الأستاذ احمد محمد النحاس شاب من شباب مدينة السرو المثقفين وهو طالب بكلية الهندسة الزراعية وهو تخصص جديد مطلوب لمصر وقدارسل لنا هذا المقال لنشره بمدونتنا وموضوعه مهم جدا وننشره عملا بحرية النشر وبحرية الفكر وبحرية التعبير لكل إنسان
رئيس تحرير المدونة
ناجى السنباطى
احمد محمد النحاس بكلية الهندسة الزراعية |
الإسلاموفوبيا
بقلم - أحمد محمد النحاس
واجه الإسلام كدين وكحضارة وكشعوب حملة عداءٍ ضاريةٍ ومتصلة من جانب الغرب، وهى حملة قديمة ترجع بدايتها إلى قرون عديدة ماضية
لكنها تصاعدت واتخذت أشكالاً مسيئة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 مـ.
لقد انتهز البعض الفرصة ليضع الإسلام والمسلمين في قفص الإتهام وليخلق أجواء التوتر والشك في العلاقات مع العالم الإسلامي وشعوبه
وأفراده وليثير موجة من التحريض ضد كل مسلم وضد كل ما هو إسلامي.
وأفراده وليثير موجة من التحريض ضد كل مسلم وضد كل ما هو إسلامي.
وللأسف؛ فإن هذه الموجة رغم أن مثيريها ما يزالون قلة ورغم أنه لم يحدث تبني لها على صعيد السياسات الرسمية إلا أنها أحدثت اختراقات في الأوساط الشعبية والرسمية
مستغلة نقص المعرفة الموضوعية بالإسلام كدين وحضارة لدى عامة مواطني الغرب،
فشاركت في هذه الموجة أجهزة الإعلام ومؤسسات ثقافة وفن وتعليم وأسماء لبعضها وزنه في العالم الغربي.
لكن مثيري هذه الموجه ارتكبوا خطأ فادحاً وهو أنهم انطلقوا من نفس القاعدة التي يتهمون الإسلام والمسلمين بها –زوراً–، فمارسوا التحريض في أبشع صوره وعملوا على إشعال نيران الكراهية التي لابد أن يطفأها الله -تعالى- بفضله.
ومن خلال هذا المقال سأتناول بعد هذه المقدمة مصطلح ما يسمى (مرض كراهية الإسلام أو الإسلاموفوبيا ).
وهو مرض ثقافي واجتماعي تظهر أعراضه في أفكار المرضى به، وفي مواقفهم السياسية والإجتماعية،
ويرجع انتشار هذا المرض في الغرب لاعتقادهم بأنهم ينحدرون من أرقى الأجناس البشرية وأن على الأجناس الأخرى أن تنبذ ثقافتها المنحطة
وأن تتخذ الثقافة الغربية الراقية وتحل محلها في كل جوانب الحياة الفكرية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية أيضا وهذا ما أسماه الباحثون بالاستعلاء العنصري والثقافي.
لكن المسلمين أظهروا استعصاء ملحوظ في مواجهة الإحلال الثقافى الذي أراده الغرب سواء في أوساط الشعوب المسلمة أو في أوساط المهاجرين الذين يعيشون في البلاد الغربية ويحملون جنسيتها
ولم تنجح الجهود الواسعة المثابرة على إمتداد قرنين من الزمان من إقصاء الإسلام من حياة المسلمين إلا في جوانب محدودة وفي طبقات محدودة.
بل إن المسلمين استعادوا المبادرة وشرعوا في عملية إحلال مضادة غايتها استعادة الحياة الإسلامية كاملة. ونبذ العناصر الدخيلة على الإسلام في الغرب نفسه
ونجحوا في جذب أعداد كبيرة من الأوروبيين والأمريكيين إلى الإسلام ومنهم مفكرين كبار وسياسين وفنانين مرموقين، وكان ذلك سبباً إضافياً في نشر الإسلاموفوبيا.
وبعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر الرهيبة تحول المرض إلى وبـــــاء.
وكما نعلم جميعاً أن الفتوحات الإسلامية بدأت في عهد النبى -صلى الله عليه وسلم- وتواصلت في عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله -تعالى- عليهم وفي عهد الأمويين والعباسيين
على حساب الإمبراطورية الرومانية المسيحية فانتزعت منها الشام ومصر وشمال إفريقيا، ثم جاوز طارق بن زياد البحر إلى الأندلس وأسس المسلمون دولتهم الكبرى في أراضى اسبانيا
وأنشأوا فيها حضارة رائعة عاشت 800 عام وفي العصور الحديثة اتسعت الفتوحات العثمانية حتى بلغت أسوار فيينا.
وهكذا ظلت الصدامات والحروب تتكرر بين المسلمين والغربيين .
ومع بداية القرن التاسع عشر احتلت الدول الغربية معظم بلاد المسلمين وحاولت إحلال ثقافتها محل الثقافة الإسلامية
لكي تقضي على روح الاستقلال وتنزع الشعور بالهوية المتمزة وتخمد إرادة الجهاد وحب التضحية في سبيل الله ونجحت جزئياً وأخفقت جزئياً.
وناضل المسلمون نضالاً مريراً حتى انتزعوا اسقلالهم السياسي وطردوا قوات قوات الاستعمار وجيوشه.
لكن الاستعمار الفكري الذي رسخه الاستعمار العسكرى واصل عمليات إحلال الثقافة الغربية محل الثقافة الإسلامية.
ونتج عن ذلك مركب من نظم وشرائع وقوانين غربية جنباً إلى جنب مع القوانين الإسلامية
وبذلك اندلعت الصدامات والخلافات بين أنصار الإسلام وأنصار الغرب وضاعت جهود جبارة وأموال طائلة وأزمنة ممتددة بل بلغ الخلاف مداها وصلت إلى حد الحروب الأهلية في بعض البلاد المسلمة.
وهذا هو في إيجاز شديد تاريخ الصدام بين الإسلام والغرب وتلك هى البيئة التي تولد منها هذا المرض وانتشر فيها حتى صار وباءاً.
وسوف نتابع جذوره في تاريخ الغرب القديم وفي العصور الوسطى والحديثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق