الخميس، مايو 12، 2005

اهداف الغزو الامريكى للعراق-ازمة الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو

أهـــداف الغزو الأمريكي للعراق بقلم
( الطريق إلي الصين وروسيا يبدأ من العراق) ناجي عبد السلام السنباطي
عملية إنشاء السور الوهمي الجديد
· يخطيء من يظن أن الغزو الأمريكي للعراق والذي قام به النظام الأمريكي الحاكم ( وليس الشعب الأمريكي ) هو بغرض تقويض النظام العراقي الديكتاتوري ، وفرض الديمقراطية ونزع أسلحة الدمار الشامل.
فلو قمنا بتقييم هذه الأسباب لوجدنا أنها أسباب غير حقيقية أو أنها أسباب مزيفة ذلك أن العالم ملىء بالنظم الديكتاتورية ولم تحرك أمريكا ساكناً تجاهها ، كما أن الديمقراطية ، معناها ( حكم الشعب ) ، طبقاً للمصطلح الإغريقي .. ولم نسمع عن فرض الديمقراطية بواسطة الغزو الخارجي وإنما الشعب هـو الذي يفرض نظامه ويفرزه كما أن أحداً لم يفوض هذه القوة الغاشمة في القيام بما قامت به وستكرره إن لم ترتدع كما لا يعقل أن ندمر أمة وشعباً ، بكلفة المليارات في التدمير علاوة علي آلاف الضحايا من أجل فرض الديمقراطية ، هذا إذا بقي هذا الشعب بعد تدميره ، ولا يعقل أن نسمن الشعوب ثم نذبحها !! وندمر الأوطان علي أصحابها ثم نحضر أدوات التعمير والماء والغذاء !! يبقي السبب الثالث ، وهو نزع أسلحة الدمار الشامل ، والذي أثبت مفتشو الأمم المتحدة عدم وجودها وحتي بافتراض وجودها ، أليس حق لأي دولة أن يكون لديها الرادع ضد أعدائها ، وإلا كان من الأولـي أن يغزو النظام الأمريكي ، أمريكا من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل لديها ، وأن يغزو بريطانيا لنفس السبب ، وأن يغزو إسرائيل لنفس السبب ، والطابور طويل.
إلا أن هناك أسباب حقيقية وراء هذا الغزو ، نجملها فيما يلي :
1- السيطرة علي منابع النفط العراقي ، خاصة إذا عرفنا أن الاحتياطي البترولي للولايات المتحدة الأمريكية ، كما يقول الدكتـور زكريا البرادعي في كتابه الصادر عام 96م ، (الإنسان والطاقة) "الجزء الأول" صفحة ( 64-66) تحت عنوان ( احتياطي البترول .. دونه الحرب ) نقلاً عن الكتاب الإحصائي لشركة البترول البريطانية ، حول احتياطي البترول في أهم مناطق إنتاجه سنة 90 .
( يقول ) أنه يجد تفسيراً بترولياً للتدخل الأمريكي والدول الصناعية الكبري من أجـل السيطرة المباشرة علي منابع إمدادات البترول في الخليج ، ذلك أنه بينما كان احتياطي البترول الأمريكي 34.1 مليار و طبقاً لمعدلات الاستهلاك فإنه سينضب تماماً مع مطلع القرن الواحد والعشرين أي بعد أربع سنوات أي فى عام 2000 ( وأعيد أن الكتاب طبعة 1996– الهيئة المصرية العامة للكتاب )
ونفس الوضع لروسيا ولكنها لم تلجأ إلي الغزو !! حتي الآن ؟!
بينما الاحتياطيات المؤكدة للسعودية تصل إلي 305 مليار برميل ولما كان انتاجها اليومي 5,5 مليار برميل فيصبح في مقدور السعودية مواصلة الإنتاج 146 سنة قادمة من نهاية 1996م.
أما الكويت فالاحتياطي 94.5 مليار برميل وإنتاجها الرسمي في حدود 1.8 مليون برميل يومياً مما يجعلها تستمر في الضخ نحو 138 سنة قادمة من نهاية 1996م.
وأما دولة الإمارات العربية ، فتملك احتياطياً يبلغ 92.3 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.1 مليون برميل فيمكنها مواصلة الإنتاج لأكثر من 114 سنة من نهاية سنة 1996م.
أما العراق فإنتاجه اليومي قبل حربى الخليج 2.8 مليون برميل واحتياطيه يقدر بمائة مليار برميل فيمكنه أن يستمر في الضخ نحـو 92 سنة أخري من نهاية سنة 1996م وإيران يصل احتياطيها بعد حرب الخليج إلي 92.9 مليار برميل ويبلغ إنتاجها اليومي 2.9 مليون برميل ، فتستمر في الإنتاج نحو 82 سنة من نهاية سنة 1996م.
· ومن هذه الإحصائيات ، يتضح لنا نضوب الاحتياطي الأمريكي والروسي في بداية سنة 2001م بينما يظل البترول العربي لمدة تتراوح ما بين ( 92 سنة إلي 146 سنة ) قادمة.
· وإذا أضفنا إيران المسلمة فهي لمدة 82 سنة قادمة ، وهذا يفسر لنا من هـو صاحب المصلحة في إشعال الحروب في هذه المنطقة ( حرب الخليج الأولي والثانية ) والغزو الأمريكي الحالي وتوقيت هذا الغزو في العقدين الأخيرين.
وإذا عرفنا أن النظام الأمريكي له اتفاقيات مع دول الخليج العربي فيما عدا العراق وإيران تقريباً فلم يبق أمامه إلا العراق وإيران ، ليكتمل سيطرته علي الكعكة البترولية.
وها هـو يحاول قضم قطعة العراق ثم يتحول إلي باقي الكعكة ( إيران ).
(2) يكمل التحليل السابق ، سيطرته علي أفغانستان القافرة الفقيرة الجبلية ، ليكون قريباً من الاحتياطي البترولي الضخم في دول القوقاز ، المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي ( سابقاً ) بل أنه مد قدم من أقدامه داخل هذه الجمهوريات ، التي هي أيضاً جمهوريات إسلامية ، وبحجة مطاردة فلول تنظيم القاعدة التي تسبب الإرهـاب العالمي كما يقولون.
(3) حماية الكيان الصهيوني الذي هـو في الحقيقة قاعدة متقدمة لأمريكا في منطقة من أهم المناطق الاقتصادية والحضارية والدينية والجغرافية.

وتتمثل الحماية ، ليس في الرعاية فقط ، بل القضاء علي كل قوة في المنطقة تشكل خطراً علي هذا الكيان المزعوم ، ومن هذه القوي ، العراق ، إيران ، ودول أخري تمنع تمرير التسويات الوهمية والضعيفة للقضية الفلسطينية ، في ظل الإضعاف المصنع للعرب وليس الحقيقي ، بل بفعل فاعل.
(4) إحـاطة الصين الشعبية وروسيا الجريحة ، بسور من القواعد الأمريكية يمتد من أفغانستان ليشمل الخليج العربي ولم يبق غير العراق وإيران ليكتمل بناء السور الوهمي و بذلك يحقق هدفان :
( الهدف الأول ) أن تكون مناطق البترول بما تملكه من احتياطيات بترولية ضخمة تحت سيطرة النظام الأمريكي سواء شرق الخليج العربي أو غرب الخليج العربي . وهذا الهدف يتناقض تماماً مع النظام الأمريكي المسوق ( العولمة ) َ!! الذي ينادي بحرية التجارة ، والذي يبدو أنه حرية كسب الغلة كلها لصالح أمريكا.
في الوقت الذي تحرم فيه الصين وروسيا بل ودول أوروبا من هذه السلعة النادرة
( الهدف الثاني ) هو مراقبة النظام الأمريكي لهذا الغول القادم ( التنين الأصفر ) الصين الشعبية وتخويف الدب القطبي العجوز ( روسيا ) بأن الماضي لن يعود وبالتالي فليس العراق ( ميدان للرماية ) لهاتين الدولتين تقوم به أمريكا كما يقول الأستاذ هيكل بل هـو في الحقيقة استكمال لسور المراقبة الصارمة ، ومن هنا فإن سلبية الصين في اتخاذ المواقف ، لن يمنع الصقر الأمريكي القبيح ، أن يتلصص عليها ثم يعشش ويبني الأوكار بها ، فإذا كانت هي غير راغبة في الطيران خارج عشها ، فسيأتي من يحتل عشها ويبني أوكاره وهاهو قد بدأ في جمع أحطاب الأعشاش وليس عشاً واحداً ، وتردد روسيا سينقلها إلي التجميد الشامل في ثلاجة أكبر حجماً وجليداً من سيبريا.
· ( إن هذا النظام المنفعي الباحث عن السيطرة والمغانم ، مستخدماً قوته ، لن يتوقف مهما أهدر من دماء الأبرياء ).
من هنا يتضح لنا أسباب الغـزو الحقيقي للعراق .. ومن هنا يتضح لنا ما تم في 11 سبتمبر .. فلو لم يحدث .. لأحدثتها أمريكا لكي تنفذ أهدافها البعيدة المدي .. أما بريطانيا ، فلها الفضلات التي يقدمها الأسد الأعور في الغابة للكلب الذي يتبعه و أما باقي الحيوانات المشاركة في سيرك الغابة فليس لها إلا الطاعة والولاء .. ولحس ما يتبقي من فضلات الفضلات ويسألني أحدهم أليس هناك أمل فأقول الأمل في إرادة الشعوب و تجمعها ونبذها لغرور القوة والشعب العراقى يضرب حالياً النموذج والقوة فى مواجهة هذا الشرير ويمكننا أن نقول أن للقوة حدود لا يمكن أن تتخطاها وإلا أخلت بتوازنها وأوردتها موارد الضعف والتهلكة.







المبحث الأول : الأمم المتحدة وأزمتها ( محاولة الهيمنة عليها) تمهيد :
· الناظر للخريطة العالمية يجدها في حالة تغير مستمر ، ومن نقطة إلى أخري في عملية تعديلات مستمرة بين مراكز القوة ، الموجودة في عالمنا المعاصر ، وهذا التغير يرتبط بمصدر القوة الذي يحدد في حركة إستقطابية ميوله ، وحدوده واتجاهاته .
· والعالم يعيش هذا منذ الحرب العالمية الأولي وقبل ذلك منذ عصور التاريخ إذ كانت التقسيمات دائماً ، وحركة الاستقطاب لهذه التقسيمات موجودة وفعالة في تأثيرها ، وكان رد العالم على هذا هو محاولة تكوين تجمع يحمي دول العالم من هذه الهيمنة ويحمي العالم أيضاً ، من شرور الحروب التي تكون النتيجة الحتمية لتضخم قوي الصراع في العالم ومحاولة كل قوة ، السيطرة على موارد الدول الضعيفة وعلى أسواقها أيضاً . وكثرت المحاولات نحو إيجاد كيان في مواجهة كل هذا وفشلت عصبة الأمم أن تقوم بهذا الدور عقب الحرب العالمية الأولي ، وجاءت الحرب العالمية الثانية بكل ضراوتها وكان الرد عليها ، من جانب المنتصرين وبموافقة المنهزمين وهو تشكيل هيئة الأمم المتحدة في عام 1945 وقد اتخذت من ( نيويورك) بالولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها وتعددت الهيئات والمنظمات التابعة لها ، في شكل فروع مختلفة تغطي نشاطات العالم أجمع وقد انضم الكثير من الدول إلي هذه الهيئة وإلي منظماتها منذ توقيع منذ توقيع إنشاءها وحتي الآن فيما عدا بلدان قليلة ، لم تمنح بعد استقلالها أو ما زالت محتلة.
· ويقوم على تشغيلها مجموعة من الموظفين من جنسيات مختلفة بالإضافة إلى عناصر ثلاث تشكل محورها الأساسي أو هيكلها الرئيسي في رأينا وهي:
1- مجلس الأمن.
2- الجمعية العامة.
3- المنظمات والهيئات المختلفة التابعة لها.
· ويتشكل مجلس الأمن من ( 15 عضو ) يمثلون دول العالم كما يلي :
· خمسة أعضاء دائمين.
· عشرة أعضاء يختارون بالانتخاب بطريقة دورية.
ومجلس الأمن هو صاحب القرار الأقوى في اتخاذ القرارات ويشترط للحصول على قرار منه عدم معارضة أي من الأعضاء الدائمين لهذا القرار.
والأعضاء الدائمين هم الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد السوفيتي المملكة المتحدة ( إنجلترا) ، فرنسا والصين الشعبيــة ( فرموزا من قبل ) وقراراته ملزمة إلا أنها لا تملك قوة التنفيذ الفعلية .
أما الجمعية العامة فتجتمع كل عام ، في اجتماع دوري في شهر نوفمبر. ولكن هل حققت الأمم المتحدة أهدافها من حيث حل المشكلات الدولية بطريقة السلم بدلاً من الحرب ، ومن التعاون بين أعضائها عن طريق المنظمات المنتشرة بين أنحاء العالم ؟ ! الواقع أن الهيمنة الكاملة ، لما يسمي بالدول العظمي قد ظهرت داخل الهيئة التي خلقت من أجل أن تكون الحكم المحايد نحو القضايا ونحو الدول ونحو شعوب العالم أجمع وقد أدي هذا إلى الحد من قدرات الهيئة وجعلها حبراً على ورق.
* وتلعب منظمات الأمم المتحدة دوراً مهماً من خلال فروعها المختلفة وتخصصاتها ، في التنمية و العدالة والزراعة والأغذية والتعليم والتربية ورعاية الأطفال وغير ذلك من المجالات مدعمة بميزانيات مخصصة لها ، من جانب الهيئة وكذلك بالتعاون مع شعوب العالم ، والمنظمات الشعبية والدول الأعضاء وكذلك بالتعاون المشترك بين المنظمات فيما بينها. وتؤكد هذه الدراسة مدي الدور الذي لعبته هذه المنظمات في بلدان العالم المختلفة خاصة الدول النامية أو التي يطلق عليها دول العالم الثالث.
· إلا أن الملاحظ أن هذه الأنشطة المختلفة ، قد تأثرت بطريقة ما نتيجة التفاعلات السياسية ، التي ما كان يجب أن تدخل في وظائف ونشاطات الأمم المتحدة ومنظماتها بحيث يؤدي الاستقطاب والتوجيه إلى محاولة السيطرة على هذه المنظمات، مما يعوق تأديتها لخدماتها التي خلقت من أجلها والتي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وكان التهديد بقطع التمويل اللازم لهذه المنظمات هو الوسيلة الفعالة في توجهها ، وكان انسحاب بعض الدول ، من هذه المنظمات وقطع المخصصات المالية أو ما يسمي بنصيب العضو في المشاركة في ميزانية هذه المنظمات الضربة المخفضة لحجم النشاط واتساعه.
· إن قيام هذه الهيئة ومنظماتها كان الغرض منه اسمي من أن تكون أداة للشرق أو الغرب ، وكان الغرض منه ، أن يخلع الجميع ثوب الصراعات المسلحة والصراعات الفكرية وصراعات الحرب الباردة خارج أجهزتها وأن يمد الجميع أيديهم بالسلام المبني على العدل وبروح التعاون لحل المشكلات في العالم ولمنع ويلات الحروب ، بدعم السلام وإيجاد التنمية السليمة لشعوب كثيرة ، لم تأخذ حقها من الحياة والعلم والتعليم والتقدم ، ولم تأخذ حقها من التنمية المنظمة ومن استغلال مواردها ، ولكن الأهداف العظيمة ما تلبث أن تواجه بالمعوقات وتصبح المشكلة عظيمة ، في دول العالم الفقير أو ما يسمي كما قلنا بدول العالم الثالث التي تتركز في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ولكننا نري غير ما يجب أن يكون فقد كرست هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ، لخدمة أمريكا واستخدمت كغطاء لتمرير أفكارها ولتنفيذها على أرض الواقع وأبرزها الأزمات العربية كفلسطين وكالعراق.
· وحينما تري الدولة الأوجه في العالم أن مصالحها في ضرب بلد ما مثل العراق ، أو تكريس الاحتلال في فلسطين ، وتمييع قضية الشعب الفلسطيني فهي تحاول استخدام الأمم المتحدة ومنظماتها كستار لتنفيذ استراتيجياتها العسكرية والاقتصادية ، فإذا فشلت في اتخاذ هذا القناع ، انقلبت للعمل الفردي متخطية هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها ، وعند استخدامها لهذا القناع ، فإنها تلوي الحقائق للوصول إلى قرار ففي مشكلة فلسطين لم تتخذ قراراً واحداً ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي قام بها الجيش الإسرائيلي بزعامة قادته ، بينما حولت الكفاح المسلح الذي تقره الهيئة والحق المعطي لأي شعب لتحرير أرضه وبكل الطرق حولته إلى إرهاب ، واعتبرت المحتل والغاصب والمرهب ضحية.
وفي مشكلة العراق ومحاولة نزع سلاحها الكيماوي أو النووي فيما يزعمون اعتبرت العراق خارج على الشرعية الدولية ، ويجب محاكمته وإجباره عن التخلي عن هذه الأسلحة المزعومة بينما لم يتجه أحد لمعاقبة إسرائيل التي تملك السلاح النووي والسلاح الكيماوي وتغتصب أراضي الغير وتعتدي على الشعب صاحب الأرض الأصلية وتهدر حقوقه في الاستقلال والمساواة ولم يتجه أحد إلى مجلس الأمن للحصول على قرار بنزع أسلحة الدمار لدي إسرائيل وإجبارها على تطبيق حقوق الإنسان.
· وفي منظمة اليونسكو إحدى منظمات الأمم المتحدة للتربية والثقافية والعلوم أغفلت ( ما يحدث للشعوب العربية والإسلامية بل وشعوب العالم الثالث من تهميش دورها الثقافي والإعلامي والتربوي ) بل ظهر التحيز من جانب وسائل الإعلام الغربي ، في نقل صور مشوهة عن هذه الشعوب وعن حقوقها وعن أدياتها ، بل الوصول إلى تشوية صورة المكافح من أجل الاستقلال بإظهاره ( إرهابي ) وترك الإرهابي الحقيقي يرتع في غيه وجبروته .
· في الوقت الذي تنقل وسائل الإعلام الاربية ، صورة حسنة لحضارتها ولبيئتها ومن ثم حدث الاختلال في التدفق الإعلامي وأخذ مساراً واحداً من الشمال إلى الجنوب ، وعمل على تكريس وجهه نظر واحدة وهي التفوق الغربي وخاصة أمريكا ونسي دول العالم الثالث ومشكلاته وقضاياه وشوه رموزه وقياداته وشعوبه وعندما أرادت أمريكا أن تستخدم منظمة اليونسكو " لصالحها وفشلت انسحبت منها وامتنعت عن سداد حصتها".



المبحث الثاني : نشاط اليونسكو في مجال الاتصال

**أهمية إنشاء منظمة اليونسكو :
لقد أهملت العديد من دول العالم في آسيا وأفريقيا وتضخمت لديها المشاكل وتعددت وتنوعت ونبرزها فيما يلي :
1- الخلل في الهيكل الاقتصادي نتيجة الاستعمار لمدد طويلة.
2- عدم وجود الكوادر البشرية المهيئة للقيام بالتنمية بعد مرحلة الاستقلال.
3- عدم وجود مصادر التمويل السليمة وغير المغرضة.
4- انتشار الأمراض والجهل والفقر ومستوي المعيشة المنخفض.
· من كل ما تقدم ، نستطيع أن نعرف مقدار ما تعانيه هذه الدول تجاه الدول المتقدمة ، التي تملك التقنية والخبرة والمال والتي تتحكم بهم في سبيل استقطاب هذه الدول الصغيرة والفقيرة على الرغم من وجود التزام أدبي وإنساني وقانوني من جانب الدول المتقدمة تجاه الدول الفقيرة ، لم يمثله التاريخ ويثبته من استيلاء هذه الدول المتقدمة على خبرات هذه الدول الفقيرة لقرون طويلة ، وتحكمها من مقدرات هذه الأمم ، بل وما زالت تتحكم فيها وتطور في احتلالها فبدلاً من الاحتلال المباشر ، (الاستعمار القديم ) أصبح هدفها السيطرة الاقتصادية والسياسية والإعلامية إضافة إلى إنشاء القواعد العسكرية بحجة حماية الدول الصغيرة من أعدائها الذين خلقتهم الدول المتقدمة وعلى رأسها أمريكا.
· من هنا كان إنشاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في (16/11/1945 ) من أجل القيام بدور كبير في المجالات التالية
( التربية – العلم – الثقافة ) إلا أن الاستقطاب سرعان ما دخل إلى هذه المنظمة في محاولة للسيطرة عليها ( كما أسلفنا ) وأبرز أدوات هذا الضغط هو التلويح بقطع المخصصات اللازمة لتيسير عجلة هذه المنظمة ( أبرز الدول في هذا الاتجاه أمريكا ) وباستعراض نشاط المنظمة في تحقيق أهدافها في مجال التربية والعلم والثقافة ، وفي مجال التنمية ، ومجال التعاون بين الدول لحماية الآثار والحضارات القديمة ، وهدفها الأهم والمهم المرتبط بكل هذه المجالات ، ألا وهو مجال الاتصال ، يتضح مقدار الخسارة الضخمة التي لحقت وستحلق بشعوب العالم الأكثر فقراً ، من جراء التقليل من أنشطة اليونسكو عن طريق حجب التمويل اللازم والمقرر والمحدد لحصة كل دولة .
إن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية ، الهيمنة على هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها واستخدامها لتمرير أفكارها وأفعالها بطريقه البحث عن تغطيه شرعيه لأفعال غير شرعيه تقوم بها فيه أنحاء العالم هي محاولة ليست جديده وتستخدم كافه الضغوط لتحقيق أهدافها في هذا الاتجاه ولكن تعاون الدول كفيل بإجهاض هذا المخطط وسوف نعرض لنشاط اليونسكو في مجال الاتصال لنبين مقدار الحاجة إلى هذه المنظمة ولكن بدون هيمنة وذلك من اجل صالح الشعوب عامه .
نشاط اليونسكو في مجال الاتصال
· حيث أن مفهوم " الإعلام " قد أخذ بعداً جديداً ألا وهو ( الاتصال ) وهو أعم وأشمل وعلى الرغم من أن عبارة "الاتصال" لا ترد في اسم اليونسكو ، فإن الاتصال يشكل منذ البداية أحد مجالات أنشطة المنظمة حيث يحدد لها الميثاق التأسيس ضمن مهامها " تسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة وهكذا اضطلعت المنظمة عبر السنوات بإسداء مشورتها للدول الأعضاء بشأن السياسات المطلوب تنفيذها وحصر احتياجاتها في مجال الاتصال
** دور اليونسكو في مصر :
· تدريب العاملين في ميدان الإعلام ومن ذلك عقد الحلقات الإقليمية لتدريب العاملين في وسائل الإعلام مثل الحلقة التي عقدت للبلاد العربية ، في القاهرة عام 1966 وأسفرت عن توصية " اليونسكو" بالمساعدة في إنشاء معهد إقليمي للإعلام يقام في إحدى الجامعات بإحدى الدول العربية.
· تنمية إنتاج الكتب وتوزيعها ، على اعتبار أن الكتب أمر لازم لانتشار التعليم ونشر الثقافة ، والقضاء على الأمية ، لذلك تقوم اليونسكو ، بعقد الاجتماعات للخبراء المعينين في بعض المناطق الثقافية وعقد اجتماعات دورية لبحث مشكلة إنتاج الكتب وتوزيعها في الوطن العربي.
· نشر وتوزيع النشرات والمطبوعات التي تصدر عن اليونسكو.
· تخصيص منح دراسية في ظل اليونسكو وتتولي مصر استقبال طلاب المنح من إفريقيا.

الاتصال على مستوي العالم :
· اهتمت اليونسكو منذ نشأتها بمسألــة تطوير وسائل الإعلام وكذلك بالمشاكل التي يثيرها هذا التطور ، وقد كان مؤتمر ( 1970) تعبيراً عن القلق إزاء ( أخطار الثقافات الدخيلة ) عبر وسائل الإعلام الجماهيرية ، وحيث أن اليونسكو ملتزم بموجب المادة رقم (1) من الميثاق التأسيسي ، بالمساهمة في صون السلم والأمن.
ذلك عن طريق تعزيز التعارف والتفاهم بين الأمم بمساندة أجهزة الإعلام وأوصت بعقد اتفاقات لتسهيل حرية انطلاق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة.
وكان أهم ما يعوز الوسائل الإعلامية ، عقب الحرب العالمية الثانية هو نقص الكوادر المؤهلة ، فقد نشرت اليونسكو في عام 1949، أول دراسة لها عن موضوع " توفير التدريب المهني للصحفيين" وذلك ليحلوا محل الأجانب في المستعمرات الآخذة نحو الاستقلال ونتيجة لذلك شرع المركز الدولي للتعليم العالي في الصحافة ، والذي أنشئ في سترا سبورج سنة 1957 بمعرفة "اليونسكو" في عقد دورات تدريبية ، منذ عام 1960 للصحافيين المنتميين إلى البلدان النامية ، ونظم كذلك حلقات دراسية أتاحت للصحافيين من الشرق والغرب ومن البلدان النامية ، والبلدان المتقدمة فرصة الإلتقاء لمناقشة مشاكلهم المهنية وفي سنة 1959 أنشئ في ( كيتو) مركزاً لأمريكا اللاتينية ، وبدأ بعقد دورات لأساتذة الصحافة . وما أن انقضت عشر سنوات حتي تضاعف عدد المعاهد الصحفية في المنطقة ، وأصبح الكثير منها ، يطبق مناهج منقحة تستند إلى توصيات مركز كيتو كما يوجد الآن مركزان يعتمدان على معونة اليونسكو ويوفران التدريب للصحافيين الأفريقيين هما مركز الدراسات في علوم الإعلام الجماهيري ، وتقنياته ، وقد تأسس سنة 1965 ، لتلبية احتياجات الأفريقيين الناطقين بالفرنسية ، ومدرسة الصحافة في الكلية الجامعية ، بنيروبي التي باشرت دوراتها سنة 1970للصحافيين القادمين من بلدان ناطقة باللغة الإنجليزية وفي عام 1965 أنشئ في مانيلا معهد للإعلام الجماهيري ، بدأ هو الآخر ، بقصد حلقات دراسية إقليمية مساهمة منه في تنمية وسائل الإعلام في آسيا.
· وعندما بدأت اليونسكو ، عملها في هذا الميدان لم يكن بين الدول ، المسماة اليوم بالبلدان النامية ، سوي عدد قليل ، يملك صحفاً على الإطلاق وهذا العدد القليل ، كان مفتقراً بالتأكيد ، إلى المنظمات ، التي تغذي الصحف والإذاعة بالأخبار ، وتغذيها وكالات الأنباء ، ففي عام 1955 ، لم يكن في القارة الأفريقية إلا وكالة وطنية واحدة للأنباء ولكن عدد الوكالات قد وصل إلى ( 27) وكالة ، حتي 1970 ، بمساعدة اليونسكو ، وهي في ازدياد مطرد ، كذلك ارتفع عدد وكالات الأنباء ، في آسيا من (19) إلى (24) في خلال 8 سنوات. واليوم تنتشر وكالات الأنباء في جميع بلدان العالم السادس تقريباً و اليونسكو هي التي نظمت الاجتماعات الإقليمية ، التي أفضت إلى تكوين ، اتحاد وكالات الأنباء الأفريقية ، ومنظمة وكالات الأنباء الآسيوية في عام 1963 كما أوفدت بعثات الخبراء ، لمساعدة بعض الدول الأعضاء ومنها ( ليبيا ) والكاميرون ، ونيبال ، وماليزيا على إنشاء وكالاتها الوطنية للأنباء ، وساهمت اليونسكو عن طريق مركزي سترا سبورج ، وداكار الإقليميين في توفير التدريب للصحافيين المشتغلين في وكالات الأنباء .
· " ومع إزدياد المنظمات التي تزود وسائل الإعلام بالأنباء كانت العلاقات بين هذه الوسائل نفسها في حالة تغير مستمر ، فإحصاءات اليونسكو ، تشير إلى صعود مطرد ، في توزيع أجهزة ( الراديو) ، "فجامبيا " التي كان لديها 6 أجهزة لكل ألف نسمة ، سنة 1960 ، أصبح لديها 137 جهازاً ، سنة 1970 ، كما أن أدني معدل بين البلدان الأفريقية المستقلة ، ( 4 لكل ألف في زائير ) وهو أفضل بكثير من المعدل الذي كان سائداً ، في معظم دول العالم قبل 20 سنة ، أما عدد أجهزة التليفزيون ، في العالم فقد زاد بمعدل 3 أضعاف تقريباً ( حتي تاريخ هذا الإحصاء ) من سنة1959 ، 1969 ، وبعد التحسينات التقنية ، التي أدخلت على هذه الوسيلة والتعديلات الإضافية التي أتاحت نقل الصور بالألوان ، وبث البرامج عبر ( التوابع الصناعية) واد اليقين بأن التليفزيون لم يعد مجرد وسيلة إعلامية، أو ترفيهية ، بل كذلك وسيلة لتعزيز التنمية ، ومعينا تعليمياً عظيماً ، والآن انتشرت الحواسب الآلية والانترنت التي تكاد تغطي كل بقعة من أنحاء العالم سواء في المناطق النامية أو المتخلفة .

الإعلام والتنمية :

· وقد بدأت التجارب ، في استخدام وسائل الاتصال ، في التنمية بكل معانيها وكانت تسير جنبا إلى جنب مع وضع البنية الأساسية وتنمية المنطقة المختارة حضارياً.
ففي الهند مثلاً ، أجرت بعض التجارب في تعليم المزارعين بواسطة التليفزيون وطلبت معونة اليونسكو ، استنادا إلى تلك التجارب لاستخدام التليفزيون على صعيد البلاد ، بأكملها ، في التعليم المدرسي وغير المدرسي مع التأكيد بنوع خاص على التنمية الزراعية والصحة وتنظيم الأسرة وقد استدعي ذلك إنشاء عدد كبير من محطات الإرسال التليفزيوني بينما لم يكن هناك قبل ذلك سوي محطة واحدة لبث البرامج من نيودلهي كما استدعي توفير العاملين المتخصصين لتشغيل تلك المحطات.
· وقامت الوفود المرسلة من اليونسكو في أوائل عام 1971 ، في إطار البرنامج بإقامة مركز تدريب مؤقت في نيودلهي ، تخرج منه عدد من الأخصائيين يكفي لإدارة المحطتين الجديدتين اللتين أنشئتا في ( سرنجار ) و( بومباي ) إلا أن خطة السنوات الخمس الهندية ، تضمنت إنشاء عدد آخر ، من المحطات تقام على فترات منتظمة ، ثم شرع في بناء مركز دائم للتدريب التليفزيوني ، في ( بونا ) ، حيث يوجد معهد الهند للسينما ، الذي يمارس نشاطه منذ فترة طويلة ، ويستهدف المركز الجديد ، تخريج ( 200) أخصائي كل عام من المدربين على الإنتاج والإخراج وسائر النواحي الفنية للعمل التلفزيوني.
ثم شرع في تنفيذ مشروع مناظر في منتصف عام 1972 يتولاه المجلس الوطني للبحوث والتدريب في مجال التربية في نيودلهي لتدريب المعلمين والمربين ، على استخدام وسائل الإعلام ولا سيما التليفزيون وتطوير مناهج مناسبة ، لمقتضيات هذه الوسائل ، ويسهم برنامج الأمم المتحدة للتنمية في تنفيذ هذه المشروعات بما يزيد على ( مليوني دولار) في حين تتحمل حكومة الهند حوالي خمسة ملايين دولار .
وتعمل اليونسكو على تكرار هذه التجارب في الكثير من دول العالم ، وإدخال الراديو والأقمار الصناعية في هذا المجال.

تنميـــة الإعـــلام :
أصبحت اليوم تعني الكثير من حيث ما يتوقع منها تحقيقه ، وما تتطلبه من خبرات ونفقات بحيث لم يعد ترك الأمر ، للأساليب العشوائية ، التي كانت تتبع في الماضي ويهدف اليونسكو إلى تزويد الدول الأعضاء بمعرفة متزايدة ، في مجال إعداد النماذج الوطنية لا من (أجل تخطيط وسائل الإعلام ) بها فحسب وإنما أيضاً لإقامة مرافق أساسية للتوثيق ، تقوم على نظم إعلام ، موحدة لإتاحة الربط بينها في شبكات أشمل وذلك أيضاً من أجل تطوير وسائل الإعلام كالراديو والتليفزيون ، والصحف حيث يخضع ذلك لبرامج متكاملة يوضع فيها الإعلام ، بكافة جوانبه موضع الاعتبار ، وترسم له الخطط على هذا الأساس.
" وبحوث الإعلام" لها دور كبير في هذا التخطيط ، وقد أخذ القسم المنوط بذلك مهمة نشر دليل لمخططي الإعلام ، ووضع مؤشرات للتخطيط في مجاله.
وفي عام 1967 ، أقيم استقصاء دل على إمكانية تنفيذ شبكة إعلامية للإعلام ، على أن لا يتم ذلك في صورة جهاز مركزي وإنما الربط بين مراكز الإعلام ووسائله المنتشرة في أنحاء العالم ، بحيث تتمكن من تبادل المعلومات فيما بينها وكانت الخطوة الأولي توحيد الرموز.
وعقدت عدة حلقات دراسية في 1973 ، 1974 في كل من إفريقيا وآسيا لغرض التعاون الإقليمي بما يتيح استخدام شبكة تستعين بالتوابع الصناعية لخدمة عدد من البلاد وذلك تطبيقاً لإعلان المبادئ الرائدة لاستخدامات الإذاعة عبر الفضاء لضمان حرية تدفق المعلومات ونشر التعليم وزيادة التبادل الثقافي الذي أقر في المؤتمر العام ، في دورته المنعقدة في عام 1972 . ونخلص من اهتمام اليونسكو بشأن تنمية الإعلام في برامجه البادئة من 1973 والتي تتمثل فيما يلي

العمل على جعل ( نتاج العباقرة ) في متناول الجميع ، عبر الشبكة العالمية للإعلام العلمي ( اليونيسيست ، من أجل الترابط بن الباحثين المعزولين عن بعضهم في أنحاء العالم مما يسهل التعاون ، وتبادل المعلومات ، وعدم ازدواج المجهود العلمي مما قد يؤدي وجوده إلى عرقلة التقدم.
1- اتفاقيات تداول المعلومات بشأن :
أ‌- تبادل الأنباء بين وكالات الأبناء الوطنية.
ب‌- تقديم المعونة إلى الدول الأعضاء في مجال تطوير صحافتها الدورية.
جـ- توفير مواد القراءة اللازمة للتربية المستديمة.
د – تحليل المستويات المهنية ، بغية وضع مبادئ رائدة لقواعد السلوك المهني التي قد تتبناها الدوائر المهنية المشتغلة في مجال وسائل الإعلام الجماهيري على الصعيد الوطني.
هـ- العمل على الاهتمام بأهمية النشر وتدعيم واستمرارية المنح الدراسية للتمكين من تجديد المعلومات والخبرات من أجل تبادل الخبرات والمعارف والمعلومات مما يعطي للدول الأعضاء الخبرة التي تفتقدها وتتوافر أولي نظائرها.

الكتاب كوسيلة إعلامية :

· ورغم أنه وسيلة إعلامية قديمة وحسب إحصاء اليونسكو ( 1970) كان إنتاج الكتب قد صدر منه 546.000 ألف كتاب في عام 1970 فقط ، ويمثل زيادة قدرها 50% خلال عشر سنوات سابقة والآن ما يصدر من الكتاب يعد بالملايين.
· إلا أن هذا الإنتاج الضخم ، يتركز في بعض بقاع العالم ، دون غيرها ، فأوربا ، التي لا تضم سوي 13% من سكان الأرض تنشر أكثر من 45% من الكتب وأفريقيا التي تضم (10%) من السكان لا تنشر سوي (1,5%) في حين أن آسيا التي يقطنها (56%) لا تنشر إلا (18%) وهذا الإخلال ما حدا باليونسكو ، إلى إعلان عام 1972 عاماً دولياً للكتاب ، وقد وجهت (125 دولة )من الدول الأعضاء اهتمامها إلى أربعة موضوعات رئيسية ، قررت أولويتها للعام الدولي للكتاب :
1-تعزيز أعمال النشر والترجمة والإنتاج والتوزيع.
2- تنميه عاده القراءة واستخدام الكتب في التعليم .
3 -إنشاء المكتبات ودوائر التوثيق التقليدي والآلي وإجراء البحوث .
4-تكوين البنية الأساسية الشاملة بالإضافة إلى توفير الإحصاءات اللازمة والمتنوعة في مجال الإعلام عامة وتنطلق اليونسكو على نفس الخط فتعقد المؤتمرات حول سياسة الاتصال في العالم ففي عام 1982 تعقد المؤتمرات للبلاد العربية ، وفي عام (1985) عقدت دول أوربا عدة مؤتمرات معتمدة في ذلك على مواردها الذاتية ، وعلى مساهمات الدول ذاتها والبرامج الأخرى المساعدة وأكبرها مساهمة برنامج الأمم المتحدة للتنمية تقدر بمبلغ 4 مليون دولار لإقامة البنية الأساسية للاتصال مثل إنشاء إذاعة بنجلاديش ، في الوقت ذاته تعتني بعدد من المشروعات لا سيما في مجال التدريب.
وهناك دراسات جديدة ابتداء من عام 1982 وحتي الآن فيما يتعلق بالموضوعات الآتية :
1- آثار الدعاية والإعلان.
2- إنتاج الرسائل الإعلامية على النطاق الصناعي والمبادلات عبر الأقمار الصناعية ( تعزيز).
3- عقد اجتماعات حول شروط وظروف عمل المراسلين الأجانب.
4- تعريفات الاتصالات السلكية واللاسلكية ووسائل الاتصال الموضوعة في خدمة حركات التحرير ، والصورة التي تقدمها وسائل الإعلام في بلد ما عن بلد آخر.
وذلك من أجل :
أ‌- الإسهام في توفير حرية تدفق المعلومات وتحقيق التوازن في تبادلها.
ب‌- العمل من أجل إقامة نظام إعلامي جديد ، وتشمل بوجه خاص ، إعداد دراسة عن دور وسائل الإعلام ، في إقامة نظام اقتصادي والتعاون مع وكالات الأنباء الإقليمية ووسائل الإعلام في البلدان الصناعية لدراسة وسائل الاتصال والمستحدثات الجديدة في مجال الاتصال والانترنت والحواسب الآلية وغير ذلك.
5- وضع إطار لتدفق الأنباء الواردة من العالم الثالث ودراسة عدد من المسائل كالتوازن المطلوب بين الحرية والمسئولية وقضية معالجة وسائل الإعلام ، لانتهاك حقوق الإنسان والأدب والفنون الإباحية واستقلال وسائل الإعلام ومشاركة الجمهور فيها وهذا ما تسعي إليه اليونسكو.
المبحث الثالث
(أ- ختام )
· تعرضنا في هذه الدراسة لدور الأمم المتحدة عامة ودور منظمتها الثقافية ( اليونسكو) في الاتصال . وقد تناولنا ذلك في مبحثين الأول يتعلق بدور الأمم المتحدة عامة والثاني دور ( اليونسكو) في الاتصال . وقد تناولنا في المبحث الأول مؤسسات الأمم المتحدة وتتبين لنا ، أن أهداف الأمم المتحدة التي أنشئت من أجلها ، أصبحت أهدافاً ورقية ، حيث تدخلت الضغوط من الدول العظمي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية في اتخاذ الأمم المتحدة كمطية لتمرير وتبرير أفعالها فهي تتحرك تحت غطاء الأمم المتحدة لإنطفاء الشرعية علي أعمالها الاستعمارية في أنحاء العالم ولتنفيذ مخططاتها الخاصة ، كما حدث في العديد من مواقع الصراع في العالم في منطقة البلقان وفي منطقة القرن الأفريقي وفي شرق آسيا وفي منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
وهي في الوقت ذاته ، تضع كل جهودها في تعطيل قرارات مجلس الأمن ( مشروعات القرارات ) التي تتعلق بإسرائيل كدولة استعمارية عنصرية فهي تعترض على أي قرار يمس ( التابو) الخاص بها ومن ثم فهي استخدمت معايير مختلفة ومزدوجة في تعاملها مع صراعات مختلفة تحت مظلة الأمم المتحدة فتطبيق معايير الأمم المتحدة على إسرائيل مرفوض ولكنه مقبول بالنسبة للعراق وبالنسبة لفلسطين وبالنسبة لأفغانستان وفي تطبيق أسلحة الدمار الشامل تطبيق معايير مزدوجة أيضا فنموذج العراق يفوقه النموذج الإسرائيلي في تطبيق معايير السلام الذي تريده أمريكا ولكن إسرائيل تابو خاص بأمريكا ممنوع الاقتراب منه أو حتي مجرد لمسه ومن ثم أفقدت الأمم المتحدة فعاليتها وأصبحت مجرد هيكل ورقي ولم تكتف أمريكا بذلك بل مارست ضغوطها على المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تعمل في مجالات التنمية والثقافة مثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومنظمة اليونسكو التي تعمل في مجال الثقافة والتربية والعلوم بل قطعت الحصة المقررة عليها لتيسير عمل المنظمة المذكورة.
وعلى الرغم من أن منظمة اليونسكو لعبت دوراً مهماً في أنحاء العالم في مجالات الثقافة والتراث والتعليم والتنمية بل في المجال الأساسي ( الاتصال) وبالتعاون مع المنظمات الأخرى كما أوضحنا بصلب هذه الدراسة خاصة في مجال الاتصال بما يشمله من صحافة وصحفيين ووكالات أبناء بما توفره من فرص التدريب والدراسات والبحوث المتعددة التي تقوم بها واستخدام وسائل الاتصال في التنمية وفي البيئة أو في مجال التنمية المستدامة ، التي تستهدف القيام بتنمية شاملة تشمل الإنسان اقتصادياً وثقافية وتعليمياً وحياة صحية وحياة بيئية نظيفة وعملت المنظمة على إيجاد وسائل إعلام متوازنة في نقلها للمعلومات والأخبار واهتمت بتراث وآثار الدول المختلفة ، وعملت من أجل إيجاد نظام إعلامي جديد يحقق التدفق الإعلامي المتوازن ووضعت توصياتها في مجال معالجة قضايا الحرية وانتهاك حرية الإنسان وحقوقه.
على الرغم من هذا الدور المهم فإن الضغوط التي تباشرها الدول العظمي خاصة الولايات المتحدة، قد حد من أنشطة اليونسكو ليس فقط بل من أنشطة منظمات الأمم المتحدة ، فإذا أضفناً هذا إلى سيطرتها على المنظمة الرئيسية للأمم المتحدة ( مجلس الأمن ) يتضح لنا أن الأمم المتحدة ومنظماتها ، قد حادت عن أهدافها ليس لعيب في ميثاقها وإنما لعيب في الدور الذي تمارسه الولايات المتحدة والضغوط السياسية والاقتصادية التي تقوم بها مما يعني فشل الأمم المتحدة وانهيارها لتدخل متحف التاريخ إلى جانب عصبة الأمم مما يهدد السلام العالمي الذي يسعي الجميع إلى المحافظة على وجوده واستمراره ودعمه.
وسوف يؤدي هذا إلى بروز المنظمات الدولية الإقليمية والعودة إلي سياسة التكتلات الدولية كبديل للأمم المتحدة ومنظماتها.

( ب ) قائمة المراجع والمصادر

· اليونسكو – دليل مطبوعات اليونسكو 1983.
· اليونسكو – لمحات عن اليونسكو 1974.
· اليونسكو – لمحات عن اليونسكو 1981.
· ( العام الدولي للشباب) كتبت عام 1985.
· اليونسكو – ملحق الميثاق التأسيس لليونسكو.
· منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو)
· ما هي ماذا تفعل وكيف تعمل كتيب صادر عن المنظمة.
· وزارة التعليم العالي / الشعبة القومية للتربية والعلوم والثقافة ملف اليونسكو – كتاب صدر عام 1967 مكتبة القاهرة.

منوعات

منوعات

قصتى

نساء بشـــــوارب بقـلم
( هرمـــــون التحول) ناجي عبد السلام السنباطي
اجتمع مسئولو القيادة البريطانية في مصر أثناء الاحتلال الإنجليزي بحثا عن حل لتصلب العمد في حمايتهم للناس في بلدانهم ليس فقط بل حمايتهم لاقاربهم في البلاد المجاورة ، قال القائد ماذا نفعل لهؤلاء العمد ، جئنا بهم ونصبناهم المراكز الممتازة ، وأسخينا عليهم بالمال والعتاد والمركز الاجتماعي ، ولكنهم يخشون مساعدتنا في القضاء على المتمردين ، هؤلاء الذين يقلقون مناماً ويحرموننا من تنفيذ أهدافنا الإستراتيجية.
رد عليه أحد الصحفيين الإنجليز ، وكم هي أهداف حيوية يا سيدي !! إن مصر تعـوم فوق آبار من الكنوز آثار الفراعنة وغير ذلك .. وباقي البلاد العربية كنوزها لا تحصي ولا تعد .
كم هو هدف عظيم يا سيدي !!
أصطنع القائد ابتسامة وقال هكذا أنتم أيها الصحفيون تبحثون وتحللون وتقولون أشياء ليس لها وجود أهدافنا سامية ثم أردف قائلاً إنها مصالح علياً مصالح علياً لبريطانيا العظمي والآن أرجو إخلاء قاعة الاجتماع من الصحفيين فالاجتماع من الآن سري. أخليت القاعة من الصحفيين وأعلن القائد أن هناك خبير أميركي سوف يجتمع بكم الآن ليحدد الخطة التي تمكننا من السيطرة على العُمد. رد الصحفي الإنجليزي بحيث قبل أن يغادر القاعة ، حذار من الأمريكي ، قد يأخذ منك الفريسة !!.
· دخل الخبير الأمريكي وألقي التحية ، ثم قال أدخل في الموضوع مباشرة ، خطتي ببساطة ، هي العبث برجولة هؤلاء الرجال. ضجت القاعة بالضحك ابتسم الخبير الأمريكي وقال يا سادة أنتم رجال حرب ولكن ملايين الخبراء يساعدونكم ليسهلوا لكم تحقيق مآربكم ومآرب الساسة الذين يحركونكم كقطع الشطرنج يا سادة أنتم تعلمون أن دعايتكم كاذبة وأهدافكم العلنية كاذبة ، لتمرير ولتبرير حملتكم العسكرية وتجريدتكم لتأديب من يخرج عن طوعكم هدفكم يا سادة وبصراحة نهب ثروات الشعوب ولكنكم تعلنون غير ما تبطنون وها أنتم أمام مشكلة ولدينا الحل العلمي والآن إليكم الفكرة لتجعلوا هؤلاء العُمد لعبة في أيديكم هؤلاء العُمد من الشرق من بدو ومن ريف عزتهم وكرامتهم في رجولتهم وسوف نعبث برجولتهم فيكونوا أطوع من الخاتم في الإصبع لقد اكتشفنا (هرمون التحول) وهـو هرمون أنثوي يحول الرجل إلي أنثي فلا يستطيع أن يفصح عن رأيه بصفته رجل وهو يشعر في نفسه أنه أصبح أنثي سنعطيكم هذا الهرمون وسوف تقدمونه لهؤلاء الرجال بصفته هرمون القوة والذكورة وسيقبلون عليه إقبال العطاشي على الماء وسترون نجاحات عظيمة فأفعلوا ما شئتم بهم أو بهن !!
انسحب الخبير الأمريكي وسلم العقار الجديد للقائد ، وباقي القادة في إندهاش من هذه الفكرة ومن هذا العقار.
جمع القائد العسكري عُمد البلاد إلي اجتماع وأدخلهم في مناقشات جدلية حول المصالح العليا للبلاد وكيف تعمل بريطانيا على حماية مصر والبلاد العربية من شرور الآخرين وأن ثروات البلاد يجب أن تكتشف ولصالح الشعوب وأنه لن يكون هذا إلا بمساعدة بريطانيا العظمي وحمايتها وأن بريطانيا لا هدف لها ، إلا تحرير الشعوب من الظلم ومن الانتهازية ومن المنتظرين للسيطرة على الشعوب. لم يرد أحد من العُمد بعد محاضرة القائد فقد تعودوا بعد كل مناقشة معه ، التسليم بالأمر الواقع ، ففي اعتقادهم أنه لا فائدة من استمرار المناقشة ولكن ما يطمئنهم أنهم دائماً واعون له ولألاعيبه ثم أن الجوع قد أخذ منهم شوطاً كبيراً وسرعان ما انفض الاجتماع وأعلن القائد الآن وجب الغذاء اعتذر القائد ومساعدوه عن حضور الغذاء وأوكل الأمر لزوجته وزوجات المساعدين وخاطب العُمد .. خذوا راحتكم .. كأنكم في منازلكم وتمتم بعض العُمد في همس نحن حقاً في منازلنا وأنتم غزاة لنا ولأرضنا ولكن العُمد جميعهم سرعان ما أعلنوا فرحتهم ليس بالغذاء بل بجلسات هوانم الإنجليز.
أكل العُـمد ما لذ وطاب وهوانم الإنجليز يشرفن على المائدة. أكل العُمد كما لم يأكلوا من قبل وكان الطعام شهياً ومليئاً بالدسم وبالهرمونات الجديدة وانتهوا بالمشروبات المعبئة بنفس الهرمونات.
عاد العُمد إلي بلادهم في سعادة ما بعدها سعادة وفي بهجة ما بعدها بهجة ودلفوا إلي ديارهم وبحثوا تلك الليلة عن حريمهم فاليوم يومهن رغم فاروق الجمال وفارق الذوق وفارق المعاملة ، بينهن وبين نساء الإنجليز وبالإيحاء الذاتي كان هذا اليوم كأنه يوم عرسهم من جديد .
مرت الأيام وراء الأيام والعُمد في بهجة وفي سعادة فهم أعلنوا رأيهم في وجه الإنجليز وأكلوا طعام الإنجليز وتحدثوا إلي نساء الإنجليز ولم يخضعوا أو ينحنوا أو يفرطوا في حقوق البلدان ، لكن الأيام التالية ، كانت أكثر قتامة وعتامة ، ولم يعد الرجل منهم قادراً على حريمه ولم يعد قادراً على عمله .
ثم جاءت أيام ، وقد ظهر على كل منهم تحولات لا يدري لها سبباً تحولات في الجسد وفي الأفكار وفي الشعور ، لم يعد لديهم قوة الثور ولا شهوته ولم يعد لديهم ملامح الرجولة وعنفوانها لقد مال صوتهم إلي الانخفاض وإلي النعومة وأصبحت عضلاتهم المفتولة ناعمة كالحرير وبان عليهم ملامح الأنوثة ولغتها حتي ضحكاتهم الخشنة ، صارت ضحكات ناعمة ، تحول عجيب ، حتي النساء ، عافتهم وبعدت كل واحدة عن زوجها وقالت إمرأة فاجرة لأحد العُمد ، مالك يا عُمدة هل أنت عمدة ( دكر ) أم عمدة ( نتاية ) فقال لها العُمدة اختشي يا بيت أنتي عرفاني من زمان رجال بن رجل فضحكت في ميوعة. عارفة يا عُمدة ولكن صوتك غير صوتك وجسمك غير جسمك باين يا عمدة بقيت واحدة منا وضحكت وإنسلت بعيداً عن طريقه وهي تقول أجيبلك فستان يا عمدة ؟!!
جلس كل عمدة يفكر في حالة وإنتابته الهواجس فلا هو قادر على البوح ولا هو قادر على السكوت فهجر كل عمدة عمله أو أداة بتكاسل أو جلس في منزله لا يخرج وخاطب كل منهم نفسه ماذا يا ولد ؟ ما ماذا جري لك ؟! اتجلس في البيت وتفعل فعل النساء ماذا جدي لك ؟ الملامح تغيرت ، والصوت تغير الفحولة ذهبت ، اشتهاء النساء ولي هل سيأتي اليوم الذي تشتهي فيه الرجال !! ماذا جري لك يا ولد ماذا تفعل والحريم لا تفهم ولا تقدر ما أنت فيه من ذلة ، من الممكن أن تذهب الفحولة ولكن من الصعب أن تذهب الرجولة وفعل الرجال . هكذا كان حال العُمد بعد أن كاد لهم القائد الإنجليزي والخبير الأمريكي فلم يصبحوا رجالاً ولم يتحولوا نساءاً بعد.
حان موعد الاجتماع الثاني مع القائد الإنجليزي حضر العُمد … ظل رجال … نساء بشوارب ..
ابتسم القائد الإنجليزي ابتسامة ماكرة فقد ظهرت أعراض الأنوثة واضحة على العُمد ثم تحدث مع نفسه و مع مساعديه وقال لهم عبقري ذلك الخبير الأمريكي .. لقد حقق لنا ما كنا نتمناه .. بينما نظر كل عمدة إلي زميله ولكن كل منهم كاتم لسره.
قال القائد الإنجليزي للعُمد علينا أن نقضي على كل متمرد يعارض سياستنا الإنجليزية والتي هي نفس سياسة مصر ومن أجل مصلحة مصر العليا بل ومن مصلحة كل بلد عربي مجاور لقد رفضتم من قبل أن نقضي على المشاغب الذي يعمل على تأليب القبائل ضدنا ضد إنجلترا العظمي ومصالحها ومصالح مصر العظمي التي هي في حماية عيوننا وفي حماية قلوبنا. والآن ما رأيكم وقد بدأ يتعاظم نفوذه ويسود.
رد أحد العُمد ولكنه رجل وطني ومخلص وقال عمدة آخر ولكن هذا الرجل أنتم الذين قدمتموه لنا أحسن تقديم ، وأنتم الذين صنعتوه.. ماذا حدث من تغير !!.. رد القائد في ابتسامة ماكرة الأيام تتغير يا عمدة فأنت في الاجتماع الماضي كنت عالي الصوت خشن المظهر والآن أراك ناعم الصوت رقيق المظهر ، ماذا جري لك يا عمدة ؟ ما التحول الذي طرأ عليك ؟! صمت العُمدة وقد لمزه القائد في مقتل ، وصمت باقي العُمد خوفاً من سخرية القائد ، فالحال من نفس الحال ضحك القائد وضحك مساعدوه والآن ما رأيكم يا عُمد ؟!!
ردوا في نفس واحد ، الرأي رأيك أيها القائد ! ولكن ماذا تقول للناس والناس تعرف عنه القوة والشهامة والفتونة ، قال القائد ، شغلوا رجالكم في ترويج كل الدعايات السيئة عنه ، وسرعان ما ينبذه الناس .. رد العمد .. الرأي رأيك يا قائد.
انفض الاجتماع .. وعاد العُمد .. يهيئون النـــاس للقضاء على ( المتمرد) وأذاعوا كل مهانة عنه وأذاعوا كل سوء عنه وأنه سبب المشاكل وسبب التخلف .. وتعجب الناس من هذه الإشاعات وتعجبوا أيضاً عندما تحركت الشركات الإنجليزية والأمريكية وفي حراسة قواتهم للقضاء عليه. في نفس الوقت التنقيب والبحث على كل ثروات البلاد من تراث ومن آثار وغير ذلك من كنوز الأرض ما فوقها وما تحتها.
ضج الناس بالشكوي ولا مجيب ، وزاد هياج الناس ، بل بدءوا يعدون العدة لعزل العُمد. نضجت الفكرة وشاع بين الناس أن العُمد لم يعودوا عُمداً سواء في المواقف أو في الشكل أو في البدن أو في الحركة أو في الحديث .. وظهرت النكات عن العمد .. عُمدنا.. باين عليهم ( بائوا نسوان)… وغازل الرجال العمد في وضعهم الجديد !! اجتمع العمد .. بعيداً عن أسرهم وبعيداً عن القادة الإنجليز … وتناقشوا مشكلتهم .. ماذا حدث لنا يا سادة بصراحة أصبحنا والحريم واحد ماذا يفرقنا عنهن لقد زادت مشاكلنا داخل البيوت وخارجها لم نعد نرضي زوجاتنا ولم نعد نرضي ناسنا ولم نعد نرضي أنفسنا وكل يوم يحصل القائد الإنجليزي منا على تنازل جديد .
قال أحد العُمد ………… بصراحة أن هذا التحول لم يظهر لنا إلا بعد الاجتماع مع الخبير الأمريكي والقائد الإنجليزي ، وما ثم في وليمة الهوانم وقال آخر …… أتصدقون …… لقد غازلني القائد على أنني أنثي !!
رد آخر الحل هو أن نبحث عن أسباب هذا المرض وطرق علاجه.
قال عمدة ، لنذهب إلي القائد الإنجليزي ، فقد يعرف الحل هو والخبير الأمريكي .
رد عُمدة ، ولكنهما سبب المصيبة.
ثم أن العمدة جاسم وحمد وصبحان وشريف ، ذهبوا إليه فعرضهم علي الخبير الأمريكي .. فقال لهم ليس هناك إلا حل واحـد .. قالوا وما هـو ؟ قال أن يصبح الشعور فعلاً وواقعاً !!.. قالوا وماذا يعني هذا .. قال الخبير بعملية جراحية بسيطة تصبحوا نساءاً بحق وبحقيق.
إندهشــوا .. وتساءلوا أبعد هذه السنين وأولادنا قد كبروا نتحول إلي حريم ؟! .. رد الخبير أليس أفضل من الوضع لحالي .. قالوا وكيف نواجه مجتمعنا .. رد الخبير اقنعوهم بالتطور .. أو مرحباً بكم في بلادنا حيث الحرية واتركوا لنا بلادكم نديرها لحسابكم !!
رد باقي العُمد وهل وافقوا علي العملية ؟ قال العُمدة وافقوا وأصبحوا نساء لامعات .. يعشن في أمريكا وفي انجلترا وتركوا الإدارة لرجال أمريكا وانجلترا ..
رد عمدة لم تتمكن منه الأنوثة تماماً .. اعرف خبيرا عربياً .. سيشفينا جميعاً رد الباقي علينا به .. وذهبوا إلي الخبير العربي وحكوا الحكاية .. فابتسم واثقاً وقال علاجكم في أيديكم .. سأعطيكم (هرمون الذكورة ) ولكن الأهم هـو إرادتكم أن تكونوا رجالاً وفعالكم .. تكون أفعال الرجال .
انتهت




















دراسة في عالم نجيب محفوظ الروائي و القصصي

مع التطبيق علي رواية ( الحرافيش ) وعلي قصة ( عنبر لولو )

اعتمدنا في هذه الدراسة علي مرجعين هامين بشكل أساسي أولهما كتاب نجيب محفوظ للدكتور حلمي بدير وكتاب القصة القصيرة للدكتور طاهر مكي ، وستنقسم الدراسة إلي قسمين إضافة إلي تمهيد.
تمهيد : ارتبطت الرواية والقصة القصيرة في نشأتهما بالصحافة ، وعلي نحو ما كان ( ديكنز) يكتب فصولا من رواياته ، وتنشر في جريدة حائط ، وكان ( فلوبير) ينشر " مدام بوفاري" أيضاً في جريدة ، وقد أتاح إتجاه الصحف المصرية لنشر الأعمال الأدبية مسلسلة بالصحف والمجلات ، الفرصة للعديد من الكتاب ، بالظهور والانتشار والتجويد والاستمرار ، وكانت الأهرام القاهرية وراء تعريف الجمهور المتلقي بنجيب محفوظ ، ونجيب محفوظ لم يتفوق في الرواية فقط والتي تابع بها الواقع الاجتماعي ومتغيراته ، وما يترتب عليه من ظواهر ولكنه تفوق أيضاً في مجال القصة القصيرة ، وقد توج كل هذا بحصوله علي جائزة نوبل في الآداب في 10/12/1988 ، وقد ترجمت أعماله إلي جميع لغات العالم قبل حصوله علي جائزة نوبل وبعد حصوله عليها.
والقصة القصيرة حدث شديد الكثافة وأسلوب برقي وتتميز بالإيجاز والتكثيف بينما ، بينما الرواية حياة بكل ما في الكلمة من معني ، إنها عالم فسيح ممتد ، يجول فيه الكاتب زماناً ومكاناً وشخوصاً وموضوعاً ، ويقول الدكتور / طاهر مكي ، أن القصة القصيرة هي حكاية أدبية تدرك لتقص ، وهي قصيرة نسبياً وذات خطة بسيطة وحدث محدد وحول جانب من الحياة ، لا في واقعها العادي والمنطقي وإنما طبقاً لنظرة مثالية ورمزية ولا تنمي أحداثاً وبيئات وشخوصاً كثيرة وإنما توجز في لحظة واحدة حدثاً ذا معني كبير.
فالروائي والقصاص يأخذان مادتهما من قضايا الإنسان ومشاكله وواقع الحياة ، وإنما يجىء الاختلاف من الشكل الذي تأخذه ، عند كل واحد منهما ، فطول الرواية يحدد قالبها ، بينما قالب القصة القصيرة يحدد طولها.
والقصة قد لا تأخذ زمناً كبيراً علي عكس الرواية ، وهي تتجه إلي الحدث وتعبر عنه في لغة مركزة وعبارة محكمة علي عكس الرواية ، التي لديها المساحة الواسعة للتجول زمنياً ومكانياً وشخوصاً وأفكاراً. وقد برع نجيب محفوظ في كلا النمطين ، بل اتجه إلي نمط المسرحية ذات الفصل الواحد فأبدع فيها أيضاً.
ويقول الدكتـور / حلمي بدير ، أن اتجاه نجيب محفوظ لكتابة القصة القصيرة ذلك أنها فترات راحة بين كتابة الرواية والأخري ، وأنه يلجأ إليها ، أي إلي القصة القصيرة ، ليعالج أفكاراً تستلزم سرعة معالجتها ، ولا تستطيع أن تنتظر لتعالج كراوية ، ويعتبر هذا الرأي أيضاً معياراً للفصل بين سبب المعالجة لدي الكاتب ، من حيث اختيار القالب أو الشكل ، هل يصيغه في شكل قصة قصيرة أم في شكل رواية.
إلا أن التقسيم بين الأنماط الأدبية ، ليس تقسيماً قاطعاً ، فهناك تزاوج بين العديد من الأشكال الأدبية ، وبينما تستوعب الرواية كل هذه الأشكال لا تتحمل الأشكال الأخري ، حجم الرواية أو المسرحية الكاملة الفصول.

وعلي كل حال فإن نجيب محفوظ قد تفوق في صياغة أفكاره في هذه القوالب جميعها ، فمن هو الأقدر ضمن من يقدرون علي ذلك غير نجيب محفوظ.

مشوار نجيب محفوظ الأدبــي :

لقد بدأ محفوظ كتابته للرواية ، في الثلاثينات ، بروايات تاريخية ، كرادوبيس وكفاح طيبة وهمس الأقدار ، ويري الدكتـور بدير ، أنها إضافة إلي المقاولات الصحفية له .. تمثل الأساس لإبداعاته التالية التي تصنف جميعاً .. في مجال الواقعية الاجتماعية .. التي تتأثر بالواقع متابعة للمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن أعماله الواقعية .. بداية ونهاية عام 1949 ، وهي الرواية السابعة لنجيب محفوظ ، قبل الثلاثية ومن أعماله الاجتماعية السراب عام 1948 وأولاد حراتنا 1959 وثرثرة فوق النيل 66 وميرامار 67 و المرايا 1972 والحب تحت المطر 1973 والكرنك 1974 وحكايات حارتنا 1975 وقلب الليل 1975 وحضرة المحترم 1975 وملحمة الحرافيش 1977 وأيضاً خمارة القط الأسود وتحت المظلة 1969 وحكاية بلا بداية ولا نهاية وشهر العسل 1971 والجريمة 1973 والحب فوق هضبة الأهرام 1979 والشيطان يعظ 1980 واللص والكلاب ، إضافة إلي الثلاثية.
· ويعتبر الدكتور بدير أن هذه الأعمال مرحلة تجريد جديدة ، وهي أيضاً مرتبطة بمتغيرات المجتمع من الحكم الشمولي إلي الانفتاح .
وقد صمت نجيب محفوظ في المدة من 1942 حتي 1951 وفي المدة من 1967 حتي عام 1972 عن كتابة الرواية ولكنه أخرج خلال مدد الصمت العديد من القصص القصيرة ، والصمت عند نجيب محفوظ مرتبط بمرحلة المتغيرات ، فالصمت الأول عقب الحرب العالمية الثانية والصمت الثاني عقب هزيمة 1967 وحتي نصر أكتوبر 1973 ويؤكد الدكتور بدير أن اللجوء إلي القصة القصيرة ، يكون عند محفوظ لمعالجة فكرة ملحة في الظهور لا تستطيع أن تنتظر لمعالجتها في شكل روائي.
· واستمر عطاء محفوظ خلال الثمانينات ، فقدم رواية ( عصر الحب ) عام 1980 ، وانتهاء برواية (قشتمر) عام 1988 … كما قدم ثلاث مجموعات قصصية ووعد بواحدة ، أما الثلاث فهي ( رأيت فيما يري النائم ) عام 1982 و ( التنظيم السري ) عام 1984 ، ( وصباح الورد ) عام 1988 ، والرابعة الموعودة ( الفجر الكاذب ) وقد صدرت عام 1989.
· وقد صدر له الأهرام أخيراً ، في شكل حلقات ( أصداء علي السيرة الذاتية ) ، وهي مقاطع تتميز بالتكثيف والرمز والإيجاز وذات معاني دلالية ورمزية وترقي إلي مرتبة أقوال ( رجال الصوفية ).
· لقد كتبت العديد من الدراسات الأكاديمية والأعمال النقدية .. إلا أنها مازالت قاصرة عن تغطية كم الإبداع الهائل الذي أخرجه محفوظ.
· كما ترجمت العديد من أعماله إلي اللغات المختلفة ، منذ عام 1966 ، بل يمكن أن نقول أنها غطت كل أعماله بعد حصوله علي جائزة نوبل 1988 وتتولي ( الجامعة الأمريكية – قسم النشر – القاهرة ) عملية نشر أعماله مترجمة بالخارج ، بموجب تعاقد مع الكاتب.
· كما أن معظم روايته وقصصه قد تحولت إلي افلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وأعمال للراديو كما صدر أغلبها منشوراً بالصحف والمجلات خاصة جريدة الأهرام قبل أن تصدر في شكل كتاب.

وسوف نتناول نموذجاً لرواية هي (ملحمة الحرافيش ) ونموذجاً لقصة قصيرة هي ( عنبر لولو) كما يلي :

القسم الأول : دراســــة ( ملحمة الحرافيش )
تمهيد :
من أهم الروايات في حياة نجيب محفوظ ( أولاد حارتنا ) والتي أشادت بها لجنة جائزة نوبل ، وإن كانت الجائزة عن أعمال الإبداعية جميعاً.
صدرت تلك الرواية في عام 1959 في شكل نشر مسلسل بجريدة الأهرام ، وتوقف نشرها ، بعد اعتراض الأزهر الشريف عليها ، ولكنها طبعت بالخارج طبعات عديدة ، وكان أساس الأزمة ، أنها تجدف في الدين ، من واقع شخصياتها .. الجبلاوي وأدهم ورفاعة وقاسم وعرفة .. وكانت وجهة النظر المعارضة أنها رموز للأنبياء وأن شخصية " الجبلاوي " هي شخصية الله " حاشا لله " وعدد فصولها يعادل عدد سور القرآن ولكن الرواية من وجهة نظر الكاتب أنه يبحث عن صفات العدل و الرحمة ورفع الظلم والسلام المفقود وكل القيم المثالية ، التي افتقدتها الحارة ، ولكنه لم يصدرها أو ينشرها مرة أخري ، لعدم الاصطدام مع رأي الأزهر الشريف وإن لم يمنع ذلك الناشرون من نشرها بالخارج.
و للدكتور / حلمي بدير وجهة نظر في أن محفوظ ، قد قام بإعادة صياغة الحكاية مرة أخري في " حكايات حارتنا " وفي ملحمة " الحرافيش " الصادرة في عام 1977 بعدما ازداد نضجه الفني وتلافي ما قد يسبب اللبس الذي وقع لرواية " أولاد حارتنا " وذلك بطرائق فنية جديدة.
** أصـل كلمة الحرافيش :
· في لسان العرب ، في مادة " حرفش " : احرنفش الديك " : ( تهيأ للقتال وأقام ريش عنقه وكذلك الرجل إذا تهيأ للقتال ، والغضب والشر ، واحرنفشت الرجال .. إذا صرعت بعضهم بعضاً) .
" والمحرنفش .. المتقعبص الغضبان .. واحرنفش للشر : تهيأ له .. وأبو خيرة من الأفاعي .. الحرفش والحرافش".

وقد استخدمت الكلمة ، أول ما استخدمت ، في أغلب الظن ، في عصر المماليك في مصر ، وقد شملت الكلمة ( حرفوش) كلاً من التابع والمتبوع ، و إذا كانت الكلمة معجمياً " انسحبت علي الفتوات" في الحارات ، فإنها أيضاً قد انسحبت علي التابعين ، أو الخاضعين لحماية الفتوة ، وغلبت الكلمة بعد ذلك علي "التابعين" دون الفتوات.
والفتوات لهم صفات جسدية معينة ، تمكنهم من حماية التابعين ، ضد البطش والظلم .. وكانت حياة الفتوة ، نموذجاً للقوة الخيرة الساعية لتحقيق الحق والخير والعدل ، بين الحرافيش أو العامة أو البسطاء أو الصعاليك ، كما يقوم الفتوة بمعاقبة المنحرفين والخارجين علي قانون الحارة الذي يضعه ولذا عادة ما يواجه بالعدوان ، من عناصر الشر المختلفة.

وتختلف الفتونة عن البلطجة ، فالأولي دفاع عن القيم لصالح الضعفاء و الثانية تفرض البلطجة ، للحصول علي منافع خاصة.




** فكــرة الروايــة :

يري د. بدير ، أنها واجهة محسنة ، لرواية " أولاد حارتنا " التي قوبلت بالرفض .. ولقد ابتعد نجيب محفوظ ، عن أي خط ، قد يفسر دينياً .. ولكنه التزام بالفكرة الرئيسية .. حيث أبطاله جميعاً ، يحاربون من أجل إعلاء الحق والعدل والخير والمساواة والبطش بالفساد ، وضرب الأشرار ، وهي لا تبتعد كثيراً عن الأهـداف التي تسعي إليها ، رسالات السماء ، وحكايات الرواية ، تدور كلها حول هذه المعاني ، من خلال عشر حكايات ، تتابع الأجيال المتتالية ، لأسرة واحدة ، احترمت " الفتونة" ، وتوارثتها أبا عن جد .. وقد أطلق نجيب محفوظ ، علي مثل هذه الروايات ، في حديث له .. روايات الأجيال .. كما صدرت في الغرب .. ومن أمثلة هذه الروايات ( الثلاثية ) .. ورواية ( ملحمة الحرافيش ) .. وإن كانت رواية الحرافيش .. تتكون من عشر حكايات .. الأولي .. عاشور الناجي والثانية .. شمس الدين .. والثالثة الحب و القضبان والرابعة المطارد .. والخامسة .. قرة عيني .. والسادسة شهد الملكة .. والسابعة .. جلال صاحب الجلالة .. والثامنة الأشباح .. والتاسعة سارق النعمة .. والعاشرة التوت والنبوت.
إلا أن هذه الحكايات ، يجمعها خيط واحد .. هي متابعة تاريخ الفتونة ، عبر زمن ممتد ، من الأجداد حتي الأحفاد متمثلة في أسرة الجد الأكبر .. عاشور الناجي .. وحتي آخر حفيد .. ومن خلال كل هذا تتعرض لبداية تكوين كل أسرة .. وكيفية صعود ( الحرفوش ) ليصبح ( فتوة ) بدءاً من عاشور الناجي حتي الحفيد السابع " شمس الدين الثاني " وسلاح الفتونة القوة وكثرة التابعين والنبوت …
* ومن حياة كل أسرة ، تتعرض كل حكاية لصعود وهبوط الفتوة وتتعرض لحياته الاجتماعية من زواج وطلاق وأولاد .. وتتعرض للصراعات ، وطرق فرض الأتاوة ، مقابل الحماية ، وإعادة توزيعها علي الحرافيش .. وذلك لإقامة القيم والمثل التي تسعي إليها " الفتونة ".

وعبر الزمن الممتد لهذه الأسرة التي قادت " الفتونة " وكرست مبادئها .. عبر أجيال مختلفة .. وتشابكت مصالحها ، مع شرائح أخري .. تعرضت هذه الأسرة للصعود والهبوط ، وفقد الفتونة واستردادها مرة أخري ، والتشبث بها وزهدها مرة أخري .. كما تعرضت لصلات الرحم والنسب مع الشرائح الأخري ، واختفاء بعض أبطالها وظهورهم مرة أخري ، وكما بدأت الحكاية بعاشور الناجي الكبير .. الفتوة الأول ، الذي كرس حياته للفتونة ، ووضع قواعدها ، ثم اختفي وتراوحت خلال الأجيال ، ما بين الالتفاف حول مبادئه ، وما بين الانحراف عن أصول الفتونة .. لتعود الفتونة بمبادئها التي وضعها عاشور الناجي الكبير ، متمثلة في أحد أحفاده ( عاشور الناجي الثاني عشر ) ، لتحقق حلم جده الكبير ، فيما يريده للحارة فيسود العدل وتتوزع الثروة بالعدل علي الجميع ، ويأخذ نفسه بالقسوة حتي لا يركن إلي حياة الدعة والثراء والخمول ، الذي كان وارء إنحراف آل الناجي جميعاً.




شخصيات الرواية :
** تتكون شخصيات الرواية من شخصيات رئيسية ممثلة في شجرة عائلة " عاشور الناجي " الكبير .. وفروع هذه الأسرة وهي حسب الهيكل التالي :
عاشـــور الناجــي ( مؤسس الفتونة )
شمس الدين

سليمان
بكر خضــر
سماحة صفية رضوان
قرة وحيد رمانة
عزيز
شمس الدين (مات في الشهر الثامن )

هذه هـي سلالة ( الناجي الكبير ) التي توقفت عند الحفيد السابع ، لننتقل إلي ذرية زهيرة السفاحة ، وزينات الشقراء ، الداعرة ، ونور الصباح العجمي الداعرة ، وتصل إلي ربيع سماحة الناجي ، ابن فردوس والذي يتزوج من حليمة البركة ، وقد تجاوز الخمسين ويتوفي ويترك وراءه ، فائز في العاشرة ، وضياء في الثانية وعاشور في السادس " وكانت أمهم من سلالة الناجي الكبير " أيضاً .. يخرج فائز ويعود غانما ، ثم ينتحر بين يدي أمـه .. ويخرج ضياء ليعمل في قصر ببولاق ويعود عاشور إلي الحارة ويحمل النبوت ويتجمع حوله الحرافيش ليعيد عهد الفتونة الأولي.

** الحرافيش .. اتجاه لرمز جديـــد :
يري د. حلمي بدير ، أن الحرافيش قد تكون انعكاساً لنظام الوصاية في المذهب الشيعي ، التي تقف عند سبعة أئمة طبقاً للسبعية عندهم ، وهو ما يتمثل في سبعة أجيال ، لرأس الشجرة " عاشور الناجي " وتستمر الوصاية عند الشيعة " الاثني عشر " فنجدها في الرواية تستكمل " شجرة الناجية " حتي تصل إلي الجيل الاثني عشر ، متمثلاً في " عاشور الناجي " الحفيد ، الذي يعود ليقيم " مبادىء الفتونة ومثاليتها " كما يعود " المهدي المختفي " والمنتظر عند الشيعة ليقيم الدين الصحيح.
· ويؤكد وجهة نظرة ، بما يتماثل من عدد الأجيال في الرواية ، مع عدد الخلفاء عند الشيعة " الإسماعيلية" في فرعيها ( السبعية والاثني عشر ). وما تناثر بالرواية ، من أشعار فارسية .

ومن هنا يتضح أن الرواية تضمنت محورين :
(1) أنها أولاد حارتنا .. جديدة وبعيدة عن أي تفسيرات قد توقفها.
(2) أنها قد تكون باحثة في مذهب الشيعة الإسماعيلية.




** الشكل و المضمون :

قد تقع الرواية من حيث الشكل في 567 صفحة من القطع المتوسط ، وهي بهذا تقع في دائرة الرواية الطويلة ، التي بدأت تنحسر الآن ، ليحل محلها الشكل القصير من الرواية ، الأقرب إلي الشاعرية ، ومع ذلك فالرواية قصيدة طويلة ، تمزج بين الحلم والواقع ، بين الحقيقة والأسطورة ، أجيال تتنازعها الأهواء منذ البداية الأولي ، مع الشيخ ( عفرة زيدان ) ، وحتي النهاية مع " عاشور الناجي " الأخير. أجيال متعاقبة ، تنقل صفات البيئة و الوراثة من ذرية لأخري ، وتشتبك العائلات التحتية و الفوقية ، صعودا وهبوطاً .. من جيل إلي آخر ، مع تحرك في الزمان و في المكان ، وإن كان المكان الأساسي هو "الحارة" ولكنك لا تنسي حدثاً أو حركة أو ملمح شخصية مع التتابع المضموني ، الكل في واحد " النزعة نحو تحقيق العدل " ، أسطورة تحاربها كل الحركات الرأسمالية ، بما تملك من مال يصنع القوة ، ومع ذلك فالفتوة يستطيع أن يكون القوة المؤيدة من الشعب " الحرافيش " في الوقت ذاته ، الذي يحقق العدل والمثاليات.
لغة الرواية :
أسلــوب الكاتب ، هو مفتاح شخصيته ، ومفتاح شخصية نصه .. ونجيب محفوظ ، كاتب أسلوبي من طراز فريد .. فاللغة عنده لها دلالات عديدة فالرواية تتحدث عن ثلاثة قرون ، ولكن القارىء ، لا يشعر بالزمن ، والحكايات متماسكة ، ولكنها لا تختلط عليه أبداً.
ذلك أنه ينتقي مفرداته ، مما جعلت الزمن والمكان ، كأنهما في ثبات ، كما ثبتت عناصر التوحد في الشخصية و المضمون ، ويرجع ذلك إلي أسلوب نجيب محفوظ ، حيث نري ذلك في أعماله المختلفة ، فهو مسيطر علي مفرداته ، ومعانيها ، وكل تراكيبه.
إن عالم نجيب محفوظ ، هـو إطلالة جديدة ، لعالم صوفي عجيب .. وفي ملحمة الحرافيش كانت اللغة هي الشفرة لتي تصدر من المرسل إلي المستقبل " الملتقي " ليحل رموزها .. ودراسة النص .. يكشف هذه الشفرة .. فلم يفقد نجيب محفوظ .. قدرته علي تنويع " الحوار " وتطويع اللغة ، فهو يستخدم الفصحي كعادته .. ولكنك لا تشعر بثقلها علي لسان " الحرافيش " والمفروض أن تكون لغتهم " العامية ".

القسم الثاني : " عنبر لولو "

وهي قصة سبق أن نشرها الكاتب الكبير نجيب محفوظ في جريدة الأهـرام عقب هزيمة 1967 في صيف 1967م. سوف نعرض لها ولأفكارها ولشخوصها .. ونحكم في حدود ما فهمناه منها وفي حدود تفكيرنا .. وفي ضوء الفترة الزمنية التي نشرت فيها والبلاد قد خرجت من الحرب المفاجئة مهزومة ياتسة وقد انعكس ذلك علي جيل الكبار وانعكس ذلك علي جيل الشباب.
ويبدوا أن هذه الفترة وجهت الكاتب إلي المعالجة في شكل القصص القصيرة فقد صدرت مجموعة خمارة القط الأسود عام 1969 ومجموعة ( تحت المظلة ) عام 1969م ثم " حكاية بلا بداية ولا نهاية عام 1971م ".

والقصة التي سوف نعرض لها من هذه المجموعة الأخيرة وإن كانت هذه القصص القصيرة قد نشرت متفرقة خلال هذه السنوات بالصحف المصرية وخاصة الأهـرام وقد تكون الصدمات التي تواجه المجتمع " المتغيرات " تنعكس علي الروائي فقد توقف من قبل في الفترة من (49م – 52م) وتوقف ( 67م – 73م) فالرواية تحتاج إلي وقت كبير لكتابتها وهذا الوقت في فترة التحويلات والمتغيرات الشديدة يحتاج إلي وقت كبير لهضم كل هذه المتغيرات. إن قصة " عنبر لولو " تقوم علي الحوار.
ملخص القصة :
رجل كهل وفتاة صغيرة السن ، الكهل تعد الخمسين عاماً والفتاة تعدت العشرين عاماً يعملان بإدارة واحدة.
تعاني الفتاة من مشاكل أسرية ، نتيجة لمسئوليتها عن أخواتها ومضايقات زوج الأم حيث يعيشون معه والكهل يعيش اللاسلبية بعد تاريخ من البطولة ضد الأعداء.
يتفقا علي لقاء بإحدي الحدائق .. تريد الفتاة أن تبوح بمشاكلها له والعجوز يريد أن يسمع الفتاة لم تستطيع البوح لصديقاتها إلا لصديقتين ، شجعتها إحداهن علي الزواج والأخري علي الانطلاق ، والفتاة تريد أن تسمع رأي الحكمة .. أخذته أو أخذها إلي الحديقة والحديقة يبدو عليها أنها حديقة العشاق .. الكل لاه بفتاة يلعبون ويمرحون والعجوز و الفتاة يشاهدان كل هذا وهي تحادثه عن مشاكلها .. تدعو إلي المرح والرقص والغناء .. تريد أن تنفك من أسرها وتسوق له الحكايات المتضاربة عن شاب غني من طنطا تاجر ميسور يريدها بلا زواج وبلا طلاق لزوجته والعجوز يكبح جماحها ولكنها سرعان ما تقول له أنها حكاية وهمية و العجوز الذي يحاورها يدعوها ويدعو العشاق إلي عنبر لولو.
** نهاية المراجعة
ويقول أنه بصحراء الهرم حيث هناك الحرية المطلقة وهناك الزهور والياسمين وهناك تفعل ما تشاء بلا قيود ولا رقابة .. وكأن الكاتب يدعو إلي الحرية وإلي الإنطلاقة .. وترفض الفتاة أن تذهب معه .. وفي أثناء الحوار يسمع صوت طلقات .. وينقطع الحوار ويثور التساؤل هلي الرصاص بسبب مجرم هار أم بسبب آخر تدريبات أو ما شابه .. ثم يتقبل الحوار ما بين جذب وشدة استرخاء و تنافر ما بين العجوز والفتاة .. هي تريد أن تمشي وأن تلغي كل الموضوع وهو يريها وينجذب إليها .. ثم ما يلبث أن يقطع الحوار دخول رجل يلهث .. ويحادثهم عن صوت الرصاص ويتعلم بصفة المشاهد وليس بصفة الفاعل .. يقول لهم أن رجل حق فوق البرج وأطلق الرصاص علي كل الاتجاهات ودون أن يصيب أحد ويقول له العجوز أنه كان ذات يوم رجل قتله يطلق الرصاص علي الأعداد.
ويستمر الرجل في اعترافاته عن الرجل الذي أطلق الرصاص حتي يقر في النهاية أنه هو الذي فعل ذلك دون أن يصرح بذلك .. وينصحه العجوز حيث الطرقات محاصرة أن يسلم نفسه .. فيقوم الشخص المذكور ليسلم نفسه وفي قيامه اعتراف بأنه نفس الشخص المذكور ليسلم نفسه وفي قيامه اعتراف بأنه نفس الشخص الذي قام بإطلاق الرصاص والذي تحدث عنه كأنه شخص آخر والذي يصف حاله بأنه يطلق الرصاص علي العدو الأكبر ولكنه لا يحدده .. ويعود العجوز إلي حواره مع الصبية فيقول لها هيا بنا إلي عنبر لولو .. فرفض ولكنها سرعان ما تطلب هي الذهاب إلي عنبر لولو .. فيشرح لها أن عنبر لولو هو مشروع أو حلم إرتاده هو وجمع من أصحابه أثناء سجنه ويمثل متطعين عنبر واستوحوه من عنابر السجن ولولو واستوجب من آخر مقطع في كلمة هونو لولو وهي مدينة أمريكية .. لكيون الاسم عنبر لولو حيث يكون كل شىء مباح .. ولكن المشروع قد فشل لأنه علي حد زعمه في سخرية أن جميع الرفاق قد خانوه بعد السجن فقد تابوا وحجوا إلي بيت الله الكريم.

ثم تنتهي القصة بأن يدعوها لأن ترافقه هو مهتمو بهما واحدة . حيث تتقابل الرغبات داخل الكشك الموجود بالحديقة فسيرغب في إطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات كما فعل الشاب الشارد في إطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات كما فعل الشاب الشارد من قبل من فوق البرج وسيرقص ويغني ويمرح معها كما تحب هي أن تطلق في حرية.
الشخصيات :
- عجوز كان في شبابه بطلا وينظر إليه علي أنه مستودع الحكمة والرأي.
- فتاة في مقبل القمر تصطحبها المشاكل من كل اتجاه وتبحث عن الحل.
- شاب تاثر هارب ، يعلن استئناف بلا هدي.
- شباب وشابات لا هين يعربدون في كل مكان.
- جنود من الشرطة يطوقون الحديقة.

التعليق :
- إن إلتقاء العجوز مع الفتاة الصغيرة ولكل مهما أفكاره المختلفة ، العجوز بخبرته وتجاربه وحنكته وممارسته وحكمته وذكريات شبابه البطولي.
- و الفتاة بمشاكلها التي تحملتها في سن صغيرة ولا تستطيع حلها وتبحث عن الحل وتري الحل في الإنطلاق والحرية المفتوحة بدون قيود.
- والشاب الثائر .. المستنكر للمجتمع و ما به ويريد أن يعلن استنكاره علي الجميع دون أن يؤدي إلي إصابات .. مجرد الاستنكار.
- والشباب والشابات المنطلقين بقدر حدود كل في حاله وكل في سبيله .. ودون أن يهتموا بالآخرين.
- الجنود المتوعدين لمن أطلق الرصاص وحتي ولو لم نصيب أحد.

كل هذه التركيبة .. ماذا يريد بها ومنها نجيب محفوظ عندما يضعها في بوتقة واحدة وهي الحديثة التي بها جزء من الحرية مقيد .. ماذا يريدنها إذا عرفنا أن الزمان عقبة عزيمة سنة 1967 بكل ما تعلق بجيل هذه الأيام .. ذلك عندما يكون الحلم قد بلغ الذري ثم فجأة بينها كل شىء.
هل يقول الأستاذ نجيب محفوظ أن الحلم في تحقيق آمال المطحونين والشباب والعجائز في الحرية أن يفعل كل منهم ما يشاء.
ولكنه حلم في مخيلة مجموعة من المسجونين المقيدين .. سرعان ما تسرب بعد أن تم الإفراج عنهم هل يريد أن يقول الكل مسئول عما حدث لنا في حرب 1967 وعلي هذا أطلق شاب ثائر الرصاص علي جميع الجهات بينما يتمثل في ذهن هذا الشاب أنه يطلق الرصاص علي العدد الأكبر الذي لم يحدده.
هل يريد أن يقول الكاتب .. أن الشباب حائرين لا يريدون ولا يعرفون ماذا يريدون .. وهل يقول أن البراءة تغتال حينما يفعل الذئاب بالشابات ما يفعلون ولا يعرفن إلا بعد أن يفقدون عذريتهن وبراءتهن.
هل يهدف الكاتب إلي أن إتقاء الخبرة مع الشباب هل الكفيلان بح المشكلة الأبدية التي يواجهها المجتمع.
في الحقيقة أن نجيب محفوظ يقول كل هذا .. فالقصة قصة قصيرة ومزية نشت كما قلنا عام 1967 عقب الهزيمة الطاحنة ، والتي إهتزلها المجتمع اهتزازاً عنيفاً ولم يعد المجتمع كما كان .. كل ما هـو موجود ذكريات بطولات متمثلة في العجوز وحيرة جيل جديد لا يعرف أين الطريق .. وحرية مقيدة تتخبط حتي الحلم حلم الجريمة قد مات ( مشروع عنبر لولو ) والكل لاه.
و الفكرة الرئيسية هي الحرية ولكن الحرية " مقيدة " ومشروع وحلم الحرية " تفعل ما تشاء " قد فشل .. فهل يأس الكاتب وبط القصة حينما يقول في ختامها " سأطلق الرصاص في جميع الجهات وسترقص وتعني وتمزح هل هو يأس يعوضه باللهو واللعب والمرح أو هو نوع صغير من الحرية يلتقي فيه الكبار مع الصغار بعد ابتعاد وفرقة .. أو هو يريد أني قول أن الجميع مسئول عما نحن فيه لهذا سيطلق الرصاص في جميع الجهات ولكنه سيرقص ويغني ويمرح .. أي سيكون سعيداً بذلك أو سيكون لاهياً أم ماذا .. التساؤلات عديدة وإجاباتها في أذهان كل متلقي وقد تختلف وجهة نظره مع وجه نظر متلقي آخر سواء أكان طالباً أم أكاديمياً أم ناقداً أم فرداً عادياً.












الأربعاء، مايو 11، 2005

مقالة عن الوحدة الوطنية

الوحدة الوطنية حتمية رغم كيد المتربصين
** تنازلت الأنباء ، أحداثا عادية ، سرعان ما تحولت إلى قضية تشغل الناس ، تلك الأحداث لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ، فلا المفسدون سيتوقفون ولا بعض المواطنين الذين تأخذهم العاطفة قبل العقل ، والانفعال قبل التدبر والغليان قبل التثبر بوقائع الأمور التى تحدث وستحدث 0
ذلك أن مصر الرابضة عبر التاريخ مر عليها الكثير من الأحداث العظام ومن الأحداث الصغار فما وهنت وما ضعفت وإنما خرجت منها وهى أقوى ، وهى أصلب ، وهى أكثر تلاحما عن ذى قبل
ومصر المسالمة والمهداة لمن يعيش على أرضها بسلام هى مصر القوية والذى قضت على المستعمرين وعلى المحتلين منذ آلاف السنين
ومصر هى التى عرفت الأديان منذ آلاف السنين ومصر هى التى نادت بالتوحيد منذ إخناتون ومصر التى احتضنت الأديان جميعها ومصر هى التى استقبلت الرسل والأنبياء وفتحت أبوابها للجميع
فعندما فر اليهود من ظلم الرومان فلم يجدوا غير مصر مكانا للعيش ومكانا للعدالة ومكانا للتسامح وهى مصر التى احتضنت كل هؤلاء البشر وكل هؤلاء الأنبياء وهى التى استقبلتهم ووضعتهم فى مكانتهم اللائقة
وهى التى احتضنت السيد المسيح هو ووالدته البتوله ومرافقهم هربا من إضطهاد الرومان والحكام 0
وهى التى إختصت المسيحيون حينما هربوا من إضطهاد أعاديهم 0
وهى التى فتحت صدرها للإسلام , فآمن به من آمن وظل على رياضة من ظل فى تسامح فرحب وفى سلام وفى وئام وظل الحب والوئام والسلام 0 عبر السنين وعبر القرون وعبر الآلاف من أشر لا تكدسه الحوادث الصغيرة ولا المشاكل الصغيرة وإذا وجدت مشكلة بين أحد عنصرى الأمة , فهى مشكلة قد توجد بين أصحاب الدين الواحد , أليست مشكلة كالثأر يتوارثها الأبناء و الأصغار بين أصحاب الدين الواحد , ورغم أنها ظاهرة مقيتة , الا أنها من ناحية أخرى توضح أن المشاكل موجودة وأنها قابلة للحل , ليس بين الأديان من فقط بل بين أصحاب الدين الواحد ** والأمثلة كثيرة من مذاهب مختلفة وطوائف مختلفة , ترى خصائصها وإقتتالها كأنه أبدالدهر 0
عزيزى المستمع الكريم 0 إن المشاكل واحدة ومتفرعة ومستعدة يعانى منها المسلم ويعانى منها المسيحى 00 ويعانى منها أصحاب الأديان الأخرى فلدينا مشاكل إقتصادية 0 تعانى جميعا منها ما فرقت بين صاحب ديانة وآخر وما فرقت بين صاحب مذهب وآخر 0 بل أحدثت الفرقة بوجود الأغنياء القلة ووجود الأكثرية المقدمة وهذه هى مربط الفرس !!
* من هنا عزيزى المستمع تعتقد أن أمتنا التى توحدت عبر آلاف السنين 0 مستهدفة 0 وهناك من يريد أن يشعل نار الفتنة لكى يفتت هذا الشعب ويحطم إرادته لكى يحقق مصالحه الخاصة والتناريخ شاهد على أن الأمة عندما توحدت فى ثورة 19 وهو من التاريخ الحديث نجحت الثورة ضد الإستعمار وحينما قامت الحروب المختلفة بيننا وبين العدو الإسرائيلى 00 سقط الشهداء ولم تفرق الرصاصة بين مسلم ومسيحى 00
* عزيزى المستمع 0 نعم نحن أبناء وطن واحد وسنظل أبناء وطن واحد صهرتنا مصر العزيزة فى بوتقة محبتها وتسامحها وسلامها لايفرق بيننا فعرض ولا راغب فى أرضنا و إقتصادنا 00
أيادينا جميعها موحدة واحدة 0 لتبنى بها مصر 00 عيوننا دائما واحدة متوحدة لنظر العدو من الحبيب ولنأخذ جذرنا منه 0
ناجى عبد السلام السنباطى رئيس تحرير مجلة صوت السرو

أرشيف المدونة الإلكترونية