤتمر السينما العربية ، لخدمة الفضية الوطنية ، ومصر الزعيمة المصرية العربية (1)
إلا أنه حدثت صعوبات ومشاكل لدي التنفيذ ، لإختلاف الميول والأهواء ويري المؤلف أن مجلة الحقيقة ودنيا الفن ، مثلثا أساسا متينا ، لوضع أصول الصحافة الفنية والسياسية في مصر ، والربط بين الفن والقضية الوطنية ، وهو ما ينعكس بالتالي علي تدعيم دور الصحافة الفنية ، في بناء مصر الجديدة وفي تطور الصحافة الفنية من جهة أخري ، وبحيث إستطاعت هذه النوعية من الصحف ، أن تعيش أكثر من غيرها ، وأن تحافظ علي طريقها ، رغم العجز القصير نسبيا لها ، حيث تمثلت في عدم الإستقرار لمسارات الحركة الفنية والسياسية عموما في الفترة التالية لعام 1948 ، بعد أن تبدد الحماس ما بعد فترة الحرب ، وفشل عرض قضية مصر علي مجلس الأمن ، والدخول في المتغيرات المتلاحقة في الوطن العربي وفي العالم عامة (2)
**المراجع والمصادر:
(1) المصدر : تطور الصحافة المصرية (1798 – 1981 ) / د إبراهيم عبده / مؤسسة سجل العر ب
(صفحات : 235/242/243 )
(2) – د0 أحمد المغازي / الحركة الوطنية والتخطيط الفني ( 24 - 1952)
(3) المصدر السابق : صــ 195
(4) المصدرالسابق : صـــ 199
(5) (1)د0 أحمد المغازي / الحركة الوطنية والتخطيط الفن ( 24 – 1952 )/ صــ 195
(6) (2) نفس المصدر السابق صــ 199
(7) (3) نفس المصدر السابق صــ 200
(8) ) نفي المصدر السابق : صـــ 201
(9) (2) نفي المصدر السابق : صـــ 202
(10) (3) نفي المصدر السابق : صـــ 203
(11) - نفس المصدر السابق صـــــ 203
(12)2- نفس المصدر السابق صـــــ 204
(13) - نفي المصدر صــــ208
(14) (1) نفس المصدر صــــ 209
(15) (2) نفس المصدر صــــ 210
(16) (3) نفس المصدر صــــ 211
(17) (4) نفس المصدر صــــ 213
(18) (1) نفس المصدر صــــ 214
(19) (2) نفس المصدر صــــ 215
(20) (3) نفس المصدر صــــ 216 ، 217
(21) (4) نفس المصدر صــــ 219
(22) (5)نفس المصدر صــــ 221
(23) (6) نفس المصدر صــــ 222
(24) (1 ) نفس المصدر صــــ 227
(25) (2) نفس المصدر صـــــ 231
**- نفس المصدر صــــ208
(1)وليس فيها من الطرافة ، بقدر ما فيها من الغثيان ، بالوصول إلي مثل هذا ، بأن ترار حركة البلد ، من عوامة مطربه [
(2) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) (1) نفس المصدر صــــ 209
(4) (2) نفس المصدر صــــ 210
(5) (3) نفس المصدر صــــ 211
(6) (4) نفس المصدر صــــ 213
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نفس المصدر صــــ 214
(2) نفس المصدر صــــ 215
(3) نفس المصدر صــــ 216 ، 217
(4) نفس المصدر صــــ 219
(5)نفس المصدر صــــ 221
(6) نفس المصدر صــــ 222
——————————
(1 ) نفس المصدر صــــ 227
(2) نفس المصدر صـــــ 231
أضف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق