الأحد، أبريل 02، 2006

الكشكول الصحفى (تحقيقات-قصص-مقالات- دراسات )بقلم ناجى عبد السلام السنباطى

بقلم :ناجى عبد السلام السنباطى
رئبس تحرير مجلة صوت السرو
مدينة
السرو الرمز البريدى 3472
محافظة دمياط -مصر
nagy_elsonbaty@maktoob.com

( المجموعة الأولى )

جمال عبد الناصر

ولد جمال عبد الناصر فى عام 1918 بمدينة الإسكندرية لوالد يعمل بهيئة البريد ( البوسطة ) يرجع اصله يرجع اصله الى مدينة بنى مر بأسيوط الا ان ترحال والده فى عمله كان على موعد ميلاده بالإسكندرية التى ينتسب اليه لامه ولى ميلاده .
تعلم عبد الناصر بالإسكندرية فى طفولته , وحيث تزوج والده مرة أخرى رحل ليقيم مع عمه بالقاهرة وليكمل دراسته بالثانوية .
وبناء على ( واسطة ) وهو الحال فى كل مكان , التحق بالكلية الحربية ليتنقل الى عدة بلدان , وليلتحق معه زمرة من أصحابه , مثل عبد الحكيم عامر وغيره .
عاش جمال عبد الناصر شبابه هو ورفاقه , وهو يرى بلدة محتله بالانجليز , عاش وهو يرى شعبه مطحون , يزداد الغنى فيه غنى ويزاد الفقير فيه فقرا .. عاش هذا الهاجس هو ورفاق آخرون , كلا منهم اخذ طريقا وحدد هدفا , ماذا نفعل لنغير هذه الأوضاع .
ثم بحث كلا منهم عن الأخر ليشكلوا فريقا يستطيع ان يكون فاعلا وفعالا ...

وكانت الطامة الكبرى هى هزيمة العرب فى حرب فلسطين واستيلاء الصهاينة على أرض عربية , هى ارض فلسطين .
من هنا من رحم اليأس كانت شعلة الثورة تبحث عن من يشعلها فاجتمع الرفاق على يوم الثالث و العشرين من يوليو 1952 للقيام بالثورة وأختارو محمد نجيب أحد قواد الجيش المخلصين رئيسا لهم وكان الله معهم فرعاهم وحماهم , لكى تنجح ثورتهم بعدما فشى سرهم المنتشر لولا ستر من الله وبراعة قائد من قوادهم هو العقيد / يوسف صديق الذى تحرك وحاصر القيادات التى كانت تعمل على اجهاض الثورة .
شقت الثورة طريقها فأعلنت مبادئها الستة والتى تنص على مايلى :-


المبدأ الاول : القضاء على الاستعمار وأعوانه
المبدأ الثانى : القضاء على الإقطاع
المبدأ الثالث : القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال
المبدأ الرابع : إ قامة جيش وطني
المبدأ الخامس : إقامة عدالة اجتماعية
المبدأ السادس : إ قامة حياة ديمقراطية سليمة
&&&&&&&&&&&&&&&&

وقد حاولت الثورة منذ قيامها فى عام 1952وحتى وفاة عبد الناصر فى سبتمبر 1970 / 18عام( 1952-1970).
تطبيق هذه المبادئ ,فنجحت فى بعض وفشلت فى البعض الاخر ثم ان أعضاء مجلس قيادة الثورة سرعان مادب الخلاف بينهم واختلفت توصياتهم وابرزها وبدايتها فى عام 1954 ليعزل مجلس القيادة محمد نجيب ويهمش دوره ويتولى القيادة جمال عبد الناصر ألا ان الثارفى نفسه عرضه للكثيرمن الصراعات الداخلية والخارجية ؛ ففى ازمة السويس 1956م حينما اعلن تاميم القناة وهو حق خالص لمصر تآمرت عليه دول العدوان " إنجلترا وفرنسا وإسرائيل وبتدخل الدولتين الكبرتين روسيا وأمريكا وانسحبت قوى العدوان ليحصل عبد الناصرعلى نجاح سياسي ضخم
كان عبد الناصر يؤمن بالقومية العربية وبحتمية الوحدة العربية وفى الوقت ذاته اتخذ له طريقا لا شريقا ولا غربيا وداخليا كان يؤمن بالعدالة الاجتماعية لصالح الطبقات الفقيرة وللضغوط الغربية عليه لجا الى الكتلة الشرقية مما زاد من حدة الصراع مع هذه الدول الغربية وعلى راسها امريكا وكان زرع اسرائيل فى ارض فلسطين بدعم من هذه الدول ورعايتها لها وحمايتها هو الاسفين الذى دق فى علاقات عبد الناصرفى الغرب.
لهذا كانت مهمة الغرب العمل على إفشاء التجربة الناصرية داخليا باجهاض خطط التنمية وخارجيا بدس الفتن والوقيعة بينه وبين الأنظمة العربية وساعد على كل هذا ان القيادات التى كانت تحيط بعبد الناصر
لم تكن على مستوى المسؤولية وهى افة كل حاكم حيث عملت على وجود حاجز بين القائد وشعبه ومن هنا كان من السهل ضرب الحاكم فى مقتل فهناك العديد من السلبيات التى جعلت من هذه الطبقة طبقة بديلة للباشوات وللاقطاعيين قبل الثورة وحولت الشعب الى شعب خائف يترقب خوف تجسس اخيه او صديقه عليه وشعب يعيش الخوف ولا يستطيع ان ينتج وان يبرع وعلى المستوى العسكرى وضعت الثقة فى بعض القيادات ولم يلتفت الى التقدم العلمى وعلى مستوى الدول العربية اصبح هناك معسكران .... بعض من الدول العربية تميل الى الغرب والبعض الاخر يميل الى الشرق ومن هنا كان من السهل تنفيذ خطة كسر انف عبد الناصر.

بل تحطيمه تحطيما وعلى هذا كانت خديعة حرب 1967التى اوقعت فيها الدول الكبرى وعلى راسها امريكا بعبد الناصر بل يمكن القول ايضا ان روسيا اشتركت فى هذا بسلبيتها وهى فى ذالك الوقت المنافس الوحيد لامريكا .



لقد كانت نكسة 1967 مريرة على نفس عبد الناصر ومريرة على نفس كل مواطن مصرى ومريرة على نفس كل مواطن عربى ومريرة على كل نفس مواطن إسلامي و على كل ساع للحرية ولاستقلال وطنه ولكن الشعب تمسك بعبد الناصر بعد إعلانه استقالته
ومن هنا بدا عبد الناصر إعادة تقويم الموقف داخليا وخارجيا وتطهير المواقع وفرز حاشيته ومحاكمة المنحرفين منهم ولكن عبد الناصر لم يقو على هذه النكسة وازدادت عليه الامراض المختلفة فى الوقت الذى حاول فيه رأب الصدع فى الصف العربى وانجازتقدم ملموس فى الداخل الا ان الأعداء الخارجين والداخلين لم يتركو1 له حق التقاط الأنفاس وكانت الطامة الكبرى الحرب بين الأشقاء فى الأردن بين الفلسطينين وجيش ملك الأردن والتى شهدت من المذابح الكثير وعانى عبد الناصر فى جمع هذا الشمل فى مؤتمر بالقاهرة لحل هذه المشاكل والصراعات ولكن قلبه المثقل بالهموم وامراضه المتعددة حطمت كل اراداته ولم يعد لديه القوة ليستمر ليسلم روحه فى سبتمبر من عام 1970.
ويمكن القول ان عبد الناصر سواء فعل ذلك بارادته او بدون ارادته هو مجمل تجربة الثورة فى المدة من 1954 حتى 1970 وان المبادى التى سعى اليها وعمل على نجاحها قد انتهت بالفشل فى تطبيق هذه المبادئ
ففى مجال الاقتصاد ارتد المخططون الى النظام الاقتصادي الرأسمالي وفى المجال الاجتماعي ضاع العديد من حقوق المواطنين البسطاء وفى مجال الصراع العربى سيطرت الاتجاهات الأمريكية المعادية للعرب ونفذت أفكارها فيما يسمى بالسلام الذى لم يتحقق منه شيئا منذ عام 1974وحتى الان .
وايا كان تقويم عبد الناصر من مؤيدين او من معارضين فقد شهد الجميع من مؤيديه ومن اعدائه بانه كان من الزعماء البارزين فى المنطقة العربية وكان له دور فى تغير خريطة الشرق الاوسط.
****************************************
مسابقة القصة القصيرة ( 1 )

المــــــــــــأزق

أعوام عديدة مرت . والرجل على العهد قائم , لم يتخلف يوما عن عمله اليومي , فى الشتاء أو فى الصيف , فى البرد أو فى الحر , فى الغيظ الشديد وفى المطر الكثير .
يحمل كل يوم عصاته الطويلة , ومصباحه , متوكلا على الله , فقد حان ميعاد الاذان لصلاة الفجر .
كان الوقت تماما , قبل الصلاة بنصف ساعة سار فى الشارع الموصل الى المسجد نفس الطريق الذى يقطعه كل يوم , الظلام يحيط بالاجواء المحيطة , فيما عدا بعض المناطق حيث تنتشر مصابيح الكهرباء , الكل يغط فى نومه , و الشوارع خالية من الناس , لاصوت يعلو الا اصوات زوار اليل , حيوانات سائبة تلهو فى الشوارع , أهمل صاحبها أو اصحابها , أمرها , وأصوات ضفادع تأتى من الحقول , وأصوات كروان تأتى من السماء وصوت لاقدام خفر الدورية يأتى من الشوارع الاخرى وصاحبنا فى مشواره اليومى , لاجديد , وقد تعود على هذا سنوات طويلة , الا هذا اليوم , فما كاد يقطع مسافة , ليصل الى منتصف الشارع المظلم , حتى سمع جلبة شديدة فى زقاق مظلم , متفرع من نفس الشارع , أسرعى الخطوة نحو الزقاق وأضاء مصباحه , ورفع عصاه , أعتقد أن لصا يسرق , محلا من المحلات الصغيرة المنتشرة , المملوكة لبسطاء الناس , إعتقد المؤذن ذلك , فرفع عصاه ليضرب اللص الضربة القاتلة أو على الاقل ليشل حركته , حتى يأتى المدد , الإ أنه فوجئ بشئ لم يخطر على باله , وجده وقد حشر رأسه فى علبه محكمة , وهو يحاول أن يخرج رأسه منها بلا فائدة , كان يصدمها مرة بحائط الزقاق , وأخرى بحائط الزقاق الاخر وأخرى بأرض الزقاق , دون جدوى , وبلا فائدة كلماى حاول التخلص منها إ زداد اضطرابا وعصبية . حاول المؤذن أن يساعد ه , شك فى تصرفاته بعد محاولة الضرب فقد رأى الرجل وهو يرفع عصاه ويسلط ضوء مصباحه , ليحكم الضربة , فكيف يثق به , فأنطلق هاربا , خوف الرجل وخوف العصا , والرجل من خلفه يجرى , ويحاول أن يساعده لكن الاخر مازال على شكه , يجرى وهو يتخبط فى العلبة التى تمنطق رأسه هكذا الفرار ةهكذا الهرب , سريعا ليفلت من أذى الرجل حتى وصلا إلى أعتاب المسجد وقد حان وقت الآذان , تركه الرجل المؤذن بعد إستنفذ طاقته , فى المطاردة , والآخر يجرى مرعوبا , تركه الرجل ليؤذن لفجر جديد , بينما الاخر ( قطر ) ؛؛؛ مازال فى هربه , محشورا فى علبة معدنية صدأة من فوارغ علب المأكولات


$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$


مسابقة القصة القصيرة ( 2)
من جد وجد
كانت رغبة الصغير للعلم كبيرة لا يحدها شىء ، ولا تتنازعها رغبة أخرى ، أنه يقرأ ويشاهد التليفزيون , ويرى تكريم الناس ، للمتفوقين فى كل مجال ، كان حلمه أن يتعلم وأن يكرم مثلما رأى القادة والمسئولون ، يكرمون المتفوقين 0
رغبة صغير ، ولكنه يتيم الوالدين ، ولا حامى له ولا وصى عليه ، الا عمه ، الذى كفله بعد موت أخيه وزوجته ، وتعاهد معه على رعاية ابنه أخذه العم فى حضنه وأحنى عليه رعايته وحمايته ، كأنه ابنه ، الا أن الزوجة ، كان لها رأى آخر ، هو أن يحظى برعاية الأسرة ، ولكن عليه أن يعمل ويكد داخل المنزل وخارجه ، فى الحقل وفى ، قسوة ما بعدها قسوة ، وألم فى نفس الطفل ما بعده ألم ، ولكن الطفل ، زاده الألم اصرارا على تحقيق ذاته ، كان يفعل كل ما يطلب منه ، ويذاكر فى خلسة فى الشوارع المضاءة وفى المساجد ، ولجهده واجتهاده ، كان التفوق من نصيبه ، ولحظة السىء كان الفشل من نصيب أولاد عمه ، مما زاد من غضب زوجة عمه عليه ، فكان قرارها ، أن يترك البيت ، وعبثا حاول الزوج ، اثنائها عن قرارها دون جدوى ، ولما عرف الولد هذا، ترك المنزل ، حفاظا على أسرة عمه عليه ، ومن كثرة المشاكل ومن التفكك انطلق الشاب الى المدينة ، والتحق صبيا باحدى المقاهى ، والتحق أيضا باحدى المدارس ، يعمل ويدرس ، وكان التفوق حليفه ، وظل سنوات تعليمه على نفس الحال ، حتى حصل على بكالوريوس الطب وعين معيدا بالكلية ، واستمر فى مشوار عمره ، متفوقا ، حتى صار أستاذا كبيرا فى تخصصه ، يحاضر فى الجامعة ، وله عيادته الخاصة ، ويلقى الأحاديث والمحاضرات فى التليفزيون وفى الأماكن العامة ، ولكنه لم ينسى أبدا بلدته التى رعته ولم ينسى أبدا الألم والعذاب الذى رافعه طوال مشوار حياته 0
فقد خصص يوما من كل أسبوع ، ليرعى أهل قريته من المرضى ، وبلا مقابل ، فى الوقت الذى ، وصلت أتعابه الى أعلى سعر وبناء على حجز سبق 0 وفى يوم القرية ، جاءه رجل مسن ، ومعه زوجته المريضة ، يقدمان (رجلا ويؤخران رجلا ) 00 خشية الرفض أو خشية تأنيب الماضى 00 فلما أبلغه الممرض بانتظارهما من قام من مقعد ساعيا اليهما مستقبلا لهما فى سعادة لاثما يد الزوجة ثم يد الزوج 00 يد العم ويد زوجة العم 00 فتلعثم العم وتلعثمت زوجة العم 00 مرتبكة تقول 00 اعذر جهلى وغيرتى ياابنى 00 وقال العم مبتسما ابتسامة خجلى 00 من جد وجد ياابنى 000 وارتمت باكيه فى حضن ابن أخيه 0


&&&&&&&&&&&&



مسابقة القصة القصيرة ( 3 )

سلف ودين

استعد الرجل ، للذهاب الى عمله ، أيما استعداد ، فلما اطمأن على أناقته ، ركب عربته ، وانطلق الى عمله الخاص ، عمله الذى يحبه ويعمل على تنمية دائما ، حتى أصبح فى فترة قليلة من رجال الأعمال البارزين ، الجميع يخطب وده ، علاقاته ممتدة كأخطبوط كبير ، ادا دخل مقر العمل ، لا تسمع صوتا أيا كان ، حتى الهمس ممنوع ، الكل فى مقر الشركة ، فى عمل جاد ، لا مكان للعبث أو تضييع الوقت ، نظام صارم وضعه الرجل لادارة العمل ، فكان النجاح 0 نظام دقيق ، يطبق على الجميع بدون استثناء ، والتزم به الجميع ، جميع العاملين ، وكيف لا يلتزمون ، فالخروج على هذا النظام ، مصيره معروف ، هو الفصل من العمل ، فى الوقت الذى يلهث الآخرون ، من أجل عمل أٌقل قيمة ، مادية ومعنوية ، ولا يجدون الا السراب 0
لهذا نجح فى عمله لشخصيته الصارمة ، الجادة ، القاسية ، فى نظر الناس ، وانطبعت صورته فى أذهان الآخرين ، رجل قاسى ، متعجرف ، مغرور ، لا تعرف الرحمة طريقها الى نفسه ولا تعرف نفسه ، طريقا غير طريقها الذى رسمه وزاد فى ايهام الناس به 0
حتى جاء يوم من الأيام ، وقد انتهى من عمله ، وهم بركوب سيارته ، والجميع حوله فى احترام شديد ، انتظار الرحيله ، فادا بشاب يأتى مسرعا ، وينقض عليه ضربا ولكما، حتى أشبعه ، والجميع يتصايحون على الشاب ، يا هذا عيب عليك ما تفعله ، أتضرب رجلا فى سن والدك ؟ الا تعرف من هو ؟ كيف تفعل ذلك ؟ أنه السيد المهاب ، أنه يقود الألاف من العاملين ولا يستطيع أحد منهم ، أن ينبس ، فما حالك وأنت تكيل له الضربات ، توقف أيها الساذج ، عن فعل هذا ، لا تضيع نفسك 0 الجميع يتصايح على الشاب ، وهو متمسك بعنق الرجل لا يفلته ، الجميع انهال ضربا على الشاب ، وهو متمسك بعنق الرجل ، ولم يفلته ، حتى انهارت قواه ، فتراخت يداه عن عنق الرجل ، و ارتمى الرجل الصارم على الأرض ، يتألم من عنقه ، وهم الناس بالفتك بالشاب ، فقال لهم الرجل ، اتركوه انه ابنى ، اتركوه ، فقد فعلت هذا مع أبى وأنا فى نفس سنه ، وفى نفس الموقف 0


&&&&&&

المسابقة القومية
المجموعة الثالثة

الفائزون بجوائز نوبل من المصريين



تفتخر الأمم برجالاتها البارزين ، فى كافة الميادين ، لأنهم الذين يقودون الأمة ، أى أمة الى التقديم ، وهذا التقدير ليس وليد اليوم ، ولكن منذ آلاف السنين ، ولم يقتصر التقدير على تكريم دولهم أو تقدير العالم لهم ، فى شكل الحكومات والمؤسسات غير الحكومية 0
ولقد برع المسلمون القدامى والعرب القدامى ، فى مجالات شتى من مجالات الحياة ، خاصة فى المجالات الأدبية والعلمية ، وتنوع انتاجهم الفكرى فى شتى المجالات ، بالتالى اتسعت نظرتهم للمجتمع الاسلامى والعربى والعالمى وأخذت عنهم حضارة الغرب عن طريق الترجمة والاتصال ، واعترفت حضارة الغرب بانجازاتهم ، وبأنهم واضعوا أسس التقدم الغربى الآن 0
الا أن كل هذا قد انهار الان ، بينما تقدم المجتمع الغربى ، وتقدم وغذا كافة المجالات فى مجال الفضاء وفى مجال الهواء وفى مجال الأرض وفى مجال البحر وفى مجالات الحياة وفى المجال العسكرى
وأى انتاج فكرى أو علمى ، تستفيد منه البشرية جمعاء 0
ولقد أسهم علماء العالم ومفكرو العالم عبر أجيال عديدة فى تنمية وفى بناء العالم وفى تقدمه ، بدءا بالثورة الصناعية ثم الثورة التكنولوجية ثم الثورة المعرفية ، والتقدم له جانبان ، جانب الخير للجميع ، وجانب الشر 00 واستخدام التقدم فى جانب الخير ، هو أمل الشعوب قاطبة ، وبعض العلماء فطنوا الى هذا ، والى خطوته ما ينتجونه من مخترعات ، وندموا أشد الندم ، على إنتاجهم ، لأن قوى الشر استخدمت اختراعهم لقتل البشر واشعال الحروب ، ومن هؤلاء العلماء ( نوبل ) ، الذى اخترع ( الدنيا ميت) ولا شك أن هذا الاختراع يفيد فى مجال الحياة المدنية ، من شق الطرق وشق الجبال بحثا عن المعادن ولكن القوى المتربصة ، حولته الى المجال العسكرى ، وندم نوبل على هذا الاختراع ومن أجل أن يكفر عن ذنبه ، رفض ثروته ليكون العائد منها فى شكل جوائز تمنح لكل من يقدم انتاجا للبشرية ، يفيد فى مجال التقدم الإنسانية وارساء السلام والجائزة أصبح لها شهرة عالمية واعتراف عالمى وترعاها مؤسسة نوبل لدولة السويد ويقوم الملك ذاته بتوزيع الجوائز فى حفل عالمى 0
وقد بدأت الجائزة بفروع قليلة ، ثم سرعان ماغطت جوانب الاقتصاد والأدب والطب والعلوم وتمنح عن طريق مؤسسة نوبل كما تمنح جائزة السلام عن طريق النرويج الدولة المستقلة عن دولة السويد 0
وتتم الترشيحات من المؤسسات العالمية المختلفة بطريقة سرية وهناك ترشيحات للقائمة الموسعة ، وترشيحات للقائمة الضيقة والجائزة لا تمنح الا لمبدع حى فى مجال من المجالات 0
وظلت الجائزة حكر على الأجانب بعيدة عن العالم الاسلامى وعن العالم العربى وهناك من يؤكد أن الجوائز لها شبهة سياسية خاصة فى مجال الأدب 00 على عكس ما كان يريده صاحبها من أنها تعطى لكل مبدع يخدم البشرية ويدعم السلام العالمى دون أى توجيهات سياسية 0
وقد رشح لها من قبل د 0 مصطفى مشرفه وطه حسين و العقاد وتوفيق الحكيم ويوسف ادريس الا أن الهيمنة الصهيونية ، منعت العرب والمسلمين من شرف الحصول على الجائزة التى يبلغ المليون دولار 0
وقد حصل على الجائزة ثلاث من الشخصيات المصرية هم :
1 – الرئيس الراحل أنور السادات ( حصل عليها فى حياته )
2 – الأديب نجيب محفوظ
3 – الدكتور احمد زويل
وفيما يلى عرض موجز لسيرتهم الذاتية :
( أولا ) الرئيس أنور السادات

ولد أنور السادات فى عام 1918 وهو نفس العام الذى ولد فيه الرئيس جمال عبد الناصر ( رفقاء الثورة فيما بعد ) وكان والده يعمل بالسودان وهو من قرية ميت الكوم بمحافظة المنوفية ، ( مسقط رأس الأسرة )
التحق الرئيس السادات بالكلية الحربية ، وتخرج منها ، وانتقل بمواقع مختلفة حيث عين بسلاح الإشارة ، الا أنه كان دائما ساعيا لتحقيق استقلال البلاد عن الإنجليز ، وشكل العديد من الخلايا لمقاومة الاحتلال والعملاء له من المصريين واتهم فى قضية مقتل أمين عثمان الوزير فى الحكومة المصرية الموالية للإنجليز ورفد من الجيش ، بسبب نشاطه السياسى ، وتنقل فى العديد من الأعمال المدنية المختلفة ، حتى استطاع العودة مرة أخرى الى الجيش فى حكومة النحاس باشا ، وفى الوقت الذى تعرف فيه على عبد الناصر ورفاقه ، أصبح عضوا أساسيا فى تنظيم الضباط الأحرار ، وعندما قامت الثورة ، ألقى بيان الثورة فى الإذاعة وهو البيان المسجل بصوته حتى الآن 0
وتدرج فى مناصبه المختلفة ، من عضو مجلس قيادة الثورة ، الى رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، الى رئيس مجلس الأمة الى رئيس تحرير جريدة الجمهورية ، الى نائب رئيس الجمهورية ، وهو الوحيد الذى ظل بجوار جمال عبد الناصر لمدة طويلة ، وقيل لدهائه وقيل لثقة عبد الناصر فيه ، وعندما مات جمال عبد الناصر فى سبتمبر 1970 تولى الرئاسة خلفا له 00 ثم اصطدم مع الحكومة الناصرية ، فقبل استقالتهم الا أن أهم إنجازاته ، هو اتخاذه قرار الحرب فى أكتوبر 1973 لاستراد الأرض المحتلة فى سيناء 00 وقد نجح فى ذلك 0
واتجه بسياسته نحو الغرب خاصة أمريكا بعد زمن طويل من اتجاه مصر الى العالم الشرقى 0
الا أن القرار الآخر الذى اتخذه السادات هو زيارة اسرائيل ثم توقيع معاهدة السلام معها فى عام 1979 تحت رعاية أمريكية وهو ما أثار الكثير من الجدل حول هذه الخطوة ما بين مؤيد ومعارض ( وقد انتهت حياته بطريقة مأساوية حينما اغتيل فى عام 1981 ) 0
الا أن المجتمع الدولى فى عام 1979 أعطاه جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الاسرائيلى مناحم بيجين لمساهمتهما فى ارساء السلام والملاحظ أن السلام مازال متعثرا حتى الآن ومازالت منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة ، بسبب تعنت أمريكا واسرائيل وعدم سعيهما للسلام بجدية يالتسليم بحقوق الفلسطنيين فى استرداد أراضيهم المحتلة وعودة اللاجئيين منهم الى وطنهم فلسطين 0

ثانيا : الأديب نجيب محفوظ :

ولد نجيب محفوظ بحى الجمالية فى 11/12/1911 م وقد حصل على بكالوريوس الآداب ( قسم الفلسفة ) والتحق فى العمل بوزارة الأوقاف ، وظل موظفا لسنوات طويلة ، وفى نفس الوقت كان يمارس إبداعه فى كتابة القصة القصيرة والرواية ، ثم اتجه الى كتابة ( السيناريو ) للسنيما لمؤلفات ولمؤلفيين أخريين 0
وكان لجريدة الأهرام السبق فى تعريف الجمهور بنجيب محفوظ ، حيث نشرت له رواية ( أولاد حارتنا ) على حلقات ، ويقول الدكتور حلمى بدير أن نجيب محفوظ مشغول بدأب وعن وعى بالواقع الاجتماعى ومتغيراته ولم يتفوق نجيب محفوظ فى مجال الرواية فقط الذى عبر فيها عن الزمان أو المكان بدءا برواياته التاريخية ( رادوبيس ) و( كفاح طيبة) و(همس الأقدار ) بل عبر أيضا عن المجتمع وعن الحارة المصرية القاهرية بوجه خاص ، ومنها ( القاهرة 30 ) والقاهرة الجديدة ، وخان الخليلى وبداية ونهاية وروايته الكبيرة ( الثلاثية – بين القصرين – قصر الشوك – السكرية ) وروايته النفسية ( السراب ) وروايته الفلسفية ( أولاد حارتنا) ومن رواياته أيضا ( الحرافيش )
( عصر الحب ) ( افراح القبة ) بل تفوق أيضا فى مجال القصة القصيرة ، وأنتج أكثر من مجموعة قصصية منها خمارة القط الأسود وتحت المظلة وحكايات بلا بداية ونهاية
ثم أخيرا فى عام 1996 ( اصداء السيرة الذاتية ) وهى أقصوصات قصيرة ذات حكمة ، نشرتها الأهرام أيضا ، وهو بهذا زعيما للرواية العربية فى الوقت الذى كان وما يزال زعيما لزعماء القصة القصيرة فى العالم العربى ويضيف الدكتور حلمى بدير ، أن اتجاه نجيب محفوظ لكتابة القصة القصيرة ذلك أنها فترات راحة بين كتابة رواية وأخرى 00 كما أن هناك أفكار تستلزم سرعة معالجتها فى قصة قصيرة ولا تستطيع أن تنتظر لتعالج كرواية ، كما أن نجيب محفوظ له العديد من المسرحيات ذات الفصل الواحد 0 وقد تحولت معظم أعماله الى أفلام


سينمائية ومسلسلات تليفزيونية ، وقد أثارت روايته ( أولاد حارتنا ) بعد نشرها فى الأهرام ضجة كبرى لموقف بعض النقاد أنها تمس الدين ولم تنشر بعدها فى كتاب الا خارج مصر 0 وقد توج كل هذا بحصوله على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988 وتسلمها معا ابنتاه فى 10/12/1988 من ملك السويد وألقى كلمته ( نيابة عنه ) الكاتب محمد سلماوى – الكاتب بجريدة الأهرام 0
وقد ترجمت أعماله بعد حصوله على جائزة نوبل الى جميع لغات العالم ومازال الكاتب الكبير يبدع حتى الأن أطال الله فى عمره وان كان يعتمد على أخر يكتب له ما يريد ، حيث لم تعد يده بعد اصابته قادرة على الكتابة 0 وقد جاء فى قرار منح الجائزة لجملة أعماله وعلى وجه الخصوص رواية ( أولاد حارتنا) 0
ثالثا الدكتور أحمد زويل :

ولد أحمد زويل بمحافظة البحيرة وأكمل تعليمه الابتدائى بها وتعليمه الثانوى بدسوق بمحافظة كفر الشيخ ثم انتقل للدارسة الجامعية بجامعة الاسكندرية ( كلية العلوم ) وتخرج بتفوق وحصل على الماجستير ، ثم حصل على منحة لدراسة الدكتوراه فى أمريكا وهو قد تعدى الأربعين من العمر وكان اصرار احمد زويل على العلم واخلاصه له فى أثناء دراسته بأمريكا سببا فى بروزه فى الجامعة الأمريكية ، خاصة وقد توفرت له بعد حصوله درجة الدكتوراه بتفوق كل المعوقات التى يبحث عنها أى باحث فى مجال تخصصه ، وأمريكا لا تبخل على الباحثين ، بل تستقطب النابهين من بلدان العالم الثالث وتوفر لهم كل وسائل الراحة والمزايا المادية والمعنوية لشخصه ولبحثه ولعلمه 0
فتمكن هؤلاء الباحثون من الابداع ومن الوصول الى نتائج علمية غيرت وجه البشرية وفتحت مجالات لحلول عديدة لمشاكل طبية وعلمية وهندسية واجتماعية واقتصادية 0
ومن هؤلاء 00 برز احمد زويل ونجح فى معامله المجهزة بكافة الإمكانيات اللازمة للبحث وبمعاونة فريق عمل ضخم 00 فى أن يكتشف أحد أعظم الاكتشافات وهو كاميرا يمكنها قياس الحركة للجزىء بسرعة شديدة أطلقوا عليها ( الفيمتوثانية ) وبها يمكن قياس حركة أصغر مكونات الذرة أو الخلية فى حالة تفاعلها الأولى والتى لم يكن من قبل قياسها ، مما ستفتح المجال لتطبيقها فى مجالات عديدة ، كان من الصعب الوصول اليها 0 وبهذا الانجاز حصل الدكتور زويل على جائزة نوبل فى العلوم وهو وآخر من حصل على جائزة نوبل من المصريين حتى الآن وكان الرجل عالما فى علمه وفى خلفه وفى تواضعه وفى سلوكه عموما فلم ينسى مصر ولم ينسى الأصدقاء ولم ينسى رفقاء الشباب ومشوار حياته وحاول أن يرد بعض من هذا 00 حاول أن يضع مصر على عتبات البحث العلمى وعلى عتبات القرن 21 باعداد معهد لتخريج وتفريخ صغار الباحثين ، نواة لقاعدة بشرية من العلماء فى المستقبل 0
وعلى الرغم من دعم رئاسة الدول له فى هذا المجال فمازال مشروع زويل متعثرا 0

أرشيف المدونة الإلكترونية